بقلم المهندس/ طارق بدراوي
موسوعة" كنوز الدنيا"
شارع مصعب بن عمير هو أحد أكبر وأطول شوارع قسم أول القاهرة الجديدة بالمنطقة التي يطلق عليها جنوب الأكاديمية وهو يمتد من محور مصطفي كامل حتي ينتهي بنقطة تقاطعه مع شارع خالد بن الوليد وينسب هذا الشارع إلي الصحابي الجليل أبو عبد الله مصعب بن عمير العبدري الذى يعد من السابقين إلى الإسلام ومبعوث النبي محمد ﷺ للدعوة إلى الإسلام في المدينة المنورة بعد بيعة العقبة الأولى وحامل لواء المهاجرين في غزوتي بدر وأحد وكان مولده عام 42 قبل الهجرة بمكة المكرمة ونشأ بها شابا جميلا مترفا يرتدي أحسن الثياب ويتعطر بأفضل العطور حتي أنه عرف بأعطر أهل مكة المكرمة وكان رقيق البشرة حسن اللمة ليس بالقصير ولا بالطويل إلا أنه ما أن بلغته دعوة النبي محمد ﷺ إلى الإسلام حتى أسلم سرا في دار الأرقم خوفًا من أمه ام خناس بنت مالك بن المضرب العامرية ومن قومه وبقى مصعب على تلك الحالة إلى أن أبصره عثمان بن طلحة يصلي فأخبر قومه فأخذوه وحبسوه لكنهم وجدوا لديه إصرارا كبيرا على الإيمان فقررت أمه إخراجه من بيتها وحرمانه من المال وقالت له وهي تخرجه من بيتها إذهب لشأنك لم أعد لك أما قال يا أماه إني لك ناصح وعليك شفوق فإشهدي بأنه لا اله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فأجابته غاضبة مهتاجة قسما بالثواقب لا أدخل في دينك فيزرى برأيي ويضعف عقلي ولما منعت عنه المال والثياب والعطور وظل متمسكا بدينه ورآه النبي ﷺ علي هذا الحال أثنى عليه وكان من هذا الثناء لما رآه مقبلا وعليه ملابس بسيطة تكاد بالكاد تستر عورته فقال إنظروا إلي هذا الرجل الذى قد نور الله قلبه لقد رأيته بين أبوين يغذوانه بأطيب الطعام والشراب فدعاه حب الله ورسوله إلى ما ترون وفي هذه المرحلة من مراحل الدعوة الإسلامية أصاب المسلمون أذى شديد من المشركين حيث أصابهم الجوع والشدة وشطف العيش ولما كان مصعب بن عمير من أترف شباب مكة فلما أصابه ما أصاب باقي المسلمين لم يقو على ذلك فكان جلده يتطاير عنه تطاير جلد الحية كما تم وصفه ولم يكن يستطيع المشي فكان يحمله باقي المسلمين علي عواتقهم لكنه صمد أمام ذلك كله وكان من أشد المخلصين إلى الإسلام رغم ما لاقاه من أذى من أهله لإتباعه الإسلام .
وكان أن هاجر مصعب إلى الحبشة مع المسلمين الذين هاجروا إليها في السنة الخامسة للبعثة الهجرة الأولي بعدما إشتد إيذاء مشركي مكة للمسلمين فدعاهم النبي ﷺ للخروج إلى أرض الحبشة مادحا ملكها النجاشي أصهب بأنه ملك لا يظلم عنده أحد وكانوا أحد عشر رجلا وأربع نسوة علي أرجح الأقوال وأمروا عليهم الصحابي الجليل عثمان بن مظعون ثم بلغهم وهم بأرض الحبشة أن أهل مكة أسلموا فرجع بعض منهم إلى مكة كان منهم مصعب بن عمير فلم يجدوا ذلك صحيحا وفي شهر ذي الحجة في العام الثاني عشر للبعثة حدث أن تمت بيعة العقبة الأولى بين النبي ﷺ ونقباء الأنصار الإثني عشر الذين كانوا قد جاءوا مكة في موسم الحج والتي تتلخص بنودها كما جاء في حديث البخاري عن الصحابي الجليل عبادة بن الصامت إذ قال بايعنا رسول الله ﷺ على ألا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف فقال لنا فَمَن وفي ذلك منكم فأجره علي الله وفي رواية أخرى فله الجنة ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة طهور ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فأمره إلي الله إن شاء عذب وإن شاء غفر وبعث النبي محمد ﷺ مصعب بن عمير مع نقباء الأنصار الإثنى عشر إلي المدينة المنورة ليعلم من أسلم من أهلها القرآن الكريم وليدعوَ أهلها للإسلام ويصلي بهم حتى أطلق عليه إسم المقرِئ ونزل ضيفا على أحد زعماء الأنصار من قبيلة الخزرج وهو الصحابي أسعد بن زرارة الذى كان قد أسلم ضمن ستة من الأنصار في العام السابق وكان بذلك مصعب بن عمير هو أول سفير في الإسلام وأول من هاجر إلى المدينة المنورة من المسلمين وقيل أيضا إنه كان أول من صلي الجمعة بالمدينة المنورة فأسلم على يديه الكثيرون كان علي رأسهم سعد بن عبادة سيد قبيلة الخزرج وعمرو بن الجموح أحد سادة الأنصار أيضا .
