بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”
بخلاف الثورات والفتن الداخلية التي تعرضت لها الدولة الأموية ببلاد الأندلس إضافة إلي حلقات الصراع مع الممالك المسيحية شمالي الأندلس والتي واجهها الأمير عبد الرحمن الناصر كان هناك خطر خارجي آخر هدد الدولة ألا وهو الفاطميين شيعيي المذهب الذين نجحوا في تأسيس مملكة في أفريقية والمقصود بها تونس علي يد عبيد الله المهدى عام 296 هجرية الموافق عام 909م ثم إستطاعت التوسع فيما بعد شرقا فضموا مصر وحاولوا التوسع غربا حتى المغرب بل وأعلنوا قيام خلافة جديدة أساسها المذهب الشيعي تحت إسم الخلافة الفاطمية وهو ما مثل تهديدا عسكريا ودينيا للأمويين بصفة خاصة والأندلس بصفة عامة وأمام التهديد العسكرى الذي شكله الفاطميون في مواجهة الأمير عبد الرحمن الناصر ودعوتهم لنشر المذهب الشيعي بدلا من السني في ظل ضعف الخلافة العباسية في بغداد وإنحصار سلطتها في دائرة صغيرة حول بغداد ومع تنامي المد الفاطمي في شمال أفريقيا وتهديد بلاد الأندلس إستغل بعض ثائرى بلاد الأندلس على حكم الأمويين فيها والذين كان على رأسهم عمر بن حفصون تلك الفرصة ودارت بينهم وبين الفاطميين مراسلات أفضت إلى بعض التحالفات بين الطرفين ولجأ الأمير عبد الرحمن الناصر من أجل إيقاف هذا الخطر الذي قد يدهم الأندلس في أي لحظة أن إحتل مرفأ مليلة ببلاد المغرب عام 314 هجرية الموافق عام 927م وأقام عليه حاكما من قبله ينتمي لقبائل مكناسة كما رأى الأمير عبد الرحمن أنه الأحق والأجدر بسمة الخلافة من الدولة العباسية ومن الدولة الفاطمية الناشئة وفي يوم ثاني جمعة من شهر ذي الحجة عام 316 هجرية الموافق شهر يناير عام 929م أمر الأمير عبد الرحمن بأن يخاطب بصفة رسمية بلقب أمير المؤمنين عبد الرحمن الناصر لدين الله القائم بأمر الله ثم إقتصر لقبه على الناصر لدين الله ودعا له القاضي أحمد بن أحمد بن بقي بن مخلد على منبر المسجد الجامع في قرطبة بذلك كما أمر الأمير عبد الرحمن ولاته وقادته في كافة المقاطعات والمدن بأن يعلنوا ذلك المرسوم ومنذ ذاك الحين ضربت ألقاب الخلافة على النقود وبالإضافة إلي ذلك أمر عبد الرحمن أميرى البحر أحمد بن محمد بن إلياس وسعيد بن يونس بن سعديل بالتوجه بأسطول مكون من 120 سفينة تحمل 7 الآف مقاتل لإحتلال مدينة سبتة فإستولى هذا الأسطول على المدينة في شهر جمادى الآخر عام 319 هجرية الموافق شهر يوليو عام 931م ليقطع السبيل أمام أطراف المؤامرة التي حاكها الثائرون مع حلفائهم الفاطميين وليمنع أى خطر قد يهدد الأندلس من الجنوب ثم بعث عبد الرحمن رسله إلى صاحب طنجة يطالبه بتسليمها فرفض ذلك فأمر عبد الرحمن أسطوله بمحاصرة طنجة حتى أعلن صاحبها إستسلامه وسلم المدينة للأسطول الأندلسي ومن ناحية أخرى عقد الأمير عبد الرحمن مجموعة من التحالفات مع بعض أمراء البربر المعادين للفاطميين فدخلوا في طاعته فبسط بذلك سلطانه على أجزاء كبيرة من المغرب خاصة مع دخول موسى بن أبي العافية أمير مكناسة في طاعته وفي ظل تلك العلاقات الطيبة بين عبد الرحمن وأمراء البربر أمد هذا الأخير أمير مكناسة بالمال والسلاح ومن ثم إستطاع أن يهزم جيشا أرسله الفاطميون لغزو المغرب عام 321 هجرية الموافق عام 933م وبعد تلك الهزيمة جهز الفاطميون جيشا أكبر ووجهوه لقتال إبن أبي العافية عام 323 هجرية الموافق عام 935م فلم يستطع هذا الأخير الصمود أمام ذلك الجيش وفر بجيشه إلى الصحراء وإستنجد بعبد الرحمن الناصر الذي أمده بأسطول من أربعين سفينة محملة بالرجال والعتاد فنزل سبتة فإستطاع موسى بن أبي العافية أن يرد جيش الفاطميين مرة أخرى من حيث أتى وظل عبد الرحمن وحلفاؤه في المغرب في حالة حرب مع الفاطميين وحلفائهم الأدارسة حكام المغرب إلى أن طلب الأدارسة