بقلم المهندس/ طارق بدراوي
موسوعة" كنوز أم الدنيا"
شارع الشهيد سيد زكريا هو أحد أكبر شوارع منطقة مساكن شيراتون التي تقع علي مقربة من مطار القاهرة الدولي شرق طريق العروبة والتي تعد إمتدادا لضاحية مصر الجديدة التي تعد من أرقي ضواحي القاهرة وينسب هذا الشارع إلي البطل الشهيد الجندى سيد زكريا خليل أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة وهو أحد أبناء صعيد مصر وتحديدا من قرية البياضية التابعة لمدينة الأقصر وكان من مواليد عام 1949م وواكب وهو شاب صغير نكسة الخامس من يونيو عام 1967م وحزن حزنا جما مثله مثل باقى أبناء شعب مصر العظيم ومن منظوره الضيق للأمور أبدى دهشته لأخيه الأكبر محمود كيف لهذا الكيان الصهيونى أن تكون له الغلبة على هذه الأمة العريقة بتاريخها وإمكانياتها ولم يكن يعلم أن إسرائيل ما هى إلا مخلب قط للإستعمار البغيض ولم تهدأ نفسه إلا عندما أصر علي ضرورة الأخذ بالثأر وكان للصفات التى يتمتع بها أبناء الصعيد من جلد وصبر وقوة تحمل ومن خشونة الطبيعة وصعوبة الحياة أثرها فى إختيار سيد زكريا بعد إلتحاقه بالخدمة العسكرية ضمن صفوف سلاح الصاعقة حيث أثبت فى تدريباتها مهارة فائقة دفعت به ضمن أقوى تشكيلاتها وذلك ضمن أفراد الكتيبة التى كان يقود رجالها العميد برادة وفى ثانى أيام معركة التحرير كلف سيد مع مجموعة من أبطال الصاعقة بالتوجه إلى عمق سيناءعلى الجانب الآخر من منطقة الممرات الجبلية بسيناء لمنع قوات العدو الإحتياطية من إجتياز أحد هذه الممرات ووقف تقدمها على الأقل لمدة 24 ساعة حتى يكتمل عبور قواتنا المدرعة لقناة السويس وقبل أن يأخذ الرجال أماكنهم فى الهليوكوبتر المعدة لنقلهم إلى مكان العملية وأثناء تزويدهم بالأسلحة والذخائر والتعيين من أطعمة ومشروبات تكفيهم لمدة 24 ساعة على الأقل فوجئ النقيب على قائد هذه المجموعة بسيد يرفض إستلام المعلبات الغذائية فسأله لماذا يرفض أخذ التعيين فأجابه سيد بأنه يريد بدلا منه كمية من الذخائر فرد عليه قائده قائلا إن مدة العملية 24 ساعة وعلى الأقل يجب عليه أن يتناول خلالها طعام فرد عليه سيد بأنه يكفيه زمزمية الماء وأنه يمكنه الصبر علي الجوع والعطش ولكن لا يمكنه أن يتحمل أن تنفذ ذخيرته ويكون العدو أمامه ولا يستطيع التعامل معه وإستجاب له قائده وأمر له بكميات إضافية من الذحيرة علي حساب تعيينه وبما لا يسبب له عائقا أثناء حركته وأدائه لمهامه المكلف بها .
وأقلعت الطائرة الهليوكوبتر فى الجو برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ورويدا رويدا حطت بهم بحذر فى النقطة المطلوبة وما هى إلا عدة ثوان وكان الرجال جميعهم خارج الطائرة بأسلحتهم وذخائرهم وبنفس السرعة عادت الطائرة لكى لا تكشف مكان هؤلاء الأبطال الذين إنتشروا بسرعة الفهود فى مسرح العملية يهيئون الأرض تجهيزا مناسبا ومستخدمين الثنيات الطبيعية فى الإختباء وتشوين الذخائر فى الخلف بين صخور المنطقة مستخدمين أعشاب المنطقة غطاء لخوذاتهم وملابسهم زيادة فى التمويه وظلوا منذ صباح هذا اليوم فى حالة تامة من السكون والحذر والترقب حتى عصر اليوم نفسه حينما ترامى إلى مسامعهم أصوات جنازير دبابات قادمة من جهة الشرق تعلوها طائرة هليوكوبتر تتقدمهم لتأمين الطريق وإقتربت مدرعات العدو وطائرته وإستمر سيرهم الطبيعى فى إتجاه الأبطال دون أن يبدو عليهم أنهم قد إكتشفوا الكمين الذى ينتظرهم وذلك لحسن إنتشار رجال الصاعقة المصرية وحسن تخفيهم عن الأنظار ولرباطة جأشهم وعدم صدور ما من شأنه لفت الإنتباه إليهم على الرغم من دنو الخطر القاتل منهم وما هى إلا لحظات وكان رتل مدرعات العدو القادم فى خيلاء وغرور نحو الممر الجبلى فى متناول أسلحة أبناء مصر من أبطال الصاعقة وكانت لحظة البداية عندما إنفجر أحد الألغام المضادة للمدرعات التى زرعها أبناء مصر فى إحدى دبابات