الجمعة, 6 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الحكم المستنصر بالله

 الحكم المستنصر بالله
عدد : 09-2022
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”


الحكم المستنصر بالله هو تاسع أمراء الدولة الأموية التي تأسست في بلاد الأندلس بمدينة قرطبة التي تقع بمنطقة أندلوسيا بجنوب بلاد الأندلس علي يد جده عبد الرحمن بن معاوية المعروف بعبد الرحمن الداخل وأيضا بصقر قريش في تلك البلاد عام 138 هجرية الموافق عام 756م وذلك بعد سقوط الخلافة الأموية في العاصمة الأموية دمشق علي أيدى العباسيين عام 132 هجرية الموافق عام 750م وهو أيضا ثاني خلفاء الأندلس أو ما أطلق عليهم خلفاء قرطبة بعد أبيه الأمير عبد الرحمن الناصر لدين الله الذي أعلن الخلافة في الأندلس في مستهل شهر ذي الحجة من عام 316 هجرية الموافق منتصف شهر يناير عام 929م وكان عصره إمتدادا لفترة زهوة الدولة الأموية في الأندلس الذي بدأ في عهد أبيه وقد تسلم الخليفة الحكم المستنصر الحكم وكان قد بلغ من العمر 47 عاما حتى إن أباه كان يداعبه قائلا لقد طولنا عليك وقد كان وجوده إلي جوار أبيه طوال سنين حكمه التي بلغت 50 عاما أي حتي قبل مولده إلي جانب إصطحاب والده له في العديد من معاركه من أجل وأد حركات التمرد والعصيان في بلاد الأندلس وفي حروبه مع الممالك المسيحية إلي جانب تكليف والده له بإنجاز العديد من المهمات كل ذلك قد أكسبه خبرة كبيرة منيرة تتناسب ومسؤولياته كخليفة مما جعله مؤهلا لتولي الحكم خلفا لأبيه ولكي يتابع ويستكمل مسيرة والده العظيم في محاولاته للسيطرة على بلاد الأندلس العربية وعلي الشمال المسيحي ومد نفوذ الإسلام له إلا أنه مع الوقت غلب عليه عدد من رجالات الدولة من الصقالبة وهم الذين كانوا يسكنون الأندلس قبل الفتح الإسلامي وأغلبهم كان في الأصل من المماليك والعبيد والأرقاء الذين جلبوا إلي تلك البلاد في العصور الوسطي وإستوطنوها وأصبحت لهم مع الوقت سطوة وقوة وتولوا العديد من المناصب الهامة في الدولة والجيش على حساب العرب والبربر وكان الهدف من ذلك التقليل من سطوة زعماء قبائل العرب والبربر الذين كانت لديهم دوما نزعات للثورة على السلطة المركزية للدولة في سبيل إحتفاظهم بسلطانهم المحلي وفضلا عن ذلك نما دور المنصور بن أبي عامر وكذلك زوجة الخليفة الحكم المعروفة بإسم صبح البشكنسية مما كان له أثر سيئ عليه وأصبح المنصور بن أبي عامر هو الحاكم الفعلي للبلاد في عهد خليفته هشام المؤيد الذى بويع بالخلافة في يوم وفاة أبيه وكان عمره عشر سنوات فأخذ الوصاية على الأمير هشام المؤيد وأصبح في عهده حاجب الدولة ثم المتصرف في كل شؤونها ولقب نفسه بالملك المنصور وقد إشتهر الحكم بعشقه للعلم والمعرفة ولذا فقد حرص علي إقتناء الكتب والمخطوطات حتى عجت مكتبته بنحو أربعمائة ألف مجلد والتي بذل جهود مضنية في جمعها من مختلف الأقطار ولذا فقد حوث مكتبته العديد من المؤلفات التي كانت معروفه في عهده حتى أن كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني أهدي إليه من مدينة بغداد عاصمة الخلافة العباسية من مؤلفه قبل أن يتم تداوله في بغداد ذاتها وكان الحكم المستنصر يطالع الكتب بنفسه وكان الفيلسوف المعروف الفارابي أحد الذين إعتمد عليهم المستنصر للحصول على المؤلفات من العراق .


