بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا
رفيدة بنت سعد الأسلمية رضي الله عنها صحابية أنصارية جليلة تنتسب إلي قبيلة أسلم وكانت تعمل بالتمريض والطب وقد عاشت في أواخر العصر الجاهلي وأدركت صدر الإسلام وأسلمت وبايعت النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم بعد الهجرة وشاركت في الغزوات في العصر النبوى حيث كانت ترافق جيوش المسلمين وتقوم بمهمة إسعاف ومداواة الجرحي والمصابين ولم يكن عملها مقصورا على الحروب والغزوات فقط بل كانت تداوى مرضى المدينة المنورة في وقت السلم ويعتقد أنها دربت نساء أخريات غيرها علي أعمال التمريض منهن أمهات المؤمنين مثل السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق لكي يصبحن مداويات للجرحى وقد قالت عنها وعن رفيقاتها مادحة نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين وفي هذا الشأن روى عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما أنه قال لخالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يا أماه لا أعجب من فقهك أقول زوجة رسول الله صلي الله عليه وسلم وإبنة أبي بكر ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام الناس أقول إبنة أبي بكر وكان من أعلم الناس ولكني أعجب من علمك بالطب فضربت على منكبه وقالت أى عروة إن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان في آخر عمره وقد أصابه المرض فكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه ومعهم أطباءهم فيصفون له الداء والدواء فكنت أعالجه من ثم وفي تاريخ الإسلام للذهبي قال عروة بن الزبير ما رأيت أعلم بالطب من عائشة فقلت يا خالة من أين تعلمت الطب قالت كنت أسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فأحفظه وكانت النساء المداويات للجرحى في الغزوات في الغالب يكن برفقة زوجة النبي التي يصطحبها في الغزوة حيث كانت الصحابية المتطوعة للتمريض يخيرها رسول الله صلي الله عليه وسلم بين أن تكون في رفقة قومها أو أن تكون في رفقة أم المؤمنين التي كانت قرعتها في الخروج معه عليه السلام فكن يختارن صحبة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ولقد إشتهرت رفيدة بنت سعد الأنصارية في العهد النبوى بأنها كانت تدخل أرض المعارك وتحمل الجرحى وتسعفهم وتضمد جراحاهم وتسهر على راحتهم وتواسيهم غير عابئة بما قد تتعرض له من مخاطر لذا فقد أطلق عليها لقب الفدائية ومما يذكر أنها كانت تنقل كل متطلباتها وأدواتها وإحتياجاتها من الأربطة والضمادات والعقاقير والأدوية والأعشاب على ظهور الجمال إلى أرض المعارك ثم تقيم خيمتها في معسكر المسلمين وذلك على الرغم من إستحواذ الرجال آنذاك وحدهم علي ممارسة أمور الجراحة وبتر الأعضاء وفضلا عن ذلك فقد كانت ترعى الفقراء والمحتاجين والأيتام وتقوم بنفسها على خدمة من كانت له حاجة من المسلمين كما عملت رفيدة كأخصائية إجتماعية حيث كانت تساهم في حل المشاكل التي كانت تواجه العديد من الأطفال المعاقين والأيتام وساهمت أيضا في حل المشاكل الإجتماعية المرتبطة بالأمراض وكانت تقوم بنشر الوعي الصحي في مجتمعها وإرشاد الناس لإتباع العادات الصحية السليمة التي تقيهم من الأمراض وبذلك فقد كانت قدوة وأسوة حسنة لعطاء المرأة المتدفق ويستفاد من سيرتها أنها كانت أول من بادرت بالعمل التطوعي للمرأة في الإسلام وتبرز أيضا سيرتها إن المرأة في كل زمان ومكان كانت ذات عطاء واضح وأنها قدمت نماذج في العمل التطوعي يذكرها التاريخ على مر عصوره ومراحله هذا ويوجد إختلاف تاريخي حول أول طبيبة وممرضة في التاريخ حيث تنسب الشعوب الغربية هذا اللقب إلى الممرضة الإنجليزية فلورنس نايتينجيل والتي تعرف برائدة التمريض الحديث والتي برزت خلال حرب القرم بين روسيا والدولة العثمانية في منتصف حقبة الخمسينيات من القرن التاسع عشر الميلادى والتي يطلق عليها إسم سيدة المصباح أو السيدة حاملة المصباح حيث كانت خلال الحرب المذكورة تخرج ليلا إلي ميدان المعارك حاملة مصباح للبحث عن الجنود الجرحي لكي تقوم بإسعافهم ومداواتهم بينما يؤكد آخرون أن الصحابية رفيدة بنت سعد هي أول طبيبة وممرضة في التاريخ حيث كانت تمارس التمريض والجراحة في المعارك في عام 620م وبذلك تكون قد أدخلت التمريض إلى العالم الإسلامي قبل أكثر من 1200 سنة من فلورنس نايتينجيل وبذلك تكون هي مؤسسة التمريض في العالم الإسلامي .
