الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

نزعة التفكيك في العمارة وجذورها التلمودية والقَبّالِية اليهودية

نزعة التفكيك في العمارة وجذورها التلمودية والقَبّالِية اليهودية
عدد : 02-2023
بقلم الدكتور المهندس/ بديع العــــــــــابد
معماري استشاري
عمان - الأردن
E-Mail: badialabed@gmail.com


لقد استقر عند معظم النقاد الغربيين أن مصدر نزعة التفكيك هو اللاهوت اليهودي. وأكثر من ذلك أن المشتغلين بهذه النزعة (التفكيك)، اعترفوا بأن مصدرها اللاهوت اليهودي، وإن أنكر بعض المشتغلين بها من اليهود، يهوديته كدين. فإن اليهودية تبقى المحرك الوجداني لهم جميعاً. فالمصدر اليهودي للتفكيك حاضر وواضح، ولست بحاجة لإقامة الدليل عليه.
ولقد ساعد انتشار نزعة التفكيك - في الأوساط التربوية والفكرية والثقافية ومنها الوسط المعماري - زخم وتسارع، بل تَسَوّدْ، الحضور الليبرالي في الحضارة الغربية الذي عمل ويعمل على تحطيم منظومة القيم في المجتمعات لصالح الحرية الشخصية للأفراد. فنزعة التفكيك طرحت نفسها كنزعة عَلّمانِية تتساوق موضوعاً وأهدافاً مع الليبرالية التي تفرض حضورها بقوة الحضور الرأسمالي في الحضارة الغربية.

كما ساعد انتشار نزعة التفكيك الحضور اليهودي في الدين المسيحي؛ وكمصدر ومُكّونْ رئيس في الثقافة الغربية، يفرض حضوره بقوة، وبدون اعتراض، في الحياة التربوية (الجامعية) والإعلام الثقافي. يضاف إلى ذلك الرغبة اليهودية في التميز المصحوبة بشهوة الانتقام من المجتمعات الأوروبية التي اضهطدتهم طوال فترة الشتات.

ونزعة التفكيك بتمردها على منظومة القيم خاطبت النخبة الثقافية الغربية التي عملت وتعمل على التخلص من حضور وسطوة الكنيسة في الحياة الاجتماعية.

ولقد انتشرت نزعة التفكيك في العالمين العربي والإسلامي انتشار النار في الهشيم بسبب وعينا المستلب وثقافتنا المغيبة وتبعيتنا المؤسفة والمخجلة للمنتج الثقافي الغربي، بدون تفكير في مصدره، وبدون وعي إلى ما نسببه لثقافتنا من عدمية وتقويض وتدمير وهدم.
ستبين هذه الدراسة المصدر الديني اليهودي لنزعة التفكيك، واهدافها العدمية التقويضية التدميرية الهدمية. وتهدف الدراسة إلى توضيح وتفصيل الحضور اللاهوتي اليهودي في الفكر المعماري، الذي تغلغل إلينا من خلال المنتج الثقافي الغربي، وذلك في محاولة للتنبيه على العدمية التي يتضمنها التفكيك لتجنبه فكراً وممارسة، ولمنع استقراره كمكون في ثقافتنا الغربية الإسلامية، وفكرنا المعماري تحديداً. ولتحقيق ذلك سأعرض للتفكيك، ثم للاهوت اليهودي، ثم للمفاهيم اللاهوتية التي وظفها وسوقها المشتغلون اليهود بالتفكيك، ثم لمفردات التفكيك المعمارية، مبينا صلتها بالمفاهيم اللاهوتية اليهودية، حسب ما ورد في المصادر اليهودية والغربية.
 
 
الصور :