وكان ميلاد الحكم المستنصر بن عبد الرحمن في يوم 24 جمادى الأولى عام 302 هجرية الموافق يوم 14 ديسمبر عام 914م في قرطبة وكان في صغره مقربا جدا من أبيه ولما بلغ سن الفتيان بدأ أبوه يعتمد عليه في كثير من الأمور فنشأ ذا خبرة بشئون الحكم والسياسة ففي شهر ربيع الأول عام 315 هجرية الموافق شهر مايو عام 927م وكان لم يكمل 13 عام من عمره إصطحب الأمير عبد الرحمن الناصر معه ولي عهده الحكم وحاصر قلعة ببشتر بمقاطعة ملقة بجنوب أسبانيا لعدة أشهر حتى طلب حفص بن عمر بن حفصون الذى كان قد خرج عن طاعة الأمير عبد الرحمن الأمان من هذا الأخير وسلم له القلعة في شهر ذي القعدة عام 315 هجرية الموافق شهر يناير عام 928م وأيضا ففي شهر ربيع الأول عام 317 هجرية الموافق شهر مايو عام 929م وكان الحكم المستنصر لم يكمل 15 عاما من عمره قرر الأمير عبد الرحمن الناصر أن يتوجه بجيشه غربا لينتزع مقاطعة بطليوس التي تقع غربي أسبانيا قرب الحدود البرتغالية الأسبانية من يد صاحبها عبد الرحمن بن عبد الله الجليقي وإصطحب معه في تلك الغزوة ولداه الحكم والمنذر فحاصر بطليوس وضربها بالمجانيق فطلب الجليقي الأمان فوافقه الأمير على ذلك على أن ينتقل بأهله إلى قرطبة ومما يذكر أن الأمير عبد الرحمن الناصر قد إستطاع توطيد أركان الدولة والقضاء على حركات التمرد والعصيان والفتن وهو ما يسر للحكم المستنصر أن يتولى ويتسلم شؤون الخلافة والحكم فيما بعد وفاة أبيه في يوم الثاني من شهر رمضان عام 350 هجرية الموافق يوم 14 أكتوبر عام 961م وكانت الدولة آنذاك تنعم بالإستقرار والأمان وأن يصل ببلاد الأندلس في عهده إلى أعلى درجات الرقي والتقدم الحضارى وأن تتحقق في عهده نهضة علمية وحضارية وثقافية وعمرانية غير مسبوقة حيث كان مهتما بالعلم الديني والشرعي وحازما في أمور العقيدة والإستقامة فكان يحضر مجالس العلماء والفقهاء ورواة الحديث النبوى الشريف وينقل عنهم وأمر بإراقة كل الخمر في بلاد الأندلس وطارد الشعراء الذين إشتهروا بشعر الهجاء لحفظ أعراض الناس من ألسنتهم ثم عاد ورق لحالهم وأفرج عنهم في ذات العام وقد قال عنه المؤرخ الأندلسي الشهير لسان الدين بن الخطيب كان الحكم المستنصر رحمه الله عالما فقيها بكافة المذاهب الإسلامية إماما في معرفة الأنساب حافظًا للتاريخ جماعا للكتب مميزا للرجال من كل عالم وجيل وفي كل مصر وأوان وقد تجرَد لذلك وإهتم به فكان فيه حجة وقدوة وأصلا يوقف عنده ويقول عما وصلت إليه بلاد الأندلس في عهده من الرقي والتحضر أن إليه إنتهت الأبهة والجلالة والتقدم العلمي والثقافي والأصالة والآثار الباقية والحسنات الراقية وفضلا عن ذلك فقد جاء في وصف الخليفة الحكم المستنصر بالله الشكلي أنه كان أبيض البشرة تعلوها حمرة وكان ذو أنف أقنى وصوت جهور عال وكان ضخم الحجم قصير الساقين وغليظ العنق والسواعد وكان كذلك حسن السيرة ذو عدل وفضل وإشتهر برفقه على الرعية في شئونهم فتكفل يوما بإطعام كل الفقراء والمحتاجين والمعوزين من أهل مدينة قرطبة حينما حلت بهم مجاعة .


