بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا"
الإمام أبو زكريا يحيى بن شرف الحزامي النووى الشافعي الدمشقي المشهور بإسم الإمام النووى هو محدث وفقيه ولغوى مسلم وأحد أبرز فُقهاء الشافعية إشتهر بكتبه وتصانيفه ومؤلفاته العديدة في الفقه والحديث واللغة والتراجم كرياض الصالحين والأربعين النووية ومنهاج الطالبين والروضة وهو يكني بإسم أبو زكريا وهذه الكنية لم تكن نتيجة أنه كان له ولد يسمى زكريا لأنه لم يتزوج في حياته قط وإنما كان ذلك من باب الكنية على طبيعة العرب المعروفة أنهم يكنون كل من كان إسمه يحيى بأبي زكريا نظرا إلى نبي الله يحيى وأبيه زكريا عليهما أفضل الصلاة والسلام كما تكني العرب من كان إسمه يوسف بأبي يعقوب وبخلاف كنيته فقد كان له العديد من الألقاب منها شيخ الإسلام وأستاذ المتأخرين وحجة الله على اللاحقين والداعي إلى سبيل السالفين وفضلا عن ذلك فقد لقب بمحيي الدين وكان يكره أن يلقب به تواضعا ولأن الدين حي ثابت دائم غير محتاج إلى من يحييه حتى يكون حجة قائمة على من أهمله أو نبذه كما يوصف الإمام النووي بأنه محرر المذهب الشافعي ومهذبه ومنقحه ومرتبه حيث إستقر العمل بين فقهاء الشافعية على ما يرجحه الإمام النووى وهو يلقب بشيخ الشافعية فإذا أُطلق لفظ الشيخين عند الشافعية أُريد بهما الإمام النووى والإمام والمحدث والمفسر والمؤرخ أبو القاسم الرافعي القزويني وقد حظيت ترجمة هذه الشخصية الإسلامية البارزة بعناية وإهتمام فعال من قبل الباحثين والمبدعين قديما وحديثا في مشارق الأرض ومغاربها لما غرس لنفسه من سمعة طيبة وذكر رفيع وعمل مشكور يفتقر إليه العالم قديما وحديثا لذلك لم يزل العلماء يرددون إسمه في إبداعاتهم الفنية وإنتاجاتهم العلمية فقد إستفاد منه معاصروه وأخذوا منه علوما كثيرة ونقل منه اللاحقون وألفوا كتبا قيمة وكان ميلاد الإمام النووى في نوى وهي قرية من قرى حوران في سوريا عام 631 هجرية الموافق عام 1234م ومنها إكتسب إسم النووى الذى عرف به وكان هذا هو المألوف في هذا الزمان حيث كان ينسب العلماء والفقهاء والأئمة للبلدة التي ولدوا بها وعاش في كنف أبيه ورعايته وكان أبوه شرف بن مرى يمتلك متجرا بنوى كفل له أن يعيش في دنياه مستور الحال مباركا له في رزقه فنشأ النووى في ستر وخير وبقي يتعيش من متجر أبيه مدة من الزمن وقد وصفه العالم والفقيه الشافعي علاء الدين بن العطار تلميذ الإمام النووى بقوله كان شرف بن مرى شيخا زاهدا ورعا وليا لله وقال عنه المؤرخ شمس الدين الذهبي وكان شيخا مباركا ولما مات الأب عام 685 هجرية الموافق عام 1286م صلي عليه صلاة الغائب وهذا يدل على شهرة صلاحه وكان قد عاش بعد وفاة إبنه تسع سنين وقد جاوز السبعين من عمره ومما يذكر عن الإمام النووى أنه وهو في سن السابعة من عمره أنه كان نائما ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المعظم إلي جوار والده فإنتبه نحو نصف الليل ويقول والده وأيقظني وقال يا أبتي ما هذا الضوء الذى قد ملأ الدار وإستيقظ أهل البيت جميعا فلم ير أحدنا شيئا ويقول والده فعرفت أنها ليلة القدر ولما بلغ النووى عشر سنين جعله أبوه في متجره فجعل لا يشتغل بالبيع والشراء عن تعلم القرآن الكريم وحفظه وفي هذه الفترة من حياته مر بقرية نوى الشيخ إمام أهل المغرب ياسين بن يوسف المراكشي فرأى النووى والصبيان يكرهونه على اللعب معهم وهو يهرب منهم ويبكي لإكراههم ويقرأ القرآن الكريم في تلك الحال ويقول الشيخ ياسين فوقع في قلبي محبته فأتيت الذى يقرئه القرآن الكريم فوصيته به وقلت له هذا الصبي يرجى أن يكون أعلم أهل زمانه وأزهدهم واعلاهم تقوى وورع وينتفع الناس به فقال لي أمنجم أنت فقلت لا وإنما أنطقني الله بذلك فذكر ذلك لوالده فحرص عليه إلى أن ختم حفظ القرآن الكريم وقد ناهز سن البلوغ .
