كتبت/ ريهام البربري
Rehamelbarbary2006@yahoo.com
استوقفتنى نفسي ونحن في الذكرى ال 40 لتحرير سيناء تتساءل عن سبل التعرف على ذكريات الانتصار ، هل بالتفكير في معانيها ودلالاتها أم بالوعي بها ومعايشتها؟.. وهل 25 ابريل كان انتصار تحدي أم فرصة؟.. وأيهما أشد، الانتصار على النفس أم العدو؟.. وهل نملك العتاد الحربي للنجاة من حروب الجيل الرابع والخامس ؟.. تساؤلاتى من واقعنا،وقد رغبت في أن أستبصر اجابتها معكم هنا من نبع حبي واخلاصى واستعدادى الدائم لفداء وطنى بروحى ودمى..
وبدءا ذى بدء أوصيكم أن لاتملوا ولاتكلوا من انعاش ذاكرتكم وذاكرة أبنائكم وأحفادكم أن عيد تحرير سيناء هو يوم ارتبط بذكرى انسحاب أخر جندى اسرائيلي من البقعة المباركة سيناء، وتاريخها العريق سطرته دماء المصريين.. واستعادة سيادتها كان فتحاً مبيناً لمصر وللأمة العربية.. وأن الشخصية المصرية قادرةعلى تحقيق المعجزات وقتما يظن الجميع أن الموت يتمكن منها ، فعلى الرغـــم من كل المحـــن والأزمات التى عانى منها الإنسان المصرى على مدار تاريخه الممتد لآلاف السنيين، إلا أن إرادته عصية على المـــوت ، فنجده في كل مرة ينتصر على نفسه قبل عدوه، مؤمنا ببزوغ فجر جديد بعد حلكة الظلام ، متأهبا صامدا ،موقنا أن النصر قوة صوت مصر، ومبعث أملها ، وسر تاريخها المضىء،ومن أهم دوافع ترسيخ الوحدة الوطنية بين افراد الشعب، وإلتفافهم حول وطنهم تحت أى ظرف وعلى كل المستويات.
إن ذكري تحرير سيناء في الخامس والعشرين من ابريل عام 1982 تظل من أعظم تحديات التفاوض الدبلوماسي لمصر بعد انتصارها في حرب 1973، ومفخرة وطن استعاد كبرياء عسكريته التى تفوقت بإعجاز منقطع النظير على نفسها لتغير بدهاء وعزة وكرامة استراتيجيات العالم أجمع.
وقد لا أبالغ إن أجزمت أن استعادة ادراكنا وزيادة وعينا بجلل هذا الانتصار العسكرى وعدم التفريط في احياء ذكراه كما ينبغي في عقول وقلوب المصريين من جيل الي جيل هو أهم طوق نجاة من الأخطار المحدقة بهم بسبب تداعيات حروب الجيل الرابع والخامس التى تستهدف السيطرة على العقول ومخادعة الأنفس مستغلة التقدم المعلوماتي والرقمي والتكنولوجي والاتصالات عبر كافة وسائل القوى الناعمة التى تفرض هيمنتها النفسية وتبعيتها الثقافية وحصارها الاقتصادى لتنفيذ مخططات وسياسات العدو، وهى قادرة على التلاعب بالمعلومات وتزييف الحقائق وباتت أكثر خطورة على المجتمع من خوض معارك عسكرية كان عدوها واضحا وصريحا.. لذا بات من الضروري اعادة بناء ذاكرة الشعب المنتصر ورفع درجة وعيه على النحو الذي يغذى انتماءاته ويقوى شعوره بهويته، فمحاولات امتلاك المستقبل هى الشغل الشاغل للدول الكبرى العدو منها والصديق ، ولكن هيهات فالمستقبل دائما أبدا سيكون عصيا على التوقع ،وامتلاكه اشبه بالطموح الالهي!
وأخيراً.. بكل فخر واعتزاز أقدم التحية والتقدير لكل أبطال مصر المدنيين والعسكريين على حد سواء، هؤلاء الذين مازالوا يحيون بيننا أو نالوا شرف الشهادة وهم أحياء عند ربهم يرزقون، الى كل من شارك في تحرير الأرض المباركة وضحى من أجلها بجهده وروحه ضاربا أروع الأمثال التى ينبغي أن نفتخر بها ونتعلم منها.
قال تعالي: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (آل عمران/ 103).
|