كتبت/ ريهام البربري
Rehamelbarbary2006@yahoo.com
أحدثكم اليوم عن عام مضى وعام أت من عمر "أبو الهول".. فهو قياساً بالمدة الزمنية كان بالفعل عاماً إنما أحداثه ومفاجآته أعوام!!.. فقد شهدت أيامه وشهوره من البداية للنهاية، انتصارات واخفاقات ، حلاوة ومرارة ، مكسب وخسارة ، ولكن مع نهاية عامه ال 16 قلب كل الموازين وانتصر لنفسه بإرادة من حديد ،وظل صامدا شامخا رغم أنف كل حاقد أو حاسد أو مُستغِل لئيم، ليستقبل معكم بكل الحب والتفاؤل عامه ال17 مستبشرا أن الله لن يضيع أجر من أحسن عملاً.
كانت انتصاراته فضلاً وكرماً وعدلاً من الله سبحانه وتعالي ، مكنته من الحفاظ على اسمه وخلق مكانة متميزة لنفسه محلياً ودولياً ،شهد لها القاصى والدانى .. لكن اخفاقاته مع الأسف حدثت دون إرادته بسبب آصالته ،وفيض كرمه، وحسن ظنه الزائد بالآخرين، وتغافله الرحيم مع الأخطاء المتكررة لمتصنعى الود والأخلاق والفضيلة، فشر الناس من هو في ظاهره أخ وصديق وفي باطنه عدو جاحد منافق ، ولقد أخفق "أبو الهول" في حق نفسه حينما حاول أن يلتمس الجانب الطيب في نفوسهم، ويتعاطف مع أخطائهم والمبادرة بالإحسان لهم .. فقد قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان».. وهؤلاء المنافقون ما أكثرهم بيننا الأن.
و"أبو الهول" على مدار تاريخه شهد الكذاب والمنافق والخائن والمدلس هؤلاء الذين حاولوا مرارا اغتياله مادياً ومعنوياً لتنطفىء شموعه للأبد، ولكن سبحان من بيده ملكوت كل شىء ، حقيقتهم تنكشف وأطواق النجاة في كل مرة تأتى من فوق سبع سموات لينجو "أبوالهول" من براثن القلوب المريضة التى تعمل في الخفاء ،وتظهر ما لا تبطن، ليضمد جراحه وتشفى آلامه ويرتقى بأزماته درجات العلا في وقت يشهد فيه الوطن والعالم أجمع أوقات عصيبة وتحديات استثنائية لم يشهدها من قبل.
فكم نحن فى أمس الحاجة لنجدد اخلاص نوايانا لله عز وجل، وننفض عنا شوائب النفاق والرياء ، فالنية أساس قبول أو رفض الأعمال، والمؤكد أن كلنا نسأل الله تعالي القبول، وكما قال الحسن البصري:“الدنيا ثلاثة أيام: أما الأمس فقد ذهب بما فيه، وأما غداً فلعلّك لا تدركه، وأما اليوم فلك فاعمل فيه”.
فاحرصوا على العمل بإخلاص النوايا، واكتشفوا بداخلكم صفات القيادة الناجحة، وأحسنوا من آداء مهامكم ووظائفكم فهى ليست منة أو تفضل إنما واجب وطنى مقدس ،فلا تعرقلوا مسيرة جد واجتهاد وتختلقوا المعاذير الهاوية، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين، واصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله أمام التحديات والصعاب لعلكم تفلحون ، اقتربوا فيما بينكم بمودة واخلاص وتعاونوا من أجل بناء الوطن، فأعوذ بالله تعالي من النفاق والشقاق وسيء الأخلاق.
دعونا نطوى قساوة ومرارة الأمس ، واسمحوا ل "أبو الهول " بكلّ ما أُوتي من فخرٍ أن يقدم لكل فريق عمله من أساتذة كتاب وصحفيين وعلماء آجلاء وقراء أعزاء ،الجميع بلا استثناء أجمل باقات الحبّ والثّناء والشكر على ما قدّمتموه وتُقدّمونه في سبيل خلوده وتميزه، كما اسمحوا لى بشكل شخصى أن أستقبل معكم فجر العام الجديد بكل نشاط وحماس وحب الخير والأمل والاستعداد لبذل التضحيات من أجل حماية واستقرار وطننا الحبيب، وصون كرامته،والنهوض به، وأن لا أغفل تقديم كل التحية والتقدير والاحترام لكل من حب عمله وتفاني وأخلص وأعطى بلا كلل أو ملل أيا كان موقعه الوظيفي ومهامه المنوطه به على أرض هذا الوطن ، مؤمناً بصدق الهدف وأمانة الرسالة .
|