وبعد ذلك مكث النووي في بلده نوى حتى بلغ الثامنة عشر من عمره ثم إرتحل إلى دمشق عام 649 هجرية الموافق عام 1251م مع أبيه من أجل إستكمال تحصيله العلمي في مدرسة دار الحديث وكانت دمشق آنذاك محج العلماء وطلبة العلم من أقطار العالم الإسلامي وما كان يرى أنه يمكن أن يستكمل عالم علمه ما لم يؤم إحدى عواصم العالم الإسلامي وكان قمر هذه العواصم حينئذ دمشق وكانت فراسة الشيخ المراكشي في النووى وظهور علامات النجابة عليه وإشتعال الرغبة فيه لطلب العلم فكان ذلك كل ما جعل أباه يصطحبه إلى دمشق ليأخذ العلم عن كبار علمائها حيث إنكب هناك على علمائها وفقهائها ينهل منهم وكان أول ما إهتم النووى به بعد أن بلغ دمشق أن يصل حبله بأحد العلماء يلازمه ويقرأ عليه ثم أن يجد له مأوى ويظهر أن أول ما قصده عند دخوله دمشق جامعها الكبير وكذلك كانت عادة الغرباء يؤمون قبل كل شئ المساجد ولقي النووى أول من لقي من العلماء خطيب الجامع الأموى وإمامه الشيخ جمال الدين عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي الربَعي الدمشقي وما أن إجتمع إليه حتى عرفه مقصده ورغبته في طلب العلم فأخذه وتوجه به إلى حلقة مفتي الشام الإمام والعالم والفقيه الشافعي عبد الرحمن بن إبراهيم الفزارى المعروف بإبن الفركاح حيث لازمه وتعلم منه وكان أول شيوخه وفي هذه الفترة التي أمضاها النووى عند شيخه إبن الفركاح يقرأ عليه لم يكن له موضع يأوى إليه كما يأوي أمثاله من طلبة العلم في المدارس الكثيرة المنتشرة في دمشق فسأل النووى شيخه إبن الفركاح موضعا يسكنه ولكن لم يكن بيد شيخه من المدارس سوى الصارمية وكانت لا بيوت لها فدله على الشيخ الكمال إسحاق بن أحمد المغربي بالمدرسة الرواحية وكانت ملاصقة للمسجد الأموى بدمشق القديمة فتوجه إليه ولازمه وإشتغل عليه ومنحه الشيخ الكمال في هذه المدرسة بيتا لطيفا عجيب الحال فسكنه وإستقر فيه وإستمر يسكنه حتى مات ويقول المؤرخ والإمام الشافعي عفيف الدين اليافعي وسمعت من غير واحد أنه إنما إختار النزول بها على غيرها لحلها إذ هي من بناء بعض التجار وكان قوته بها جراية المدرسة لا غير والجراية كانت عبارة عن خبز يوزع على الطلبة كل يوم بل كان يتصدق منها وبعد أن إستقر النووى في المدرسة الرواحية وإطمأنت نفسه في مسجده أقبل على طلب العلم بكل ما يعتلج بقلبه وعقله من شغف وجد