السبت , 7 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

شارع الكامل محمد

شارع الكامل محمد
عدد : 05-2022
بقلم المهندس/ طارق بدراوي
موسوعة" كنوز أم الدنيا"

شارع الكامل محمد هو أحد شوارع جزيرة الزمالك التي تقع بنيل القاهرة وتعد من أرقي مناطقها وهي أحد 3 جزر سكنية كبيرة توجد بالنيل بالقاهرة وهي جزيرة الروضة وجزيرة الزمالك وجزيرة الوراق وهو يتفرع من شارع 26 يوليو الذى يعد الشارع الرئيسي بالجزيرة والذى يمتد بعرضها من الشرق إلي الغرب ويعد أحد الشوارع التي تنسب لشخصيات تنتمي للدولة الأيوبية والتي منها شارع صلاح الدين وشارع العادل أبو بكر وشارع الصالح أيوب وشارع شجرة الدر وشارع بهاء الدين قراقوش ويمتد شارع العزيز عثمان جنوبا متقاطعا مع شارع إبن زنكي وشارع صلاح الدين ثم ينتهي بتقاطعه مع شارع بهاء الدين قراقوش وينسب هذا الشارع إلي الملك الكامل ناصر الدين محمد بن العادل سيف الدين أحمد والذى لقب بأبي المعالي خامس السلاطين الأيوبيين الذين حكموا مصر والذى كان مولده في مصر عام 576 هجرية الموافق عام 1180م ونشأ وتربى في كنف والده السلطان العادل رابع السلاطين الأيوبيين في مصر وتعلم تعليما متميزا وسمع الحديث النبوي ورواه كما تلقى العلوم الأدبية فأصبح عارفا بالأدب والشعر وغيره وعندما نجح أبوه العادل في توحيد الدولة الأيوبية من جديد قام بإعادة تنظيم الدولة والإستعانة بأبنائه في إدارتها فأناب إبنه الكامل محمد في حكم مصر وجعل إبنه المعظم عيسى في دمشق وأعطى الأشرف موسى حران وإحتفظ لنفسه بالإشراف التام على جميع أنحاء دولته وحينما جاءت الحملة الصليبية الخامسة بقيادة حنا دي برين وهاجمت مدينة دمياط في يوم 4 ربيع الأول عام 615 هجرية الموافق يوم 1 يونيو عام 1218م كان الكامل محمد في مصر وعندما علم بأخبار هذه الحملة أعد عدته وتحرك على وجه السرعة لدفع خطرها وعسكر جنوبي دمياط والتي كانت آنذاك مدينة حصينة تحيط بها الأسوار والقلاع والأبراج ويرتفع عند مدخل فرع دمياط النيلي برج مشحون بالجند لمنع سفن الأعداء من العبور في النيل والوصول إلى دمياط إلا أن الصليبيين إستطاعوا الإستيلاء عليها وكان الملك العادل في ذلك الوقت في الشام ولما علم بهذا الخبر داهمه مرض الموت وتوفي في شهر جمادى الأولي عام 615 هجرية الموافق شهر أغسطس عام 1218م تاركا لأبنائه تركة ثقيلة .

