الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الإمام إبن ماجة

الإمام إبن ماجة
عدد : 02-2023
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا"


الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة الربعي القزويني والمعروف بإبن ماجة إختصارا هو محدث ومفسر ومؤرخ مسلم وأحد الأئمة الكبار في علم الحديث خلال الثلاثة أرباع الأولي من القرن الثالث الهجرى وهو صاحب كتاب سنن إبن ماجة والذى إشتهر به وهو أحد كتب الحديث النبوى الشريف الستة المشهورة وكانت الكتب الخمسة الأخرى هي صحيح البخارى وصحيح مسلم وسنن الترمذى وسنن أبي داود وسنن النسائي وكانت الفترة التي عاش خلالها الإمام إبن ماجة تعد عصر إزدهار علم الحديث إبان العصر الذهبي للدولة العباسية حيث كان ذلك القرن هو قرن الحديث النبوى الشريف بلا منازع ونشطت خلاله حركة الجمع والنقد وتمييز الأحاديث الصحيحة من الضعيفة والموضوعة ومعرفة الرجال ودرجاتهم من الضبط والإتقان وحالهم من الصلاح والتقوى أو الهوى والميل وذلك بعد أن كان الكذابون والوضاعون خلال القرن الثاني الهجرى قد أدخلوا في الحديث ما ليس من أحاديث وكلام النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وكان هذا مكمن الصعوبة ومن ثم كان الأمر يحتاج إلى مناهج غاية في الدقة والصرامة لتبين الحديث الصحيح من غيره وهذا ما قام به جهابذة وأئمة علم الحديث النبوى الشريف العظام ولذا ظهرت الكتب التي رأى أئمة الحفاظ أن تجمع الحديث النبوى الشريف الصحيح فقط وفق شروط صارمة ومناهج محكمة ومن ثم فقد ظهر فيه علماء وأئمة الحديث النبوى الشريف الذين بذلوا جهدا خارقا لا يمكن إنكاره في جمعه بكل دقة وكان علي رأسهم ومن أبرزهم غير الإمام إبن ماجة أصحاب الكتب المذكورة في السطور السابقة وهم الإمام والفقيه محمد بن إسماعيل البخارى صاحب كتاب صحيح البخارى والإمام والفقيه مسلم بن الحجاج بن مسلم صاحب كتاب صحيح مسلم والإمام أبو داود السجستاني صاحب كتاب سنن أبي داود والإمام أحمد بن شعيب النسائي صاحب كتاب سنن النسائي وكان ميلاد الإمام إبن ماجة في عام 209 هجرية الموافق عام 824م بمنطقة قزوين وهي تقع بإيران حاليا ومنها إكتسب لقبه القزويني كما كان معهودا في ذلك الزمان بنسبة العلماء والفقهاء إلي بلدانهم التي ولدوا بها مثلما نسب الإمام البخارى إلي بلدة بخارى بدولة أوزبكستان والإمام الترمذى إلي بلدة ترمذ بدولة أوزبكستان أيضا والإمام النسائي إلي بلدة نسا بدولة تركمانستان والإمام القرطبي إلي قرطبة حاضرة بلاد الأندلس وكانت منطقة قزوين قد فتحت في خلافة الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان وتم تعيين البراء بن عازب أول وال عليها عام 24 هجرية الموافق عام 644م ومنذ ذلك الحين بدأت تأخذ موقعها كمركز معرفي وباتت حاضرة من حواضر العلوم في الدولة الإسلامية تموج بالحركة والنشاط العلمي وقد بلغ من مكانة قزوين وإتساع الحركة العلمية فيها أن خصها بعض أبنائها بالتأريخ لها وترجمة أعيانها وعلمائها ومن أشهر هذه الكتب التدوين في أخبار قزوين لعالم الحديث والإمام والمؤرخ الحافظ المجتهد أبو القاسم الرافعي المتوفى عام 622 هجر ية الموافق عام 1225م وفي الفترة الزمنية التي ولد فيها الإمام إبن ماجة كانت الدولة العباسية تعيش أزهى فتراتها قوة وحضارة خاصة في فترة حكم الخليفة العباسي السابع المأمون ومنذ صغره آثر إبن ماجة مجالسة العلماء لاسيما شيوخ الحديث النبوى الشريف فكان يتردد على مجالسهم وحفظ القرأن الكريم منذ الصغر وبذلك كانت نشأة الإمام إبن ماجة قائمة على