وإستعداد ولقد كان ذلك منه مضرب المثل ومثار العجب وقال في ذلك وبقيت سنتين لم أضع جنبي على الأرض ويقول عنه المؤرخ شمس الدين الذهبي وضرب به المثل في إنكبابه على طلب العلم ليلا ونهارا وهجره النوم إلا عن غلبة وضبط أوقاته بلزوم الدرس أو الكتابة أو المطالعة أو التردد على الشيوخ وذكر الشيخ والإمام العالم قطب الدين اليونيني البعلبكي أنه كان لا يضيع له وقت في ليل ولا نهار إلا في وظيفة من الإشتغال بالعلم حتى إنه في ذهابه في الطريق وإيابه كان يشتغل في تكرار محفوظة أو مطالعة وإنه بقي على التحصيل على هذا الوجه ست سنين وحكى شيخ الإسلام وقاضي قضاة مصر والشام بدر الدين بن جماعة أنه سأله عن نومه فقال إذا غلبني النوم إستندت إلى الكتب لحظة وأنتبه ويقول النووى في مقدمة كتابه روضة الطالبين وعمدة المفتين إن الإشتغال بالعلم من أفضل القرب وأجل الطاعات وأهم أنواع الخير وآكد العبادات وأولى ما أنفقت فيه نفائس الأوقات وشمر في إدراكه والتمكن فيه أصحاب الأنفس الزكيات وبادر إلى الإهتمام به المسارعون إلى المكرمات وسارع إلى التحلي به مستبقو الخيرات وقد تظاهر على ما ذكرته جمل من آيات القرآن الكريمات والأحاديث الصحيحة النبوية المشهورات ولا ضرورة إلى الإطناب بذكرها هنا لكونها من الواضحات الجليات هذا وقد أثمر النووى في العلم من السنة الأولى فقد حفظ التنبيه للإمام والفقيه الشافعي أبي إسحاق الشيرازى في نحو أربعة أشهر ونصف ثم حفظ ربع العبادات من المهذب لأبي إسحاق الشيرازى أيضا في باقي السنة وعرض حفظه لكتاب التنبيه على محمد بن الحسين بن رزين قاضي القضاة بالديار المصرية وذلك عام 650 هجرية الموافق عام 1253م ثم إنه كان في أول طلبه للعلم يقرأ كل يوم إثني عشر درسا على المشايخ شرحا وتصحيحا درسين في الوسيط وثالثا في المهذب ودرسا في الجمع بين الصحيحين وخامسا في صحيح مسلم ودرسا في اللغة والنحو لأبي الفتح بن جني ودرسا في إصلاح المنطق للعالم اللغوى يوسف يعقوب إبن السكيت ودرسا في التصريف ودرسا في أصول الفقه تارة في اللغة والنحو لأبي إسحاق الشيرازى وتارة في المنتخب للإمام الفقيه والمفسر فخر الدين الرازى ودرسا في أسماء الرجال ودرسا في أصول الدين ويقول الإمام النووى وكنت أعلق جميع ما يتعلق بها من شرح مشكل وإيضاح عبارة وضبط لغة وبارك الله لي في وقتي وإشتغالي وأعانني عليه .
