بقلم الدكتور/ محمود رمضان
هذا صديقك المتيم..
هذا قميصه المزركش
والعطر يفوح فيه
هذا ما كان يرتديه
ويبحر به خلف الرغبات
مذ كنا نغازل التيه
كم من مرة غاص في غَيَّه
وقُدَّ القميص من الأمام
والجوانب هذا ال..؟!
هذا النبيه؟!
كنت وردة في بساتين الـكَرْم
يندر أن تقطف سهواً
ولا قاطف تناديه!
حَبستُ على نفسي عوارفي
قلت لأترابي
لا الإثم بل الحلال أبغيه!
هَرِمتُ والعواطف في الميدان
كمهرة..
مقهورة..
أضحت خارج المضمار
بأربعين ميل
وتحلم أن تشارك فيه!
مازال صديقك
يزدري الحب الذي كان
وكنا نحتمي بأسواره
وبالروح نفتديه
مهلاً..
اصبرِ..
اصمتِ..
تدبرِ..
لا تنزعي أوراق التوت
وما تبقى من سيل الكلمات
اللاذعات لا تعّريه!
أزاحت كل الأستار
مزقتها دون أن تدري
أي جرم اقترفت إثمه ومساعيه
لا
لا سيدتي
لا
كم أخطأت النوايا البريئة
حين كان العناد
يلازم الهوى وتدعيه
استغفري لذنبك
اعلني التوبة
تضرعي بالغفران والرجوع إليه
هذا الخليل
الهائم في حبك السرمدي
لم يتفوه
بحرف من قواميس السرد وبنيه!
هذا الصديق..
لم يتعّر يوماً
لم ينزع عنك خمار الكلمات
بل الإسدال كان يغطيه
ستر الحَشَا..
أطعمه..
أسكن الود في الجوارح
هذا الوجيه..
أنبت الزرع في الحقل
مذ البكور
قبل شروق الشمس
والليل يغشيه
تفتحت الزهور
وتمايل الغصن
من الشوق الجارف وما يحويه
أشهد
أن الحب لم يفارق كلاكما
لحظة
مثل العين للعين ترى خياله وتناجيه
براءة لكَ أنتَ..
براءة من كل ادعاء لوطن مجاهد سلاحه التقوى يشهد الله عليه
براءة لكِ أنتِ
أيتها البتولة
المكرمة
المصونة
كنت الوطن والأرض الحرة
النقية التقية تقاتلين من أجل حبك النزيه |