أساس من العلم والعمل والأخذ والعطاء فتعلم وعمل بما علم فكان تقيا ورعا مخلصا في رسالته ودرس وحفظ وألف ودون ثم إنتقل للتوغل في العلوم الشرعية والحديث فذهب إلى حلقات ومجالس المحدثين التي كانت موجوده في مساجد قزوين وأرفق ذلك بالرغبة في السفر والترحال بداية من عام 230 هجرية الموافق عام 845م وكان في بداية العشرينيات من عمره وكان هذا هو نهج علماء الحديث في ذلك الزمان حيث كان لابد من التنقل بين البلدان لجمع الأحاديث والإستزادة بمعرفة العلماء والإحتكاك بهم ومن ثم سافر إبن ماجة إلى العديد من البلاد حيث إرتحل إلي خراسان وزار أهم مدنها هراة والرى ونيسابور ثم إنتقل إلي بلاد العراق وتنقل بين البصرة والكوفة وبغداد ومن العراق توجه إلي بلاد الشام وزار دمشق ثم إنتقل إلي بلاد الحجاز وزار مكة المكرمة والمدينة المنورة ومن الحجاز إرتحل إلي مصر .


ونظرا لكثرة أسفار الإمام إبن ماجة ورحلاته كان يتعرف ويطلع على مدارس الحديث النبوى الشريف في كل بلد إرتحل إليه فتلقى وسمع عن العديد من العلماء والمحدثين ورواة الحديث فكان له شيوخ في كل قطر وكل مصر ذهب إليه كان منهم على سبيل المثال لا الحصر الإمام والفقيه والمحدث محمد بن المثنى الملقب بالزمن والذى تتلمذ علي يديه كل من الإمام محمد إبن ماجة والإمام محمد بن إسماعيل البخارى والإمام مسلم بن الحجاج والإمام أحمد بن شعيب النسائي والإمام الترمذى والإمام أبو زرعة الرازى والإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة كما تلقي وسمع أيضا عن الإمام والمحدث وراوى الحديث أبي بكر بن أبي شيبة الملقب بسيد الحفاظ والإمام وراوى الحديث محمد بن عبد الله بن نمير الكوفي والإمام الحافظ المتقن علي بن محمد الطنافسي الحافظ وقد أكثر عنه والإمام الحافظ الثقة إبراهيم بن المنذر الحزامي المتوفَّى عام 236 هجرية وهو تلميذ الإمام البخارى والإمام والمحدث الكوفي جبارة بن المغلس وهو من قدماء شيوخه والإمام عبد الله بن معاوية والإمام والمحدث والفقيه هشام بن عمار والإمام وراوى الحديث المتقن محمد بن رمح والإمام الحافظ وراوى الحديث داود بن رشيد وغيرهم الكثير وقد ذكرهم في كتابه سنن إبن ماجة وبعد رحلة شاقة بين أقطار العالم الإسلامي إستغرقت أكثر من خمسة عشر عاما عاد الإمام إبن ماجه إلى بلدته قزوين وإستقر بها منصرفا إلى التأليف والتصنيف ورواية الحديث بعد أن طارت شهرته وذاع صيته وقصده الطلاب من كل حدب وصوب حيث لم يقتصر النشاط العلمي للإمام إبن ماجة علي التأليف فقط بل تعداه إلى التعليم وإلقاء المحاضرات والدروس وكان أشهر من روى ونقل عنه وتتلمذ على يديه الإمام والفقيه والمحدث الثقة علي بن سعيد بن عبد الله الغداني والإمام والفقيه والمحدث إبراهيم بن دينار الجرشي الهمداني والإمام والمحدث والفقيه جعفر بن إدريس والإمام والمحدث والفقيه الحافظ وعالم الحديث الملقب بزين العلماء محمد بن عيسى الصفار والإمام والفقيه الحافظ والمحدث الملقب بتاج العلماء إسحاق بن محمد القزويني وشيخ الإسلام الإمام والفقيه وعالم الحديث الثقة سليمان بن يزيد القزويني والإمام والفقيه والمفسر وراوى الحديث الحافظ أبو الطيب أحمد بن روح المشعراني البغدادى والإمام المحدث والفقيه الحافظ أحمد بن إبراهيم والإمام والعالم والأديب أبو عمرو أحمد بن محمد بن حكيم المدني الأصبهاني والإمام والمحدث والفقيه الحافظ أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القزويني جد الإمام وعالم الحديث والجرح والتعديل الحافظ أبي يعلى الخليلي وغيرهم من مشاهير الرواة وحفاظ الحديث والمفسرين .


