بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”
الشيخ الدكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي هو إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة منذ عام 1402 هجرية الموافق عام 1982م وحتى وقتنا الحاضر وعلاوة علي ذلك فإن له مشاركات في عدد من اللجان والهيئات العلمية منها اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة المنورة كما أنه عضو في لجنة الإشراف على تسجيل المصاحف المرتلة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وعضو أيضا بالهيئة العليا لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وهو يعد واحد من عدد كبير من رجال الدين والشيوخ والمعلمين والقادة الذين عملوا وما زالوا يعملون على الدوام على إعلاء كلمة الدين وإعلاء إسم المملكة العربية السعودية عاليا بين الدول العربية والإقليمية والعالمية في شتى المجالات الدينية والتعليمية والإقتصادية والتجارية وهو يعد من أشهر قراء القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية وفي العالم الإسلامي ومثال يحتذى به للكبار والأطفال في شتي أرجاء الوطن العربي والبلاد والمجتمعات الإسلامية عموما وله تسجيلات إذاعية في العديد من الإذاعات داخل المملكة وخارجها وهو يتميز بصوته الجميل وببعده عن التنغيم الزائد وبالتلاوة المتقنة في الأداء الصوتي من حيث التجويد ومخارج الحروف ويتميز أيضا في خطابته بالبعد عن السجع المتكلف وبذلك نجده يلقي القبول لدى مستمعيه وهو شأن رباني يختص به من يشاء وقد أجيز الشيخ الحذيفي في القراءات العشر للقرآن الكريم من عدد من كبار القراء وهو ينتمي إلي قبيلة معروفة بالمملكة العربية السعودية تسمي بنو حذيفة ويعتبر الشيخ علي عبد الرحمن الحذيفي أحد أكبر أعلام وشيوخ هذه القبيلة والتي يرجع نسبها إلى قبيلة قريش والتي سميت بهذا الإسم نسبة إلي فهر بن مالك بن النضر الجد العاشر للنبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم والذى لقب بقريش حيث أنه قرش أي جمع بطون هذه القبيلة في مكة المكرمة حول بيت الله الحرام والذى ينتهي نسبه إلي عدنان أحد أبناء نبي الله إسماعيل بن نبي الله إبراهيم عليهما السلام وكان الجد الأكبر لقبيلة بني حذيفة أحد صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وهو حذيفة بن عتبة بن المغيرة رضى الله عنه والذى كان أحد كبار قبيلة قريش هذا ويرجع الموطن الأصلي لقبيلة بني حذيفة إلي بلاد اليمن حيث كانت تستوطن منطقة كبيرة المساحة تسمى بلاد الحذيفي في مدينة إب الخضراء اليمنية ثم نزحت أعداد كبيرة من هذه القبيلة لتسكن في المملكة العربية السعودية وبالتحديد في مدن مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والرياض وأبها والدمام والهفوف وغيرها من المدن السعودية حيث لا يكاد يوجد مدينة في المملكة إلا وبها جماعة تنتمي إلي بني حذيفة ومما يذكر أن هذه العائلة تتميز بالجود والكرم ونصرة الحق وحماية الضعيف ومن بين أفرادها عدد كبير من الفرسان والشيوخ وقراء القرآن الكريم والأئمة وعلماء الدين .