وفي بداية خلافة الحكم المستنصر وفي عام 351 هجرية الموافق عام 962م وفد أبو صالح زمور البرغواطي بكتاب من أبي منصور عيسى بن أبي الأنصار ملك إمارة برغواطة الأمازيغية والتي نشأت في القرون الوسطى على الساحل الأطلسي للمغرب وضمت إتحادا من مجموعة من قبائل مصمودة على بلاط الحكم المستنصر بالله وفيما بعد وفي شهر المحرم عام 360 هجرية الموافق شهر نوفمبر عام 970م وفدت أيضا إلي بلاط الخليفة الحكم المستنصر بالله رسل الأدارسة وهي السلالة التي أسسها إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم الملقب بإدريس الأول وحكمت المغرب ما بين عام 788م وحتي عام 974م وكان كل من الوفدين يطلب المدد بالرماة لقتال الفاطميين الذين كانوا يطمعون في الإستيلاء علي بلاد المغرب فأجابهم الحكم المستنصر لذلك ولم يخرج هذا الخليفة الجديد الحكم المستنصر عن رؤية والده في معاداة الفاطميين الشيعة وتعزيز الحضور الأموي في الأراضي المغربية ويذكر صاحب البيان المغربي إبن عذاري إن الحكم المستنصر زار ثغر ألمرية لمعاينة حصون هذه الجبهة الشرقية المواجهة للفاطميين في أفريقية أى تونس وأشرف على أحوال أهل هذه المنطقة لصد أي هجوم فاطمي عليها وعموما فخلال فترة حكم الخليفة الحكم المستنصر حدث أمر في الشأن الفاطمي قلل المخاوف من الخطر الشيعي علي بلاد المغرب والأندلس حيث ركز الخليفة الفاطمي الرابع المعز لدين الله أنظاره نحو الشرق الإسلامي وأرسل قائده جوهر الصقلي للإستيلاء علي مصر والعمل على ضم سوريا وبلاد الحجاز أيضا ونجح بالفعل في دخول مصر في منتصف عام 358 هجرية الموافق منتصف عام عام 969م وأسس بها مدينة جديدة لتكون مقرا لسيده أطلق عليها إسم القاهرة والتي إنتقل إليها الخليفة الفاطمي المعز لدين الله بعد ثلاث سنوات مع أفراد أسرته ورفات من سبقوه من الحكام الفاطميين وكان ذلك في يوم 7 رمضان عام 362 هجرية الموافق يوم 11 يونيو عام 972م وعهد بإدارة منطقة البربر الشرقية للصنهاجي الثرى زيرى بن مناد التلقطي وكان هذا الرجل على تنافس مع زعيم قبائل زناتة محمد بن خاير حفيد محمد بن خزار المقراوي وتلقى دعما من الحكم المستنصر مكنه من بناء جيش قوى ومن الإغارة على أملاك الأمراء الموالين للفاطميين فقرر زيرى مواجهته ودارت معركة عنيفة بين الطرفين إنتهت بإنتحار إبن خاير ولم يسلم زيري من القتل إذ خسر في معركة مع جعفر بن علي بن حمدون والذى كان من الموالين للفاطميين وسبق لعائلته أن هاجرت من الأندلس إلى المغرب بحثا عن وطن جديد وكان جعفر قد شعر بالغيرة من سطوع نجم زيرى وأعلن الولاء لقرطبة ونجح في التخلص من خصمه وفي يوم 12 رمضان عام 360 هجرية الموافق يوم 8 يوليو عام 971م جاء الحكم خبر مقتل زيري بن مناد الصنهاجي حليف الخليفة الفاطمي الرابع المعز لدين الله وتم إرسال رأسه إلى الخليفة الأموى الحكم المستنصر فوصل قرطبة في شهر ذي القعدة عام 360 هجرية الموافق شهر سبتمبر عام 971م وعلي الرغم من إدراك الحكم المستنصر لبعد الخطر الفاطمي عن بلده لكن الجفاء بقي موجودا بين الطرفين ولا أدل على ذلك من خطاب أرسله الخليفة الفاطمي الخامس العزيز بالله بن المعز لدين الله إلى الحكم المستنصر يهجوه فيه فرد عليه هذا الأخير قائلا قد عرفتنا فهجوتنا ولو عرفناك لأجبناك .


وفي العام التالي 361 هجرية الموافق عام 972م نقض رجل من الأدارسة هو الحسن بن قنون عهده مع الخليفة الحكم المستنصر بعد أن كان قد جدد طاعته له مثلما كان طائعا لأبيه الأمير عبد الرحمن الناصر ولم يكن ذلك سوى مصانعة ورياء حيث كان يترقب فرصة الخروج عليهم فقام الحكم المستنصر بإرسال قائده محمد بن قاسم لقتاله فنزل سبتة في شهر شوال عام 361 هجرية الموافق شهر يوليو عام 972م وأعد جيشه ثم إفتتح قائد الأسطول عبد الله بن رماحس طنجة في شهر ذى القعدة عام 361 هجرية الموافق شهر أغسطس عام 972م ففر منها الحسن بن قنون وطارده إبن قاسم حتى تحصن إبن قنون بالجبال في قلعة شاهقة الإرتفاع إسمها حصن الحجر أو حجر النسر ودارت بينهما المعارك من