بقلم المهندس/ طارق بدراوي
موسوعة" كنوز أم الدنيا"
شارع إبن خلدون هو أحد شوارع منطقة السكاكيني بحي الظاهر بالقاهرة والذى يمتد من شارع الشرفا حتي يتقاطع مع ميدان السكاكيني الذى تمتد من حوله أربعة شوارع وإمتداداتها كلها تؤدى إليه وهذه الشوارع هي شارع إبن خلدون وإمتداده وشارع حبيب السكاكيني وإمتداده وشارع محمود فهمي المعمارى وإمتداده وشارع الشيخ قمر وإمتداده ثم يواصل مساره ويتقاطع مع شارع قنطرة غمرة ثم يستمر في مساره حتي ينتهي بتقاطعه مع شارع بورسعيد وينسب هذا الشارع لمؤسس علم الإجتماع المعروف بإبن خلدون وهو العلامة عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خلدون الحضرمي والذى ولد بتونس في يوم 27 مايو عام 1332م وحفظ القرآن الكريم في وقت مبكر من طفولته وكان والده هو معلمه الأول كما درس على كبار علماء عصره علوم التفسير والحديث والفقه المالكي والأصول والتوحيد كما درس علوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة وأدب ودرس كذلك علوم المنطق والفلسفة والطبيعة والرياضيات وكان في جميع تلك العلوم مثار إعجاب أساتذته وشيوخه وكان أكثر أساتذته تأثيرا في فكره وثقافته الإمام محمد بن عبد المهيمن الحضرمي إمام المحدثين والنحاة في المغرب ومحمد بن إبراهيم الآبلي الذي أخذ عنه علوم الفلسفة والمنطق والطبيعة والرياضيات وعندما إنتشر وباء الطاعون في عام 1348م كان لهذا الحادث أثر كبير في حياة إبن خلدون فقد قضى على أبويه كما قضى على كثير من شيوخه الذين كان يتلقى عنهم العلم في تونس أما من نجا منهم فقد هاجر إلى المغرب الأقصى عام 1349م فلم يعد هناك أحد يتلقى عنه العلم أو يتابع معه دراسته وبعد أن نال إبن خلدون قسطا كبيرا من العلم إتجه إلى الوظائف العامة وبدأ يسلك الطريق الذي سلكه أجداده من قبل وإلتحق بوظيفة كتابية في بلاط بني مرين ولكنها لم تكن لترضي طموحه وعينه السلطان أبو عنان ملك المغرب الأقصى عضوا في مجلسه العلمي بمدينة فاس فأتيح له أن يعاود الدرس على أعلامها من العلماء والأدباء الذين نزحوا إليها من تونس والأندلس ولكن سرعان ما إنقلبت الأحوال بإبن خلدون حينما بلغ السلطان أبو عنان أن إبن خلدون قد إتصل بأبي عبد الله محمد الحفصي أمير بجاية المخلوع وأنه دبر معه مؤامرة لإسترداد ملكه فسجنه أبو عنان وبرغم ما بذله إبن خلدون من شفاعة ورجاء فإن السلطان أعرض عنه وظل إبن خلدون في سجنه نحو عامين حتى توفي السلطان عام 1358م .