وكان ميلاد الشيخ علي عبد الرحمن الحذيفي في يوم 1 رجب عام 1366هجرية الموافق يوم 22 مايو عام 1947م بقرية القرن المستقيم بالعرضية الشمالية جنوب منطقة مكة المكرمة ونشأ في أسرة متدينة حيث كان والده إماماً وخطيباً في الجيش السعودى وقد تلقى تعليمه الأولي في كتاب قريته وختم القرآن الكريم على يد الشيخ محمد بن إبراهيم الحذيفي مع حفظ بعض أجزائه كما حفظ ودرس بعض المتون في العلوم الشرعية المختلفة وفي عام 1381 هجرية الموافق عام 1961م إلتحق بالمدرسة السلفية الأهلية بمحافظة بلجرشي إحدى محافظات منطقة الباحة بجنوب غرب السعودية وتخرج فيها بما يعادل المرحلة المتوسطة ثم إلتحق بالمعهد العلمي في بلجرشي عام 1383هجرية الموافق عام 1963م وتخرج فيه عام 1388هجرية الموافق عام 1968م بما يعادل المرحلة الثانوية ثم واصل دراسته الجامعية بكلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وتخرج فيها عام 1392هجرية الموافق عام 1972م وبعد تخرجه عين مدرسا بالمعهد العلمي في محافظة بلجرشي وقام بتدريس التفسير والتوحيد والنحو والصرف والخط إلى جانب الإمامة والخطابة في جامع محافظة بلجرشي الأعلى وفي عام 1395م الموافق عام 1975م حصل على درجة الماجستير من جامعة الأزهر كما حصل بعد ذلك على الدكتوراة من الجامعة نفسها من قسم الفقه شعبة السياسة الشرعية وكان موضوع الرسالة طرائق الحكم المختلفة في الشريعة الإسلامية دراسة مقارنة بين المذاهب الإسلامية وفي عام 1397 هجرية الموافق عام 1977م عمل في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وقام بتدريس التوحيد والفقه بها في كلية الشريعة كما إشتغل بالتدريس في كلية الحديث وكلية الدعوة وأصول الدين والمذاهب بقسم الدراسات العليا بنفس الجامعة وكانت هذه الجامعة قد تأسست بموجب المرسوم الصادر من الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود في يوم 25 ربيع الأول عام 1381 هجرية الموافق يوم 6 سبتمبر عام 1962م بإنشاء جامعة تختص بالعلوم الشرعية والدينية بالمدينة المنورة كما قام بتدريس القراءات العشر بكلية القرآن الكريم قسم القراءات حيث كان قد أجيز في القراءات العشر من الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات الذى كان إماما في القراءات لا يشق له غبار وآية في العلم والحياء والفضل والنبل والأدب كما أجيز من الشيخ عامر السيد عثمان إجازة برواية حفص عن عاصم وقرأ أيضا على الشيخ عبدالفتاح القاضي ختمة برواية حفص عن عاصم وفي عام 1398 هجرية الموافق عام 1978م عين إمام وخطيب لمسجد قباء بالمدينة المنورة وهو أول مسجد أقيم في الإسلام وظل يشغل هذا المنصب لفترة قصيرة .
وإنتقل بعد ذلك الشيخ الحذيفي ليصبح إماما وخطيبا للمسجد النبوى الشريف منذ يوم 6 جمادى الآخرة عام 1399هجرية الموافق يوم 3 مايو عام 1979م وحتى شهر شعبان عام 1401م الموافق شهر يونيو عام 1981م وكان في هذه الفترة إماما فقط للفروض الخمسة وفي يوم 1 رمضان عام 1401 هجرية الموافق يوم 2 يوليو عام 1981م عين إمام وخطيب للمسجد الحرام في مكة المكرمة وفي العام التالي 1402 هجرية الموافق عام 1982م عين إمام وخطيب للمسجد النبوي الشريف وحتى الآن وكان بذلك هو الشخص الوحيد الذى