وفيما يخص مؤلفات الإمام إبن ماجة فلم يخلد الزمان من كتبه غير كتابه الشهير سنن إبن ماجة والذى يعد أحد كتب الحديث الصحاح الستة التي أشرنا إليها في السطور السابقة فللأسف الشديد قد ضاعت مصنفاته مع ما ضاع من ذخائر تراثنا العظيم فكان له تفسير للقرآن الكريم وصفه إبن كثير في كتابه البداية والنهاية بأنه تفسير حافل وكان له أيضا كتاب في التاريخ أرخ فيه من عصر الصحابة الكرام حتى عصره وقال عنه إبن كثير أيضا بأنه تاريخ كامل وبخصوص كتابه سنن إبن ماجة فقد طبقت شهرته الآفاق وبه عرف إبن ماجه وإشتهر وإحتل مكانته المعروفة بين كبار الحفاظ والمحدثين وهو يعد أَجل كتبه وأعظمها وأبقاها على مر الزمان وعد رابع كتب السنن المعروفة وهي سنن أبي داود السجستاني وأبي عيسي محمد الترمذى وأحمد بن شعيب النسائي ومحمد إبن ماجة ومتمم للكتب الستة التي تشمل إلى ما سبق صحيح البخارى وصحيح مسلم وهي المراجع الأساسية لأصول السنة النبوية الشريفة وينابيعها وقد قارن العلماء والأئمة بين كتاب موطأ الإمام مالك بن أنس وبين كتاب سنن إبن ماجة وبحثوا أيها يكون سادس كتب الأحاديث النبوية الستة الصحاح وقد رغب المشارقة بكتاب إبن ماجة وفضل أهل المغرب كتاب الموطأ ولكن عامة المتأخرين إتفقوا علي أن كتاب سنن إبن ماجة أولى من كتاب الموطأ للإمام مالك بن أنس فقدموه عليه لكثرة زوائده على الكتب الخمسة الأخرى وكان أول من أدخل كتاب سنن إبن ماجة مع كتب الحديث الخمسة الأخرى هو الإمام والفقيه الحافظ محمد بن طاهر المقدسي المتوفي في عام 506 هجرية الموافق عام 1113م حيث ألف رسالة في شروط أئمة الحديث النبوى الستة فوضع شروط الأئمة البخارى ومسلم بن الحجاج وأبي عيسي محمد الترمذى وأبي داود والنسائي ووضع أيضا شروط الإمام إبن ماجة فإشترك فيها مع الأئمة الخمسة الآخرين ثم جاء المحدث والفقيه تقي الدين عبد الغني المقدسي المتوفي عام 599 هجرية الموافق عام 1203م فصنف كتابا في رجال كتب الحديث النبوى الشريف الستة سماه الكمال في أسماء الرجال وجمع فيه رجال الأئمة البخارى ومسلم والترمذى وأبي داود والنسائي وإبن ماجة ومنذ ذلك الوقت أى منذ صنيع محمد بن طاهر المقدسي وصنيع عبد الغني المقدسي صار كتاب سنن الإمام إبن ماجه مماثلا لهذه الكتب وصار يذكر معها مع أن هناك من الكتب كموطأ الإمام مالك بن أنس وسنن الدارمي لمؤلفه الحافظ شيخ الإسلام بسمرقند أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن التميمي الدارمي السمرقندى أو مسند الإمام أحمد بن حنبل أولى بالدخول مع هذه الكتب من سنن الإمام إبن ماجه ولكن هكذا صنع كل من محمد بن طاهر المقدسي وعبد الغني المقدسي رحمهما الله تبارك وتعالى حينما أدخلوا سنن الإمام إبن ماجة مع كتب الحديث الخمسة الأخرى فصارت يطلق عليها بعد ذلك الكتب الستة الصحاح ومما يذكر أن منهج الإمام إبن ماجة في كتابه أنه رتبه على كتب وأبواب حيث يشتمل على مقدمة وسبعة وثلاثين كتابا وخمسمائة وألف باب تضم عدد 4341 حديثا نبويا ومن هذه الأحاديث عدد 3002 حديث إشترك معه في تخريجها الأئمة أصحاب الكتب الخمسة الأخرى وإنفرد هو بتخريج عدد 1329 