بقلم المهندس/ طارق بدراوي
موسوعة" كنوز أم الدنيا"
حي الحسنية هو أحد أحياء مدينة المنصورة الذى كان أغلب قاطنيه من الأجانب الذين كانوا يقيمون في المنصورة من اليونانيين والأرمن والإيطاليين والإنجليز والشوام وكان منهم الكثير من اليهود وكان هذا الحي في البداية وحتي منتصف القرن التاسع عشر الميلادى عبارة عن أرض بور وكان يتبع قرية ميت حدر إحدى قرى المنصورة القديمة وظل هذا الوضع قائما حتي تم شق شارع السكة الجديدة حيث تم تخطيطه وللمرة الأولى فى تاريخ مدينة المنصورة على النظام الهيبودامى أو ما يسمي بالنظام الشبكي المتعامد فى شكل شوارع مستقيمة ومتقاطعة مثل رقعة الشطرنج بعكس شوارع المنصورة القديمة الضيقة والمتعرجة ومدينة المنصورة مدينة مصرية قديمة وعريقة وهي عاصمة محافظة الدقهلية حاليا ويطلق عليها عروس الدلتا وهي تطل على الضفة الشرقية لفرع دمياط بنهر النيل وتواجه مدينة طلخا أحد مراكز محافظة الدقهلية أيضا والتي لها إدارة مستقلة عن مدينة المنصورة ويربط بينهما كوبرى المنصورة طلخا المعدني القديم والمخصص للمشاة وللسيارات غير كوبرى المنصورة طلخا المعدني للسكك الحديدية والذى يربط محافظات منطقة وسط الدلتا بمحافظات شرق الدلتا حيث يربط مابين محافظات الغربية وكفر الشيخ والمنوفية والقليوبية ومن وراءهما محافظات غرب الدلتا البحيرة والإسكندرية ومطروح وبين محافظات الدقهلية والشرقية ودمياط ومن وراءهما محافظات القناة الثلاثة بور سعيد والإسماعيلية والسويس ومحافظتي شمال وجنوب سيناء وتبعد مدينة المنصورة مسافة حوالي 120 كيلو متر عن مدينة القاهرة عاصمة مصر في الإتجاه الشمالي الشرقي منها ويربط بينها وبين مدينة القاهرة طريق القاهرة / قليوب / بنها / ميت غمر / أجا / المنصورة وأيضا طريق القاهرة / بنها / قويسنا / بركة السبع / طنطا / المحلة الكبرى / المنصورة وقد أنشأها الملك الكامل محمد بن الملك العادل من ملوك الدولة الأيوبية عام 616 هجرية الموافق عام 1219م وكان يطلق عليها إسم جزيرة الورد لأنها كانت محاطة بالمياه من ثلاث جهات وكانت بها أكبر حدائق ورد في مصر .
تغير إسم المدينة ليصبح المنصورة بعد النصر الكبير الذي حققه الشعب المصري على الحملة الصليبية السابعة بقيادة الملك لويس التاسع الفرنسي والتي إنتهت بهزيمة ساحقة له وتم أسره هو وقواده وسجنه في دار القاضي إبراهيم إبن لقمان بالمنصورة والذى يعد حاليا من أهم المزارات الأثرية بها حتي إفتدى نفسه وقواده بالمال مع الإنسحاب بقواته والعودة إلي بلاده وقد ظهرت أول خريطة لمدينة المنصورة في نهاية القرن التاسع عشر الميلادى في عهد الخديوى توفيق عام 1887م بمقياس رسم 1 : 2000 ويتضح منها أن العمران كان مقصورا على الرقعة المحصورة ما بين نهر النيل شمالا والمدافن القديمة مكان الساحة الشعبية حاليا وقد ذكرها المؤرخ الكبير تقي الدين المقريزى في مخطوطاته فقال إن هذه البلد على رأس بحر أشموم والذى سمي فيما بعد البحر الصغير وبناها السلطان الأيوبي الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب في عام 616 هجرية عندما نزل الفرنجة الصليبيون مدينة دمياط وإحتلوها فنزل في موضع هذه البلدة وخيم به وبنى قصرا لسكناه وأمر من معه من الأمراء والقادة والعساكر بالبناء فبنيت هناك عدة دور ونصبت الأسواق وأدار عليها سورا مما يلي البحر يقصد فرع النيل الشرقي وستره بالآلات الحربية والستائر والمتاريس ولم يزل بها حتى دحر الفرنجة الصليبيين وإسترجع مدينة دمياط ثم صارت المنصورة مدينة كبيرة بها المساجد والقصور والحمامات والوكالات والأسواق وجدير بالذكر أن الحملة الصليبية التي يشير إليها مؤرخنا الكبير تقي الدين المقريزى في مخطوطاته هي الحملة الصليبية الخامسة التي قادها حاكم عكا الصليبي جان دى برين والتي إنتهت بهزيمته وطلبه الصلح وإنسحابه إلي عكا مرة أخرى بعدما تكبد خسائر فادحة وكبيرة في أفراد جيشه وعدته وعتاده .