أم المصلين وخطب فيهم في كل من الحرمين الشريفين وفي مسجد قباء وعرف عنه أنه خطيب رزين له خطب تجمع مع العلم والفقه سلامة اللغة والحكمة وهيبة المنابر الشريفة بما لها من إستحقاق ولوازم وللشيخ إجتهادات فقهية جعلته لا يتهيب من قطع صلاة المغرب حتى يتوضأ وأيضا وجدناه يلتفت إلتفاتة شرعية خلال صلاته مأموما للتأكد من وجود الشيخ المكلف بالفتح على الإمام عندما أخطأ الإمام في كلمة في إحدى الآيات وهي لفتة فيها الكثير من الفقه ويكفي أن تسامع الناس بالحكم الشرعي لها حيث أن هذه الإلتفاتة بالوجه وليس بالجسم كانت لحاجة ولذا فهي لا تبطل الصلاة وكان من الممكن أن يصحح الشيخ الحذيفي للإمام وهو جدير بهذا لكنه لم يرد أن يتعدى الشيخ الفاتح علي الإمام طالما هو موجود والذى صحح بالفعل للإمام وإلا كان الشيخ الحذيفي سيصحح له وقد تعلم على يدى الشيخ علي الحذيفي كثير من الأئمة والخطباء منهم الشيخ عبد المحسن القاسم الإمام والخطيب أيضا بالمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة منذ عام 1418 هجرية الموافق عام 1997م والشيخ عبد الله الجهني الإمام والخطيب بالمسجد الحرام بمكة المكرمة والذى صدر له تكليف بإمامة المسلمين في المسجد الحرام في مكة المكرمة في صلاة التراويح في شهر رمضان بداية من عام 1426 هجرية الموافق شهر أكتوبر عام 2005م وما زال يؤدى هذه المهمة الجليلة حتي الآن والشيخ خضر بن محمد السهيمي إمام ومعلم قرآن بمحافظة تبوك شمالي المملكة العربية السعودية وعلاوة علي ذلك فقد تتلمذ علي يد الشيخ الحذيفي نجله أحمد والذى بدأ حياته مع القرآن الكريم كأحد القراء كما أصبح من أئمة وخطباء المساجد في المملكة العربية السعودية ثم أصبح إماما وخطيباً لمسجد قباء بالمدينة المنورة والذى كان والده إماما وخطيبا له من قبل وقرأ على عدد من المشايخ والقراء بخلاف والده كان على رأسهم أحمد الزيات الذى كان والده قد قرأ عليه أيضا وأجازه في رواية حفص عن عاصم وهو يتميز بجمال صوته وحسن التجويد ويرى الكثير من المصلين بالمسجد النبوى الشريف أن الإبن الشيخ أحمد لا يختلف عن الأب الشيخ علي في جمال الصوت وتطويع طبقات صوته بما يناسب الآيات التي يقرأها أثناء الصلاة وفضلا عن ذلك فقد أخذ الشيخ أحمد كثيرا من العلوم في اللغة العربية والحديث والتفسير والفقه وأصوله على كثير من المشايخ في المسجد النبوى الشريف والمدينة المنورة وغيرها إلى جانب دراسته الجامعية وعلاوة علي ذلك فقد عمل في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وحصل منها على شهادتي الماجستير والدكتوراة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى ويعمل أيضا أستاذا مشاركا في جامعة طيبة بالمدينة المنورة وله العديد من المشاركات العلمية والمحاضرات والندوات داخل المدينة المنورة وخارجها وفي شهر رمضان عام 1438 هجرية كلفت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين الشيخ أحمد الحذيفي بإمامة المصلين في صلاة التراويح في المسجد النبوي الشريف وإستمر التكليف أيضا في شهر رمضان عام 1439 هجرية وعام 1440 هجرية وفي العام التالي وفي يوم 13 صفر عام 1441 هجرية صدر قرار بتعيينه رسميا إماما وخطيبا بالمسجد النبوي الشريف .
