الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

شارع الغندور

شارع الغندور
عدد : 05-2022
بقلم المهندس/ طارق بدراوي
موسوعة" كنوز أم الدنيا"


شارع الغندور هو أحد الشوارع التي تتفرع من شارع سوق السلاح أو شارع علوي حافظ والذى كان نائبا عن حي الدرب الأحمر في مجلس الشعب لعدة دورات برلمانية خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين الماضي ويقع هذا الشارع بالحي المذكور ويعود تاريخه إلى ما يزيد على 700 عام وكان يطلق عليه في البداية سويقة العزي نسبة إلى الأمير عز الدين بهادر أحد أمراء دولة المماليك البحرية الذي يقال إنه كان يسكن فيه ولكن وبمرور الوقت بدأ الناس يطلقون على الشارع إسم سوق السلاح نظرا لوجود العديد من ورش ومصانع الأسلحة على إختلاف أنواعها فيه من رماح وسيوف ودروع حيث كان الشارع يقدم خدماته التسليحية للقلعة أثناء حكم المماليك بمصر ولكن ومع تراجع الطلب على تلك النوعيات من الأسلحة تحولت الورش الموجودة في الشارع إلى محلات لإصلاح الأسلحة من مسدسات وبنادق وفي الخمسينيات من القرن العشرين الماضي إختفت هذه المهنة أيضا شيئا فشيئا وتحولت أنشطة المحلات إلى مجالات أخرى لا علاقة لها بنشأة الشارع كسوق للسلاح وحي الدرب الأحمر يعد من أقدم مناطق القاهرة التاريخية حيث يضم 65 أثرا إسلاميا ويقع هذا الحي في منطقة وسط القاهرة ويحده شمالا حي الجمالية وغربا حي الموسكي وحي عابدين وحي السيدة زينب وجنوبا حي الخليفة وشرقا طريق النصر وتبلغ المساحة الكلية له 7.74 كيلو متر مربع ينما تبلغ المساحة المأهولة له 2.7 كيلو متر مربع وهو يشتهر بطابعه التجاري والحرفي والسياحي والديني فتوجد به أكبر وأقدم الشوارع والأسـواق لتجارة الجملة والتجزئة والمنتجات الحرفية بل سميت بعض الشياخات بأسماء الحرف المشهورة بها مثل شياخة سوق السلاح والنحاسين والكحكيين والخيامية والصنادقية .

وترجع تسمية شارع الدرب الأحمر بهذا الإسم إلى أشهر قصة وحكاية في تاريخ الشارع وهي مذبحة القلعة التي تمر ذكراها في شهر مارس من كل عام والتي تخلص فيها محمد على باشا من المماليك عام 1811م وتعد واحدة من أكثر حكايات القلعة إثارة حيث إستغل محمد علي مناسبة خروج الجيش المصري لبلاد الشام فدعا المماليك لوليمة كبيرة وعقب إنتهائها أخذهم معه لتوديع الجيش من باب العزب الذي يمر بطريق صخري منحدر بالقلعة فسار المماليك معه خلف الجيش وبمجرد وصولهم إلى ذلك الباب المطل على أحد شوارع القاهرة أمر بإغلاق الباب ليبدأ الجنود في إطلاق رصاص بنادقهم على المماليك الذين لم ينج منهم سوى واحد فقط جرى وقفز بحصانه من أحد أسوار القلعة وقد قال المؤرخون عن هذا الأمر إن دماء القتلى أغرقت المكان وإندفعت إلى الطريق المجاور للباب وعلى الرغم من أوامر محمد علي لجنوده بغسل الطريق إلا أن لون أرضه ظل أحمر من كثرة الدماء التي إلتصقت بالأرض حيث أن الله أمر الأرض منذ بدء الخليقة ألا تشرب الدماء وهو ما جعلهم يطلقون عليه إسم الدرب الأحمر الذي لا يزال أحد أشهر المناطق الشعبية المصرية ويمتد شارع الغندور حتي ينتهي بتقاطعه مع شارع درب القزازين وهذا الدرب كان مركزا لصناعة الحرير حيث أن القزازين هم صناع الحرير الذى ينتج من دودة القز وكانت هذه إحدى المهن المربحة جدا فقد كان الحرير يعتبر ثالث المواد الخام أهمية لصناعة النسيج في مصر الإسلامية بعد الكتان والصوف وقد عرفت صناعة المنسوجات الحريرية في مصر منذ عصر البطالمة وكان خام الحرير يستورد من الهند والصين قبل إنتاجه محليا في مصر في القرن السادس الميلادى ولم تلبث مدينة القاهرة بعد تأسيسها أن إزدهرت فيها صناعة المنسوجات الحريرية وانشأ يعقوب بن كلس وزير الخليفة الفاطمي العزيز بالله دارا لصناعة الحرير والديباج مكانها الان داخل منطقة درب سعادة بالقاهرة .