ولما سمع سعد بن معاذ سيد الأوس بأمر مصعب بن عمير أرسل أسيدا بن حضير وكانا سيدا قومهما من بني عبد الأشهل أحد بطون قبيلة الأوس إلى مصعب ليزجره ويطرده خارج المدينة بعد أن إعتبروا أنه قد تسبب في فتنة في المدينة وفرق بين أهلها بعد أن دخل بعضهم الإسلام وظل البعض علي شركه فذهب أسيد إلى مصعب شاهرا حربته وهو يتوهج غضبا وحنقا على هذا الغريب الذي جاء يفتن قومه عن دينهم وقال له ولأسعد ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا إعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة فما كان من مصعب إلا أن إنفجرت أساريره عن إبتسامة وضاءة وقال له أو تجلس فتسمع فإن رضيت أمرا قبلته وإن كرهته كف عنك ما تكره فقال أسيد أنصفت وجلس فكلمه مصعب بالإسلام وقرأ عليه القرآن الكريم فقال أسيد ما أحسن هذا وأجمله كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين فقال له مصعب وأسعد تغتسل وتتطهر وتطهر ثوبيك ثم تشهد شهادة الحق بأن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ثم تصلي ركعتين لله فأسلم ثم قال لهما والله إن ورائي رجلا إن إتبعكما وإتبع هذا الدين لم يتخلف عنه أحد من قومه وهو سعد بن معاذ فقال له مصعب أو لو أرسلته لنا فقال أسيد سأفعل وإنصرف عائدا إلي سعد والذى رآه قادما من علي بعد فقال لقد عاد بوجه غير الذى ذهب به فحقا إن الإسلام ينير الوجوه ويجملها وينير البصر والبصيرة وإستقبله سعد قائلا ماذا فعلت فقال له لقد إستحييت من أسعد بن زرارة فلم أستطع أن أطلب منه طرد ضيفه فإذهب أنت إليه وتصرف معه وبالفعل ذهب سعد بن معاذ إلى بيت أسعد بن زرارة وهو شاهرا أيضا حربته متحفزا لهذا الغريب الذى وفد من مكة ليفتن قومه في دينهم وهو يكاد أن ينفجر من الغيظ والغضب علي مصعب وأسعد وتكرر معه المشهد حيث طلب من مصعب الخروج من المدينة المنورة فقال له مصعب ما قاله لأسيد بأن يجلس ويسمع فإذا أعجبه الكلام أخذ به وإذا لم يعجبه فليدعه فقال له سعد أنصفت وجلس وإستمع وإنتهي الأمر بإسلامه أيضا وبإسلام سعد بن معاذ وأسيد بن حضير أسلم جميع قومهما من بني عبد الأشهل حيث وقف سعد على قومه وقال يا بني عبد الأشهل كيف تعلمون أمري فيكم قالوا سيدنا فضلا وأيمننا نقيبة فقال إني قد رأيت أمرا فيه الخير لكم في الدنيا والآخرة وإن كلامكم علي حرام رجالكم ونساؤكم وأبناؤكم حتى تؤمنوا بالله ورسوله فأسلم قومه أجمعين وشهدوا بأن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله .
وبإسلام سعد بن معاذ إنتقل مصعب بن عمير إلى داره فلم يزل عنده يدعو للإسلام وليهدى الله علي يديه العديد من أهل المدينة حيث إستطاع مصعب أن يفتح بيوت المدينة المنورة كلها للإسلام ومن ثم إنتشر الإسلام في المدينة كلها حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء وأبناء مسلمون وبذلك فقد نجح سفير الإسلام الأول مصعب بن عمير في أداء مهمته نجاحا باهرا منقطع النظير حيث أسلم أشراف وزعماء المدينة المنورة علي يديه وكسروا أصنامهم وإنصلحت أمورهم وأصبح المسلمون فيها أعز أهلها وكان من أشهر أقوال سعد بن معاذ بعد هجرة النبي ﷺ إلي المدينة المنورة لقد أعزنا الله بالإسلام وبرسول الله ﷺ وكان مما نجح فيه مصعب أيضا أنه وحد بين قبيلتي الأوس والخزرج وكان يصلى بهم إماما وذلك بعد أن كانت بينهما خلافات وعداوات طاحنة وإستطاع مصعب بن عمير بذلك أن يرسي أساس علاقة السلام والمودة والمحبة بين قبيلتي الأوس والخزرج واللتان كانتا في حاجة ماسة لمدد خارجي يجتمعون عليه وهو ما يسر مهمة النبي ﷺ في المدينة المنورة بعد أن هاجر إليها وفي العام التالي وفي موسم الحج في شهر ذي الحجة وقبل هجرة النبي ﷺ بثلاثة اشهر عاد مصعب بن عمير إلى مكة المكرمة بصحبة ثلاثة وسبعين رجلا وإمرأتان من الأنصار في موسم الحج وبايعوا النبي محمد ﷺ بيعة العقبة الثانية على السمع والطاعة في النشاط والكسل والنفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلي ألا يخافوا في الله لومة لائم وعلى أن ينصروه ﷺ فيمنعونه إذا قدم عليهم مما يمنعون منه أنفسهم وأزواجهم وأبناءهم وأضاف النبي ﷺ قائلا ولكم الجنة وكان الرجال يصفقون على يدي النبي ﷺ بالبيعة أما الإمرأتان اللتان حضرتا البيعة مع أزواجهما فقال لهما النبي ﷺ قد بايعتكما إني لا أصافح النساء وبعد الإنتهاء من البيعة قال النبي ﷺ للأنصار أخرجوا إلي منكم إثني عشر نقيبا يكونون على قومهم بما فيهم فأخرجوا منهم إثني عشر نقيبا تسعة من الخزرج وهم أسعد بن زرارة وسعد بن الربيع وعبد الله بن رواحة ورافع بن مالك والبراء بن معرور وعبادة بن الصامت وسعد بن عبادة وعبد الله بن عمرو بن حرام والمنذر بن عمرو وثلاثة من الأوس وهم أسيد بن حضير وسعد بن خيثمة ورفاعة بن عبد المنذر وقال النبي ﷺ للنقباء أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم وأنا كفيل على قومي وبلغ أم مصعب بن عمير أنه قد قدم مكة المكرمة فأرسلت إليه يا عاق أتقدم بلدا أنا فيه ولا تبدأ بي فقال ما كنت لأبدأ بأحد قبل رسول الله ﷺ وبعد ذلك ذهب إلى أمه فقالت إنك لعلى ما أنت عليه من الصبأة بعد قال أنا على دين رسول الله ﷺ وهو الإسلام الذي رضي الله لنفسه ولرسوله ﷺ فقالت ما شكرت ما رثيتك مرة بأرض الحبشة ومرة بيثرب فقال أقر بديني إن تفتنوني فأرادت حبسه فقال لئن أنت حبستني لأحرصن على قتل من يتعرض لي فقالت له فإذهب لشأنك وجعلت تبكي فقال مصعب يا أمي إني لك ناصح وعليك شفيق فإشهدي أنه لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فقالت والثواقب لا أدخل في دينك فيزري برأيي ويضعف عقلي ولكني أدعك وما أنت عليه وأقيم على ديني .