وكان من المواقف القوية للشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي والتي لم يخش فيها لومة لائم موقفه الشهير عندما زار الرئيس الإيراني الأسبق علي هاشمي رافسنجاني المملكة العربية السعودية مع بدء تحسن العلاقات بين الحكومتين السعودية والإيرانية وكان هو أول مسؤول إيراني عالي المستوى يزور المملكة السعودية منذ سقوط الشاه محمد رضا بهلوى في عام 1979م ووصول آية الله الخوميني إلي الحكم وذلك تتويجا لتحسن العلاقات بين البلدين وكان الرئيس الإيراني قد وصل إلى الرياض في بداية شهر ذي القعدة عام 1418هجرية الموافق شهر مارس عام 1998م بصحبة وفد كبير من بينه وفد نسائي ضم قرابة 16 إمرأة بينهن زوجة رافسنجاني وإبنتاه وحفيدته وتجول رافسنجاني في الكثير من المدن السعودية وأدى مناسك العمرة برفقة عائلته والوفد المرافق له وخلال هذه الزيارة غابت فتاوى هيئة كبار العلماء السعودية في الشيعة وإختفت من رفوف المكتبات تلك الكتب والأشرطة التي كانت تفضح عقائد الشيعة الرافضة الباطلة وتوضح أقوالهم الكفرية ولعل الموقف الشجاع الوحيد الظاهر وإشتهر عند الناس هو الموقف الشجاع الذي وقفه الشيخ علي الحذيفي حيث عندما حضر رافسنجاني لأداء صلاة الجمعة خلفه بالمسجد النبوى الشريف فما كان من الشيخ الحذيفي إلا أن هاجم وبشدة الشيعة ورؤوسهم كالخميني في خطبته الأمر الذي جعل رافسنجاني يهم بالخروج من صلاة الجمعة لولا نصيحة بعض مرافقيه بالبقاء خشية حدوث أي مشاكل فإنتظر بالمسجد لكنه رفض أن يصلي خلف الحذيفي وأدى الصلاة مع مرافقيه وكان نص الجزء من الخطبة التي أغضبت رافسنجاني قول الشيخ الحذيفي كيف يكون تقريب بين أهل السنة والرافضة وهم يسبون الخلفاء الثلاثة أبا بكر وعمر وعثمان وإن سبهم لو كان لهم عقول يفضي إلى الطعن في الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فإن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما صهران لرسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيراه في حياته وضجيعاه بعد موته ومن ينال هذه المنزلة وجاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع غزواته فإن هذه الأدلة تكفي لبطلان الرفض وعثمان رضي الله عنه زوج إبنتين للرسول صلى الله عليه وسلم والله لا يختار لرسوله صلى الله عليه وسلم إلا أفضل الأصحاب فكيف لم يتبين النبي صلى الله عليه وسلم عداوة الخلفاء الثلاثة للإسلام ويحذر منهم إن كان من يسبهم صادقين بزعمهم بل إن سب هؤلاء الصحابة الكبار الثلاثة طعن في الإمام علي رضي الله عنه فقد بايع الخليفة أبا بكر في المسجد راضيا وبكامل إرادته وعلي رؤوس الأشهاد وزوج عمر إبنته أم كلثوم وبايع عثمان أيضا مختارا وكان وزيرا ومستشارا لهم جميعا ومحبا وناصحا رضي الله عنهم أجمعين فهل يصاهر علي رضي الله عنه كافرا أو يبايع كافرا سبحانك هذا بهتان عظيم وفضلا عن ذلك فإن لعنهم لمعاوية رضي الله عنه طعن في الإمام الحسن رضي الله عنه الذي تنازل عن الخلافة بكل سماحة نفس لمعاوية إبتغاء وجه الله ومن أجل حقن دماء المسلمين ووأدا للفتنة بينهم وقد وفق لذلك فهل يتنازل سبط رسول الله صلي الله عليه وسلم لكافر لكي يحكم المسلمين سبحانك هذا بهتان عظيم وأيضا كيف يلعنون زوجة النبي صلي الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق التي نص الله في كتابه العزيز على أنها من أمهات المؤمنين في قوله تعالى في سورة الأحزاب النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وكيف يكون تقريب أهل السنة والرافضة وقد جعلوا إمامهم الخميني معصوما حيث أقروه على أنه نائب مهديهم المنتظر الخرافة الذي قالوا بأنه دخل سرداب سامراء والنائب له حكم المستنيب فإذا كان المهدى معصوما فالخميني معصوم لأنه نائب له فما هذا التناقض وإن الرافضة في قولهم في ولاية الفقيه قد نسفوا مذهبهم من أساسه والباطل يحطم بعضه بعضا ويشتمل ويتضمن على الردود وتحطيم نفسه بنفسه وأهل البيت براء منهم ومن هذا القول والأدلة على بطلان مذهب الرافضة شرعا وعقلا لا تحصى إلا بالمشقة ألا فليدخلوا في الإسلام وأما نحن أهل السنة والجماعة فلن نقترب منهم شعرة واحدة أو أقل من ذلك فهم أضر على الإسلام والعياذ بالله من اليهود والنصارى ولا يوثق بهم أبدا وعلى المسلمين أن يقفوا بالمرصاد لهم والله سبحانه تعالي يقول في كتابه العزيز هم العدو فإحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون وإن نسب الرفض يعود إلى عبد الله بن سبأ اليهودى وإلى أبي لؤلؤة المجوسي قاتل عمر بن الخطاب .