حين إلى آخر وتبعه قائد البحر عبد الرحمن بن رماحس وحين إكتملت الجيوش توجهوا نحو طنجة لإستعادتها ففشل إبن قنون في الصمود أمامها مما دفع أهلها للإستسلام وتتبع القائد إبن قاسم فلول جيش إبن قنون وإستعاد أصيلا لكن هذا التقدم الأندلسي واجهه كمين دبره إبن قنون إنتهي بإستشهاد إبن قاسم في يوم 7 ربيع الأول عام 362 هجرية الموافق يوم 15 ديسمبر عام 972م وهروب بقية أفراد جيشه إلى سبتة طالبين الغوث والمدد من الخليفة الحكم المستنصر وعند ذلك إستدعى الحكم قائده غالب الناصري لقتال إبن قنون ولم يكتف الحكم المستنصر الغاضب من هزيمة إبن قاسم وإستشهاده بذلك إذ أرسل أيضا صاحب الثغر الأعلى يحيى التجيبي من قاعدته سرقسطة لينضم إلى غالب وزوده بجيش كبير لقتال إبن قنون وإستعادة أمجاد الأمويين شمال المغرب وأوصاه بوصية قال فيها سر سير من لا آذن له بالرجوع حيا إلا منصورا أو ميتا فمعذورا وأبسط يدك بالإنفاق فإن أردت نظمت لك الطريق بيننا قنطار مال وبالإضافة إلي ذلك أرسل معهم شخصا سيلمع إسمه لاحقا ويكون له الكلمة المسموعة والنفوذ الواسع في كل بلاد الأندلس وهو المنصور بن أبي عامر وكان يومها يشغل منصب قاضي إشبيلية وصاحب شرطتها وقد نجحت هذه القوة الكبيرة في حصار حجر النسر حيث يتمركز إبن قنون وظل القائدان يضيقان على إبن قنون الخناق والذى عجز عن الصمود حتى أجبراه على الدخول في طاعة الخليفة الحكم المستنصر وقدما به إلى قرطبة في شهر المحرم عام 364 هجرية الموافق شهر سبتمبر عام 974م مع أهله وأقربائه وكان وصولهم مثار بهجة كبيرة في بلاط الخليفة الحكم المستنصر والذى كرم قائده غالب الناصرى أفضل تكريم ومنحه لقب ذى السيفيين.


هذا ما كان بين الخليفة الحكم المستنصر بالله وبلاد المغرب أما ما كان بينه وبين الممالك المسيحية شمالي بلاد الأندلس ففي بداية عهده نكث سانشو الأول المعروف بالبدين ملك ليون السابق العهد الذي كان بينه وبين الأمير والخليفة عبد الرحمن الناصر الذي كان يتضمن أن يعاون الناصر سانشو على إسترداد ملكه من أردونيو الرابع المعروف بالخبيث الذى كان قد تقلد ملك ليون نظير هدم بعض الحصون المسيحية على الحدود وتسليم بعضها الآخر للمسلمين كما إستقل الكونت فرنان جونثالث بقشتالة التي تقع غرب الثغر الأعلى الذى كان يفصل بين الأندلس العربية ومملكة نافارا وكونتية برشلونة المسيحيتين وشمال الثغر الأوسط والذى كان يشمل طليطلة قاعدة ذلك الثغر وأعمالها وكان يمثل حدود الدولة مع مملكة أستورياس ومنطقة ألبة والقلاع وبدأ في الإغارة على أراض المسلمين ولجأ إليه أردونيو الرابع لإستعادة ملكه في أواخر شهر صفر عام 351 هجرية الموافق أوائل شهر أبريل عام 962م واعدا الخليفة الحكم المستنصر بأن يقاطع صهره فرنان كونت قشتالة وأن يقدم إبنه جرسية رهينة الوفاء بعهده فوافق الحكم ووعده بمعاونته وكنتيجة لذلك خشي الملوك المسيحيون من إستعدادات المسلمين فتحالف سانشو الأول ملك ليون مع فرنان كونت قشتالة وجارسيا سانشيز الأول ملك نافارا وبورل الثاني كونت برشلونة لقتال المسلمين فخرج الحكم في صيف عام 352 هجرية الموافق صيف عام 963م فحاصر قلعة شنت إشتيبن في قشتالة وأسقطها وفشل الكونت فرنان في مواجهته فطلب الصلح ثم نكث به فهاجم المسلمون بلدة أنتيسة التي تقع بمقاطعة وادى الحجارة بوسط أسبانيا ضمن حدود منطقة قشتالة وخلال عام 452 هجرية وعام 353 هجرية الموافق عام 963م وعام 964م أرسل الحكم المستنصر جيش آخر لمهاجمة نافارا بقيادة يحيى بن محمد التجيبي حاكم سرقسطة فهزم جيشي جارسيا سانشيز الأول ملك نافارا وسانشو الأول ملك ليون كما سار جيش آخر بقيادة قائده غالب الناصري لمهاجمة قلهرة والتي تقع قرب حدود منطقة نبرة بشمال أسبانيا فإستولى عليها كما إستولى حاكم وشقة التي تقع بمنطقة أرجون بشمال شرق أسبانيا على بعض حصون نافارا الجنوبية وفي عام 357 هجرية الموافق عام 968م أغزى قائداه غالب الناصري وسعيد بن الحكم الجعفري إلى الشمال لتأديب الممالك المسيحية هناك فغنما منه ثم عادا إلي قواعدهما .