وكان مولد رفيدة بنت سعد في المدينة المنورة في أواخر العصر الجاهلي كما أسلفنا وغير معروف بالتحديد سنة ميلادها وبعد الهجرة ولما وفد النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم إلي المدينة المنورة أسلم أبوها سعد الأسلمي وأسرته ومنهم رفيدة فكانت من أوائل أهل المدينة المنورة دخولا في الإسلام والذين بايعن النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم فذكرها إبن سعد البغدادى في تسمية غرائب نساء العرب المسلمات المبايعات وذكرها إبن حبيب في المبايعات من نساء بني زهرة نقلا عن الواقدى وذكرت بعض المصادر أنها كانت من النساء اللاتي إستقبلن النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم عند قدومه مهاجرا إلي المدينة المنورة وعن تعلمها التمريض والطب فقد قيل إن أباها سعد الأسلمي كان علي دراية بالطب ويذكر صلاح عبد الغني محمد في كتابه الحقوق العامة للمرأة أن والدها سعد الأسلمي كان قبل هجرة النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم إلي المدينة كاهن قومه وعرافهم وطبيبهم وكان ماهرا وخبيرا بالتمريض التطبيقي ومن ثم تعلمت رفيدة علي يديه حيث كانت تساعده ومن ثم تمرست في مزاولة مهنة التمريض والطب ومداواة المرضي والجرحي والمصابين في الغزوات والحروب والمعارك وأيضا في وقت السلم من خلال مستشفاها الخاص المتنقل متطوعة بعملها وخبرتها لصالح هذا العمل النبيل العظيم ومما يذكر أنه كانت ذات علم ومجيدة للقراءة والكتابة وصاحبة ثروة ومال وجاه ونظرا لأنها كانت كذلك فقد كانت تنفق بسخاء على المحتاجين وتوفير مستلزمات مستشفاها الخاص والذى عرف بإسم خيمة رفيدة بنت سعد والتي دبرت فريقا من الممرضات لكي يقمن بمعاونتها في مهمتها وذلك بعد أن تقوم بتدريبهن تدريبا خاصا علي أعمال التمريض ومداوة الجرحي والمصابين وكانت تقوم بتقسيمهن إلى مجموعات لرعاية المرضى ليلا ونهارا رضي الله عنهن أجمعين وكانت أول الغزوات التي شاركت في مداوة وعلاج الجرحي فيها هي غزوة بدر الكبرى في شهر رمضان في السنة الثانية للهجرة فعندما عاد المسلمون من تلك الغزوة إلى المدينة المنورة منتصرين وكان معهم الجرحى وذوو الإصابات البليغة قامت رفيدة بدورها فى علاج المصابين ومداواة الجرحى من خلال خيمة نصبتها بجوار المسجد النبوى الشريف وجهزتها بالعقاقير وما توفر لها من أدوات جراحية وبعد ذلك إشتركت رفيدة فى كل غزوات الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام غزوة أحد في شهر شوال في العام الثالث للهجرة وغزوة الخندق في شهر شوال في العام الخامس للهجرة وغزوة خيبر في شهر المحرم في العام السابع للهجرة وتروى كتب السيرة أن الصحابى الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه لما أصيب بسهم غائر فى ذراعه يوم الخندق أمر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بنقله إلى خيمة رفيدة التي نصبت آنذاك بالمسجد النبوى الشريف لتقوم باسعافه وإخراج السهم ووقف نزيفه قائلا إجعلوه فى خيمة رفيدة فكانت خير مشرفة على تمريضه ولما رأت إنغراس السهم في أكحله سارعت إلى إيقاف النزيف وأبقت السهم حتى لا يزداد النزيف ثم إضطرت إلي كي الجرح لما لم يتوقف النزيف وكان النبي صلي الله عليه وسلم يمر على خيمتها فيتفقد الجرحى ويتفقد حال سعد بن معاذ فعن عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد قال لما أصيب أكحل سعد بن معاذ يوم الخندق فقال النبي حولوه عند إمرأة يقال لها رفيدة كانت تداوي الجرحى وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر به يقول كيف أَمسيت وإذا أصبح قال كيف أَصبحت وقال إبن إسحاق كان رسول الله صلي الله عليه وسلم قد جعل سعد بن معاذ في خيمة لإمرأة من قبيلة أسلم يقال لها رفيدة بنت سعد في مسجده الشريف كانت تداوى الجرحى والمصابين وكانت تقوم بنفسها وعلي نفقتها الخاصة على خدمة من كانت له حاجة من المسلمين وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم قد قال لبني عبد الأشهل قوم سعد بن معاذ رضي الله عنه حين أصابه السهم خلال غزوة الخندق إجعلوه في خيمه رفيدة بنت سعد رضي الله عنها حتى أعوده من قريب . وتقديرا من النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان لرفيدة بنت سعد مكانة خاصة عنده فكان يمنحها حصة رجل مقاتل حيث كان دورها ومساهماتها في الحروب والمعارك والغزوات لا يقل أهمية بأى حال من الأحوال عن دور الرجال المقاتلين وبذلك كانت الكريمة المقدرة التي سخت بجهدها ومالها في سبيل الله ومن ثم كتبت لها صفحة ناصعة على جبين التاريخ وفي هذا ذكر أبو عمر عن الواقدى أن رفيدة بنت سعد الأسلمية شهدت غزوة خيبر في شهر المحرم في العام السابع للهجرة مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فأسهم لها سهم رجل مقاتل ويدلنا عمل الصحابية رفيدة بنت سعد علي أنه كان للمرأة في الإسلام دور مهم في شتى مجالات الحياة حيث ينظر الإسلام للمرأة بأنها تلعب دورا أسريا ومجتمعيا كما أنها شريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة ويضرب برفيدة بنت سعد رضي الله عنها المثل على أن الإسلام ليس دينا ضد المرأة يهمشها ويرفض أن تلعب دورا فاعلا في الحياة فلا تتعلم ولا تعمل وكان الطب والتمريضُ عند العرب قبل الإسلام خدمةً تعتمد على المتوارث عليه من الطب الشعبي وكانت قاصرة علي الرجال فقط إلا أنه منذ صدر الإسلام ظهرت مهنة التمريض فكانت بذلك من أقدم المهن في الإسلام وإتفق الباحثون في مجال التمريض على أن التمريض في الإسلام بدأ في زمن النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم عندما شاركت المرأة في العمل الإجتماعي وسمح لها بخدمة المجتمع وبالتالي لم تعد الرعاية الصحية في ذلك الوقت وقفا على الرجال ولكن زاولته النساء أيضا وبرعن فيه حيث كانت النساء تمرض المرضى وتداويهم وتعالجهم في أيام السِلم والحرب وكان من أشهر من زاولن مهنة التمريض والطب بخلاف رفيدة بنت سعد رضي الله عنها السيدة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر كما أسلفنا والصحابية المهاجرة أسماء بنت عميس والتي كانت زوجة لجعفر بن أبي طالب ثم تزوجت بعد إستشهاده في غزوة مؤتة في العام الثامن للهجرة من أبي بكر الصديق فلما توفاه الله تزوجها علي بن أبي طالب وأيضا الصحابية المهاجرة والتي كانت من فضليات النساء العرب الشفاء بنت عبد الله رضي الله عنها والتي زاولت أيضا مهنة التمريض والطب في الإسلام وكانت تخرج في الغزوات أيضا لتمريض وإسعاف ومداواة الجرحي وكان لها شهرة واسعة في علاج الأمراض الجلدية كما أنها كانت تقوم على الإعتناء بالنساء المقبلات على