السبت , 7 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

شارع أحمد عصمت

شارع أحمد عصمت
عدد : 05-2022
بقلم المهندس/ طارق بدراوي
موسوعة" كنوز أم الدنيا"


شارع أحمد عصمت هو أحد أهم وأطول شوارع حي عين شمس والذى يعد من أعرق أحياء القاهرة ويشكل جزءا من مدينة أون الفرعونية أو هليوبوليس كما سماها الإغريق أى مدينة الشمس ويوجد به العديد من الآثار المدفونة وهو ينقسم إلى عين شمس الشرقية وعين شمس الغربية ويفصل بينهما خط سكك حديد القاهرة السويس وهو الخط الوحيد الذى يربط بين المدينتين وأيضا الخط الأول لمترو أنفاق القاهرة الكبرى الممتد من المرج الجديدة إلي حلوان وتقع منطقة عين شمس في شرق القاهرة وتطل علي مصر الجديدة والمطرية ومدينة السلام ويوجد بها العديد من الآثار المدفونة تحت الأرض التي لم تكتشف بعد ويمتد شارع أحمد عصمت من نقطة تقاطعه مع شارع جسر السويس ويمتد عرضيا ناحية الغرب حتي يتقاطع مع شارع عين شمس الرئيسي ثم يكمل مساره حتي ينتهي بتقاطعه مع شارع أساس الهجانة وينسب هذا الشارع إلي الشهيد أحمد عصمت والذى ولد بمنطقة عين شمس الشرقية التابعة لمحافظة القاهرة يوم 30 نوفمبر عام 1922م في أسرة طيبة ثرية حيث كان والده مهندسا وشغل منصب وكيل مديرية بني سويف وقد توفي وكان إبنه أحمد عصمت لا يزال إبن الرابعة من عمره وترك له ثروة طائلة ولما بلغ الإبن سن المدرسة إلتحق بمدرسة الجزويت وبعدها إلتحق بالجامعة الأميريكية عام 1940م بالقاهرة ولكنه تعثر فيها وذلك نظرا لأنه ركز طاقته كلها في مزاولة رياضة التنس التي كان أحد أبطالها وعمل بعد ذلك طيارا مدنيا في شركة مصر للطيران وبعد إلغاء معاهدة عام 1936م في يوم 8 أكتوبر عام 1951م عندما أعلنت حكومة الوفد التي كانت قائمة حينذاك علي لسان رئيسها مصطفي النحاس باشا في جلسة البرلمان التي كانت منعقدة في اليوم المشار إليه وقال خلالها قولته المشهورة من أجل مصر وقعت معاهدة عام 1936م ومن أجل مصر أطالبكم اليوم بإلغائها وهو الأمر الذى وافق عليه البرلمان بأغلبيته .