ومما يذكر أيضا أنه قبل ذلك بعامين أى في عام 355 هجرية الموافق عام 966م هاجم عدد 25 مركب للنورمان غرب بلاد الأندلس قرب أشبونة وهي مدينة لشبونة العاصمة البرتغالية الحالية وذلك علي الرغم من الضربة القوية التي كان قد تلقاها النورمان أيام الأمير الأموى عبد الرحمن الأوسط في عام 229 هجرية الموافق عام 844م ثم في عام 230 هجرية الموافق عام 845م وأوقعت بهم جيوش المسلمين خسائر عظيمة في الأرواح والسفن وأيضا فعلي الرغم من إدراكهم التام مدى حصانة الأسطول الأندلسي والأراضي الأندلسية لكنهم لم يترددوا في محاولة تكرار الأمر ودارت معركة بين مراكب النورمان وبين جند المسلمين خسر فيها الطرفان العديد من القتلى ومما يذكر أن النورمان عبارة عن مجموعة عرقية نشأت في نورماندي ومنها أخذوا إسمهم وهي المنطقة الشمالية من فرنسا نتجت من الإتصال بين الفرنجة الأصليين والغال الرومان والمستوطنين الشماليين الفايكنج وهم سكان الدانمرك والسويد والنرويج وأيسلندا وقد جاءت هذه الإستيطانات كسلسلة من الغارات على الساحل الفرنسي من جانب سكان البلاد المذكورة وقد حصلت على الشرعية السياسية عندما أقسم زعيم الفايكنج رولو الأول على الولاء إلى الملك شارل الثالث ملك الفرنجة الغربيين وقد ظهرت الهوية الثقافية والعرقية المميزة للنورمان في البداية في النصف الأول من القرن العاشر الميلادى وإستمرت في التطور على مر القرون التالية وكنتيجة للإستيطانات المشار إليها في السطور السابقة أصبح للنورمان مكان دائم في غرب قارة أوروبا وبالتالي لم يعودوا مضطرين للعودة إلى وطنهم بالشمال الأوروبى بعد إنتهاء غزواتهم وقرصناتهم وبالتالي أصبح خطرهم على شعوب أوروبا أكبر وهو أمر لاحظه الخليفة الحكم المستنصر فلم يكتف بنقاط المراقبة البحرية بالسواحل الأندلسية بل إعتمد أيضا أسلوب الجواسيس لتقصي أخبار النورمان والتعرف على تحركاتهم وأمام حادث إعتداء مراكب النورمان المشار إليه في السطور السابقة أمر الخليفة الحكم المستنصر بالله أسطول المسلمين بالتحرك من إشبيلية لمهاجمة هذه السفن وإستطاع الأسطول الإسلامي إغراق عدد منها في وادى شلب وتم إنقاذ من كان بها من أسرى المسلمين وقتلوا الكثير من الغزاة وعلاوة علي ذلك فقد أمر الخليفة الحكم المستنصر أن يتم حشد بعض سفن الأسطول الصغرى في نهر الوادي الكبير تجاه قرطبة وترتيبها على هيئة مراكب النورمان خوفا من تسرب الغزاة عن طريق النهر إلى العاصمة فإضطر النورمان إلي سحب سفنهم وفي شهر رمضان من العام نفسه أي عام 355 هجرية الموافق شهر سبتمبر عام 966م عاودت سفن النورمان هجومها على غرب بلاد الأندلس فأمر الخليفة الحكم المستنصر بأن يجتمع الأسطول الإسلامي من ألمرية وإشبيلية والتحرك نحو غرب بلاد الأندلس لقتال النورمان فإضطر النورمان لسحب سفنهم مرة أخرى .