الصلح معه والدخول في طاعته عام 332 هجرية الموافق عام 944م بعدما تبين لهم أن الغلبة ستكون تحت لواء عبد الرحمن ومنذ ذلك الوقت دعي للخليفة عبد الرحمن الناصر لدين الله على منابر المساجد في المغرب كما كان يدعي له في الأندلس وكان هذا الأمر يعد بمثابة إعتراف من أهل المغرب بكونه الخليفة الشرعي الذي يدينون له بالولاء والطاعة ومن ثم أصبح هناك عداء بين الفاطميين والأدارسة نتيجة لذلك التحالف بين الأدارسة والأمير عبد الرحمن وفي عام 344 هجرية الموافق عام 955م هاجمت بعض سفن الفاطميين شواطئ ألمرية وعاثت فيها فسادا فأمر الأمير عبد الرحمن أمير البحر غالب بالتحرك في أسطول إلى شواطئ أفريقية ومهاجمتها ردا على هجوم الفاطميين وفي عام 347 هجرية الموافق عام 968م وجه عبد الرحمن أسطولا آخر بقيادة أحمد بن يعلى لمهاجمة شواطئ أفريقية فرد الفاطميون هذا التهديد بجيش ضخم بقيادة جوهر الصقلي تسانده قبائل صنهاجة البربرية زحف به إلى المغرب وإكتسح به شمال المغرب حتي وصل ساحل المحيط الأطلسي وأمام هذا الهجوم الكاسح قلق عبد الرحمن فأمر أساطيله بأن تكون على أهبة الإستعداد لصد أي محاولة للعبور إلى الأندلس كما أمر أحد أساطيله بالتحرك إلى سبتة ليكون بمثابة خط دفاع أول في حالة أى هجوم وقد لبث ذاك الأسطول في سبتة إلى أن عاد الفاطميون أدراجهم إلي أفريقية .
وبعد أن إستعرضنا الثورات والفتن والحروب والمعارك التي تصدى لها الأمير عبد الرحمن الناصر فلابد وأن نستنج أنه من المؤكد أنه قد إستطاع أن يؤسس جيشا قويا وأسطولا قويا أيضا لكي يمكنه أن يتغلب علي أغلب ما تعرض له حيث كان لزاما عليه في ظل حالة التردي التي وصل إليها حال الدولة الأموية في الأندلس قبل توليه عرش الإمارة أن يهتم غاية الإهتمام بأمر الجيش وإصلاحه وإمداده بالأسلحة والذخائر وتدريب الجنود حيث أن الجيش هو الأداة التي كانت ستمكنه من إستعادة السيطرة على شئون البلاد الداخلية والخارجية كما إهتم أيضا الأمير عبد الرحمن بأمر الأسطول حيث قام بإنشاء مراكز خاصة لصناعة السفن وآلاتها فأصبح للأندلس أسطولا بحريا كان الأقوى في ذلك الوقت بما إمتلكه من سفن جديدة تم تصنيعها حتى بلغ حجم الأسطول في ألمرية قاعدة الأساطيل الأندلسية مائتي سفينة متعددة الأنواع والأحجام إضافة إلى تلك السفن التي تمركزت في المغرب بعد ضم سبتة وطنجة بل وخصص عبد الرحمن ثلث خراج الأندلس للإنفاق على الجيش والأسطول ودعمهما وفي إطار دعم وإصلاح الأمير عبد الرحمن للجيش أراد أن يحد من سلطة العرب والبربر داخل الجيش لما وجده منهم من نزعة للخروج على طاعته ولجوئهم المستمر للتمرد على سلطته متى وجدوا الفرصة سانحة لذلك لذا فقد عمد عبد الرحمن إلى الإعتماد على عنصر آخر من عناصر المجتمع الأندلسي لا عصبية لهم وهم عنصر الصقالبة الذين لجأ إلى الإستكثار منهم في صفوف الجيش وتولية بعضهم للمناصب الهامة فيه حتى أن أحدهم وهو نجدة الصقلبي قد أصبح قائدا أعلى للجيش في فترة من فترات حكم الأمير عبد الرحمن الناصر وأيضا إستبعد الأمير عبد الرحمن رؤساء القبائل والزعماء من مناصبهم بالتدريج ليجمع بذلك مقاليد الحكم كلها بيده ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل وتخلص الأمير عبد الرحمن من كل من سولت له نفسه منازعته في ملكه حتى أقرب الناس إليه فعلي سبيل المثال كان قد بلغه أن إبنه عبد الله يتآمر عليه مع بعض فتيان القصر وبعض رجال الدولة فأمر بالقبض على كل من شارك في تلك المؤامرة وأعدمهم كلهم وفي حادثة أخرى أعدم بعض أبناء عمومته حين بلغه أنهم يتآمرون عليه وجدير بالذكر أن إعتماد الأمير عبد الرحمن الناصر علي عنصر الصقالبة لم يقتصر علي الجيش فقط بل أنه قلدهم عددا من المناصب الكبرى في القصر وأيضا في إدارة الدولة فبرز