ومن أهم معالم شارع الغندور مسجد آلتي برمق وهو مسجد أثري يحمل رقم 126 بسجلات الآثار الإسلامية وقد تم إنشاؤه عام 1123هجرية الموافق عام 1719م على يد الأمير ركن الدين بيبرس الدوادار ومن هنا أخذت المدرسة المرتبطة بالمسجد إسم المدرسة الدوادارية أما المسجد فسمي بهذا الإسم آلتي برمق لأنه دفن تحت محرابه الشيخ محمد بن محمد الأسكوبي المعروف بآلتي برمق وكان ذلك في عام 1033هـجرية الموافق عام 1624م حيث كتب على أعلى المحراب وباللغة التركية ما يفيد بأن آلتي برمق مدفون تحته وآلتي برمق هو لقب أطلق على الشيخ محمد المدفون بهذا المسجد وهو يتألف من كلمتين في اللغة التركية الأولى آلتي وتعنى الرقم 6 بالعربية وكلمة برمق التركية وتعنى أصابع بالعربية ومن ثم يعنى اللقب ذو الأصابع الستة وربما كان بإحدى يدي آلتي برمق ستة أصابع ولذا أطلق عليه هذا اللقب وكان الشيخ آلتي برمق من أهالي مدينة أسكوب البوسنية وهي سكوبلي في جمهورية البوسنة حاليا وكان يجيد اللغتين العربية والتركية وتبحر في العلوم العقلية والدينية وصنف في كثير من علوم الدين والفقه الإسلامي لعل أهمها كتابه عن سيرة الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم والذي يعرف بإسم سير نبي وكان حنفي المذهب ومعاصريه شبهوه بالإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان وكان الشيخ آلتي برمق قد إنتقل من مدينته إلى إسطنبول وتولى الوعظ بمسجد السلطان محمد الفاتح وألف العديد من الكتب في علوم الدين وقد طلبته الملكة صفية زوجة السلطان العثماني مراد الرابع ووالدة السلطان محمد خان الثالث لكي يقوم بالوعظ والخطابة في مسجدها الذى شيدته في ميدان الملكة صفية بالداودية قرب شارع محمد علي بحي الدرب الأحمر بالقاهرة والذى يتبع منطقة آثار جنوب القاهرة والذى بدأ بناؤه عام 1019 هجرية الموافق عام 1610م وذكرت إن أنوار مصابيح علمه ظاهرة ومشارق شموس فضله باهرة وعلى إثر ذلك إنتقل آلتي برمق من إسطنبول إلى القاهرة وقضى معظم حياته فيها حيث عاش بها أكثر من أربعين سنة إلي أن توفي ودفن في ترابها .

ويأخذ مسجد آلتي برمق الشكل المستطيل وتبلغ أبعاده 12.92م × 14 م وتقع واجهته الرئيسية في الضلع الشمالي منه وفي نهايتها الغربية يوجد المدخل الرئيسي للمسجد ويكتنف كتلة المدخل مكسلتان أو جلستان من الحجر لجلوس حارس المسجد والمدخل عميق يتوجه عقد مدائني خال من الزخارف والمقرنصات وهو من المساجد المعلقة حيث يصعد إليه بمجموعة من الدرجات يبلغ عددها ستة وبني تحته مجموعة من الحوانيت للصرف من ريعها عليه وإقامة الشعائر به ولا يوجد للمسجد صحن وتتكون مساحة الصلاة من ثلاثة أروقة الأوسط أوسعها وسقف الرواقين الجانبيين يتكون من أربع أقبية متقاطعة والرواق الأوسط يغطيه سقف من الخشب ما عدا المساحة التي تتقدم المحراب فتغطيها قبوة مدببة ومحراب المسجد يتوسط صدر الرواق الأوسط وعلى يساره باب يؤدى إلى القبة الضريحية خلفه وهذا المحراب مجوف تتوجه طاقية بعقد مدبب وهو مكسو مع الجدار الممتد على جانبيه ببلاطات الخزف الملون من صناعة مدينة إزنيك بالأناضول ويكتنف المحراب عمودان من الرخام لهما تيجان كأسية الشكل ويحيط بجدران المسجد فوق مستوى الكسوة الخزفية إزار من الخشب مقسم إلى مناطق مستطيلة تحتوي على كتابات باللغة التركية يصعب قراءتها حاليا لطمس معظمها وربما تحتوي على تاريخ إنشاء المسجد وللمسجد مئذنة توجد في الطرف الشرقي من الواجهة الرئيسية وهي منخفضة غير شاهقة وتتكون من طابقين فوق قاعدة مربعة ويبدأ الطابقان من سطح المسجد الأول مثمن والثاني مستدير أسطواني تعلوه قمة محروطية على الطراز العثماني أما القبة الضريحيّة والتي توجد خلف المحراب كما ذكرنا في السطور السابقة فهي مربعة طول ضلعها 5 أمتار وبها محراب مجوف وهناك سبيل يوجد في الطرف الشمالي للواجهة الشمالية الشرقية وهو مستطيل به شباك من مصبعات نحاس وهو يطل على الشارع الرئيسي .
 
 
الصور :