الولادة وتقوم برقية تسمي رقية النملة وهي رقيةٌ كانت ترقي بها في الجاهلية فلما أسلمت أتت لرسول الله صلي الله عليه وسلم وعرضتها عليه فوافق عليها وطلب منها أن تعلمها أم المؤمنين الصوامة القوامة حفصة بنت عمر ين الخطاب رضي الله عنهما وكان أيضا غيرهن أخريات عرفن بالآسيات واليوم تعني الممرضات الذين كن يخرجن في الغزوات والمعارك لمداوة الجرحي وسقاية العطشي مثل الصحابية نسيبة بنت كعب المازنية الأنصارية والمعروفة بإسم أم عمارة والتي خرجت مع المسلمين في غزوة أحد لتداوى الجرحي وتسقي العطشي لكن لما تكاثر المشركون حول النبي صلي الله عليه وسلم أمسكت بالسيف وقاتلتهم وأصيبت بجروح خطيرة وكانت منهن أيضا الصحابية الأنصارية أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها والتي كانت تخرج مع رسول الله صلي الله عليه وسلم الله لتداوى الجرحى وقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يغزو بأم سليم ونسوة منَ الأنصار معه فيسقينَ الماء ويداوين الجرحي والصحابية المهاجرة أميمة بنت قيس الغفارية وغيرهن كثيرات مثل حمنة بنت جحش رضي الله عنها إبنة عمة الرسول صلي الله عليه وسلم والتي خرجت مع المسلمين يوم غزوة أحد لمداوة وإسعاف الجرحي وسقاية العطشي وأم سنان الأسلمية التي إستأذنت من الرسول صلي الله عليه وسلم في الخروج مع المسلمين في غزوة خيبر لتقوم بنفس المهمة فأذن لها والربيع بنت معوذ التي كانت تخرج مع رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى الغزوات فتداوى الجرحى وتسقي العطشي .
وتذكر المصادر أن أبا الطب الإغريقي أبقراط يعد مؤسس نواة البيمارستانات أي المستشفيات في التاريخ وكلمة بيمارستان كلمة فارسية مكونة من كلمتي بيمار بمعنى مريض أو عليل أو مصاب وستان بمعنى مكان أو دار فهي إذن تعني دار المرضى أما في الفترة الإسلامية فتعد خيمة رفيدة التي أمر النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم بإقامتها لها لتكون بمثابة مستشفي متنقل نواة البيمارستانات في الإسلام كما تورد المصادر أنها تعد أول مستشفى حربي متنقل في التاريخ كما توصف رفيدة بنت سعد أيضا بأنها صاحبة الخيمة الطبية الأولى في التاريخ وصاحبة أول مستشفى ميداني بني في الإسلام هذا ويعتبر الخليفة الأموى السادس الوليد بن عبد الملك حسب رواية المقريزى أول من أنشأ بيمارستان ودار للمرضى كامل في الإسلام وذلك عندما أنشأ بيمارستان للمجذومين والعميان عام 88 هجرية الموافق عام 706م في دمشق عاصمة الخلافة الأموية فكان بذلك أول من طبق نظام الحجر الصحي على مرضى الجذام وطلب أن يتم حجزهم بالبيمارستان وألا يخرجوا منها إلا بعد الشفاء التام حتي لا تنتقل العدوى إلي غيرهم ومنح كل أعمي وكل مقعد خادم خاص وأجرى لهم الأرزاق على نفقة بيت المال وجعل حق العلاج في هذا البيمارستان مجانا لكل مريض فقيرا كان أو غنيا مسلما كان أو ذميا وقد إستدل الفقهاء المسلمون عددا من الأحكام الفقهية من الأخبار المروية عن مداواة رفيدة بنت سعد رضي الله عنها للجرحى والمرضى وغيرها من نساء المسلمين منها جواز تطبيب المرأة للرجل وقد قال الإمام إبن حجر العسقلاني في فتح البارى بجواز معالجة المرأة الأجنبية الرجل الأجنبي للضرورة وقال أيضا إبن بطال ويختص ذلك بذوات المحارم ثم بالنساء المسنات منهن لأن