منهم أفلح صاحب الخيل ودري صاحب الشرطة وياسر وتمام صاحبي النظر على الخاص ومع إرتفاع شأن تلك الطبقة في عهد الأمير عبد الرحمن الناصر نمت أملاك وثروات الصقالبة فأصبحوا يمتلكون الدور والقصور والضياع والأموال وقد قدر بعض المؤرخين عددهم في القصر والحاشية بحوالي 13750 وفي مدينة الزهراء التي أسسها كما سنوضح في السطور القادمة بمشيئة الله تعالي وحدها عدد 3750 فتى وعدد 6750 جارية وفي واقع الأمر كان لهذه السياسة التي إنتهجها عبد الرحمن بتقريب الموالي والصقالبة على حساب العرب والبربر في الجيش أثرها السئ على معنويات العرب والبربر مما خلق حالة من الفتور أصابت قادتهم في الجيش وكان ذلك أحد أسباب الهزيمة العسكرية الموجعة في معركة الخندق عام 327 هجرية الموافق عام 939م بعد أن جاشت النفوس بالأحقاد تجاه الموالي والصقالبة الذين تولوا كبرى المناصب في الجيش وذلك كما ذكرنا في السطور السابقة .
ولم يقتصر إهتمام الأمير عبد الرحمن الناصر بالجيش والأسطول فقط فبعد أن إستطاع عبد الرحمن الناصر أن يصل بالبلاد إلى حالة من الإستقرار والأمن بعد السيطرة على التمردات الداخلية وبعد نجاح حملاته التي كان يرسلها لقتال الممالك المسيحية في الشمال والتي كانت تعود محملة بالغنائم والأموال إنتعش الإقتصاد الأندلسي وتحسنت أحوال البلاد الزراعية والصناعية حيث نمت الزراعة نموا كبيرا فتنوعت أشجار الفواكه والمزروعات من قصب السكر والأرز والزيتون والكتان وأوجد عبد الرحمن الناصر مزارع خاصة لتربية دود القز من أجل إنتاج الحرير كما نظم أقنية الرى وأساليب المياه وجعل تقويما للزراعة لكل موسم وفي الصناعة تزايدت ونمت المناجم وكان منها العديد من الأنواع مثل مناجم الذهب والرخام والفضة والرصاص والنحاس كما تطورت في عهده صناعة الجلود وصناعة الزيوت والأدوية وظهرت الأسواق الخاصة بالبضائع المتنوعة كسوق النحاسين وسوق الزهور وسوق الشحوم والزيوت وغيرها ومن ناحية الإيرادات السيادية للدولة فقد بلغت جباية الأندلس من المقاطعات والقرى في عهد عبد الرحمن الناصر 5.48 مليون دينار ومن ضريبة الأسواق 765 ألف دينار أي بإجمالي 6.245 مليون دينار بالإضافة إلى ما كان يدخل خزائن الدولة من أخماس الغنائم وقد إتخذ الأمير عبد الرحمن الناصر سياسة مالية في التعامل مع تلك الأموال بخصوص تنظيم جباية هذه الأموال وتنظيم موارد بيت المال مع تنظيم كيفية التصرف فيها بأن خصص ثلث أموال الجباية لنفقات الجيش والأسطول وثلث لمشاريع البناء والتعمير مثل المكتبات والمدارس والقصور ومدينة الزهراء والثلث الأخير فقد كان يدخره لنوائب الدهر وفضلا عن ذلك قام الأمير عبد الرحمن ببناء دار السكة لضرب الدراهم والدنانير في قرطبة وأصدر بذلك أمرا في يوم 17 رمضان عام 316 هجرية الموافق يوم 2 نوفمبر عام 928م وولى الوزير أحمد بن محمد بن حدير أمر إدارة دار السكة وإذا ما إنتقلنا إلي المجال الثقافي والإجتماعي فسوف نجد أنه في المجال الثقافي بلغ عدد المكتبات العامة في عهد عبد الرحمن الناصر سبعون مكتبة كما ظهر النساخون الذين كانوا يقومون بدور المطابع في عصرنا الحالي وظهر أيضا المجلدون لتجليد الكتب وكان عبد الرحمن الناصر معروفا بحبه للعلم والعلماء وكان من أشهر العلماء في عصره القاضي عبد الله محمد بن محمد الذي أخذ العلم عن عدد 230 شيخا كما ظهر القاسم بن الدباغ الذي نقل العلم عن عدد 236 شيخا بالإضافة إلي إبن عطية الذى برز في علم التفسير والباجي وإبن وضاح وإبن عبد البر وإبن عاصم والمنذر بن سعيد الذين برزوا في علوم الفقه والحديث وإبن رشد في علم الفلسفة وغيرهم من العلماء والدعاة وفضلا عن ذلك عمل عبد الرحمن الناصر على نشر المعرفة في ربوع البلاد فبنى في قرطبة وحدها سبعا وعشرين مدرسة وألحق بها الفقراء