وللوصول إلي حي الحسنية بعد الخروج من محطة قطارات المنصورة يتم التوجه إلي الشارع العتيق المعروف بإسم شارع سور المحطة حيث توجد على اليمين شوارع حى الحسنية ومما يذكر أن شارع سور المحطة كان إسمه قديما شارع مناحم وبالسير فى هذا الشارع يوجد شارع ضيق تجاه مقام سيدى عبد القادر كان يسمى شارع إسرائيل ويوجد أيضا شارع بإسم لوزينا وشارع آخر بإسم كوهين وشارع ثالث بإسم فيلكس ومن الملاحظ أن كل هذه الأسماء أسماء لشخصيات من اليهود الذين أقاموا بالمنصورة علي الرغم من قلة أعدادهم ويرجع ذلك إلي أن اليهود كانوا قد شيدوا في هذه المنطقة المعبد اليهودى الجديد فى عام ١٩١٣م ثم قاموا ببناء بيوتهم على الأراضى المحيطة به وكانت كل عائلة أو شخص تسمي الشارع بإسمها عملا بالقاعدة المصرية القديمة بتسمية الشوارع بإسم عائلة أول شخص يسكن بها ومن ثم تم تسمية شارع إسرائيل بإسم الخواجة ماير إسرائيل والذى كان من كبار أعيان محافظة الدقهلية وقد تغير إسمه ليصبح حاليا شارع الشهيد عبد القادر الحسيني الذى قاوم الاحتلال الإسرائيلي عام 1948م ونال الشهادة في شهر أبريل عام 1948م وتم تسمية شارع مناحم بإسم الخواجة مناحم كوهين سكرتير الطائفة الإسرائيلية وقد تغير إسمه حاليا ليصبح شارع الجامعة العربية وتم تسمية شارع كوهين بإسم أكبر عائلة يهودية كانت تسكن في المنصورة وهى تضم العديد من الأسماء التي كانت معروفة في المدينة مثل الخواجة مخلوف كوهين الذى أسس الكنيس اليهودى فى شارع كوهين والخواجة إبرامينو كوهين عضو المجلس البلدى بالمنصورة وقد تغير إسم هذا الشارع ليصبح حاليا شارع رستم أما شارع فيلكس فقد سمى بإسم الصيدلى فيلكس مهودار وهو من أوائل من فتحوا صيدليات بمدينة المنصورة وقد تغير إسمه حاليا إلي شارع البلتاجي وأيضا شارع لوزينا فقد سمى بإسم إيميلى لوزينا عضو المجلس البلدي وكانت عائلة لوزينا عائلة بارزة بالمجتمع اليهودي بالمدينة ويعد هذا الشارع هو الشارع الوحيد الذى لم يتغير إسمه حتي الوقت الحاضر وعلاوة علي هذه الشوارع كان بالحسنية أيضا شارع فيكتور وشارع إبراهيم داود والذى أصبح شارع غزة حاليا وهي أسماء عائلات وأشخاص يهود إستوطنوا المنطقة حيث كان من السهل على اليهود إقناع المجلس البلدي بتسمية الشوارع بأسمائهم اليهودية وكان ذلك يرجع إلي طبيعة جو التسامح الذي كان سائدا بمصر حينذاك مع الأجانب بمختلف معتقداتهم .