وفي عام 651 هجرية الموافق أواخر عام 1254م أدى الإمام النووى فريضة الحج مع أبيه ثم عاد مرة أخرى إلى دمشق ويقول الإمام النووى عن رحلة حجه فلما كانت سنة إحدى وخمسين وستمائة بعد الهجرة حججت مع والدى وكانت وقفة عرفات يوم جمعة وكان رحيلنا من دمشق في أول رجب فأقمت بمدينة رسول الله صلي الله عليه وسلم نحوا من شهر ونصف الشهر وقال تلميذه العالم والفقيه الشافعي علاء الدين بن العطار قال لي والده رحمه الله لما توجهنا من دمشق للرحيل أخذته الحمى فلم تفارقه إلى يوم عرفة لكنه لم يتأوه قط فلما قضينا المناسك ووصلنا إلى نوى ثم إلى دمشق صب الله عليه العلم صبا ولم يزل يشتغل بالعلم ويقتفي آثار شيخه المراكشي في العبادة من الصلاة وصيام الدهر والزهد والتقوى والورع وعدم إضاعة شئ من أوقاته إلى أن توفي رحمه الله وقال المؤرخ والمحدث والكاتب شمس الدين السخاوى وغيره إنه أدى فريضة الحج مرتين وفهموا ذلك من قول الفقيه والمفتي الكمال الدميري فقد قال إنه حج مرة أخرى ويستأنس أيضا من قول الإمام والمؤرخ إسماعيل بن كثير في تاريخه أنه حج في مدة إقامته بدمشق ولما رجع من حجة الإسلام لاحت عليه أمارات النجابة والنبوغ والفهم وتزود بمدد من الله في بيته الحرام وبركات من رسول الله صلي اله عليه وسلم وقد أخذ الإمام النووى الفقه الشافعي عن كبار علماء عصره وبفترة وجيزة حفظ الفقه وأتقنه وعرف قواعده وأصوله حتى عرف بذلك بين العامة والخاصة ولم يمض وقت كبير حتى كان علم عصره في حفظه للمذهب وإتقانه لأقوال علمائه وأعرفهم بعلم الخلاف وأحقهم بأن يكون محرر المذهب ويقول الفقيه الشافعي عبد الرحيم بن الحسن الإسنوي في طبقاته وهو أى الإمام النووى محرر المذهب ومهذبه ومنقحه ومرتبه سار في الآفاق ذكره وعلا في العالم محله وقدره صاحب التصانيف المشهورة المباركة النافعة ويقول الإمام والمؤرخ إسماعيل إبن كثير عنه شيخ المذهب وكبير الفقهاء في زمانه ويقول المؤرخ شمس الدين الذهبي كان رأسا في معرفة المذهب ويقول قاضي صفد الإمام والفقيه الشافعي الدمشقي محمد بن عبد الرحمن العثماني عن الإمام النووى هو شيخ الإسلام بركة الطائفة الشافعية محيي المذهب ومنقحه ومن إستقر العمل بين العلماء والأئمة والفقهاء فيه على ما يرجحه ويقول الإمام والفقيه والعالم المصرى أبو العباس شهاب الدين بن الهائم في مقدمة البحر العجاج شرح المنهاج الإمام العلامة الحافظ الفقيه النبيل محرر المذهب ومهذبه وضابطه ومرتبه ويقول تلميذه علاء الدين بن العطار كان حافظا للمذهب الشافعي وقواعده وأصوله وفروعه ومذاهب الصحابة والتابعين وإختلاف العلماء ووفاقهم وإجماعهم وما إشتهر من ذلك جميعه وما هجر سالكا في كلها طريقة السلف وكان الإمام النووى مع سعة علمه وقوة براهينه لا يرى الجدال ولا يحب أهله ويعرض عنهم ويقول شمس الدين الذهبي في سير أعلام النبلاء وكان من سعة علمه عديم النظير لا يرى الجدال ولا تعجبه المبالغة في البحث ويتأذى ممن يجادل ويعرض عنه وقال في موضع آخر كان لا يتعانى لغط الفقهاء وعياطهم أو غياظَهم في البحث بل يتكلم بتؤدة ووقار .