ولما آل الحكم إلى أبي سالم أبي الحسن صار إبن خلدون ذا حظوة ومكانة عظيمة في ديوانه حيث ولاه السلطان كتابة سره وإرسال الرسائل بإسمه وسعى إبن خلدون إلى تحرير الرسائل من قيود السجع التي كانت سائدة في عصره كما نظم الكثير من الشعر في تلك المرحلة التي تفتحت فيها موهبته الشعرية وظل في تلك الوظيفة لمدة عامين حتى ولاه السلطان أبو سالم مهمة التحكيم في المظالم فأظهر فيها من العدل والكفاية ما جعل شأنه يعظم مما أثار عليه حقد كثير من أقرانه ومعاصريه ما بلغه من شهرة ومكانة وسعوا بالوشاية بينه وبين السلطان حتى تغير عليه ولما ثار رجال الدولة على السلطان أبي سالم وخلعوه وولوا مكانه أخاه تاشفين بادر إبن خلدون إلى الإنضمام إليه فأقره على وظائفه وزاد له في رواتبه ولكن طموح إبن خلدون كان أكبر من تلك الوظائف فقرر السفر إلى غرناطة ببلاد الأندلس في عام 1362م وهناك لقي إبن خلدون قدرا كبيرا من الحفاوة والتكريم من السلطان محمد بن يوسف بن الأحمر سلطان غرناطة ووزيره لسان الدين بن الخطيب الذي كانت تربطه به صداقة قديمة وكلفة السلطان بالسفارة بينه وبين ملك قشتالة الكاثوليكي لعقد الصلح بينهما وقد أدى إبن خلدون مهمته بنجاح كبير فكافأه السلطان على حسن سفارته بإقطاعه أرضا كبيرة ومنحه الكثير من الأموال فصار في رغد من العيش في كنف سلطان غرناطة ولكن ومرة أخرى لم تدم سعادة إبن خلدون طويلا بهذا النعيم إذ لاحقته وشايات الحاسدين والأعداء حتى أفسدوا ما بينه وبين الوزير إبن الخطيب الذي سعى به بدوره لدى السلطان وعندئذ أدرك إبن خلدون أنه لم يعد له مقام بغرناطة بل والأندلس كلها وفي تلك الأثناء أرسل إليه أبو عبد الله محمد الحفصي أمير بجاية الذي إستطاع أن يسترد عرشه يدعوه إلى القدوم إليه ويعرض عليه أن يوليه الحجابة وفاءا لعهده القديم له فغادر إبن خلدون الأندلس إلى بجاية فوصلها في منتصف عام 1365م وإستقبله أميرها وأهلها إستقبالا حافلا .
وظل إبن خلدون في رغد من العيش وسعة من الرزق والسلطان حتى إجتاح أبو العباس أحمد صاحب قسطنطينة مملكة إبن عمه الأمير أبي عبد الله وقتله وإستولى على البلاد فأقر إبن خلدون في منصب الحجابة حينا ثم لم يلبث أن عزله منها فعرض عليه الأمير أبو حمو سلطان تلمسان منصب الحجابة على أن يساعده في الإستيلاء على بجاية بتأليب القبائل وإستمالتها إليه لما يعلمه من نفوذه وتأثيره ولكن إبن خلدون إعتذر عن قبول الوظيفة وعرض أن يرسل أخاه يحيى بدلا منه إلا أنه إستجاب إلى ما طلبه منه من حشد القبائل وإستمالتها إليه إلا أن الأمور إنتهت بهزيمة أبي حمو وفراره ومن ثم عاد إبن خلدون إلى الفرار من جديد بعد أن صار مطاردا من كل حلفائه وترك إبن خلدون أسرته بفاس ورحل إلى الأندلس من جديد فنزل في ضيافة سلطانها إبن الأحمر حينا ثم عاد إلى المغرب مرة أخرى وقد عقد العزم على أن يترك شئون السياسة ويتفرغ للعلم والقراءة والتصنيف وإتجه إبن خلدون بأسرته إلى أصدقائه من بني عريف فأنزلوه بأحد قصورهم في قلعة إبن سلامة بمقاطعة وهران بالجزائر وقضى إبن خلدون مع أهله في ذلك المكان القصي نحو أربعة أعوام نعم خلالها بالهدوء والإستقرار وتمكن من تصنيف كتابه المعروف العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر والذي صدره بمقدمته الشهيرة التي تناولت شئون الإجتماع الإنساني وقوانينه وقد فرغ إبن خلدون من تأليفه وهو في نحو الخامسة والأربعين من عمره بعد أن نضجت خبراته وإتسعت معارفه ومشاهداته .