وبإلغاء هذه المعاهدة من الجانب المصرى إنطلقت أحداث المقاومة والكفاح المسلح بمنطقة القناة حيث إنطلقت الجموع من شباب الجامعة المصرية والفدائيين وغيرهم لمواجهة الجيش البريطاني في قواعده علي طول خط قناة السويس من بور سعيد شمالا وحتي السويس جنوبا وأراد أحمد عصمت أن يساهم في نقل السلاح إلى الفدائيين بمنطقة القناة ولذا فقد تطوع بنفسه فداءا للوطن لمواجهة الجيش البريطاني وكان قد سمع عن مجازر الإنجليز البشعة ضد الفدائيين المصريين والتي وقعت في يوم 12 ويوم 13 يناير عام 1952م في منطقة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية حيث سقط عدد كبير من الفدائيين المصريين شهداء كان من بينهم أحمد فهمي المنسي الطالب بكلية الطب وعمر شاهين الطالب بكلية الآداب وغيرهما من الشهداء الأبرار ومن هنا قرر الشهيد أحمد عصمت ألا يكتفي بنقل السلاح للفدائيين فقط بل تطوع لمواجهة هؤلاء المحتلين فودع زوجته السيدة فردوس عباس الهراوي وأولاده الصغار فاطمة الزهراء وبهي الدين وأحمد وذهب إلى منطقة القناة حيث كانت المقاومة هناك بين الجنود الإنجليز والفدائيين المصريين وفي صباح يوم 14 يناير عام 1952م كان أحمد عصمت في طريقة من الإسماعيلية إلى بورسعيد ناقلا الإمدادات للفدائيين وإستوقفته دورية إنجليزية في التل الكبير بهدف تفتيش سيارته ضمن حملة مكثفة لوقف وصول الإمدادات والعتاد إلى الفدائيين وأصرت الدورية على تفتيش أحمد عصمت ولكنه رفض النزول للتفتيش وتصاعد النقاش بينه وبين أفراد دورية التفتيش حتى فوجئ الجميع بأحمد عصمت يخرج مسدسه ويطلق النار على قائد دورية التفتيش الإنجليزية الذي سقط قتيلا ثم أطلق النار على حارسه الذى سقط هو الآخر قتيلا وحاول أن يفرغ باقي رصاص مسدسه في باقي أفراد الدورية الإنجليزية إلا أنه لم تمر ثواني محدودة حتى أطلق باقي أفراد نقطة التفتيش النار على جسد ورأس أحمد عصمت والذي إستشهد على الفور وإستولت الدورية علي سيارته وطلبت من البوليس المصرى إستلام جثمانه ونقله إلي القاهرة حيث أقيمت له جنازة شعبية كبيرة .

وفي يوم 19 يناير عام 1952م قرر الملك فاروق تكريما له أن يسدد مصاريف تعليم أبنائه الثلاثة وأن يخصص لهم راتبا شهريا وإهداء الأسرة بعض شهادات التقدير والأوسمة وقامت الأميرة فريال إبنة الملك فاروق الكبرى بإهداء أسرة الشهيد مصحفا كبيرا وقد إعتبر البريطانيون هذا الاهتمام من جانب الملك رسالة تحريض ضدهم فالملك يؤيد ويبارك أعمال الكفاح المسلح ضدهم فصعد البريطانيون من أعمال العنف فى منطقة القناة وتصاعدت الأحداث تدريجيا حتى وقعت مجزرة الشرطة بالإسماعيلية في صباح يوم الجمعة 25 يناير عام 1952م والتى أعقبها حريق القاهرة في اليوم التالي السبت 26 يناير عام 1952م والذى إلتهم العديد من الشركات والفنادق والمتاجر في وسط القاهرة وإضطرت حكومة الوفد التي كانت قائمة حينذاك إلي إعلان الأحكام العرفية وفرض حظر التجوال بالقاهرة وضواحيها ثم كان ما كان من إقالة حكومة الوفد وتكليف علي ماهر باشا بتشكيل الحكومة الجديدة في اليوم التالي 27 يناير عام 1952م وبعد ذلك تصاعدت الأحداث تدريجيا حتي قامت ثورة 23 يوليو عام 1952م وتم القضاء علي النظام الملكي نهائيا وتم نفي الملك فاروق إلي إيطاليا ومغادرته مصر علي متن اليخت الملكي المحروسة مساء يوم 26 يوليو عام 1952م .