وفي مجال الحديث النبوى الشريف فقد تميز الإمام النووى عن غيره من المحدثين بأنه فقيه الأمة وقلما إجتمع لعالم تبحر في الفقه وإتقان لعلوم الحديث وفي هذا المجال يقول تلميذه علاء الدين بن العطار سمع الإمامين البخارى ومسلم وسنن الإمام أبي داود والإمام الترمذى وسمع الإمام النسائي بقراءته وموطأ الإمام مالك بن أنس ومسند الإمام الشافعي ومسند الإمام أحمد بن حنبل والإمام الدارمي وراوى الحديث أبي عوانة الأسفراييني والإمام الحافظ أبي يعلى الموصلي وسنن الإمام إبن ماجة والإمام الحافظ أبي الحسن الدارقطني والعالم والفقيه الشافعي أبي بكر البيهقي وشرح السنة للإمام الحافظ أبي محمد الحسين البغوى ومعالم التنزيل له في التفسير وكتاب الأنساب للعالم الحافظ والشاعر الزبير بن بكار والخطب النباتية ورسالة القشيرى للإمام والفقيه الحافظ والمحدث أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيرى الشافعي وعمل اليوم والليلة للعالم الإمام والفقيه وراوى الحديث أبي بكر أحمد بن السني وكتاب آداب السامع والراوى للمؤرخ والفقيه الخطيب البغدادى وأجزاء كثيرة غير ذلك ويقول تلميذه علاء الدين بن العطار نقلت ذلك جميعه من خط الشيخ رحمه الله وقد روى الإمام النووى أشهر هذه الكتب بالسند العالي إلى الأئمة المؤلفين وقد شهد له بالعلم في الحديث كثير من العلماء حيث يقول المؤرخ شمس الدين الذهبي وهو أى النووى سيد هذه الطبقة ويقول علاء الدين بن العطار حافظا لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم عارفا بأنواعه كلها من صحيحه وسقيمه وغريب ألفاظه وصحيح معانيه وإستنباط فقهه ويقول الذهبي أيضا مع ما هو عليه من المجاهدة بنفسه والعمل بدقائق الورع والمراقبة وتصفية النفس من الشوائب ومحقها من أغراضها كان حافظا للحديث وفنونه ورجاله وصحيحه وعليله رأساً في معرفة المذهب كما كان للإمام النووى تلاميذ كثر ويقول في ذلك إبن العطار وسمع منه خلق كثير من العلماء والحفاظ والصدور الرؤساء وتخرج به خلق كثير من الفقهاء وسار علمه وفتاويه في الآفاق ووقع على دينه وعلمه وزهده وورعه ومعرفته وكرامته الوفاق وقال الذهبي أيضا وحدث عنه الفقيه والمحدث الحنبلي محمد بن أبي الفتح والعالم والمحدث والفقيه الحافظ جمال الدين المزى وعلاء الدين بن العطار كما أخذ عنه الإمام والفقيه الشافعي المحدث أبو العباس أحمد بن فرح الإشبيلي وكان له ميعاد عليه يوم الثلاثاء والسبت شرح في أحدهما صحيح البخارى وفي الآخر صحيح مسلم ومنهم أيضا الإمام وشيخ الحنفية الرشيد إسماعيل بن المعلم الحنفي والإمام والفقيه المحدث أبو عبد الله محمد بن أبي الفتح الحنبلي والإمام والفقيه أبو الفضل يوسف بن محمد بن عبد الله المصرى ثم العالم والإمام وقاضي القضاة والفقيه الشافعي محمد بن عبد الرحمن الدمشقي وغيرهم الكثير .
وفي مجال العقيدة فقد كان الإمام النووى كغالبية علماء الشافعية يعتقد بعقيدة الأشاعرة من أهل السنة والجماعة إذ أن كتابه شرح صحيح مسلم فيه الكثير من العقائد على أصول أهل السنة الأشاعرة نسبة إلى إمامها ومؤسسها أبي الحسن الأشعرى الذى ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل أبي موسى الأشعرى وهي مدرسة إسلامية سنية تبع منهجها في العقيدة عدد من العلماء والأئمة الفقهاء أمثال حجة الإسلام أبي حامد الغزالي والقاضي الملقب بشيخ السنة أبي بكر الباقلاني البصرى وإمام الحرمين والفقيه ابي