ومما يذكر أيضا في نفس الإطار أن الحكومة المصرية قدمت منحة مالية للطائفة اليهودية مساهمة فى بناء المعبد اليهودى بالحسنية فى ذلك الوقت وكان اليهود حريصين دائما على أن يكون لهم ممثل أو أكثر فى المجلس البلدى للمنصورة حيث كان المجلس البلدى قبل ثورة عام 1952م مكونا من نوعين من الأعضاء المنتخبين أعضاء وطنيين وأعضاء أجانب وقبل الحرب العالمية الثانية بدأ اليهود فى بيع بيوتهم والهجرة من مصر وإستمر ذلك حتي منتصف الخمسينيات وبعد خروجهم تم إختيار أسماء جديدة للشوارع التي كانت تحمل أسمائهم كما ذكرنا في السطور السابقة وبخلاف الشوارع التي تحمل أسماء يهودية كان بحي الحسنية بمدينة المنصورة شوارع تحمل أسماء يونانيين من سكانها منها شارع الخواجة بابا يانوبولو وهو يونانى كان عضوا بالمجلس المحلى وأصبح إسمه اليوم شارع نصحي ويوجد بعده شارع بإسم يونانى آخر هو شارع منجالا بولو وكان أيضا من الشوارع التى حملت أسماء إنجليزية شارع ولكنسون الذى أصبح إسمه حاليا شارع أحد وإلي جانب اليهود واليونانيين والإنجليز الذين كانوا يسكنون في حي الحسنية فإن الحي كان يسكنه أيضا العديد من المصريين منهم عائلة العمرى والتي كان لها الكثير من الممتلكات فى ميت حدر والحسنية وكانت توجد به شوارع بإسم شارع أمين العمرى وشارع طاهر العمرى وشارع علي العمرى وجدير بالذكر أن إسم الحي يعود لعميد هذه العائلة وهو حسني بك العمرى ومما يذكر أيضا أن الكاتب المعروف أنيس منصور كان من سكان شارع كوهين بحي الحسنية والذى أصبح بعد ذلك إسمه شارع رستم وحكي كثيرا عن ذكرياته مع جيرانه من الأقباط واليهود والذين كان منهم زملاء له أثناء الدراسة وكانوا كثيرا ما يتجمعون معا في بيت أحدهم ويتناولون الطعام معا دون أي تفرقة أو حساسيات وكان ذلك من مظاهر الرقي وسمو الأخلاق في العلاقة بين المصريين واليهود الذين عاشوا علي أرض مصر حيث فرق المصريون بين الصهيونية كحركة إستعمارية غاشمة تسعي لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وبين الديانة اليهودية التي كان يدين بها العديد من المواطنين الذين كانوا يقيمون في المنصورة وفي مصر عموما في سلام وأمان مع جيرانهم من المصريين المسلمين والأقباط والذين كان منهم الكثير ممن يحملون الجنسية المصرية .
ويشمل حي الحسنية بالمنصورة العديد من المعالم الهامة منها جامع حسين العمرى وهو جامع تراثي بديع كان قد أسسه والده حسني بك العمرى الذى ينسب له حي الحسنية وكان حسني بك قد بني له ضريح بجوار الجامع إلا أن رفاته نقلت إلي مدافن المنصورة وتم إزالة الضريح وكان الشارع الموجود به هذا الجامع شارع صغير يسمي شارع الجامع لكن عندما قام محافظ الدقهلية سعد الشربيني بتوسعة شارع بنك مصر أصبح هذا الشارع يسمي شارع حسين بك وكان أيضا من المعالم الهامة في حي الحسنية والتي شيدتها جماعة الأخوة الراهبين الكاثوليكية مدرسة الفرير في عام 1889م والتي كانت تعد من ارقي المدارس علي مستوى العالم وكان مكان هذه المدرسة في مكان مدرسة عمر بن الخطاب التي توجد في شارع حسين بك وكانت مدرسة الفرير قد أغلقت عام 1944م بعد أن قدمت خدمات جليلة لأبناء المنصورة وعلاوة علي ذلك كانت الجماعة المذكورة