وكان مطلوبا من إبنه الكامل محمد الذى تولي منصب السلطان في مصر خلفا لوالده طرد الصليبيين من الأراضي المصرية كما كان على إبنه المعظم عيسي الذي خلف أباه في دمشق حماية وحراسة جبهة الشام هذا فضلا عن أنه كان على ملوك الشام جميعا من بني أيوب مساعدة الملك الكامل محمد في مصر وتقديم العون السريع له وقد حاول الكامل محمد القيام بهجوم على المعسكر الصليبي في شهر رجب عام 615 هجرية الموافق شهر أكتوبر عام 1218م فعبر نهر النيل وإنقض عليهم ولكنهم صمدوا في وجهه مما أجبره على الإنسحاب السريع وزاد من موقف الكامل سوءا أن البدو أتوا من سيناء والشرقية ليستفيدوا من حالة الفوضى التي نجمت عن الغزو الصليبي فأغاروا على القرى ونهبوها بالإضافة إلى تعرضه لمؤامرة ضده لخلعه من الحكم وتولية أخيه الصغير وبذلك تحرج موقفه وإزداد سوءا إلا أن إرادة الله شاءت أن يصل أخوه المعظم عيسي من الشام في الوقت المناسب فأعاد الثقة إلى نفس أخيه الكامل وقضى على المتآمرين وأعاد تنظيم الجيش الإسلامي الذي رابط عند فارسكور جنوبي قرية العادلية إستعدادا للقاء الحاسم مع الصليبيين وفي الوقت نفسه ظل الملك الكامل يكرر عرضه السخي للصليبيين بالجلاء عن مصر مقابل إعطائهم القدس وعسقلان وطبرية واللاذقية وجميع ما فتحه صلاح الدين من مدن الساحل مقابل الجلاء عن مصر إلا أن الصليبيين رفضوا هذا العرض المتخاذل والذى ظن الملك الكامل أنه عرض مغرى وواصل الصليبيون زحفهم جنوبا حتى مدينة فارسكور في شهر ربيع الآخر عام 618 هجرية الموافق شهر يوليو عام 1221م وكان هذا وقت فيضان النيل السنوي الذي يشتد في شهر أغسطس من كل عام وعبرت قوات الجيش الإسلامي لكي تحاصر الصليبيين قرب مدينة المنزلة وشاء الله أن يأتي فيضان النيل عارما ففتحت الجسور وأغرقت كل الطرق أمام الصليبيين وعلى صفحة النهر كانت السفن الإسلامية تقطع خطوط الإمداد وتحول دون إتصال الصليبيين بقاعدتهم في دمياط وتستولي على عدد من سفن العدو وتأْسر بحارتها .

وأمام هذه الظروف السيئة للصليبيين لم يكن أمامهم بعد أن فاجأتهم الكارثة وأحيط بهم من كل مكان سوى الإستسلام دون قيد أو شرط وضاعت بذلك أحلامهم سدى وتم جلاء الصليبيين عن دمياط في يوم 19 رجب عام 618 هجرية الموافق يوم 8 سبتمبر عام 1221م وحقا كان لتضامن أبناء العادل الثلاثة الكامل محمد والمعظم عيسى والأشرف موسى وتكاتفهم أثر لا يمكن إنكاره في تحقيق النصر وإفشال الحملة الصليبية الخامسة إلا أن هذا التحالف للأسف لم يلبث أن إنفرط عقده في نهاية عام 620 هجرية الموافق عام 1223م نتيجة لأطماع المعظم عيسى في أن يزيد أملاكه على حساب ممتلكات أخويه وبالفعل شب صراع شرس بين الملك الكامل والمعظم عيسى وإستعان كل منهما بمن يحقق له الظفر والنصر فإستعان المعظم عيسى بالسلطان جلال الدين الخوارزمي سلطان الدولة الخوارزمية وإستنجد الملك الكامل بالإمبراطور فريدريك الثاني صاحب صقلية وإمبراطور الدولة الرومانية المقدسة في غرب أوروبا وتعهد له مقابل مساعدته أن يعطيه بيت المقدس وجميع فتوح صلاح الدين بالساحل وفي واقع الأمر أن إستنجاد الملك الكامل لم يكن الدافع الوحيد الذي حرك فريدريك الثاني للذهاب إلى الشام وإنما كانت البابوية تضغط عليه ضغطا شديدا للقيام بحملة صليبية جديدة تصحح الأوضاع التي نجمت عن فشل الحملة الصليبية الخامسة على مصر وكان هجوم البابوية على فريدريك الثاني عنيفا فإضطر الإمبراطور إلى الإذعان وقرر القيام بحملته الصليبية فغادر صقلية في شهر رجب عام 625 هجرية الموافق شهر يونيو عام 1228م قاصدا بلاد الشام معتمدا على وعود صديقه الملك الكامل الذي مناه ببيت المقدس وبعض المدن التي إستولى عليها صلاح الدين من الصليبيين ويجمع المؤرخون على أن هذه الحملة كانت أغرب حملة ضمن سلسلة الحملات الصليبية حيث أن الإمبراطور فريدريك الثاني أتى إلى الشام وليس معه سوى 500 فارس وأن الإمبراطور الذي شب في بيئة كانت مركزا مزدهرا للحضارة الإسلامية فتشرب حب المسلمين وحضارتهم منذ طفولته مما جعل حملته تتسم بمسحة واضحة من الحب والتسامح علي أن الإمبراطور فريدريك لم يكد يصل إلى عكا في شهر شوال عام 625 هجرية الموافق شهر سبتمبر عام 1228م حتى وجد الأمور على غير ما كان يشتهي فقد توفي المعظم عيسى في أواخر عام 624 هجرية الموافق عام 1227م وخلفه إبنه الناصر داود الذي كان شابا في العشرين من عمره محبا للهو عديم الخبرة مما هيأ للملك الكامل والأشرف موسى إقتسام ممتلكات أخيهما المتوفي ومنحا إبنه الناصر الكرك والشوبك وغيرهما من الجهات الثانوية وبذلك هدأت الأوضاع بين أبناء البيت الأيوبي ولم يعد الملك الكامل في حاجة إلى معونة الإمبراطور فريدريك الثاني .