وبعد أن قضى إبن خلدون مدة في الأندلس عاد مرة أخرى إلى تونس وظل عاكفا على البحث والدراسة حتى أتم تنقيح كتابه وتهذيبه وخشي أن يزج به السلطان إلى ميدان السياسة الذي قرر الإبتعاد عنه فعزم على مغادرة تونس ووجد في رحلة الحج ذريعة مناسبة يتوسل بها إلى السلطان ليخلي سبيله ويأذن له في الرحيل ووصل إبن خلدون إلى الإسكندرية في شهر ديسمبر عام 1382م وأقام بها شهرا ليستعد لرحلة السفر إلى مكة المكرمة ثم توجه إلى القاهرة فأخذته تلك المدينة الساحرة بكل ما فيها من مظاهر الحضارة والعمران وقد وصف إبن خلدون وقعها في نفسه وصفا رائعا وقد لقي الحفاوة والتكريم من أهلها وعلمائها وإلتف حوله طلاب العلم ينهلون من علمه فإتخذ إبن خلدون من الأزهر مدرسة يلتقي فيها بتلاميذه ومريديه وقد أخذ عنه العلم عدد كبير من الأعلام والعلماء والمؤرخين منهم تقي الدين المقريزي وإبن حجر العسقلاني وفضلا عن ذلك لقي إبن خلدون تقدير وإحترام السلطان المملوكي الظاهر برقوق الذي عينه لتدريس الفقه المالكي بمدرسة القمحية كما ولاه منصب قاضي قضاة المالكية فلم يدخر إبن خلدون وسعا في إصلاح ما لحق بالقضاء في ذلك العهد من فساد وإضطراب وأبدى صرامة وعدلا شهد له بهما كثير من المؤرخين وكان حريصا على المساواة متوخيا للدقة عازفا عن المحاباة وقد جلب له ذلك عداء الكثيرين فضلا عن حساده الذين أثارتهم حظوته ومكانته لدى السلطان وإقبال طلاب العلم عليه ولم يبد إبن خلدون مقاومة لسعي الساعين ضده فقد زهدت نفسه في المناصب خاصة بعد أن فقد زوجته وأولاده وأمواله حينما غرقت بهم السفينة التي كانت تقلهم من تونس إلى مصر بالقرب من الإسكندرية وقبل أن يصلوا إليها بمسافة قصيرة وترك إبن خلدون منصبه القضائي عام 1385م بعد عام واحد فقط من ولايته له وما لبث السلطان أن عينه أستاذا للفقه المالكي بالمدرسة الظاهرية البرقوقية بعد إفتتاحها عام 1386م ولكن وشايات الوشاة ومكائدهم لاحقته حتى عزله السلطان فإستأذن إبن خلدون في السفر إلى فلسطين لزيارة بيت المقدس وقد وصف إبن خلدون رحلته هذه وصفا دقيقا في كتابه التعريف بإبن خلدون ورحلاته شرقا وغربا .
وقد شاءت الأقدار لإبن خلدون بعد زيارته للقدس الشريف أن يقابل القائد التتري المعروف بإسم تيمور لنك في مدينة دمشق وكانت هذه المرحلة في حياته من أكثر مراحل حياته إثارة حيث أثرت هذه الحادثة علي تجديد خبرة إبن خلدون في أساليب التعامل مع الحكام وإستخدام الدبلوماسية للوصول إلى الغاية وظهر ذلك عندما قرر إبن خلدون الذي كان موجودا في دمشق أثناء حصار تيمور لنك لها عام 803 هجرية الوصول إليه راجيا إياه بألا يستبيح دمشق وأهلها وألا يقوم بتدميرها فتدلى بحبل إلى أن خرج من أسوارها ووصل إلى تيمور لنك وإستخدم ما يعرفه عن هذا القائد من معلومات تشير إلى إيمانه الشديد بعلوم التنجيم والطب إذ عرف عنه ملازمة المنجمين والأطباء له نظرا لإعتماده الكبير عليهم وإستشارتهم في كل ما يقوم به من أمور وما يتخذه من قرارات مما دفع إبن خلدون للإعتماد على معرفته بالمنجم والطبيب اليهودي المشهور إبراهيم بن زرزر للتأثير على تيمور لنك حيث أخبر تيمور لنك بأن إبن زرزر كان قد تنبأ بظهوره قبل عشرين عاما وبأنه سيصبح ذا شأن عظيم بالإضافة إلى ما إستخدمه إبن خلدون من رصانة في الأسلوب ومنطق في الكلام لإقناعه بأنه كان يتمنى أن يحظى بلقائه منذ أربعين عاما فأُعجب تيمور لنك بكلام إبن خلدون وطلب منه البقاء إلا أن إبن خلدون الذي لم يرفض طلبه هذا إستأذنه للسفر لإحضار أهله وكتبه فسمح له بذلك فغادر إبن خلدون إلى مصر بأعجوبة وعندما عاد إبن خلدون إلى مصر سعى لإسترداد منصب قاضي القضاة حتى نجح في مسعاه ثم عزل منه بعد عام في شهر فبراير عام 1402م ولكنه عاد ليتولاه مرة أخرى في يناير عام 1403م .