المعالي عبد الملك الجويني والإمام والفقيه والمحدث أحمد بن الحسين المعروف بإسم البيهقي الخراساني والإمام والفقيه الفخر الرازى الطبرستاني وإمام الصوفية العالم والفقيه والمفسر أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيرى والإمام والفقيه والعالم والإمام والفقيه والمؤرخ جلال الدين السيوطي والإمام والفقيه الملقب بسلطان العلماء وشيخ الإسلام العز بن عبد السلام والإمام والفقيه الحافظ والمفسر تقي الدين السبكي والإمام الحافظ أبي القاسم علي إبن عساكر وغيرهم ويعتبر أتباع هذه المدرسة أنفسهم منهجا بين دعاة العقل المطلق وبين الجامدين عند حدود النص وظاهره وعلي الرغم من أنهم قدموا النص على العقل إلا أنهم جعلوا العقل مدخلا في فهم النص كما أشارت إليه الآيات الكثيرة التي حثت على التفكير والتدبر وهم لا يخالفون إجماع الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد ولا يكفرون أحدا من أهل القبلة وقد صرح الإمامان اليافعي وتاج الدين السبكي أن الإمام النووى كان أشعرى العقيدة وقال الذهبي في تاريخ الإسلام وكان مذهبه في الصفات السمعية السكوت وإمرارها كما جاءت وربما تأول قليلا في شرح مسلم فتعقبه الفقيه الشافعي شمس الدين السخاوى فقال كذا قال والتأويل كثير في كلامه ثم قال الذهبي بعد ذلك والنووى رجل أشعرى العقيدة معروف بذلك يبدع من خالفه ويبالغ في التغليظ عليه وللإمام النووى مؤلف في التوحيد وهي رسالة سماها المقاصد بين من خلالها سبعة مقاصد وخاتمة المقصد الأول في بيان عقائد الإسلام وأصول الأحكام ومما ذكر فيه قوله أول واجب على المكلف معرفة الله تعالى وهي أن تؤمن بأن الله تعالى موجود ليس بمعدوم قديم ليس بحادث باق لا يطرأ عليه العدم مخالف للحوادث لا شئ يماثله قائم بنفسه لا يحتاج إلى محل ولا مخصص واحد لا مشارك له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله له القدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام فهو القادر المريد العالم الحي السميع البصير المتكلم أرسل بفضله الرسل وتولاهم بعصمته إياهم عما لا يليق بهم فهم معصومون من الصغائر والكبائر قبل النبوة وبعدها منزهون عن كل منفر طبعا كالجذام والعمى يأكلون ويشربون وينكحون وهم أفضل الخلق على الإطلاق أو تفصيل في الملائكة وأعلى الكل مَن ختم الله به النبوة ونسخ بشرعه الشرائع نبينا محمد صلي الله عليه وسلم وأصحابه خير القرون وأفضلهم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ونؤمن بجميع ما أُخبرنا به على لسان نبينا محمد صلي الله عليه وسلم كالملائكة والكتب السماوية والسؤال والبعث والحشر وهول الموقف وأخذ الصحف والوزن والميزان والصراط والشفاعة والجنة والنار وكل ما علم من الدين بالضرورة فالإيمان به واجب والجاحد له كافر ومن حيث اللغة فقد كان الإمام النووى إماما في اللغة العربية ويدل كتاباه تحرير التنبيه وتهذيب الأسماء واللغات على تمكنه من علم اللغة تمكنا قل نظيره في نظرائه في عصره ويقول في ذلك الكاتب إبن قاضي شهبة في كتابه طبقات النحاة واللغويين كان النووى الفقيه الحافظ اللغوى شيخ الإسلام صاحب التصانيف المشهورة إماما في اللغة والنحو قرأ ذلك على الإمام الأندلسي جمال الدين بن مالك ونقل عنه في تصانيفه وصنف تهذيب الأسماء واللغات وتركه مسودة وهو يدل على تبحره في علم اللغة وكذلك كتابه التحرير على كتاب التنبيه فذكرته بسبب ذلك .
