بقلم الدكتور / محمود رمضان
أيها الرَّجُلُ
الآتِي إلَينَا مِن وَهمِ السَّرَاب!
المعتلي بجناحين
غياهب الظل خلف الضباب
ترنو إليك العيون
تناجي الوجد الساكن بعينيك
تداعب الأهداب
أيها العاشق
الغائب في تراتيل الظَّهيرة
واللحن في شذى السحاب
كم من العمر
تستوطن القلب بلا حراك
كيف يشفى من العذاب!
هيهات..
إن يبرأ السقيم في هواك
برهة يأتيه البين والعقاب
خذني كطائر خليل
كما النوارس حين هجرتها
تعزف
ترقص
تغني للحب
أغنية رومانسية كالشهد المذاب
أيها الماء الراوي
حين تظمأ الحواس
في جداول العمر وقهر الصعاب
أيها السيل الجارف
للذكريات
والإخفاقات
والانتصارات
والانكسارات
وغدر الذئاب
أيها السيل الآتي من الوهم
كم من سؤال حائر ينتظر الجواب؟!
أنتَ أيها السراب!
أحلم بلمس ملامح البهاء
في وجهك أزيل عنه الضباب
كيف لي أن أضمك بثبات؟!
لا تعبث
توقف عن وثب الشغاب!
سيذهب عنا اليوم
وفي المساء تثبت الرؤيا
والمجيء والأسباب والكتاب |