في السطور السابقة قد أنشأت كنيسة صغيرة ملحقة بالمدرسة سميت كنيسة القديس لويس التاسع والتي إندثرت حاليا ولم يعد لها وجود وكان من المعالم الهامة أيضا بحي الحسنية كنيسة مارى إلياس الخاصة بطائفة الموارنة الكاثوليك وهي طائفة كاثوليكية سورية الأصل عاش معظم أفرادها في قرى لبنان وسميت بهذا الإسم نسبة إلي الراهب السورى مارى مارون وإشتهر أفرادها بالهجرة من لبنان إلي شتي بقاع العالم وكانت مصر من ضمن البلاد التي هاجروا إليها بأعداد كبيرة وعاش منهم الكثيرون في مدينة المنصورة وكان لهم تأثير كبير علي المدينة وتراثها وشيدوا بها العديد من المباني والعمارات التراثية بحي الحسنية وفي شارع السكة الجديدة كان أغلبها ملكا لعائلة صعب اللبنانية الأصل كما كان عدد كبير من أطباء المنصورة من أبناء هذه الطائفة وفي عام 1891م قدم أعيان هذه الطائفة طلبا للمجلس البلدى بإنشاء كنيسة لهم بتبرعاتهم ووافق المجلس البلدى وتم بالفعل بناء الكنيسة في شارع حسين بك وكان أكبر المتبرعين خليل بك صعب عميد عائلة صعب المشار إليها وتم إفتتاح الكنيسة عام 1894م وسميت كنيسة مارى إلياس وقام خليل بك صعب أيضا بإنشاء جمعية خيرية لمساعدة فقراء الطائفة المارونية مع أن أبناء هذه الطائفة لم يكن منهم فقراء بالمعني المعروف حيث كانوا من الميسورين إلي حد كبير وذلك بالإصافة إلي مساهمته في تشييد العديد من الكنائس الخاصة بالطائفة في عدة مدن مصرية وحين توفاه الله تم دفنه علي مقربة من الكنيسة المارونية بالقاهرة التي كان قد تبرع بالأرض التي بنيت عليها هذه الكنيسة ومما يذكر أن أبناء هذه الطائفة بدأوا يهاجرون من مصر تدريجيا منذ حقبة الأربعينيات من القرن العشرين الماضي ولم يعد لهم وجود في مدينة المنصورة حاليا وأهملت كنيستهم حتي تحولت في الوقت الحاضر إلي أطلال .
وكان من ضمن الكنائس التي شملها حي الحسنية كنيسة طائفة الروم الأرثوذوكس والتي تم بناؤها بناءا علي المرسوم الملكي الذى تم نشره بجريدة الوقائع المصرية رقم 4 في يوم 23 أبريل عام 1946م ثم صدور قرار تأسيسها الذى صدر من الملك فاروق من قصر القبة في يوم 14 مايو عام 1946م وهي تقع في شارع سور المحطة وهي تتميز بطراز معمارى بديع وأطلق عليها إسم كنيسة القديس نيقولاس وكانت من تصميم المهندس المعمارى الإيطالي القدير جيراسيمو غليونجي وتم إفتتاحها عام 1947م ومنذ ذلك التاريخ وهي تقوم بأداء العديد من الخدمات لروادها بشكل يومي وطائفة الروم الأرثوذوكس التي تتبعها هذه الكنيسة من أعرق الطوائف في مصر ويتميز أفرادها في مدينة المنصورة بعلاقات طيبة ونشاط مجتمعي ملموس بالمشاركة مع سكان المنصورة من كافة الطوائف الأخرى سواء المسلمين أو المسيحيين من الطوائف الأخرى أو اليهود وفي النهاية لابد وأن نذكر أن حي الحسنية كان يعد مجمعا للأديان السماوية الثلاثة فبخلاف المساجد والكنائس التي يشملها الحي فقد كان أيضا مقرا للمعبد اليهودى الذى عرف بإسم كنيس مخلوف كوهين والذى جاء ذكره في السطور السابقة والذى كان يقع بشارع كوهين الذى أصبح حاليا إسمه شارع رستم وقد تم إنشاء هذا الكنيس علي يد الخواجة مخلوف كوهين وزوجته سمحا كوهين عام 1913م وظل اليهود الذين كانوا يسكنون