وكان للإمام النووي العديد من المؤلفات والمصنفات كان من أشهرها شرح صحيح مسلم والذى بحث النووى من خلاله السند واللغة وتسمية ما يجهل إسمه وشرح المعنى وما يستنبط من الحديث ومن قال بظاهر الحديث ومن خالف وما حجته مع فوائد كثيرة أخرى وكان منها أيضا كتاب الروضة أو روضة الطالبين وهو من الكتب الكبيرة المعتمدة في المذهب الشافعي وقد أخذه الإمام النووى عن كتاب الإمام والفقيه أبي القاسم الرافعي الشرح الكبير وقد أثنى عليه الأئمة وعلاوة علي هذين الكتابين كان أيضا من مؤلفات النووى كتاب رياض الصالحين والذى لم يبلغ كتاب من كتب الحديث والوعظ من الإنتشار والثقة ما بلغه هذا الكتاب وقام بشرحه العلامة محمد بن علي الصديقي الشافعي في كتاب دليل الفالحين لطريق رياض الصالحين ويضم هذا الكتاب عدد 1903 حديث مروية مكتفيا بالمتن بدون ذكر السند مبتدئا بالصحابي وبالتابعي نادرا وينقل أقوال الرسول محمد صلي الله عليه وسلم وأفعاله كما يرويها الصحابة وفي حالات قليلة ينقل بعض أقوال الصحابة وأفعالهم متأسيين بالرسول محمد أو مجتهدين بهديه وقال النووى عن هذا الكتاب لقد رأيت أن أجمع مختصرا من الأحاديث الصحيحة وألتزم فيه ألا أذكر إلا حديثا صحيحا من الواضحات مضافًا إلى الكتب الصحيحة المشهورات وقد حققه عدد من المعاصرين فضعفوا بعض أحاديث الرياض منهم الفقيه المعاصر ناصر الدين الألباني وحكموا على نسبة 3% من الكتاب بالضعف ومع ذلك فإن هذه النتيجة تفيد أنه بلغ درجة عالية من الصحة وقد وزع النووى الأحاديث في 19 كتابا عدا المقدمات ويضم كل كتاب عدة أبواب يختلف عددها بإختلاف موضوعها والأبواب مرقمة بالعدد المتسلسل من أول الكتاب إلى نهايته ويبلغ مجموعها 372 بابا وهي مقسمة على الكتب المشار إليها وبخلاف الكتب المذكورة للنووى يأتي كتاب المنهاج وهو من أكثر كتبه تداولا وقد أخذه من كتاب المحرر للرافعي وله فيه تصحيحات وإختيارات وكتاب الأذكار والذى ذكر فيه عمل اليوم والليلة وزاد عليها أذكار المناسبات مع كثير من الأحكام المتناسبة مع الذكر وكتاب التبيان وكتاب تحرير التنبيه وكتاب تصحيح التنبيه وكتاب الإيضاح في المناسك وكتاب الإرشاد وكتاب التقريب وكتاب الأربعين النووية وكتاب بستان العارفين وكتاب مناقب الشافعي وكتاب مختصر أسد الغابة وكتاب الفتاوى وكتاب أدب المفتي والمستفتي وكتاب دقائق المنهاج وكتاب مختصر آداب الإستسقاء وكتاب رؤوس المسائل وكتاب تحفة طلاب الفضائل وكتاب مسألة تخميس الغنائم وكتاب الترخيص في الإكرام والقيام وكتاب مختصر التذنيب وكتاب مسألة نية الإغتراف وكتاب التقريب والتيسير .