وبعد سنوات قليلة عادت مراكب النورمان في عام 360 هجرية الموافق عام 971م مرة أخرى لتهدد شواطئ غرب بلاد الأندلس فعهد الخليفة الحكم المستنصر إلى أمير البحر عبد الرحمن بن رماحس بتسيير الأسطول من ألمرية وإشبيلية وتجميع كافة قوى بلاد الأندلس البحرية كلها لمواجهة هؤلاء الغزاة كما عهد إلى الوزير القائد غالب بن عبد الرحمن بأن يشرف على القوات البرية والبحرية التي أعدت لمواجهة أولئك الغزاة وأمر صاحب الخيل والحشم زياد بن أفلح بإخراج السلاح والعدة وحشد قوة مختارة من الجند ولم تقع بين الطرفين بعد ذلك أية معارك هامة بين المسلمين والنورمان الغزاة حيث أنه من الظاهر كما قال المؤرخون أن النورمان قد إرتدوا من تلقاء أنفسهم لما رأوا تفوق قوى المسلمين علي قوتهم وبعد هذا الفشل الذريع النورمان في الغزو البحرى لغرب بلاد الأندلس وأيضا فشل تحالف الملوك المسيحيين في مقارعة قوات المسلمين خلال حكم الحكم المستنصر بالله بدأ ملوك الممالك المسيحية بأسبانيا يسعون للمصالحة مع الخليفة الحكم المستنصر كل على حدة وكان أولهم سانشو جارسيا الأول ملك نافارا الذي أرسل رسله في طلب الصلح عام 355 هجرية الموافق عام 966م فأجابهم الحكم إلى ذلك وتلا ذلك سفارة من قبل بورل الثاني كونت برشلونة في شهر شعبان عام 360 هجرية الموافق شهر يونيو عام 971م التي قدمت ومعها عدد 30 من أسرى المسلمين لديهم كمبادرة من جانبهم للتصالح وفي شهر ذي الحجة عام 360 هجرية الموافق شهر أكتوبر عام 971م وفدت على بلاط الخليفة الحكم المستنصر إلبيرا راميريز عمة الملك راميرو الثالث ملك ليون والوصية على عرشه بعد وفاة أبيه سانشو البدين طلبا للصلح أيضا إضافة إلى سفارات أخرى من كونت قشتالة وكونت شلمنقة كما وردت عليه سفارة صداقة ومودة من قبل الإمبراطور يوحنا زيمسكي قيصر بيزنطة في شهر جمادى الأولى عام 361 هجرية الموافق شهر مارس عام 972م وأخرى من قبل أوتو الثاني إمبراطور الألمان في أواخر عام 363 هجرية الموافق منتصف عام 974م . وإذا إنتقلنا إلي مجال الأعمال الداخلية التي تمت في عهد الخليفة الحكم المستنصر كان أول أمر بدأ به خلافته هو توسعة المسجد الجامع بقرطبة الذي أوكله لحاجبه جعفر بن عبد الرحمن المصحفي وأضاف إليه محرابا ثالثا تم بناؤه في شهر جمادى الآخرة عام 354 هجرية الموافق شهر يونيو عام 965م والذي زينه بالفسيفساء التي بعثها له الإمبراطور البيزنطي رومانوس الثاني كما أمر في شهر المحرم عام 355 هجرية الموافق شهر يناير عام 966م بإضافة مقصورة خشبية منقوشة الظاهر والباطن إلى جوار المحراب وقد أنفق على عمارة المسجد 261537 دينار وفي عام 356 هجرية الموافق عام 967م أجرى الماء من جبل قرطبة إلى ميضئتي المسجد الشرقية والغربية كما شيد بجوار المسجد دار لتوزيع الصدقات وخصص معلمين ومكاتب خاصة لتعليم أولاد الضعفاء والمساكين القرآن الكريم بالمسجد وحوله وفي ضواحي المدينة حتى بلغ عددها 27 مكتبا منها ثلاثة بالمسجد كما شيد دار أخرى للوعاظ وعمال المسجد وفي عام 360 هجرية الموافق عام 971م أمر ببناء منبر من خشب الصندل الأحمر والأصفر والأبنوس والعاج والعود الهندى تم الإنتهاء منه عام 365 هجرية الموافق عام 976م وتكلف 35705 دينار وقد شهد عهد الحكم المستنصر أيضا إستكمال بناء مدينة الزهراء التي كان قد بدأ أبوه الأمير والخليفة عبد الرحمن الناصر بناءها والتي تعد من أعظم أعماله في مجال العمران والبناء وكانت تقع شمالي غرب مدينة قرطبة بنحو خمسة أميال لتكون قاعدة ملكية جديدة بعدما ضاقت قرطبة بساكنيها وأصبحت في غاية الإزدحام ومما يذكر عن سبب تسميتها بالزهراء ساق لنا المقرى قصة في كتابه نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب عن سبب ذلك فقد قال إن سبب تسمية المدينة بالزهراء أن عبد الرحمن الناصر ورث عن جارية له مالا كثيرا فأمر أن يستخدم هذا المال في إفتداء أسرى المسلمين فلم يتواجد من يفتدوه بهذا المال حينئذ أشارت عليه جارية له تسمى الزهراء بأن يبتني تلك المدينة وأن يسميها بإسمها لتكون سكنا خاصا لها وقد شيدت هذه المدينة في سفح جبل يسمى جبل العروس وقد بدأ البناء بها في غرة شهر المحرم عام 325 هجرية الموافق يوم 18 نوفمبر عام 936م وإستمر البناء بها ما بقي من عهد الناصر ومعظم عهد إبنه الحكم المستنصر أي ما يقرب من أربعين عاما وتولى الحكم بنفسه الإشراف على بنائها في عهد أبيه إلى أن تمت في عهده عام 365 هجرية الموافق عام 976م ولم يدم إزدهار هذه المدينة طويلا حيث قام الوزير المنصور بن أبي عامر بالحجر علي هشام المؤيد الذى خلف الخليفة الحكم المستنصر وإستأثر تباعا بكل سلطة في الدولة ثم بدا له أن ينقل مركز الحكم إلى قاعدة جديدة تكون منزل سلطانه فأنشأ لنفسه خاصة ملوكية جديدة على مقربة من مدينة الزهراء وسماها الزاهرة ونقل إليها خزائن الأموال والسلاح ودواوين الحكم وأعلن قيام الدولة العامرية وبذلك تراجعت أهمية مدينة الزهراء تدريجيا ثم عفا عليها الزمن بعد ذلك تباعا إلي أن وقعت ثورات الأمازيغ عقب إنهيار الدولة العامرية في اواخر القرن الرابع الهجرى الموافق لأواخر القرن العاشر الميلادى فإقتحمت الزهراء وقوضت صروحها الفخمة ونهبت ذخائرها وتحفها وغمرها الخراب والنسيان ولم يمض وقت طويل حتى غاض إسمها نفسه من صحف التاريخ الأندلسي فلا نكاد نظفر لها بذكر فيما بعد في أيام ملوك الطوائف .