العدو فشلت حركتها ولم يعط رجال الصاعقة الفرصة لباقى دبابات العدو للتفكير فيما أصاب دبابتهم المندفعة فى خيلاء أمامهم وإنهالت القذائف عليهم ذات اليمين وذات اليسار فما كان منهم سوى الإنسحاب للخلف فى سرعة عالية كما هى عادتهم إذا ما إصطدموا بمقاومة شديدة مخلفين ورائهم عددا من الدبابات المدمرة والتى بدأ أفراد أطقمها فى محاولة الخروج منها لكن طلقات رشاشات أبناء مصر كانت تحصد أرواحهم وبكل السرعة المطلوبة قامت مجموعة الصاعقة بتعديل أوضاعها وإستعواض الذخائر وكما توقعوا عاد العدو فاتحا تشكيله ممطرا المنطقة بوابل من نيران أسلحته المختلفة مما نتج عنه هذه المرة خسائر كبيرة بين رجال الصاعقة ولكنهم تشبثوا بالأرض بكل قوة ودارت معركة متلاحمة بين الصاعقة المصرية بصدورهم العارية ودروع الفولاذ فقام الجندى سيد زكريا مع رفاقه من حاملى قذائف الآر بي جي المضادة للدبابات بالتسلل بين دبابات العدو يناورونها ويتخللوا صفوفها ويتجنبوا جنازيرها المفترسة ويلتفون خلفها لتجنب رشاشاتها ويصوبون قذائفهم نحوها فزادت خسائر العدو من المدرعات بصورة لم يكن يتوقعها وما كان منه إلا الإنسحاب للمرة الثانية بعد أن فشل فى إجتياز الممر الجبلى والوصول لدعم قواته التى لم تستسلم بحصون خط بارليف ومنع تقدم القوات المصرية الزاحفة بثبات داخل سيناء .
وقام أبطال الصاعقة المصريين بجمع أشلاء شهدائهم وحملوا جرحاهم للخلف محتمين بالمنطقة الصخرية التى يخترقها الممر وقد اوشكت مهمتهم على الإنتهاء بعد أن أوشكت الشمس علي المغيب كاسية الكون بحمرة داكنة وساد السكون والصمت المكان وكأنه السكون الذى يسبق العاصفة وكان من بقى على قيد الحياة من قوات الصاعقة المصرية الذين بحالة تسمح لهم بحمل السلاح والمناورة أقل من أصابع اليدين وقد إستنفذ جهدهم ونفذت معظم ذخائرهم وكانوا ينتظرون غروب الشمس للعودة سيرا على أقدامهم إلى المواقع الأمامية المصرية على بعد عدة كيلو مترات لتعيدهم إلى قاعدتهم بعد أن نجحوا فى منع مدرعات العدو من المرور ولم يدر بخلدهم أن العدو الذى تكبد خسائر فادحة فى مدرعاته قد أضمر بهم شرا للإنتقام بما لحق بهم وماهى إلا لحظات وشاهد سيد ورفاقه طائرتى هليوكوبتر للعدو قادمتان فى إتجاههما فاتحتين نيران رشاشاتهم نحوهم وخلفهما مجنزرتين إسرائيليتين تحملان سرية من القوات الخاصة الإسرائيلية وبدأت الطائرة الهليوكوبتر فى مناوشة أبطال الصاعقة المصرية لتتيح لقواتها الخاصة الخروج من مجنزرتيها وتطويق رجال الصاعقة فرد أبطال الصاعقة علي الهليوكوبتر بالمثل وفى ثبات برز سيد زكريا من خلف أحد الصخور وأصاب إحدى الطائرتين بقاذفه الصاروخى فى مقتل وفرت الأخرى مذعورة مفسحة المجال لقواتها الخاصة للتعامل مع هؤلاء البواسل وخرج جنود العدو من مجنزرتيهما فى إتجاه المنطقة الصخرية تسبقهما طلقات الرشاشين الثقيلين المثبتين فوق المجنزرتين وإستعد من تبقى من أبطال مجموعة الصاعقة المصرية بما تبقى من ذخيرة قليلة للدخول فى معركة أخيرة طلبا للشهادة ومالبثت ذخيرتهم القليلة أن نفذت ومازال القسم الأكبر من أفراد العدو بكامل تسليحهم وإستعد أفراد الصاعقة الذين بقوا على قيد الحياة لإستخدام السلاح الأبيض فى معركة تلاحمية عدا سيد الذى كانت لا تزال لديه خزنتين لبندقيته الآلية وما لبث أن أسقط الجنديين الإسرائيلين اللذين كانا يصوبان طلقات رشاشي المجنزرتين صريعين فوق المجنزرتين وحاول العدو تمشيط المنطقة الصخرية وهنا حول سيد زكريا وضع إطلاق النار إلى الوضع الفردى لكى لا تنطلق أكثر من طلقة فى كل مرة حفاظا علي ذخيرته وبفضل سرعته وإنتقاله من مكان إلى آخر وحسن تخفيه تمكن من إحداث خسائر عالية بين أفراد الكوماندوز الإسرائيلين الذين بدأوا فى التساقط واحدا تلو الأخر ولم يمنعه الأمر من إستخدام سلاحه الأبيض فى التخلص ممن وجده قريبا من مكمنه .