وكانت تلك الأخبار بمثابة مفاجأة قاسية لفريدريك فساء موقفه ولكنه لم يفقد الأمل في تحقيق أمانيه مع سلطان إشتهر بالتسامح إلى حد التفريط ولجأ إلى سلاح المفاوضة والإستعطاف وكان طبيعيا أن يرفض الملك الكامل الوفاء بما تعهد به من تسليمه بيت المقدس بعدما زال السبب الذي من أجله أقدم على هذا العرض ولكن فريدريك حاول مرة أخرى معه مستخدما المكر والحيلة لكي يستميل قلب الملك الكامل وبلغ به الأمر أن كتب للملك الكامل قائلا أنا مملوكك وعتيقك وليس لي عما تأمر به خروج وأنت تعلم أني أكبر ملوك البحر وقد علم البابا والملوك بإهتمامي فإن رجعت خائبا إنكسرت حربتي بينهم فإن رأى السلطان أن ينعم علي بقبضة البلد والزيارة فسيكون صدقة منه وبالفعل أفلحت هذه السياسة مع الملك الكامل فعقد مع فريدريك الثاني معاهدة يافا في يوم 22 ربيع الأول عام 626 هجرية الموافق يوم 18 فبراير عام 1229م وفرط من خلالها فيما لا يملك حيث بمقتضاها تقرر الصلح بين الطرفين لمدة عشر سنوات على أن يأخذ الصليبيون بيت لحم والناصرة وصيدا بالإضافة إلي بيت المقدس من دون قراه وأن يبقى سوره خرابا ويبقى الحرم الشريف بما حواه من الصخرة المقدسة والمسجد الأقصى بأيدي المسلمين وعلي أن يتعهد الإمبراطور فريدريك لقاء ذلك بمحالفة الملك الكامل ضد أعدائه حتي لو كانوا من الصليبيين وقد أثارت هذه المعاهدة المخزية حفيظة المسلمين وغضبهم في كل مكان وشعر الملك الكامل بأنه قد تورط مع فريدريك الثاني فأخذ يهون من أمر تسليم بيت المقدس ويعلن أنه لم يعط الفرنجة إلا الكنائس والبيوت الخربة على حين ظل المسجد الأقصى على حاله وفيما كان الامبراطور فريدريك يدخل القدس قام الملك الكامل بحصار دمشق وإستطاع أن يدخلها في شهر شعبان عام 626 هجرية الموافق عام 1229م مخرجا الناصر داود منها ثم سلم دمشق إلى أخيه الأشرف موسي وأخذ منه حران والرها وبلاد الشرق التي يتولاها وأمضى الملك الكامل السنوات التالية وقد هدأ باله من جهة الصليبيين وأخذ يتوسع في الشرق فإستولى على مدينة آمد بشمال بلاد العراق عام 629 هجرية الموافق عام 1236م مما أدى إلى وقوع نزاع بينه وبين سلاجقة الروم إمتد حتى عام 633 هجرية الموافق عام 1236م وكان الأشرف موسي قد طلب من الملك الكامل بلدة الرقة على الفرات لكنه رفض إعطائها له فوقعت بين الأخوين جفوة كادت توقع الحرب بينهما ولم تنته إلا بوفاة الأشرف موسي في دمشق في أوائل شهر المحرم عام 635 هجرية الموافق شهر أغسطس عام 1237م فتولاها بعهد منه أخوه الصالح إسماعيل إلا أن الملك الكامل كانت عينه على دمشق فزحف نحوها وإستطاع أن يستولى عليها في شهر جمادى الأولى عام 635 هجرية الموافق شهر ديسمبر عام 1237م وهكذا إستطاع الملك الكامل أخيرا أن يوحد بلاد الشام ومصر مرة ثالثة بعد عمه صلاح الدين وأبيه الملك العادل غير أن المرض داهمه وهو بقلعة دمشق حيث أصيب بالسعال والإسهال لمدة أكثر من 20 يوم وكانت وفاته في يوم 21 رجب عام 635 هجرية الموافق يوم 6 مارس عام 1238م بعد أن إستمر في الملك عشرين عاما حيث دفن بقلعة دمشق في اليوم التالي ثم بنيت له مقبرة مجاورة لجامع دمشق نقل إليها بعد سنتين من وفاته ومع ما قد يقال عنه فقد كان ذكيا مهيبا فطنا محبا للعلم مقرّبا للعلماء لايكاد يخلو مجلسه منهم وكان يلقي عليهم المشكلات من المسائل طالبا منهم أجوبة عنها .