في المنصورة يؤدون به شعائرهم الدينية حتي عام 1956م وكان من يشغل منصب محافظ الدقهلية يحرص علي تقديم التهنئة لهم في أعيادهم المختلفة ويذكر سكان المنصورة القدامي الذين كانوا يسكنون علي مقربة من هذا الكنيس أنهم كانوا يسمعون التراتيل التي كانت تتلي به وأن جميع سكان الحي من كافة الأديان كانوا يعيشون معا في سلام ومحبة ووئام وكان يوجد بجوار هذا الكنيس مخبز متخصص في صنع الخبز اليهودى الغير مختمر والذى كان يوزع في كل بلدان الدلتا وفي فترة الستينيات من القرن العشرين الماضي إندثر هذا الكنيس والمخبز وأصبحا مجرد أطلال وبخلاف المعبد اليهودى بحي الحسنية كان حي الحسنية مقرا للمحفل الماسوني والذى قام بإنشاء مدرسة إبتدائية للبنات ظلت لسنوات طويلة تحمل إسم مدرسة المحفل الماسوني كما أن مدرسة الملك الكامل الثانوية للبنين وهي من أقدم وأشهر مدارس المنصورة ومصر عموما كان مقرها في البداية مكان مدرسة الفرير بشارع حسين بك ثم إنتقلت بعد عدة سنوات إلي مكانها الحالي وفضلا عن ذلك يشمل حي الحسنية أيضا مدرسة السلام للغات وكانت في الأصل هي مدرسة الأمريكان والتي كانت تابعة للطائفة الإنجيلية بالمنصورة والتي كانت من أقدم وأعرق المدارس في مدينة المنصورة وفي الوجه البحرى بوجه عام وتخرج منها آلاف الطلبة والطالبات وكان أيضا من ضمن المباني والمنشآت العامة بحي الحسنية مقر القنصلية الفرنسية بالمنصورة ومكاتب الصحف الكبرى ومكاتب العديد من التوكيلات التجارية .
وإشتهر أيضا حي الحسنية بأنه كان مقرا للعديد من الورش المتخصصة في صيانة وإصلاح السيارات والتي كان أغلب ملاكها من اليونانيين الذين كانوا يسكنون في المنصورة بحي الحسنية حيث فضلوا أن تكون ورشهم علي مقربة من مقر سكنهم ولما تم فتح توكيلات لبيع السيارات فيما بعد فضل أصحاب الورش فتحها إلي جوار هذه التوكيلات تسهيلا لتقديم خدماتها لأصحاب السيارات كما أنه مع مرور الزمن ومع إنتقال الكثير من الأجانب خاصة ميسورى الحال والأغنياء للسكن في حي تورييل الجديد والذى يقع شرقي المدينة بداية من حقبة الأربعينيات من القرن العشرين الماضي تحول حي الحسنية من حي لسكن الأثرياء والموسرين والأغنياء إلي حي أقرب ما يكون من الأحياء الشعبية وإزداد عدد الورش بالحي تزايدا كبيرا كما إنتشرت به محال بيع قطع غيار وإكسسوارات وكماليات السيارات وأيضا محال زجاج السيارات وورش تصنيع الأثاث والموبيليا ومع نزوح الأجانب من المنصورة ومن مصر عموما منذ الخمسينيات وحتي بداية الستينيات من القرن العشرين الماضي باع اليونانيون ورشهم للصنايعية الكبار الذين كانوا يعملون معهم وبذلك نشات أجيال جديدة من الصنايعية المصريين ولذلك يقول سكان المنصورة إن من إمتلك سيارة في المدينة أو في المدن والقرى المجاورة لابد وأن يكون قد زار حي الحسنية بحثا عن قطعة غيار لسيارته أو إستبدال زجاجها المكسور أو سمكرتها وإعادة دهانها وعلاوة علي كل ما سبق إنتشرت أيضا بحي الحسنية محال بيع المعدات والآلات الزراعية نظرا لقرب الحي من محطة القطار الرئيسية بالمدينة مما يسهل وصول القادمين من القرى والمدن المجاورة إلي هذه المحال لشراء ما يلزمهم من آلات ومعدات في مزارعهم وحقولهم .
|