وما هى إلا فترة وجيزة وهدأ المكان من أصوات الطلقات وإنتظر سيد برهة وفى حذر خرج ببطء من مكمنه يستطلع ما حوله فلم يشاهد سوى جثث زملائه شهداء الصاعقة وحولها تتناثر أشلاء جنود الأعداء هنا وهناك وبدأ الظلام يزحف على المكان فتحرك سيد ببطء وحذر بعد أن أدى دوره فى منع عبور العدو من هذا الممر الجبلى طيلة اليوم بعد معارك شرسة ولما تأكد له خلو المكان من أى أثر للحياه تقدم حاملا بندقيتة الآلية فى إتجاه الممر ليعود للقوات المصريه ولم يبق ببندقيته سوى رصاصتين فقط ولكن الله سبحانه وتعالى اراد له منزلة عليا فمر اثناء سيره على حفره يختبئ بها جندى إسرائيلى ما كاد ان يمر به حتى بادره الجندى الغادر بعدة طلقات فى ظهره بيد مرتعشة ولكنه فوجئ بالبطل يسقط أمامه وهاله أن يرى هذا الجندى يسقط أمامه فإقترب منه بخوف وحذر وهو موجه السلاح نحوه فوجده قد فارق الحياة وبكل الإعجاب دس يده فى جيبه وإحتفظ ببطاقته ووجد نفسه يقف أمامه فى وضع إنتباه رافعا يده بالتحية العسكرية له ثم يقوم بإطلاق عدد 21 طلقة في الهواء إجلالا وتعظيما لشجاعته وهو لا يدرى ما الذى دفعه الى ذلك ولكنه وجد نفسه فى هذا الوضع لبعض الوقت إعجابا وتقديرا لهذا الجندى الذى إستطاع ان يبيد سريته بالكامل ثم يقوم بدفنه وقد ظلت قصة هذا الجندى البطل مجهولة حوالي 22 عاما حتي حلول عام 1995م وفى ذكرى مرور 22 عاماً على حرب أكتوبر المجيدة وفى مدينة برلين بالمانيا دخل دبلوماسى إسرائيلى يعمل بتلك المدينة إلى مبني القنصلية المصرية وطلب مقابلة أحد المسؤولين بها وقام بتسليمه متعلقات جندى مصرى إستشهد فى حرب أكتوبر عام 1973م ومفجراً المفاجأة وهى أن هذا الجندى تمكن من إبادة سرية كاملة من القوات الخاصة الإسرائيلية وأن هذا الدبلوماسى الإسرائيلى الذى كان جنديا فى تلك الحرب كان شاهدا على بطولة وشجاعة الجندى المصرى الأمر الذى دفعه إلى إطلاق لقب أسد سيناء عليه ودعا الحكومة المصرية إلى منحه أعلى الأوسمة العسكرية .
