السبت , 7 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

السيدة المصرية كيف ترشد الأنفاق في رمضان ؟

السيدة المصرية كيف ترشد الأنفاق في رمضان ؟
عدد : 04-2022
بقلم الدكتور/ عادل عامر

إن الإدارة المنزلية الجيدة للموارد المالية لمؤسسة الأسرة تعتبر وسيلة فعّالة لتجاوز الأزمات الاقتصادية حيث إن لكفاءة إدارة الأسرة لميزانيتها دوراً كبيراً في المحافظة ربما على قدر كبير من جودة الحياة والمعيشة، فالأسرة الحكيمة في تصريف أمور المعيشية تستطيع مواجهة الظروف الاقتصادية القاسية التي تواجهها الأسرة بعكس الأسر التي لا تتفهّم أهمية الترشيد في الاستهلاك الأسري،

بعد أسابيع قليلة نستقبل شهر الخير والبركة، وهو شهر عظيم مبارك ينتظره المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بكل شوق ولهفة لما في أيامه ولياليه من عطاء إلهي عظيم.. فهو شهر عبادة وتقوى، وشهر توسعه على الأسرة، وشهر كرم وجود وتواصل بين الأسر والأهل والأصدقاء، وشهر عطاء ومساعدة للفقراء وأصحاب الحاجات، وشهر عمل وإنتاج وكفاح وانتصارات في ميادين جهاد النفوس، وجهاد الأعداء..

فهل يليق بهذا الشهر الفضيل أن يتحول إلى موسم سنوي لزيادة الاستهلاك والسفه في التعامل مع الطعام والشراب؟ وهل من المطلوب أن نشغل أنفسنا قبيل رمضان كل عام بالتجول بين الأسواق والمتاجر لجمع مختلف صنوف الطعام والشراب وتخزينها في البيوت استعداداً لرمضان كما يفعل الكثيرون؟

وعلى الأسرة في الظروف الاقتصادية الصعبة وضع خطة لدراسة الدخل بطريقة عملية من ناحية إمكانياتها واحتياجاتها بحيث تحاول إشباع الاحتياجات حسب الأولوية ولعل أفضل من يدير ميزانية الأسرة هو الزوج أو الزوجة، السفه الاستهلاكي في رمضان وفي غير رمضان، وأن يعلم أن دينه هو دين الاعتدال في كل شيء، يحرم التقتير كما يحرم الإسراف لأن كلاهما ظلم للنفس وتحطيم لقدراتها، وإن اختلفت الوسيلة،

فعلى المسلم إذن أن يتجنب الإسراف في شتى صوره؛ في المأكل، والملبس، والمشرب، والترفيه، وسائر الأغراض المشروعة، لأن الإسراف يعني تبديد الموارد وإضاعة الثروات في ما لا يفيد.. وقد سجلت دراسات كثيرة أن المواطن العربي ينفق معظم دخله على الطعام والشراب ووسائل الترفيه مما يعني تراجع معدلات الادخار وربما الاستدانة في بعض الأسر من أجل الوفاء بالالتزامات الحياتية؛ ومعظمها استهلاكية.

ولكن المحدد الأهم لمن يديرها هو العقلانية والسلوك الشرائي الاقتصادي والانضباط في المصروفات والادخار فإذا كانت الزوجة تتميّز على الزوج في هذه الناحية فإنها الأفضل منه في إدارة ميزانية الأسرة، ومن الضروري أيضاً على الأسرة تربية النشء التأقلم مع الظروف الاقتصادية.

كذلك من الضروري إطّلاع الأبناء على طبيعة الوضع الاقتصادي المتأزّم للأسرة من أجل التعاون وكسب الدعم اللازم لتخطّي المرحلة، وعلى الأبناء التعايش مع الأزمة من خلال ضرورة التوفير وترشيد الأنفاق وتتبع المصروفات والبحث عن البدائل والعيش في حدود الإمكانيات المتوفرة..

لا يخفى على أحد انه نتيجة الأزمة المالية التي يمرُّ بها وطننا مصر خلال شهر رمضان الكريم ، بدءاً من عدم قدرة المواطن على السحب من ودائعه البنكية، مروراً من قبض الموظفين لنصف رواتبهم وصولاً إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وجميع مستلزمات المواطن الضرورية، دفع الكثير من الأسر إلى اعتماد سياسة ترشيد الإنفاق لاجتياز هذه الأزمة وربما للبقاء على قيد الحياة في بلد كلبنان تتخبّط فيه الأزمات وتأكله الويلات والمصائب، فترشيد الأنفاق داخل الأسرة ربما هو الحل الوحيد للاكتفاء وعدم مد يد العوز إلى الآخرين، كيف يُمكن ترشيد الأنفاق في عصر الأزمة داخل الأسرة؟

كيف نميّز بين الأولويات والكماليات، من دون التأثير على نفسية وسلوك الأولاد؟ ضرورة تربية الصغار على احترام الطعام في رمضان، لأن معظم ما يهدر من الطعام هو ما يتبقى في أطباق الأطفال، وهذه مسؤولية الأم بالدرجة الأولى حيث ينبغي أن تعلم كل أم صغارها على كيفية احترام الطعام وعدم العبث به وعدم الأخذ منه أكثر مما يحتاج إليه، حيث تشير دراسات طبية عديدة إلى أن الأمهات هن المسؤولات عن حالة السمنة التي يعاني منها أطفالهن.