من الطلاب مجانا حتى أصبحت قرطبة في عهده منارة تجتذب إليها الأدباء والعلماء والفنانين فقدم إليها من المشرق العلماء والمفكرون والأدباء والفنانون كمجئ اللغوي الشهير أبي علي القالي عام 330 هجرية الموافق عام 942م وفي المجال الإجتماعي تفنن الناس في أنواع الأطعمة والملابس والغناء والطرب خاصة بعد قدوم زرياب من بغداد فإشتغل الناس بإبتكاراته في علم الطعام والملابس فكان لكل فصل نوع من الملابس وأنواع من الأطعمة ولكل مجلس آدابه وتقاليده ولكل حفلة طرب وغناء وموسيقى بمختلف الألحان ومن ناحية أخرى قام بعض العلماء والدعاة بمحاربة الترف والإسراف والتبذير كان منهم المنذر بن سعيد البلوطي وفي مجال الإدارة فقد قسمت قرطبة إلى ثمانية وعشرين ضاحية وقسم رجال الشرطة إلى شرطة بالليل وشرطة بالنهار وجعل من جهاز الشرطة قسما لمراقبة التجار كما قام الأمير عبد الرحمن الناصر بتنظيم أمور البريد والمالية كالضرائب والمكوس والخراج والجزية والقضاء فقد أنشأ قضاء خاص بالنظر في المظالم وأوجد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنشأ أيضا نظام الحسبة ففي كل بلد كان يوجد محتسب مهمته الإشراف علي الأسواق التجارية ومشاكلها وقوانين القضاء .
ومن ناحية العلاقات الخارجية فبعد أن دب الوهن في أوصال الخلافة العباسية في بغداد أصبحت الأندلس مركز العالم الإسلامي وإحدى القوى العظمى في العالم في تلك الفترة التي تزامنت مع تولي الأمير عبد الرحمن الناصر عرش الأندلس فأصبحت قرطبة عاصمة الخلافة الأموية في الأندلس وجهة السفارات القادمة من دول أوروبا تخطب ود حكام الأندلس ففي عام 338 هجرية الموافق عام 949م إستقبلت قرطبة رسل قسطنطين السابع قيصر القسطنطينية الملقب ببورفيروجنتوس المحملين بالهدايا النفيسة من القيصر إلى خليفة المسلمين في الأندلس وإستقبلهم عبد الرحمن الناصر في قصر قرطبة في أبهته يحيط به أبناؤه وأقاربه وكبار رجال دولته وإنبهر رسل القيصر بما شاهدوه من مظاهر العظمة والأبهة في قصر قرطبة وعند مغادرتهم عائدين إلى القسطنطينية بعث عبد الرحمن الناصر بهشام بن هذيل معهم سفيرا إلى قيصر القسطنطينية محملا بالهدايا العظيمة لتوثيق عرى المودة والصداقة بين الدولتين ويرجح بعض المؤرخين المعاصرين كعبد المجيد نعنعي ومحمد عبد الله عنان أن الهدف من تلك السفارة المتبادلة بين البلدين لمناقشة تكوين تحالف مشترك لمواجهة الخطر الجديد الذي أصبح يهدد أساطيل البلدين في البحر المتوسط في وجود سفن الدولة الفاطمية الناشئة في جنوب المتوسط والتي كانت تهدد قواعد الأندلس البحرية غرب المتوسط إضافة إلى الشواطئ الجنوبية للإمبراطورية البيزنطية وتبادل الأمير عبد الرحمن الناصر السفارات أيضا مع بطرس الأول إمبراطور بلغاريا ولويس الرابع ملك فرنسا اللذان سعيا لكسب ود عبد الرحمن وصداقته كما إستقبل الأمير عبد الرحمن الناصر رسل البابا يوحنا الثاني عشر بابا الفاتيكان الذي سعى أيضا إلى تدشين علاقات طيبة مع زعيم المسلمين في أوروبا وعلاوة علي هذه السفارات فقد كانت سفارة الحبر يوحنا الجورزيني سفير الإمبراطور أوتو الأول إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة وملك الألمان عام 344 هجرية الموافق عام 955م كانت أهم وأخطر السفارات التي وفدت على قرطبة في عهد الأمير عبد الرحمن الناصر حيث وفد يوحنا الجورزيني على قرطبة محملا بالهدايا النفيسة فأمر عبد الرحمن بإستقباله بحفاوة بالغة وإحسان وفادته إلا أن عبد الرحمن رفض أن يستقبل يوحنا بعدما علم بأنه جاء برسالة تهدف إلى عقد ما يشبه المناظرة الدينية بين الإسلام والمسيحية ومع إلحاح يوحنا طلبا لمقابلة الأمير عبد الرحمن أرسل هذا الأخير إلى يوحنا من يخبره بأنه رهن الإعتقال في قرطبة ردا من الأمير عبد الرحمن