وكان من أعمال الملك الكامل تأسيسه لمدينة المنصورة عام 616 هجرية الموافق عام 1219م وكان يطلق عليها إسم جزيرة الورد لأنها كانت محاطة بالمياه من ثلاث جهات وكانت بها أكبر حدائق ورد في مصر وقد سميت بالمنصورة بعد النصر الذي حققه الشعب المصري على الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع الفرنسي والتي إنتهت بأسره هو وقواده وسجنه في دار القاضي إبن لقمان بالمنصورة حتي إفتدى نفسه وقواده بالمال مع الإنسحاب بقواته والعودة إلي بلاده وعلاوة علي ذلك فقد تم إلإنتهاء من بناء قلعة صلاح الدين الأيوبي في عهد الملك الكامل وكان أول من سكنها وإتخذها دارا للملك وكان صلاح الدين الأيوبي قد شرع في عام 1176م تشييد قلعته المعروفة بإسمه فوق جبل المقطم في موضع كان يعرف بإسم قبة الهواء ولكنه لم يتمها في حياته وإن كان قد إفتتحها جزئيا عام 1183م ثم أتمها الملك الكامل خلال فترة حكمه لمصر وقد إستمرت مقرا للحكم حتى عهد الأسرة العلوية وكان أول من نزل منها الخديوى إسماعيل عندما شيد قصر عابدين وقام بإفتتاحه عام 1874م وفضلا عن ذلك فقد كان أيضا من آثار الملك الكامل المدرسة الكاملية بالقاهرة والتي أنشأها في عام 622 هجرية الموافق عام 1225م لدراسة الحديث وتقع بقاياها على الجانب الغربي لسوق النحاسين وإلى الناحية الشمالية لمدرسة وضريح السلطان برقوق ولم يبق منها سوى بقايا الإيوان الغربي وقد نقل منها بقايا زخارف جصية بها كتابات بالخط الكوفي إلى متحف الفن الإسلامي بباب الخلق بالقاهرة ويرى بعض علماء الآثار أن المدرسة الكاملية كانت أقدم نموذج لطراز تخطيط المدارس ذات الإيوانين وقد أعاد بناء المدرسة في العصر العثماني الأمير حسن كتخدا مستحفظان الشعراوي عام 1166هجرية وتنص الكتابة على المدخل أن الأمير حسن الشعراوى كتخدا قد أصلح المدرسة الكاملية بعد أن تهدمت في عام 1166 هجرية الموافق عام 1752م .
 
 
الصور :