السلوك الغذائي الخاطئ يجلب العديد من الأمراض الخطيرة الدكتورة عزة كريم، الخبيرة الاجتماعية والمستشارة بمركز البحوث الاجتماعية في مصر، تتفق مع الشيخ صبري عبادة في ضرورة نشر الوعي الديني والاقتصادي والصحي بين النساء إذا كنا نستهدف ترشيد الاستهلاك في رمضان فعلاً.. وتقول: المرأة هي المسؤول الأول عن الإنفاق المضاعف على الطعام والشراب في رمضان، ويؤكد أن الزوجة الرشيدة هي التي تضبط سلوك زوجها الإنفاقي في رمضان،

وتستطيع كل زوجة أن تشكل وتنوع في مائدة رمضان في حدود حاجة الأسرة، فالإنسان في رمضان لن يأكل أكثر من طاقته، ولو أكل أكثر من حاجته سيمرض ولن يستطيع إكمال ما عليه من واجبات حياتية وعبادات وطاعات اختص الله بها الشهر الكريم.. ولذلك يجب على الزوجة ألا تصنع من الطعام أكثر من الحاجة وتقدم لأفراد الأسرة احتياجاتهم الغذائية بشكل جيد دون إسراف،

وما يتبقى من الطعام تستطيع أن تحفظه بطريقتها وتقدمه في اليوم أو الأيام التالية بشكل مختلف دون أن تشعرهم بأن هذا متبقي من طعام أيام سابقة.. كما أن هذه المرأة الرشيدة تضبط السلوك الإنفاقي للأسرة في رمضان، فلا تطلب طعاماً من خارج البيت إلا عند الضرورة، وتصنع هي بنفسها ما يحتاجه زوجها وأولادها، وتصنيع الطعام في المنزل يوفر أكثر عما ندفعه فيه خارج المنزل، كما أنها لا ينبغي أن تطلب من زوجها ولا تشتري من المتاجر والمحال التجارية أكثر مما تحتاج إليه.

تتغير خريطة الإنفاق طوال ثلاثين يوماً هي شهر رمضان الكريم، وإذا كان بعض أفراد المجتمع يعتقدون أن الميزانية يجب أن تتسع لتغطية الحالة الشرائية المجنونة التي تسيطر على العقول فإن هناك أسراً تخطط جيداً لخفض الميزانية لأن رمضان هو شهر عبادة وصيام والإقبال على الطعام يكون فيه أقل من معدلاته في الأيام العادية وفي ظل التباين الشديد بين فئات المجتمع فإن كل أسرة تتعامل مع ميزانيتها وفق ظروفها الخاصة وقناعتها الشخصية،

ولا يختلف اثنان على أن شهر رمضان الكريم يحمل كل الخير للإنسان المسلم ويخفف عنه الأعباء المفروضة عليه طوال العالم وفق تعاليم الصيام وأحكامه إلا أن عملية الاقتصاد في نفقات رمضان أو الإسراف ترتبط بشكل وثيق بما اعتاده الفرد في نسق حياته. مفاهيم خاطئة حول ميزانية رمضان ومدى قدرة المجتمع العائلي على ضبط إيقاع نفقاته وفق الحالة النفسية والقدرة المادية

هناك مفاهيم خاطئة اعتادها المجتمع وينظر إليها البعض على أنها من المسلمات البديهية مثل ارتباط الكثير من الأسر بعادة زيادة الإنفاق في شهر رمضان الكريم على اعتبار أن المرء يحتاج إلى المزيد من الأطعمة والحلويات والفاكهة منذ انطلاق أذان المغرب وحتى لحظة الإمساك عند الفجر وهو ما يخالف طبيعة شهر رمضان الذي يحث المرء على أن يتوقف عن تناول الأطعمة بصورة مكثفة حتى يتعلم فضائل كثيرة إذ إنه ليس هناك أشر من ملء وعاء البطن كما ورد في السنة النبوية. سمة أساسية وقال: إن هناك عائلات تسعى بكل قوة إلى ترشيد استهلاكها خلال شهر رمضان وهو ما يجعلها تخفض ميزانيتها لعاملين الأول هو قدرتها المادية المحدودة

والثاني يرتبط بعامل القناعة، وليس من الضروري أن يرتبط هذان العاملان ببعضهما لكن الخلاصة أنها تتبنى بقوة الحد من الإنفاق في الشهر الفضيل وتقنن ميزانيتها بما يتوافق مع أهدافه وهو ما يجعلها أسراً قليلة، نظراً لحالة الإسراف التي يعيشها جزء كبير من العالم رغم وجود حالات كبيرة تتسم بالفقر وعدم القدرة على العيش بشكل متكافئ، وينصح محفوظ بأن يكون الترشيد سمة أساسية في المجتمع لما له من منافع حيوية ترسخ معاني القناعة والاكتفاء بالحد المعقول من الإنفاق.