وبعد هجرة النبي ﷺ إلي المدينة المنورة آخي بينه وبين سعد بن أبي وقاص وقيل مع أبي أيوب الأنصاري وقيل أيضا مع ذكوان بن عبد قيس رضي الله عنهم أجمعين وقد شهد مصعب مع الرسول ﷺ غزوة بدر الكبرى وكان حامل لواء المهاجرين خلالها وبعد أن تحقق النصر للمسلمين وأثناء عودتهم إلي المدينة المنورة وجد مصعب اخا له قد وقع في أسر رجل من الأنصار فقال له أحكم وثاقه فإن له أما سوف تفتديه بمال كثير فنظر إليه أخوه الأسير وقال له ألست أخاك فقال له مصعب لا بل أخي هو هذا الأنصارى الذى وقعت في أسره وكان مصعب بذلك يرسخ أن الأخوة ليست أخوة الدم في المقام الأول بل هي أخوة الإسلام والإيمان ومرت سنة وجاءت غزوة أحد في السنة الثالثة للهجرة وأمر فيها الرسول ﷺ مصعب بن عمير ليحمل الراية ونشبت المعركة الرهيبة وإحتدم القتال وخالف الرماة أمر الرسول ﷺ وبعد أن كان النصر حليفا للمسلمين إنقلب الأمر عليهم بعد أن إنكشف ظهرهم بسبب الرماة وثبت مصعب براية المسلمين حتي جاء فارس من المشركين هو إبن قمئة وهجم علي الرسول ﷺ لكي يقتله لكنه لم يتمكن من قتله لأن مصعب بن عمير إستقبل الضربة عن الرسول ﷺ ليفتديه فضربه على يده اليمنى فقطعها ومصعب يقول وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأخذ اللواء بيده اليسرى فهجم عليه إبن قمئة مرة أخرى وضرب يده اليسرى فقطعها وأبي مصعب أن تسقط الراية فأمسكها بعضديه إلى صدره وهو يقول وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ثم حمل عليه إبن قمئة للمرة الثالثة بالرمح فأنفذه في جسده فوقع علي الأرض وسقط اللواء بعد أن إستشهد مصعب وكان عمره حوالي 45 عاما وكان أن أسرع الإمام علي بن ابي طالب برفع اللواء مرة أخرى وبعد إنتهاء غزوة أحد جاء الرسول ﷺ وأصحابه يتفقدون أرض المعركة ويودعون شهداءها وعند جثمان مصعب سالت دموع وفية غزيرة وفقا لما ذكرت المصادر التاريخية وكتب الأثر وقرأ النبي ﷺ أمام جثمانه الآية الكريمة مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا .
وبعد أن قرأ الرسول ﷺ هذه الآية قال أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة فأتوهم وزوروهم والذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه وحقا كان مصعب بن عمير نموذجا من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وقدموا ما يملكون من نفس ومال وغال ونفيس في سبيل الله عز وجل فكان لهم من الله الرضا والمغفرة والفوز بجنات تجرى من تحتها الأنهار وكان علي مصعب نمرة أي كساء غليظ فيه خطوط بيض وسود كان إذا غطي بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطيَ بها رجلاه خرجت رأسه فقال النبي ﷺ غطوا بها رأسه وإجعلوا على رجليه الإذخر وهو نبات كان معروفا آنذاك عند العرب رضي الله عن الصحابي الجليل سفير الإسلام مصعب بن عمير وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرَ الجزاء وجمَعَنا به في دار كرامته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وعن جابر بن عبد الله قال كان النبي ﷺ يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في قبر واحد يقول أيهم أكثر أخذا للقرآن فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة وأمر بدفنهم في دمائهم فلم يغسلوا وروى يونس بن بكير عن إبن إسحاق أنه قال كان ناس من المسلمين قد إحتملوا قتلاهم إلى المدينة المنورة ليدفنوهم بها فنهى رسول الله ﷺ عن ذلك وقال إدفنوهم حيث صرعوا فدفنوا جميعا في مقبرة عرفت فيما بعد بإسم مقبرة شهداء أحد وتقع أسفل جبل أحد وتعد في الوقت الحاضر من المزارات الهامة في المدينة المنورة ويحرص زوار المدينة من الحجاج والمعتمرين علي زيارتها دائما وعن الحياة الشخصية لمصعب بن عمير فقد تزوج مرة واحدة من الصحابية وراوية الحديث السيدة حمنة بنت جحش والتي أنجبت له بنتا إسمها زينب وكانت السيدة حمنة أختا لأم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش زوجة النبي محمد ﷺ وإبنة عمته السيدة أميمة بنت عبد المطلب ومما يذكر عن السيدة حمنة أنها كانت في غزوة أحد تسقي العطشي وتداوى الجرحي ولما عاد الرسول ﷺ إلى المدينة المنورة بعد دفن شهداء أحد لقيته فنعي إليها أخاها عبد الله بن جحش الأسدي فإسترجعت وإستغفرت له ثم نعي لها خالها حمزة بن عبد المطلب فإسترجعت وإستغفرت له ثم نعي لها زوجها مصعب بن عمير فصاحت وولولت فقال الرسول محمد ﷺ إن زوج المرأة منها لبمكان لما رأى من تثبتها عند سماعها نبأ إستشهاد أخيها وخالها وصياحها على زوجها وسألها الرسول ﷺ كيف قلت على مصعب ما لم تقولي على غيره فقالت يا رسول الله ذكرت يتم ولده وقد تزوجت السيدة حمنة بعد ذلك من الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة وأنجبت له ولدين هما محمد السجاد وعمران .
|