الناصر على إحتجاز أوتو لأسقف كان قد أرسله الأمير عبد الرحمن إليه فإحتجزه أوتو ثلاثة أعوام بل وأخبره أيضا بأنه سوف يتم إحتجازه أضعاف تلك المدة لأنه أرفع شأنا من ملك المسيحيين ثم رأى الأمير عبد الرحمن أن يرسل رسولا آخر إلى أوتو ليستوثق من صدق نواياه فأرسل الأسقف ربيع أحد أبرز المسيحيين في بلاطه إلى بلاط الإمبراطور أوتو على أن يظل يوحنا الجورزيني محتجزا إلى أن يعود الأسقف ربيع وبعد عامين عاد الأسقف ربيع بعد أن أكرم أوتو وفادته فقبل عندئذ الأمير عبد الرحمن الناصر مقابلة يوحنا الجورزيني والإطلاع على فحوى رسالته والتي كانت تهدف في الأساس إلى طلب مساعدة الأمير عبد الرحمن الناصر لمنع هجمات المستعمرات الإسلامية في جنوب قارة أوروبا على الأراضي المسيحية إلا أن الأمير عبد الرحمن الناصر رد طلب أوتو بلطف مبررا ذلك بأنه ليس له سلطة على حكام تلك المستعمرات ومما يذكر أنه لم يكن أحد من الروم طوال أيام حكم الأمير عبد الرحمن الناصر أن يركب فرسا أو أن يحمل سلاحا وكانوا يدفعون له الجزية عن يد وهم صاغرون وقد نقش على خاتمه بالله ينتصر عبد الرحمن الناصر .
وفضلا عن التقدم في مجال الإقتصاد ومجال العلاقات الإدارية الذى تحقق في عهد الأمير عبد الرحمن الناصر نجد أنه كان هناك أيضا تقدم كبير في المجال العمراني والمعمارى حيث غدت مدينة قرطبة في عهده واحدة من أعظم مدن العالم بل ونافست بغداد بهائها وعظمتها وفخامتها ومن ثم فقد بلغت شهرة قرطبة حينئذ الآفاق وإتسعت حتى بلغ عدد سكانها آنذاك نحو نصف مليون نسمة وبلغ عدد أفراد شرطتها 4300 شرطي ونظرا لإهتمام الأمير عبد الرحمن بالعمارة والبناء أيما إهتمام فقد خصص ثلث الخراج كل عام لهذا الشأن وبلغ عدد مساجدها عدد 3837 مسجد وعدد دورها 113 ألف دار ونحو 300 حمام عام كما بلغ عدد ضواحيها 28 ضاحية حول المدينة وبلغ عدد أبوابها 7 أبواب كما كثرت بها القصور والمتنزهات الفخمة وكان من جملة أعماله في هذا الشأن بنائه لقصر منيف إلى جوار القصر الزاهر في مدينة قرطبة الذى كان مقاما للملك وسماه دار الروضة وجلب له الماء في مجاري تنبع من رؤوس الجبال وقد جلب له في بنائه آلاف العمال والفنانين من شتى البقاع كما أنشأ الأمير عبد الله الناصر عددا من المتنزهات العظيمة في ظاهر مدينة قرطبة جلب لها أيضا الماء من الجبال ومن جانب آخر فكأسلافه إهتم الأمير عبد الرحمن الناصر بعمارة المسجد الجامع في مدينة قرطبة فقام بنجديد واجهة المسجد وإلى اليوم لا تزال اللوحة التي تنوه عن هذا العمل تزين أحد أبوابه والذي حوله الأسبان بعد سقوط قرطبة وطرد المسلمين من بلاد الأندلس إلى كاتدرائية عظيمة وقد كتب على تلك اللوحة بخط كوفي بسم الله الرحمن الرحيم أمر عبد الله عبد الرحمن أمير المؤمنين الناصر لدين الله أطال الله بقاؤه ببنيان هذا الوجه وإحكام إتقانه تعظيما لشعائر الله ومحافظة على حرمة بيوته التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها إسمه ولما دعاه على ذلك من تقبل عظيم الأجر وجزيل الذخر مع بقاء شرف الأثر وحسن الذكر فتم ذلك بعون الله في شهر ذى الحجة سنة ست وأربعين وثلثمائة على يد مولاه ووزيره وصاحب مبانيه عبد الله بن بدر عمل سعيد بن أيوب وفي عام 340 هجرية الموافق عام 951م هدم عبد الرحمن الناصر منارة الجامع القديمة وشيد مكانها منارة عظيمة مربعة الجوانب لها أربعة عشر شباكا ذات عقود تحتوى على سلمين أحدهما للصعود والآخر للهبوط في كل منها 107 درجة وطولهما 80 ذراعا حتى موضع إرتقاء المؤذن وفي قمتها ثلاث تفاحات كبيرة إثنان منهما من الذهب والثالثة من الفضة إذا وقع ضوء الشمس عليها تخطف الأبصار وفي عام 346 هجرية الموافق عام 957م زاد الأمير عبد الرحمن الناصر في عمارة المسجد الجامع زيادات كبيرة .