حديث وهي الزوائد على ما جاء في الكتب الخمسة المشار إليها من بينها عدد 428 حديثا صحيح الإسناد وعدد 119 حديثا حسن الإسناد وهذا ما أشار إليه الإمام والفقيه الحافظ إبن حجر العسقلاني بقوله إنه إنفرد بأحاديث كثيرة صحيحة وقد أحسن الإمام إبن ماجة وأجاد حينما بدأ كتابه بباب إتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وساق فيه الأحاديث الدالة على حجية السنة ووجوب إتباعها والعمل بها ثم عقب هذه الأبواب بأبواب العقائد من الإيمان والقدر لأنها أول الواجبات على المكلف ثم عقب بفضائل الصحابة الكرام لأنهم مبلغو السنن إلينا ولولاهم ما تم نقل العلم بالسنن والأحكام إلينا وبعد ذلك بدأ الإمام إبن ماجة بكتاب الطهارة وصولا لأخر كتاب وهو كتاب الزهد وكان أخر حديث في هذا الكتاب الذى قال فيه الإمام إبن ماجة حدثنا عالم وراوى الحديث أبو بكر بن شيبة الكوفي والحافظ وإمام الحديث والفقيه الثقة أحمد بن سنان قالا حدثنا غمام الحديث الثقة أبو معاوية محمد بن حازم الكوفي عن الحافظ والمحدث سليمان بن مهران الأعمش عن التابعي وعالم الحديث والفقيه الثقة أبي صالح السمان مولي أم المؤمنين السيدة جويرية بنت الحارث رضي الله عنها زوجة الرسول صلي الله عليه وسلم عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامنكم من أحد إلا له منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار فإذا مات فدخل النار ورث أهل الجنة منزله فذلك قوله تعالى أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون .


هذا وكان للعديد من الأئمة والمحدثين وعلماء الحديث آراء كثيرة في كتاب سنن إبن ماجة حيث قال الإمام والمؤرخ شمس الدين الذهبي سنن أبى عبد الله إبن ماجة كتاب حسن لولا ما كدره بأحاديث واهية ليست بالكثيرة وقال الإمام الحافظ إبن حجر العسقلاني كتابه في السنن جامع جيد كثير الأبواب والغرائب وفيه أحاديث ضعيفة جدا فكل ما إنفرد به إبن ماجة فهو ضعيف بمعني أنه إنفرد به عن كتب الحديث الخمسة الأخرى وليس الأمر في ذلك على إطلاقه بإستقرائي وفي الجملة ففيه أحاديث منكرة والله تعالى المستعان أما ما شارك فيه الأئمة الخمسة الآخرين أو بعضهم فهي صحيحة فمثلا حديث النبي صلي الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات هذا الحديث موجود عند الأئمة الستة حيث أخرجه البخارى ومسلم وأبو داود والترمذى والنسائي وإبن ماجة فهذا يقال له إنهم قد إتفقوا على إخراجه أو متفق عليه ومثال آخر وهو قول النبي صلي الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت فهذا الحديث أخرجه البخارى ومسلم وأبو داود وإبن ماجه وهكذا وقال أيضا الإمام والمحدث والحافظ والمؤرخ محمد بن طاهر القيسراني في هذا الكتاب ولعمرى إن كتاب الإمام إبن ماجة من نظر فيه علم مزية الرجل من حسن الترتيب وغزارة الأبواب وقلة الأحاديث وترك التكرار ولا يوجد فيه من النوازل والمقاطيع والمراسيل والرواية عن المجروحين إلا قدر ما أشار إليه الإمام والفقيه أبو زرعة الرازى وهذا الكتاب وإن لم يشتهر عند أكثر الفقهاء فإن له بالرى وماوالاها شأن عظيم وعليه إعتمادهم وله