ويعد إبن خلدون المنشئ الأول لعلم الإجتماع وتشهد مقدمته الشهيرة بريادته لهذا العلم فقد عالج فيها ما يطلق عليه الآن المظاهر الإجتماعية أو ما أطلق عليه هو واقعات العمران البشري أو أحوال الإجتماع الإنساني وقد إعتمد إبن خلدون في بحوثه على ملاحظة الظواهر الإجتماعية في الشعوب التي أتيح له الإحتكاك بها والحياة بين أهلها وتعقب تلك الظواهر في تاريخ هذه الشعوب نفسها في العصور السابقة وتبدو أصالة إبن خلدون وتجديده في علم التاريخ واضحة في كتابه الضخم العبر وديوان المبتدأ والخبر وتتجلى فيه منهجيته العلمية وعقليته الناقدة والواعية حيث إنه يستقرئ الأحداث التاريخية بطريقة عقلية علمية فيحققها ويستبعد منها ما يتبين له إختلاقه أو تهافته أما التجديد الذي إتبعه إبن خلدون فكان في تنظيم مؤلفه وفق منهج جديد يختلف كثيرا عن الكتابات التاريخية التي سبقته فهو لم ينسج على منوالها مرتبا الأحداث والوقائع وفق السنين على تباعد الأقطار والبلدان وإنما إتخذ نظاما جديدا أكثر دقة فقد قسم مصنفه إلى عدة كتب وجعل كل كتاب في عدة فصول متصلة وتناول تاريخ كل دولة على حدة بشكل متكامل وهو يتميز عن بعض المؤرخين الذين سبقوه إلى هذا المنهج بالوضوح والدقة في الترتيب والتبويب والبراعة في التنسيق والتنظيم والربط بين الأحداث وقد توفي إبن خلدون في عام 1406م عن عمر بلغ ستة وسبعين عاما وهو في منصب قاضي القضاة وتم دفنه في مقابر الصوفية عند باب النصر شمال القاهرة .
ومما يذكر أنه في مواجهة شارع إبن خلدون وفي وسط ميدان السكاكيني قام حبيب السكاكيني باشا ببناء قصر رائع الجمال لا مثيل له علي الطراز الإيطالي حيث كلف شركة إيطالية متخصصة بإنجاز هذا العمل الضخم على أن يكون نسخة من أحد القصور التي شاهدها في إيطاليا وأعجب به ووقع في غرامه وبذلك أصبح من أبرز المعالم التي تقع في مواجهة شارع إبن خلدون قصر حبيب السكاكيني باشا والذى بني علي مساحة 2700 متر مربع تقريبا ويضم أكثر من 50 غرفة ويبلغ إرتفاعه 5 طوابق ويحتوى على أكثر من 400 نافذة وباب وحوالي 300 تمثال منها تمثال نصفى لحبيب السكاكيني باشا يوجد أعلى المدخل الرئيسي للقصر إلى جانب تمثال لفتاة يسمى تمثال درة التاج نجده يتكرر في أماكن كثيرة من القصر ومعظم هذه التماثيل من الرخام ويحيط بالقصر حديقة مساحتها صغيرة فصلته إلى حد ما عما حوله من مباني وفي الجزء الخلفي منها توجد نافورة أمامها تمثالان لأسدين من الجرانيت الأبيض كما يميز القصر القباب المخروطية البيزنطية الطراز التي تغطي الأبراج الأربعة المتواجدة بكل ركن من أركانه غير القبة الكبرى التي تغطي وسط الدور العلوى من القصر وبالطابق الأرضي منه توجد صالة رئيسية يؤدى إليها الباب الرئيسي للقصر وهو مصنوع من الخشب المزين بالحديد المشغول وأرضيتها من الرخام الإيطالي الفاخر مساحتها 6 في 10 متر وبها عدد 6 أبواب تؤدى إلى قاعات القصر المختلفة وهي قاعات الإستقبال والإحتفالات الرسمية والطعام وحوائط القاعات عليها براويز مرسومة بيد رسامين