وكان من أهم الأعمال العمرانية التي تأسست في عهد الأمير عبد الرحمن الناصر مدينة الزهراء والتي تعد أعظم أعمال عبد الرحمن الناصر في مجال العمران والبناء وكانت تقع شمالي غرب مدينة قرطبة بنحو خمسة أميال لتكون قاعدة ملكية جديدة بعدما ضاقت قرطبة بساكنيها وأصبحت في غاية الإزدحام وعن سبب تسميتها بالزهراء ساق لنا المقرى قصة في كتابه نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب عن سبب ذلك فقد قال إن سبب تسمية المدينة بالزهراء أن عبد الرحمن الناصر ورث عن جارية له مالا كثيرا فأمر أن يستخدم هذا المال في إفتداء أسرى المسلمين فلم يتواجد من يفتدوه بهذا المال حينئذ أشارت عليه جارية له تسمى الزهراء بأن يبتني تلك المدينة وأن يسميها بإسمها لتكون سكنا خاصا لها وقد شيدت هذه المدينة في سفح جبل يسمى جبل العروس وقد بدأ البناء بها في غرة شهر المحرم عام 325 هجرية الموافق يوم 18 نوفمبر عام 936م وإستمر البناء بها ما بقي من عهد الناصر ومعظم عهد إبنه الحكم المستنصر أي ما يقرب من أربعين عاما وقد عهد عبد الرحمن الناصر لإبنه الحكم بأمر الإشراف على بناء تلك المدينة التي خط تصميمها المهندس مسلمة بن عبد الله وقام الأمير عبد الرحمن الناصر بجلب المهندسين والعمال والفنانين لبناء مدينة الزهراء من شتى المدن داخل وخارج الأندلس كان منها بغداد والقسطنطينية وقد إستخدم البنائون فيها أنواعا عدة من الرخام الأبيض والأخضر والوردي الذي جئ به من مقاطعتي ألمرية ورية ومن أفريقية والشام والقسطنطينية كما إستخدم فيها أربعة الآف وثلاثمائة وأربع وعشرين سارية مختلفة الأحجام من الرخام وقد بلغ عدد العمالة اليومية في بناء تلك المدينة 10 الآف عامل كل يوم إضافة إلى 1500 دابة لنقل مواد البناء وكانوا يستخدمون 6 الآف قطعة من الصخر المنحوت في البناء وقد خصص عبد الرحمن الناصر 300 ألف دينار كل عام لعمارة الزهراء عدا ما أنفقه إبنه الحكم بعد ذلك وشيد عبد الرحمن الناصر في مدينة الزهراء قصرا عظيما كان آية في الفخامة والجلال سماه قصر الخلافة أحاطه بالرياض الغناء والجنان الساحرة وجعل جدرانه من الرخام المزدان بالذهب وفي كل جانب من جوانبه ثمانية أبواب وقد زينه بالتماثيل والصور البديعة كما جعل في وسطه صهريجا عظيما ملأه بالزئبق وخصص الناصر الجناح الشرقي من هذا القصر لإقامته وزوده بأنفس التحف والنفائس والعجائب من بينها حوض منقوش بالذهب أهداه إليه قيصر القسطنطينية إضافة إلى حوض آخر مزين بإثني عشر تمثال من الذهب المرصع بالجواهر يخرج الماء من فيها إلى الحوض أهداه إليه وزيره أحمد بن حزم وفي مدينة الزهراء أيضا شيد الأمير عبد الرحمن الناصر مسجدا جامعا في 48 يوما فقط وإستخدم لإتمام بناء هذا المسجد ألفا من المهندسين والعمال والفنانين في اليوم الواحد وجعل له قبابا وأعمدة فاخرة وكان طوله 97 ذراعا وعرضه 59 ذراعا والذراع وحدة قياس قديمة تساوى تقريبا 55 سم وكانت أرضيته من الرخام الخمرى وفي وسطه أقيمت فوارة يجري فيها الماء وقد حمل إليه منبرا بديع الصنع تعد نقوشه وزخارفه آية في الجمال كما بنى عبد الرحمن الناصر في الزهراء دارا عظيمة لصناعة الأسلحة وأخرى لصناعة الزخارف والحلي وفي عام 329 هجرية الموافق عام 941م إنتقل الأمير عبد الرحمن الناصر للإقامة في مدينة الزهراء بعد أن تم بناء القصر والمسجد الجامع بها وبلغت مساحتها حينذاك 990 