وبخلاف إستكمال بناء مدينة الزهراء أمر الحكم المستنصر في عام 361 هجرية الموافق عام 972م بإصلاح قنطرة قرطبة بعد أن كانت مع مرور الزمن قد دب فيها الوهن وتأثر بنيانها حتى سقطت حناياها ومحيت أعاليها وبقيت أرجلها وأسافلها وأشرف على ذلك بنفسه أيضا وجدير بالذكر أن هذه القنطرة تعد من المعالم المهمة في مدينة قرطبة وهي تقع على نهر الوادي الكبير الذى يقع في منطقة أندلوسيا بجنوب أسبانيا ويصب في المحيط الأطلسي غربي مضيق جبل طارق وقد عرفت هذه القنطرة بإسم الجسر وأيضا قنطرة الدهر ويبلغ طولها أربعمائة متر تقريبا وعرضها أربعين مترا وإرتفاعها ثلاثين مترا وكانت قد بنيت في عهد السمح بن مالك الخولاني صاحب الأندلس بأمر من الخليفة الأموى الثامن عمر بن عبد العزيز بن مروان عام 101هجرية الموافق عام 719م وقيل إنه كانت في هذا المكان قنطرة من بنيان الأعاجم قبل دخول العرب بلاد الأندلس بنحو مائتي عام وفي عام 355 هجرية الموافق عام 966م بعد أن انهزمت غزوة النورمان على غرب بلاد الأندلس أمر الخليفة الحكم المستنصر إبن فطيس ببناء أسطول على هيئة سفن النورمان في مدينة قرطبة وقد بلغ إهتمام الخليفة الحكم المستنصر بالله بأساطيله أن بلغت سفن بلاد الأندلس في القاعدة الرئيسية بألمرية عدد 300 سفينة وفضلا عن ذلك فقد شهد عهد الحكم أيضا نهضة في التعليم العام جعلت أبناء عوام الشعب يجيدون القراءة والكتابة في الوقت الذي كان فيه علية القوم في دول قارة أوروبا لا يستطيعون ذلك كما غدا المسجد الجامع بقرطبة جامعة بمفهوم العصر الحديث تدرس في حلقاته مختلف العلوم والمعارف وقد أغدق الخليفة الحكم المستنصر بالله منحه وعطاياه على العلماء في عصره سواء كانوا من المسلمين أو غيرهم وعن عصره قال عن ذلك المؤرخ الأسباني المعروف رامون مننديث بيدال لقد وصلت الخلافة الأندلسية في عصر الخليفة الحكم المستنصر إلى أوج روعتها وبسطت سيادتها السلمية على سائر أسبانيا وكفلت بذلك السكينة العامة .