عندهم طرق كثيرة وعلاوة علي ذلك يقول الإمام إبن ماجة عرضت كتابي السنن على الإمام والفقيه أبي زرعة الرازى فنظر فيه وقال أرى إنه ليس فيه تمام ثلاثين حديثا مما في إسناده ضعف أو نحو ذلك وقد قام بشرح كتاب سنن الإمام إبن ماجة العديد من كبار العلماء والحفاظ والمحدثين نظرا لأهمية وقيمة هذا الكتاب ومكانته بين كتب الحديث حيث راحوا يسهبون في شروحه ويضعون عليه من تعليقاتهم ومن ذلك شرح سنن الإمام إبن ماجة للإمام الحافظ والمؤرخ علاء الدين مغلطاي المتوفى عام 762 هجرية الموافق عام 1361م وكان من ذلك أيضا ما تمس إليه الحاجة على سنن الإمام إبن ماجة للإمام والفقيه وعالم الدراسات الإسلامية سراج الدين عمر بن علي بن الملقن المتوفى عام 804 هجرية الموافق عام 1401م وإقتصر فيه على شرح الأحاديث النبوية الشريفة التي إنفرد بروايتها الإمام إبن ماجة ولم تدرج في كتب الحديث الصحاح الخمسة الأخرى والديباجة في شرح سنن الإمام إبن ماجة للشيخ والفقيه والمحدث كمال الدين محمد بن مرسي الدبيري المتوفى عام 808 هجرية الموافق عام 1405م وقد أفرد زوائد السنن والإمام والفقيه العلامة المحدث شهاب الدين أحمد بن زين الدين البوصيرى المتوفي عام 839 هجرية الموافق عام 1436م في كتاب وخرجها وتكلم على أسانيدها بما يليق بحالها من صحة وحسن وضعف وأخيرا كان من شروح كتاب سنن الإمام إبن ماجة أيضا مصباح الزجاجة في شرح سنن الإمام إبن ماجة للإمام والفقيه والمؤرخ والعالم جلال الدين السيوطي المتوفَّى عام 911 هجرية الموافق عام 1505م وشرح سنن الإمام إبن ماجة للإمام والفقيه والمحدث والمفسر الحافظ والحنفي محمد بن عبد الهادى السندى نسبة إلي إقليم السند الموجود في دولة باكستان الآن المتوفي عام 1138 هجرية الموافق عام 1726م .

هذا وقد طبع كتاب سنن إبن ماجة مبكرا فكان من أوائل الكتب التي أخرجتها المطابع العربية حيث نشر بمدينة دلهي بالهند عام 1264 هجرية الموافق عام 1847م وعليه حاشيتان إحداهما مصباح الزجاجة للإمام والمؤرخ جلال الدين السيوطي والأخرى إنجاح الحاجة للعالم والمجاهد الهندى مولوى إسماعيل بن عبد الغني الدهلوى ثم نشر بالقاهرة عام 1313 هجرية الموافق عام 1895م وعليه حاشية السندى وهو شرح مختصر يعني بضبط غريب الألفاظ وبيان الإعراب بصفة خاصة ثم نشرت السنن وحققها تحقيقا علميا العالم والمؤلف الجليل والباحث في الحديث النبوى الشريف محمد فؤاد عبد الباقي ورقم كتبها وأبوابها وأحاديثها في عام 1371 هجرية الموافق عام 1951م وقد صدرت في مجلدين ومزودة بفهارس متعددة تعين الباحث على الوصول إلى الحديث في سهولة ويسر وعموما فقد نال الإمام إبن ماجة إعجاب معاصريه ومن جاء بعدهم وثقتهم وكان معدودا في كبار الأئمة والفقهاء وفحول الحفاظ والمحدثين ورواة الحديث وقال عنه الإمام والفقيه وعالم الحديث الشريف والجرح والتعديل أبو يعلي الخليل بن عبد الله الخليلي المتوفي عام 446 هجرية الموافق عام 1054م إن الإمام إبن ماجة عالم ثقة كبير متفق عليه محتج به له معرفة وحفظ للحديث حيث كان عالما بهذا الشأن وصاحب تصانيف منها التاريخ والسنن وإرتحل من أجل ذلك إلى الشام