موضع الجرح لا يلتذ بلمسه بل يقشعر منه الجلد فإن دعت الضرورة لغير النساء المسنات فليكن بغير مباشرة ولا مس كما إستدل الفقهاء خاصة المعاصرين بخيمة رفيدة بنت سعد الطبية بالمسجد النبوى الشريف كدليل على جواز تحويل المسجد إلى مستشفى في أوقات الضرورة وفي شهر أبريل عام 2020م أفتى الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محيي الدين القره داغي بجواز تحويل أجزاء من المساجد إلى مستشفيات مؤقتة لعلاج المصابين بمرض فيروس كورونا المستجد المعروف بكوفيد 19 وأشار إلى أن الصحابية رفيدة بنت سعد رضي الله عنها كان لها خيمة داخل المسجد النبوى الشريف بالمدينة المنورة لعلاج الجرحى والمصابين والمرضي .
وتكريما وتقديرا لهذه الصحابية العظيمة فقد تم إطلاق إسم رفيدة الأسلمية على عدد من المدارس والشوارع والمباني التعليمية والمؤسسية في عدد من دول العالم الإسلامي منها المملكة العربية السعودية وفلسطين والأردن ومصر والكويت والسعودية كما أطلق إسمها على كلية في مدينة الرصيفة التابعة لمحافظة الزرقاء بالمملكة الأردنية الهاشمية تحمل إسم كلية رفيدة الأسلمية للتمريض والقبالة وكانت قد تأسست في يوم 7 فبراير عام 1991م بعد دمج عدد من الكليات وفي عام 2012م أدمجت مع معهد المهن الطبية المساندة في العاصمة الأردنية عمان ليصبح إسمها كلية رفيدة الأسلمية للتمريض والقبالة والمهن الطبية المساندة حيث تتبع قسم التمريض والقبالة والمهن الطبية المساندة في وزارة الصحة الأردنية وكان قد بلغ عدد طلاب هذه الكلية حوالي 730 طالبا وطالبة في عام 2013م كما أُطلق إسمها أيضا على مبنى كلية التمريض والقبالة في جامعة أغا خان في باكستان وعلاوة علي ذلك فقد قرر مجلس وزراء الصحة العرب التابع لجامعة الدول العربية في دورته التي عقدت بالكويت عام 1978م منح جائزة لأوائل خريجي معاهد ومدارس التمريض في الدول العربية تسمى جائزة رفيدة الأسلمية إلا أنه لم يتم تنفيذ هذا القرار كما تمنح المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر وسام رفيدة الأسلمية والذي كان قد منح للمرة الأولى في السعودية عام 1995م حيث تمنحه المنظمة منذ ذلك الوقت عبر منافسة بين الجمعيات الوطنية العربية وبالإضافة إلي ذلك فقد أعلن عميد كلية العلوم الطبية التطبيقية في جامعة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية الدكتور هيثم بن أحمد زكائي عن جائزة رفيدة الأسلمية في يوم 14 مايو عام 2011م وأنها سوف تقدم لأفضل بحث علمي في مجال التمريض لطالبات قسم التمريض في الكلية كما تمنح كلية الجراحين الملكية في دولة أيرلندا بالتعاون مع جامعة مملكة البحرين جائزة رفيدة الأسلمية لطالب مميز في كل عام حيث يتم تحديد الفائز عبر فريق من كبار الأطباء أما في الأردن فقد أطلق المجلس التمريضي الأردني في عام 2009م جائزة الأميرة منى الحسين للتميز في التمريض والقبالة للأردنيين أو غيرهم وتشمل ثلاث مستويات قلادة شرف وقلادة رفيدة الأسلمية وقلادة نسيبة المازنية حيث تمنح للمتميزين في كافة المجالات التمريضية أو في دعم مهنة التمريض أو لمن قاموا بمبادرات تهدف إلى تطوير الرعاية أو إلى تمكين الممرضين والممرضات وفرق الرعاية الصحية علي القيام بمهامها وفي عام 2015م أصبحت الجائزة على مستوى الأفراد والمؤسسات محليا وإقليميا .