وعلاوة علي كل ما سبق كان الحكم المستنصر بالله محبا للعلم ضليعا في معرفة الأنساب وملأ بلاد الأندلس بجميع كتب العلوم حتى أن خزانة كتبه كان لها عدد 44 فهرس كل منها يحتوي على عدد 50 ورقة لا تحتوي سوى على أسماء الكتب التي بالخزانة وقلما خلا كتاب في مكتبته إلا وعليه تعليق بخط يده وكانت هذه التعليقات موضع تقدير وإستفادة من جانب العلماء الذين عاصروه أو الذين أتوا بعده فإعترفوا له بالعلم وسعة الإطلاع وقد بذل الحكم المستنصر الكثير من الأموال من أـجل إقتناء تلك الكتب التي كان يبعث رسله للاقطار والبلدان المختلفة لجلبها ولما ضاقت المساحة المخصصة بالقصر لحفظ الكتب عن إستيعاب العدد العظيم من الكتب الواردة إليها بإستمرار أنشأ الحكم على مقربة من القصر مكتبة قرطبة التي وصلت محتوياتها إلى عدد 400 ألف مجلد وقد بلغ إهتمامه بفريد الكتب أنه بعث لأبي الفرج الأصفهاني بألف دينار ليحصل على نسخة من كتاب الأغاني قبل أن يتم نشره بالعاصمة العباسية بغداد وفضلا عن ذلك فقد إهتم الحكم المستنصر بالله أيضا بالعلوم الدينية فكان يستجلب كبار الفقهاء والعلماء ورواة الحديث النبوى الشريف من الأقطار والبلدان المختلفة وكان يحضر مجالسهم ويروى عنهم بل وأمر في عهده بقطع الخمر من بلاد الأندلس وأمر بإراقتها وتشدد في ذلك وشاور في إستئصال أشجار الكروم علي أساس أن الخمر تصنع من هذه الأشجار من جميع أنحاء الأندلس فقيل له إن الخمر يتم صناعتها أيضا من التين وغيره فصرف النظر عن ذلك كما كان الخليفة الحكم المستنصر بالله يهتم بصون رعيته وكافة شئونهم ففي يوم 25 جمادى الأول عام 361 هجرية الموافق يوم 13 مارس عام 972م أصدر الحكم المستنصر أمرا بمطاردة الشعراء الذين كان أغلب إنتاجهم الشعرية شعر هجاء كما ذكرنا في السطور السابقة والقبض عليهم صونا لأعراض الناس من ألسنتهم وتم القبض علي مجموعة منهم كان من بينهم الشاعر المعروف يوسف بن هارون البطليوسي وزجهم في السجن إلا أنه رق لحالهم وأطلقهم في أواخر شهر شعبان الموافق منتصف شهر يونيو من العامين الهجرى والميلادى المذكورين ومما يذكر أيضا عن الحكم المستنصر بالله أنه كان أديبا وله كتب منها كتابه أنساب الطالبيين والعلويين القادمين إلى المغرب وذلك إلي جانب كتب أخرى جمعت أخبار شعراء الأندلس كما كان الحكم المستنصر بالله أيضا شاعرا له أبيات مشهورة منها البيتين الذي قالهما في زوجته أم هشام صبح البشكنسية وهو منصرف إلى إحدى غزواته .


وفي أواخر عهد الخليفة الحكم المستنصر وفي عام 364 هجرية الموافق عام 974م تعرض لمرض تسبب في إصابته بشلل في حركته وباتت البلاد تحكم من قبل وزرائه وحاشيته ونسائه وكان علي سبيل المثال من الإجراءات التي قام بها وزيره المصحفي إستدعاء القائد يحيى بن محمد التجيبي وإعادته لسرقسطة كما قرر بعد فترة إخراج إبن قنون وعائلته للتخلص من مصاريف إقامتهم في قرطبة فتوجه هؤلاء إلى القاهرة حيث مقر الخليفة الفاطمي العزيز بالله الذي إحتفظ بهم كورقة ضغط يستعملها متى شاء ضد الأمويين في بلاد الأندلس وعندما تسلم الخليفة الحكم المستنصر الحكم لم يكن له ولد ذكر لكن في عام 351 هجرية الموافق عام 962م شاء القدر أن تنجب له إحدى محظياته الشابات والتي عرفت بإسم صبح البشكنسية طفلا ذكرا لم يكتب له البقاء علي قيد الحياة وبعد ثلاث سنوات وفي عام 354 هجرية الموافق عام 965م أنجبت صبح مجددا طفلا ذكرا حمل إسم أبو الوليد هشام والذى عرف فيما بعد بإسم هشام المؤيد ولم يعرف هذا الإبن المسكين أن أيام عزه وجاهه التي عاشها في طفولته ستنقلب نقمة عليه وأنه سيكون فعليا آخر من يحكم بلاد الأندلس من الأمويين وأن أمه ستلعب دورا في تقديم شاب طموح هو المنصور بن أبي عامر ليحتل المناصب وينال ثقة الحكم المستنصر ولم تدر تلك الشابة أيضا أن هذا الشاب سينقلب عليها وسيستغل حبها لها لتحقيق أحلامه غير المنتهية في السلطة وعموما فإن الخليفة الحكم المستنصر حينما شعر بمرضه أقام حفلا ضخما في أواخر الربع الأول من عام 365 هجرية الموافق أوائل عام 976م في قصر الخلافة في قرطبة وأعلن إبنه هشام المؤيد وليا للعهد وكان مايزال طفلا صغيرا عمره 10 سنوات وقد توفي الخليفة الحكم بعد هذا الإحتفال بثمانية أشهر في أواخر عام 365 هجرية الموافق لأوائل الربع الأخير من عام 976م وهو في الحادية والستين من العمر ودفن بقصر قرطبة .
 
 
الصور :
المسجد الجامع بقرطبة من الداخل قبة المحراب الذي أضافه الحكم المستنصر بالله لجامع قرطبة قنطرة قرطبة أطلال مدينة الزهراء ببلاد الأندلس