ألف ذراع حتى أنه من فرط إتساعها قدر المؤرخون عدد مصاريع أبوابها بنحو 15 ألف مصراع ملبسة بالحديد والنحاس وبعد إنتقال الخليفة إلى مدينة الزهراء إتخذ الأمراء وكبار القادة ورجال الدولة قصور ومنازل لهم بالمدينة فإتسعت الزهراء أكثر وأكثر حتى إتصل عمرانها بقرطبة وعلي الرغم من عظمة المدينة وأبهتها وما أنفقه الأمير عبد الرحمن الناصر وإبنه الحكم المستنصر في عمرانها إلا أنها لم تدم طويلا كقاعدة للحكم في الدولة الأموية في بلاد الأندلس حيث إنتقلت قاعدة الحكم عام 368 هجرية الموافق عام 979م في عهد الخليفة هشام المؤيد بالله بن الحكم المستنصر إلى مدينة الزاهرة التي أسسها الحاجب المنصور بن أبي عامر رجل الدولة القوي الذي كانت بيده مقاليد الحكم في عهد هشام المؤيد بالله قرب مدينة قرطبة على الضفة اليمنى لنهر الوادي الكبير لتصبح مركزا سياسيا وإداريا لحكمه وفيما بعد وللأسف الشديد فقد دمرت مدينة الزهراء تماما خلال الحرب الأهلية التي دارت بين أمراء البيت الأموي في بلاد الأندلس طمعا في عرش الخلافة في بداية القرن الخامس الهجرى الموافق بداية القرن الحادى عشر الميلادى ولم يبق من مدينة الزهراء سوى أطلال ظلت باقية إلى القرن السابع الهجري الموافق للقرن الثالث عشر الميلادى .
وفي العامين الأخيرين من حكم الأمير عبد الرحمن الناصر ألم به مرض شديد وفي اليوم الثاني من شهر رمضان عام 350 هجرية الموافق يوم 14 أكتوبر عام 961م توفي الأمير عبد الرحمن بعد أن أمضى خمسين عاما في حكم بلاد الأندلس إستطاع خلالها بحزمه وصرامته وحنكته وبعد نظره أن يعيد توحيد البلاد تحت سلطة فعلية للأمير وأصبحت الأندلس في عصره دولة مهابة الجانب يخطب ملوك دول أوروبا القاصي منهم والداني وده وصداقته وتخشى الممالك المسيحية المجاورة لدولته بأسه وبطشه فإستعاد بذلك للإسلام عزته في تلك البلاد النائية وقد خلف الأمير عبد الرحمن من الولد أحد عشر وهم الحكم وعبد العزيز والأصبغ وعبيد الله وعبد الجبار وعبد الملك وسليمان وعبد الله ومروان والمنذر والمغيرة وقد خلفه من بعده ولده الحكم الملقب بالخليفة المستنصر بالله وترك عبد الرحمن الناصر تأريخا وجد بعد وفاته كان قد كتبه بخط يده كتب فيه أيام السرور التي صفت لي دون تكدير في مدة سلطاني يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا فعددت تلك الأيام فوجدت أربعة عشر يوما فقط وعن شحصية الأمير عبد الرحمن الناصر وصفاته وسماته الشخصية فقد إستطاع عبد الرحمن أن يجمع بين شخصية القائد العسكري المحنك والسياسي الداهية ورجل الدولة والإدارة اللبيب وهي الصفات التي لم يسبق أن إجتمعت في حاكم لبلاد الأندلس منذ عهد جده الأمير عبد الرحمن الداخل مؤسس الدولة الأموية بالأندلس وقد وصفه إبن الأثير بأنه رجل أبيض أشهل حسن الوجه عظيم الجسم قصير الساقين وأضاف إبن حزم أنه كان أشقرَ هو وكل بنيه ورغم شخصيته الجادة الحازمة إلا أنه كان أديبا يهوى نظم الشعر ويقرب الشعراء والأدباء والكتاب شغوفًا بإقتناء نفائس الكتب كما قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء كان لا يمل من الغزو فيه سؤدد وحزم وإقدام وسجايا حميدة أصابهم قحط فجاء رسول قاضيه منذر البلوطي يحركه للخروج فلبس ثوبا خشنا وبكى وإستغفر وتذلل لربه وقال ناصيتي بيدك لا تعذب الرعية بي لن يفوتك مني شئ فبلغ القاضي فتهلل وجهه وقال إذا خشع جبار