وجدير بالذكر أن الشاعر المصرى أحمد محرم قد كتب ديوان مجد الإسلام وشمل ثلاثة آلاف بيت شعرى وصف فيه البطولة الإسلامية عبر إستعراض سيرة النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم بتسلسل زمني وما تضمنته من غزوات وحروب ومعارك مختلفة وقد تضمن هذا الديوان قصيدة بعنوان رفيدة بنت سعد الأَسلمية رضى الله عنها وأرضاها مكونة من عدد 24 بيتا تقديرا وتكريما لها وفضلا عن ذلك فهناك أيضا العديد من الجوائز والأوسمة التي تحمل إسمها حول العالم ومؤخرا وفي عام 2016م تأسست في العاصمة السعودية الرياض جمعية رفيدة بنت سعد لصحة المرأة والتي تعد أول منظمة أهلية غير ربحية على مستوى المملكة العربية السعودية تتبنى نظرة ورؤية شاملة ومتكاملة لصحة المرأة وأعلنت الجمعية في موقعها الرسمي إن السيدة الصحابية رفيدة بنت سعد الأسلمية رضي الله عنها هي نموذج للمرأة المبادرة التي ساهمت مساهمة فعالة في خدمة مجتمعها حيث أنشأت أول مستشفى ميداني متنقل في الإسلام تعالج فيه الجرحي والمصابين ومرضي المسلمين وإن الجمعية تسعى أن نكون الجهة التي تلجأ اليها كل إمرأة لتحصل على معلومات صحية موثوق بها وإمتدادا لإسم رفيدة بقيمته التاريخية الجوهرية فأيضا توجد جمعيةُ رفيدة بنت سعد للمرأة الرائدة في مدينة طانطان بجهة كلميم واد نون في جنوب المملكة المغربية وهي تتبع شبكة منتدى الزهراء للمرأة المغربية وعلي المستوى العالمي فقد ذكرتها الممرضة البريطانية المعروفة بيثان سيفيتر في كتابها الشهيرThe Student Nurse Handbook الذى نشر عام 2004م قائلة لنستلهم من بعض أبطال الممرضين الذين سبقونا فقد ترغب في البحث عن بعض أسماء رائدات التمريض المشاهير التالية فلورنس نايتينجيل وإليزابيث نيكا أنيونو وإثيل جوردون فينويك وإديث لوسيا كافيل ورفيدة بنت سعد الأسلمية ونانسي روبر وماري سيكول ونختم بقولنا إن رفيدة بنت سعد كانت أيضا بخلاف تمريضها ومداواتها للجرحي والمرضي داعية للرعاية الصحية والتعليم الصحي والوقاية من الأمراض حيث قامت بوضع قواعد وقوانين خاصة بأخلاقيات مهنة التمريض والرعاية الطبية كما إبتكرت أساليب وقواعد جديدة للتمريض تعد أساس تقنيات التمريض في العصر الحديث .
|