دائرة الاستدانة ومن بين الذين يخططون للوصول بميزانية الشهر الكريم إلى حد مقبول غانم علي الذي يؤكد أنه استفاد من انفلاته المادي في الأعوام الماضية والذي جعله يدخل في دائرة الاستدانة في أحيان كثيرة حتى يعبر شهر رمضان بسلام ويبين أنه كان بطبعه مسرفاً

ولا يجد حلاً لهذه المعضلة الحياتية التي انعكست بالسلب على أولاده إلى أن مر بضائقة مالية بسبب تركه لعمله مدة من الزمن ظل على إثرها يبحث عن آخر وصادف ذلك أحد شهور رمضان فاضطر إلى الاستدانة من أحد الأصدقاء،

أنه حين فكر في تجربته المريرة قرر ألا يترك تلال الأطعمة الفائضة إلى النفايات بصورة يومية في الشهر الكريم، ويلفت إلى أنه اتفق مع زوجته على أن يرشد في هذا الشهر من رمضان ومن ثم يتخذا من هذا الترشيد ديدنهما على طول الحياة.

إنه رغم من مكانة شهر رمضان الدينية والرسائل المعنوية والروحية، التي يحملها إلى كل مسلم فإنه لا يستطيع أن يقبض يده عن الإنفاق الذي ينفجر خلال الثلاثين يوماً أن بيته الذي يعد «بوفيهاً مفتوحاً» للزائريــن من الأصــدقاء يثقل كاهله، مما يجعله يفاجأ بأنه أنفق مبلغاً كبيراً

أنه لن يستطيع أن يرشد الإنفاق ولا يمكنه ذلك لأن بيته أصبح محطة للجميع من الأقارب والجيران والأصدقاء. ويوضح أنه على الرغم من أنه لا يضجر أبداً من كثافة الزوار بشكل يومي فإنه يشعر بالألم للأطعمة التي تذهب بعد صلاة الفجر إلى صناديق المهملات والتي تكفي لإطعام عدد كبير من الناس وتبلـغ تكلفتها ملايين الجنيهات.

أطعمة وحلويات ويعترف إبراهيم شوكت بأنه يعد رمضان شهر الإنفاق بجدارة لكون المرء لا يستطيع أن يكبح جماح نفسه التي تتوق إلى أن ترى على المائدة ألوان مختلفة من الأطعمة وأصناف شتى من الحلويات سواء التي تصنعها الأيدي الماهرة في المحال المتخصصة لهذا الغرض أو التي تصنع في البيت.

أنه في رمضان لا يمكن أن يعتمد المرء ميزانية معينة ويقول في نفسي سوف أيسر حاجاتي على مقتضاها، نظراً لأن هناك أشياء أصبحت تميز شهر رمضان عن السابق مثل الخيم الرمضانية الكبيرة والأندية التي تستقطب الصائمين في السهرات الليلية

أنه مع عدم فرض ميزانية على الأسرة في هذا الشهر المبارك. أن تزامن الفترة الصيفية مع شهر رمضان الكريم سيحرم العديد من الأسر من عملية الحد من الإنفاق في هذه الأيام، فضلاً عن أنه شخصياً يؤمن بالمقولة التي يتداولها الناس مع قدوم شهر رمضان وهي «في رمضان كريم»،

أنها لكي تتحقق يجب أن يكون المرء غير ممسك في رمضان وأن يبسط يده كل البسط في هذه الأيام المباركة التي يجب ألا يتقيد فيها الناس بميزانية معينة. م

وضوعية الإنفاق هناك جزء آخر من أفراد المجتمع له منظور آخر من عملية الإنفاق بغزارة على الموائد الرمضانية، معللاً هذه النظرة بأنها تتوافق مع طبيعة كرم الإنسان الداخلي ورغبته في أن يكون الطعام بأصنافه المختلفة موجوداً داخل البيت ليستمتع به أفراد الأسرة ومن ثم يجد الضيف فيه كل ما يشتهي من الأطعمة التي لها نكهتها الخاصة في رمضان،

أن مثل هذا الاعتقاد يشوبه الكثير من عدم الموضوعية فالكرم شيء والإسراف شيء آخر، فإكرام الضيف من النخوة العربية وهو أمر محمود، لكن يجب ألا يكون مدعاة إلى الإنفاق بشكل مبالغ فيه طوال الشهر الكريم فهو أمر غير محبب حتى ولو كان الفرد من أصحاب الدخول المرتفعة.