ومن المعالم الشهيرة بشارع أحمد عصمت بحي عين شمس مزرعة الزهراء لتربية الخيول العربية الأصيلة وهى مزرعة عالمية تم إنشاؤها منذ أكثر من 90 عاما وكانت من أملاك الملك فاروق وتتركز الخيول العربية الأصيلة فى مصر فيها وهي تتبع حاليا الهيئة الزراعية المصرية إحدى هيئات وزارة الزراعة وهي تعد الأولى في مصر والشرق الأوسط من حيث المساحة والتي تبلغ 60 ألف فدان والكفاءة البيطرية وإحتوائها على سلالات عريقة وهي تهتم بتنظيم المسابقات والمهرجانات الدولية ووضع القواعد الحاكمة للبطولات من زاوية تنظيم العرض والحكام والعارضين وتنفيذ اللوائح المنظمة للمسابقات أو المهرجانات وقواعد البطولات تتم على أساس صحة الخيول وجمالها وبصفه خاصة نسبها ولذلك يجب على المشارك في أي مهرجان إختيار أحصنة من إناث وذكور بالغين أكثر من 4 سنوات ومن حيث المهور سواء إناث أو ذكور يجب أن يكونوا أقل من 4 سنوات مع مراعاة تناسق الأعضاء والرأس الجميل والعيون المستديرة الواسعة والأذنان الصغيرتان وعظمة الأنف المقعرة وفتحات الأنف الواسعة والرقبة الكبيرة المقوصة وإستقامة الأرجل وفي كل عام يقام مهرجان خلال الفترة من يوم 15 نوفمبر وحتى يوم 18 نوفمبر ويتم الإعلان عن موعد إنطلاق المهرجان قبل شهر على الأقل حتى يستعد أصحاب الخيول وتقديم الأفضل لديهم ويمنح هذا المهرجان الحصان المشارك فى المسابقة درجة الجودة والتي تساعده في المشاركة في المسابقات الدولية وترفع من أسهمه السعرية ويقوم بالتحكيم في هذه المسابقات حكام دوليون لسباق الخيول ولذلك تهتم الهيئة الزراعية المصرية بالتعاون مع محطة الزهراء لتربية الخيول بتسجيل النسب بمعنى عمل شهادة ميلاد لكل الخيول الوليدة وقد أعدت محطة الزهراء لتربية الخيول العربية الأصيلة شهادة نسب لكل حصان عربى تتم ولادته تحت إشرافها سواء داخل المزرعة أو فى المزارع الخاصة المنتشرة فى كل محافظات مصر والتي تشرف عليها حيث تشرف محطة الزهراء على أكثر من 300 مزرعة خاصة لتربية الخيول داخل مصر وتقوم بإصدار شهادات النسب الدالة على أنها خيول عربية أصيلة وهذه الشهادة تتضمن معلومات وافية عن كل مولود تبدأ بإسمه ثم إسم والديه ثم أجداده حتى خامس جد وذلك ضمانا لعدم إختلاط الأنساب والحفاظ على السلالات العربية الأصيلة وتقوم المحطة بعد 4 شهور من الولادة بعمل تحاليل الدى إن إيه علي عينات من شعر المولود لضمان التأكد من نسبه لوالديه وبعد التأكد من التحاليل يتم ختم المولود تحت رقبته بنظام التبريد 80 درجة تحت الصفر وهذا الختم يظل فى الحصان حتى نفوقه والخيول العربية الأصيلة ترجع إلى 5 سلالات رئيسية وهى الصقلاوية والدهمانية والكحيلانية والصبيانية والهدبانية وهناك مواصفات مثالية تحدد جمال الحصان العربى الأصيل أهمها تناسق الأعضاء والرأس الجميل والعيون المستديرة الواسعة والأذنان الصغيرتان وعظمة الأنف المقعرة وفتحات الأنف الواسعة والرقبة الكبيرة المقوسة وإستقامة الأرجل وأن يتراوح إرتفاعه ما بين 145سم وحتي 155 سم وبجانب نسب الحصان الذى تحافظ علية محطة الزهراء فإن أهم أهداف إقامتها هو الحفاظ على الخيول العربية وسلالتها النادرة والمحطة هى هيئة التسجيل المعتمدة فى مصر من الناحية التسجيلية من قبل المنظمة العالمية للحصان العربى ومقرها في العاصمة البريطانية لندن والتى تجمع كل الدول التى تربى الحصان العربى وتعتبر مصر من أول 5 دول أنشأت مثل هذه المنظمات .
 
 
الصور :