وفي شهر أغسطس عام 1998م قام الشيخ الحذيفي بتوجيه إنتقادات عنيفة للشيعة الرافضة في خطبة للجمعة على إثر بصق فتى شيعي خليجي على قبرى صاحبي وخليفتي رسول الله صلي الله عليه وسلم أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وتم إيقافه عن الإمامة والخطابة بالمسجد النبوى الشريف لعدة أشهر وبعد ذلك تم إيقافه مرة أخرى من الإمامة والخطابة بالحرم النبوى الشريف بعد إنتقادات عنيفة للرافضين الشيعة أثناء خطبة للجمعة في شهر أكتوبر عام 2011م واصفا إياهم بأنهم عملاء لإيران وبعد حوالي عام وفي شهر سبتمبر عام 2012م عاد مرة أخرى إلي الإمامة والخطابة بالمسجد النبوى الشريف وبخلاف هذه المواقف القوية في الحق للشيخ الحذيفي كان له في عام 2011م موقفا مع الملك سلمان بن عبد العزيز وكان وقتها لم يصير ملكا للسعودية وكان مايزال أميرا للرياض حينما إلتقى بأهل الفكر والإعلام والثقافة ورجال الدين في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ويومذاك ألقى محاضرة عن الأسس التاريخية والفكرية للمملكة العربية السعودية وبعد المحاضرة خصص وقتا للنقاش وتبادل وجهات النظر مع أهل الفكر والعلم وكانت إحدى المداخلات من الشيخ علي الحذيفي حيث قال في مداخلته إن هناك بعضا من الصحفيين والكتاب يكتب ما هو مخالف لمنهج الدولة الذي قامت عليه وإقترح الشيخ الحذيفي تقويم مسار الإعلام ليتفق مع منهج الدولة متسائلا عن الحل ليكون رد الملك سلمان بن عبد العزيز أعتقد أن الحل الطبيعي كما قلت في إحدى المرات إن الإعلام إذا قصر فلنفلت نظره وإذا كتب شيئا يخالف المصلحة أو العقيدة فعند طلبة العلم ومفكرينا الفرصة للرد عليه وسبق أن قلت ذلك قبل هذه المرة في أحد تصريحاتي أو في إحدى المناسبات حيث قلت إن الذي يكتب وينقد ومعه حق في نقده آخذ به وأشكره عليه وإذا جانبه الصواب فإنه يعطيني فرصة أرد عليه وأضاف الملك سلمان أن هذا قد يكون هو الحل الطبيعي لتقويم مسار الإعلام وكان رد خادم الحرمين الشريفين على الشيخ الحذيفي يهدف إلى إيصال رسالة أن التعامل مع الإعلام يكون بطريقة تفاعلية عن طريق الأخذ والرد وبالنقد وليس بالفرض وفي فيديو قديم لجزء من لقاء تليفزيوني قال فيه الملك إن الصحفي الجيد هو الذي يأخذ المعلومة من مصدرها الصحيح كما تحدث خادم الحرمين الشريفين في هذا اللقاء عن علاقته وأبنائه بالقراءة وكيف إستطاع إلى حد كبير تحبيبهم في القراءة بقوله أنا شخصيا أحاول وأعتقد أنني قد نجحت إلى حد ما في تحبيبهم في القراءة وإني أنتقي وأختار في مكتبتي وهي عامرة بحمد الله نوعيات عديدة من الكتب وخصوصا التاريخية .