والعراق ومصر وغيرها من البلاد وقال عنه المؤرخ والقاضي والأديب شمس الدين إبن خلكان المتوفي عام 681 هجرية الموافق عام 1282م إنه كان إماما في الحديث النبوى الشريف عارفا بعلومه وأسراره وجميع ما يتعلق به وقال الإمام والمؤرخ شمس الدين الذهبي المتوفي عام 748 هجرية الموافق عام 1347م عنه كان الإمام إبن ماجه حافظا ناقدا صادقا واسع العلم وقال أيضا عنه الإمام والفقيه الحافظ الشافعي والمحدث والمؤرخ الدمشقي محمد بن عبد الله أبي بكر المعروف بإسم ناصر الدين المتوفي عام 842 هجرية الموافق عام 1438م الإمام محمد بن يزيد بن ماجة أحد الأئمة الأعلام وصاحب السنن أحد كتب الحديث الستة الصحاح حافظ ثقة كبير . وقد أمضى الإمام إبن ماجة بقية عمره في بلدته ومسقط رأسه قزوين خادما للحديث النبوى الشريف معنيا بروايته وشرحه مقبلا على مريديه وتلاميذه حتى توفي رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وأسكنه فسيح جناته وجزاه خيرا عن أمته في يوم 22 من شهر رمضان عام 273 هجرية الموافق يوم 20 من شهر نوفمبر عام 886م عن عمر يناهز 62 عاما وصلى عليه أخوه أبو بكر وتولى دفنه ببلدته قزوين إبنه عبد الله وأخواه أبو بكر وعبد الله ورثاه الشاعر محمد بن الأسود القزويني بأبيات حزينة أولها لقد أوهى دعائم عرش علم وضعضع ركنه فقد إبن ماجة كما رثاه يحيى بن زكريا الطرائفي بقوله أيا قبر إبن ماجة غثت قطرا مساء بالغداة والعشي وأخيرا فقد كان للإمام إبن ماجة العديد من الأقوال المأثورة منها السعي للعلم واجب على كل مؤمن ومؤمنة وتخلوا عن الرغبة في هذا العالم وسيحبك الله تخل عن الرغبة في سلع الآخرين وسيحبك الناس ومن يوجه إلى الخير يكافأ مثل فاعل الخير ومنها أيضا نأكل معا وليس كل على حدة لأن البركة مرتبطة بالشركة وإن البذاءة في أى شئ يفسدها والتواضع في أى شئ يزينه وكان من أقوال الإمام إبن ماجة أيضا لا يوجد شئء مثل الزواج لإثنين يحب بعضهما البعض ولا يزن الزاني وإيمانه كامل ولا يسرق السارق وإيمانه كامل وجدير بالذكر أنه في عام 2000م قامت الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي بإنتاج مسلسل درامي تناول مسيرة الإمام إبن ماجة منذ مولده وحتي وفاته ودور الإمام إبن ماجة في تحصيل العلم ونبوغه في علم الحديث والتفسير وإنتقاله من بلد لأخر عبر رحلة إستغرقت 15 عاما فى سبيل تحصيل تلك الغاية وتوثيق ما جمعه من أحاديث نبوية شريفة كما يلقي المسلسل الضوء على الصراعات السياسية التي ظهرت في عصر الإمام إبن ماجة وذلك بعد عصر الخليفة العباسي السابع المأمون بن هارون الرشيد وأثر ذلك على الحياة الإجتماعية والثقافية وكان هذا المسلسل من إخراج مصطفي الشال ومن تأليف الكاتب عايد الرباط والذى إشتهر بتأليف المسلسلات الدينية المتميزة حيث قام أيضا بتأليف مسلسل عن الإمام أحمد بن شعيب النسائي ولعب دور الإمام إبن ماجة الفنان القدير حسن يوسف وشاركه البطولة الفنانون والفنانات الكبار عمر الحريرى وأحمد خليل والسيد راضي وإبراهيم خان ومفيد عاشور ونبيل نور الدين وعبد الغفار عودة وخالد جمال ومني عبد الغني ومادلين طبر .
 
 
الصور :