الأرض يرحم جبار السماء فإستسقوا ورحموا وكان رحمه الله ينطوي على دين وحسن خلق ومزاح وكان عبد الرحمن يجل رجال الدين ويتقبل نقدهم فقد وجه له القاضي المنذر بن سعيد البلوطي نقدا لاذعا مبطنا من على المنبر في خطبة الجمعة تأذى منه عبد الرحمن لإسرافه في الإنفاق على بناء مدينة الزهراء فأسر الأمير عبد الرحمن لإبنه قائلا والله لقد تعمدني منذر بخطبته وما عنى بها غيرى فأسرف علي وأفرط في نقدى وتقريعي وتفزيعي ولم يحسن السياسة في وعظي فزعزع قلبي وكاد بعصاه أن يقرعني ورغم ذلك لم يلجأ الأمير عبد الرحمن لعقاب القاضي أو مسه بأى صورة من الصور وإنما أقلع بعد ذلك عن الصلاة خلفه ومن جانب آخر كان عبد الرحمن الناصر حازما في مواجهة الحركات الدينية كحركة إبن مسرة الجبلي الذي كان ينشر آراء المعتزلة وإستطاع جذب مريدين وإستمرت حركته حتى عام 340 هجرية الموافق عام 951م رغم وفاة إبن مسرة نفسه عام 319 هجرية الموافق عام 931م ولم تنتهِ إلا بأمر من الأمير عبد الرحمن الناصر بملاحقة الحركة ومنعها . ومن جانب آخر فقد إنتقد البعض نهج الأمير عبد الرحمن الناصر في الحكم ونظريته الخاصة في الإستئثار بمقاليد الحكم كلها في يده وهو ما بدا جليا في محادثته مع يوحنا الجورزيني سفير الإمبراطور أوتو الأول إليه عندما أبدى إمتعاضه من نظام الحكم الإقطاعي الذي كان سائدا في المانيا حينئذ قائلا إن ملككم أمير حكيم ماهر ولكن في سياسته شيئا لا أستسيغه وهو أنه بدلا من أن يقبض بيديه على جميع السلطات ينزل عن بعضها لأتباعه ويترك لهم بعض ولاياته معتقدا أنه يكسب بذلك وهذا خطأ فادح فإن مداراة العظماء لا يمكن إلا أن تزيد في كبريائهم وتذكي رغبتهم في الثورة كما إنتقده البعض لقسوته في معاملة بعض عبيده الذين إستخدمهم في ناعورة قصره بدلا من الأقداس الغارفة للماء إضافة لقتله إبنه عبد الله وعمه العاصي بعد أن إتهمهما بتدبير مؤامرة ضده مع الثائرين علي حكمه كذلك سخطه على عمته شقيقة عمه المطرف الذي قتل أباه وطردها ومن ناحية أخرى فقد كانت شخصية الأمير عبد الرحمن الناصر مثار إعجاب العديد من المؤرخين الغربيين فقد وصفه المستشرق الهولندي وأستاذ التاريخ بجامعة لندن رينهارت دوزي والمتخصص في تاريخ بلاد الأندلس وشمال أفريقيا قائلا إن ذلك الرجل الحكيم النابه الذي إستأثر بمقاليد الحكم وأسس وحدة الأمة ووحدة السلطة معا وحقق بواسطة معاهداته نوعا من التوازن السياسي كما إتسع تسامحه الفياض لأن يدعو إلى نصحه رجالا من غير المسلمين لأجدر بأن يعتبر قرينا لملوك العصر الحديث لا خليفة من خلفاء العصور الوسطى ومما يذكر أنه بسبب سياسة التسامح التي إنتهجها الأمير عبد الرحمن الناصر فقد إزدهر يهود الأندلس وكان من أبرز الشخصيات اليهودية التي برزت آنذاك حسداي بن شفروط سفير الخليفة عبد الرحمن الناصر وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نذكر كلمة حق عن هذا الأمير والخليفة العظيم وهي أنه كان من أعظم خلفاء الإسلام ويعتبر نجما لامعا في سماء التاريخ الإسلامي وصفحة بيضاء من تاريخ الأندلس العظيم وحاكما ممن قل أن يعرف الدهر له مثيل ولو أن العظمة والأمجاد تخلد أصحابها في الدنيا لكان الناصر من أحقهم بذلك وجدير بالذكر أنه في عام 1960م إحتفلت أسبانيا بذكرى وفاة الأمير عبد الرحمن الناصر لأنه يعد من أفضل حكام الأندلس وهي أسبانيا حاليا على مر العصور .
|