ومما يذكر أن الأقدار شاءت أن ترتب حدثا فريدا في الحرم النبوى الشريف حيث أم المصلين في ليلة 22 رمضان وليلة 25 رمضان وليلة 28 رمضان عام 1442 هجرية في صلاة التهجد بالحرم النبوى الشريف الشيخ علي الحذيفي في التسليمة الأولي وإبنه الشيخ أحمد الحذيفي في التسليمتين الأخيرتين والوتر وذلك بعد قرار رئاسة الحرمين الشريفين بإسناد التسليمة الأولى للأب في جميع الليالي فيما يستمر في إمامة الفروض وتحديدا صلاة المغرب التي ظلت من نصيبه طوال الشهر الكريم يرافقهما الدكتور خالد بن سليمان المهنا ويتشارك بذلك الشيخ الحذيفي مع الشيخ محمد السبيل في الإجتماع مع أحد أنجاله إماما فالشيخ السبيل صلى بالحرم المكي هو ونجله الدكتور عمر السبيل رحمهما الله والشيخ الحذيفي أم الناس بالحرم المدني هو ونجله أحمد حفظهما الله وأطال في عمريهما وأى سعادة تغمر قلب الأب المربي الصالح حينما يصلي مأموما في روضة مسجد النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ويكون أحد آثاره وثماره إماما أيضا في محراب النبي عليه الصلاة والسلام وأخيرا فقد عرف عن الشيخ الحذيفي تلطفه مع المصلين إذا توافق دخولهم للحرم مع وقت مجيئه ويظهر على محياه الطيب السمح ولا أزكي على الله أحدا أثر التعبد والطاعة ومما يذكر عنه في هذا الصدد أن مجموعة من الأطباء زاروه في منزله وحينما هموا بالإنصراف طلبوا منه النصيحة فقال لهم أوتروا بالقرآن الكريم ولو ساعة من ليل فخرجوا وهم في عجب بالغ وقالوا في أنفسهم ساعة يا شيخ وبعضنا ليته يوتر بركعة فكم يصلي الشيخ إذن وحكي أحدهم عن زميل له غير مواظب على الطاعات بيد أنه يصاب بخشوع لافت وقشعريرة جسد إذا وقعت في مسامعة تلاوة عذبة للشيخ الحذيفي والله يختار من قراء الكتاب العزيز وخطباء المنابر ممن يحدثون أحسن الآثار بقراءتهم وخطبهم فكان الشيخ الحذيفي من بين هؤلاء الذين إختارهم الله ليؤثرا في مستمعيهم بقراءتهم وأنا شخصيا كاتب هذه السطور كنت أصلي خلف الشيخ الحذيفي بالمسجد النبوى الشريف في شهر أكتوبر عام 2012م بعد أداء فريضة الحج والتوجه إلي المدينة المنورة في صلاتي المغرب والعشاء وكنت أتمني ألا ينهي القراءة وأن يستمر في التلاوة في كل ركعة وأيضا كتت اصلي خلفه في صلاة الفجر في أحد أيام شهر مايو عام 2015م بعد أداء العمرة والتوجه أيضا للمدينة المنورة وقرأ الشيخ في الركعة الأول نصف سورة القمر ونصفها الباقي في الركعة الثانية ووالله لقد كنت أتمني من حلاوة الصوت والقراءة والتجويد وسلامة اللغة أن يكملها الشيخ في الركعة الأولي وان يقرأ سورة الرحمن في الركعة الثانية حفظ الله الشيخ الدكتور علي الحذيفي وأنجاله وطلابه وأدام فينا ولنا مسيرة الخير والصلاح والإصلاح التي يبرز فيها أولئك القدوات فيكون الواحد منهم نموذجا للأجيال وممثلا مشرفا لبلاد الإسلام ومن خيرة معلمي الخير الذين يرتبطون طوال حياتهم بالقرآن الكريم ونشر السنة وبث العلوم الشرعية والفقهية في كل أصقاع الأرض .
|