ولم يكن هذا الجندى سوى البطل الشهيد سيد زكريا وطيرت وكالات الأنباء العالمية وجريدة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية الخبر وسطع إسم الجندى سيد زكريا خليل فى الأفق بعد إستشهاده بما يقرب من ربع قرن من الزمان وأراد الله سبحانه وتعالى أن يكشف اللثام عن هذا البطل وعلى لسان أعدائه ليكون مثالا يحتذى وليعلم من لا يعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا وبركن خاص بالقاعة المخصصة لسلاح الصاعقة بالدور الثانى بالمتحف الحربى بالقلعة علقت لوحة نحاسية نقش عليها وجه البطل وأسفلها طاولة عرض زجاجية بها متعلقات البطل التى سلمها الدبلوماسى الإسرائيلى وهى عبارة عن بطاقة عسكرية لتحقيق الشخصية ومبلغ مالى عبارة عن ورقة فئة الجنيه وعدد 3 ورقات فئة العشرة قروش وقطعة معدنية فئة العشرة مليمات وحوالة بريدية مرسلة لأهله بمبلغ 18 جنيها وخمسين مليما وتلغرافا به عنوان المرسل إليه الحوالة والعنوان هو الأقصر – أبو الحجاج – نجع الخضرات وكذلك خطابان أحدهما من أخيه محمود الذى يكبره سنا وكان أيضا مجندا بالقوات المسلحة فى تلك الفترة وإن كان قد سبقه في تاريخ التجنيد يخبره فيه بموعد أجازته الميدانية وتمنياته أن توافق فى جزء منها أجازة أخيه لكى يتقابلا خلالها أما الخطاب الآخر فقد كتبه سيد ليرسله إلى أخيه محمود يوصيه فيه بإخوته البنات ويطلب من أسرته ألا تحزن إن أصابه مكروه خلال الحرب الوشيكة وعلو منزلة الشهيد عند ربه كما أرسل سلامه لجميع أفراد عائلته ولكن للأسف فقد تأخر وصول هذا الخطاب لمدة 22 عاماً كاملة حيث حالت ظروف الحرب دون إرساله وظل داخل حافظته مع الجندى الإسرائيلى حتى سلمها للقنصلية المصرية فى برلين عام 1995م كما حوت حافظة البطل سيد زكريا أيضا تصريح أجازة بإسمه من يوم 18 حتي يوم 25 سبتمبر عام 1973م وتلغراف من وحدته تطالبه بقطع أجازته وتسليم نفسه لوحدته يوم 24 سبتمبر عام 1973م وذلك نظرا لظروف بدء مناورة الخريف التى تمت العمليات الحربية في يوم العاشر من رمضان عام 1393 هجرية السادس من أكتوبر عام 1973م تحت سترها وذلك إلي جانب حافظة جلدية سوداء مقلمة بخطوط بيضاء كانت تضم هذه المحتويات وقد شاءت الأقدار أن يتم عرض هذه المقتنيات الشخصية للجندى البطل الشهيد سيد زكريا بعد ذلك بالمتحف الحربى بالقلعة وأن يتم تكريمه بإطلاق إسمه علي مدرسة إبتدائية بمدينة رأس سدر بجنوب سيناء وعلي مدرسة ثانوية ببلدته الأقصر وعلي شارع كبير في منطقة مساكن شيراتون بالقاهرة كما تم منح إسمه نوط الشجاعة من الطبقة الأولي ووسام نجمة سيناء وهو أعلى وسام عسكري بالقوات المسلحة لمن يؤدي أعمالا خارقة في القتال المباشر مع الأعداء علي مسرح الحرب .
ومن أبرز معالم شارع الشهيد سيد زكريا جامع أبو بكر الصديق والذى يعد من أكبر جوامع مصر من حيث المساحة ولذا يشبهه البعض بالجامع الأزهر الشريف وهذا الجامع عندما تدخله تحس بصفاء روحانى ونسيم جميل وأيضا مما يدخل إليك البهجة والسرور عند دخولك هذا الجامع الزخارف الفنية الرائعة المتواجدة على جدرانه وأبوابه وعلاوة علي ذلك يوجد في هذا الجامع الكثير من الأنشطة الجميلة حيث نجد أنه ملحق به دار لتحفيظ القرآن الكريم من قبل شباب يستطيعون الإندماج مع الأطفال وتحفظيهم القرآن بأسلوب متميز يحببهم في مواصلة الحفظ بإتقان مع عدم إستخدام أي نوع من أنواع الترهيب أو العنف معهم وملحق بالجامع أيضا دار مناسبات تشمل عدد من القاعات والتي يتم من خلالها تقديم خدمات الإحتفال بعقد القران أو تقبل العزاء وذلك إلي جانب تقديم الخدمات الطبية للمواطنين من خلال العيادات المتخصصة بأسعار رمزية وفضلا عن ذلك فقد تم تأسيس نادى من خلال هذا المسجد بإسم نادى أبو بكر الصديق وذلك بهدف تربية شبابنا وأبنائنا تربية إسلامية صحيحة بعيدا عن أى تطرف أو غلو والإهتمام بقدرات ومهارات وملكات أبنائنا للوصول بهم إلى أعلى مستوى يستطيعون من خلاله إفادة أسرهم ومجتمعاتهم وأوطانهم والمساعدة في التقدم الحضاري المرجو مع إيجاد الصحبة الطيبة التي تساعد أبناءنا على المضي قدما في حياتهم على طريق التفوق والنجاح والإبتعاد بهم عما يضرهم ويهدر قدراتهم وطاقاتهم ويتسبب في ضياع مستقبلهم مثل الفراغ والمفاهيم الخاطئة والتشبه بما ليس له قيمة وذلك كله في إطار إتباع الأساليب العلمية الصحيحة في تربية الأبناء وتضييق مساحة الإختلاف بينهم وبين الآباء والأمهات والمجتمع .
|