وفنانين إيطاليين والأسقف مزينة بالزخارف الزيتية أما الأدوار العلوية فهي عبارة عن حجرات النوم والمعيشة وخدماتها لأفراد أسرة السكاكيني باشا وبالقصر أيضا بدروم ينخفض عن سطح الأرض بحوالي متر واحد وبه عدد 3 قاعات متسعة وعدد 4 صالات ودورات مياه وغرفتان وكان مخصصا للخدم والمطابخ والمغاسل وخدمات القصر وللوصول إلى الأدوار العليا فذلك كان إما بإستخدام السلم الخشبى الذى يأخذ الشكل الحلزونى بعد الدور الثانى أو بإستخدام المصعد الكهربائي الموجود بالطابق الأول . وقد توفي السكاكيني باشا عام 1923م في عهد الملك فؤاد الأول ولم يكن هناك لحبيب السكاكيني باشا من زوجته هنريت التي توفيت قبله بسنوات عديدة وتحديدا في عام 1902م سوى إبنه الوحيد هنري المولود في القاهرة عام 1890م والذي أجاد اللغتين التركية والفرنسية بطلاقة إلي جانب اللغة العربية وقد حصل على الجنسية الفرنسية للإستفادة من الإمتيازات التي كان يتمتع بها الأجانب في مصر حينذاك والإبن هنري كما جاء في سجلات دراسة هجرة الشوام إلى مصر لمسعود ضاهر قد حصل على درجة الدكتوراة في الحقوق من جامعة باريس عام 1915م في حياة والده وهو في سن 25 عاما بعد أن نال الماجستير في تاريخ مصر القديمة عام 1911م وهو لم يزل في الحادية والعشرين من عمره وقد عاش الإبن هنرى وأسرته في القصر حتي عام 1952م وبعدها قام ورثة القصر بالتبرع به إلي وزارة الصحة حيث كان أحدهم طبيبا وتم إستخدامه لفترة كمتحف للتثقيف الصحي ثم تم نقل معروضات المتحف إلى مكان آخر إلى أن جاء عام 1987م حيث تم تسجيل القصر كأثر في هيئة الآثار المصرية وكان القصر إلي وقت قريب مفتوح للزوار ويفد إليه الكثير من طلبة كليات الفنون الجميلة والتطبيقية حيث يتجولون داخله لدراسة التماثيل والزخارف التي تملأ القصر وللأسف فإن حالة القصر الحالية لاتسر عدو أو حبيب ويشكو القصر الفخم المنيف من الإهمال الشديد شأنه شأن العديد من القصور الأثرية الهامة التي لامثيل لها في العالم كله مثل قصر الزعفران بالعباسية والذى تشغله إدارة جامعة عين شمس وقصر الأمير يوسف كمال بالمطرية وقصر الأمير سعيد باشا حليم بشارع شامبليون بوسط القاهرة وقصر الأمير عمر طوسون بشبرا وقصر الكسان باشا بأسيوط وقصر الشناوى بالمنصورة وغيرها حيث نجد أن القصر حاليا فى حالة يندى لها الجبين حيث ضرب الإهمال كل مكان به إلي جانب ظهور شروخ وتصدعات فى جميع حوائط وأسقف القصر والتماثيل التي كانت تزينه إما أنها قد إختفت أو تهشمت أو فى أحسن الأحوال تعلوها الأتربة تبكى حزنا على أمجاد القصر وأيامه وعليه فالقصر يحتاج إلي ترميم وإصلاح شامل ولكن للأسف الشديد يقف التمويل اللازم لذلك حائلا حاليا دون تحقيق هذا الهدف خاصة أنه في السنوات الأخيرة ومع إنحسار حركة السياحة الوافدة إلي البلاد في الست سنوات الأخيرة قلت إيرادات وزارة الآثار بشكل كبير مما أدى إلي توقف العديد من مشاريع إصلاح وترميم العديد من المنشآت والمعالم والمناطق الأثرية في أنحاء عديد ة من محافظات مصر .
|