ومما يذكر عن الإمام النووى أنه قد خطر له الإشتغال بعلم الطب وبالفعل فقد إشترى كتاب القانون لإبن سينا وهو موسوعة طبية تنقسم إلى خمس مجلدات وكان قد صدر عام 1020م وهو يعتبر من المؤلفات المؤثرة والمعتمدة في مجال الطب في العالم حيث إعتمد كمرجع أساسي لتدريس الطب في الكثير من الجامعات حتى القرن الثامن عشر الميلادى وعزم النووى بالفعل على الإشتغال بالطب ويقول عن ذلك إنه قد أظلم عليه قلبه وبقي أياما لا يقدر على الإشتغال بشئ ففكر في أمره من أين دخل عليه هذا الداخل فألهمه الله أن خاطر الإشتغال بالطب هو سببه فباع في الحال الكتاب المذكور وأخرج من بيته كل ما يتعلق بعلم الطب فإستنار قلبه ورجع إلي حاله وعاد لما كان عليه أولا ومما يذكر أيضا عن الإمام النووى أنه ترأس دار الحديث الأشرفية والتي تعد أشهر دار في بلاد الشام لعلم الحديث وكانت قد تأسست في عهد الملك الأيوبي الأشرف مظفر الدين موسى بن محمد العادل في ليلة النصف من شهر شعبان عام 630 هجرية وجعل شيخها تقي الدين بن الصلاح ووقف عليها الملك الأشرف الأوقاف وجعل بها نعل النبي محمد صلي الله عليه وسلم وكان من شرط واقفها في الشيخ أنه إذا إجتمع من فيه الرواية ومن فيه الدراية قدم من فيه الرواية ومن إجتمع فيه الرواية والدراية أولى بمشيختها ممن فيه إحداهما والمتعارف عليه ألا يلي مشيختها إلا عظيم وقته بالعلم وخصوصا علمَ الحديث ومن لقب بشيخ دار الحديث فقد نال في العلم أجل الألقاب والظاهر أن الإمام النووى لم يطلب رئاسة دار الحديث بل دفعها عنه ولم يقبلها إلا بعد جهد ويدل على ذلك ما كتبه في رسالة للمؤرخ محب الدين بن النجار حين هدده هذا بإقالته منها قال فيها أو ما علمتَ لو أنصفتَ كيف كان بداية أمرها أو ما كنت حاضرا مشاهدا أخذى لها ويقول قطب الدين اليونيني ونشر بها أى النووى علما جما وأفاد الطلبة وقال والذى أظهره وقدمه على أقرانه ومن هو أفقه منه كثرة زهده في الدنيا وعظم ديانته وورعه وليس فيمن إشتغل عليه من يلتحق به وقرئ عليه صحيحا البخارى ومسلم بدار الحديث الأشرفية سماعا وبحثا وقرئ عليه الرسالة للقشيرى وصفة الصفوة وكتاب الحجة على تارك المحجة للفقيه المحدث أبي الفتح نصر المقدسي بحثا وسماعا ويقول تلميذه إبن العطار وحضرت معظم ذلك وعلقت عنه أشياء في ذلك وغيره فرحمه الله ورضي عنه وقال تاج الدين السبكي قال والدى إنه ما دخلها أى دار الحديث الأشرفية أحفظ من المزى ولا أورع من النووى وإبن الصلاح وقال تاج الدين السبكي أيضا ودرس أى النووى بدار الحديث الأشرفية وغيرها ولم يتقاضي فلسا واحدا .
وعن وصف الإمام النووى فقد قال شمس الدين الذهبي في ذلك كان الإمام النووى أسمر كث اللحية ليس بالقصير ولا بالطويل مهيبا قليل الضحك عديم اللعب بل جدا صرفا ووصفه الذهبي أيضا بأن لحيته كانت سوداء فيها شعرات بيض وكان عليه هيبة وسكينة وقال الفقيه جمال الدين الإسنوي كان في لحيته شعرات بيض وعليه سكينة ووقار في البحث مع الفقهاء وكانت ملابسه بسيطة غاية البساطة وكانت أمه ترسل له القميص ونحوه ليلبسه فقد كان النووى خشن العيش وكان يقنع بالقوت القليل تاركا للشهوات صاحب عبادة وخوف وكان لا يأكل في اليوم والليلة إلا أكلة واحدة وقوته من قبل والده يجرى عليه في الشهر الشئ الطفيف وكان لا يشرب إلا مرة بالسحر وإذا شرب فلا يشرب الماء المبرد وبإختصار فقد ترك جميع ملذات الدنيا من المأكول إلا ما يأتيه به أبوه من كعك يابس وتين حوراني وترك الفواكه جميعها وقال تلميذه علاء الدين بن العطار ورأيت رجلا من أصحابه قشر خيارة ليطعمه إياها فإمتنع عن أكلها وقال أخشى أن ترطب جسمي وتجلب النوم وقال السخاوى ونحوه عدم تعاطيه البلح على عادة الدمشقيين والمشهور أن الإمام النووى لم يتزوج قط وعرف عن الإمام النووي أيضا أنه كان يقول الحق وإن كان مرا ولا يخاف في الله لومة لائم وكان لا يبالي الإهانة والموت ولا يكبر عندَه أحد عن النصيحة حتى العلماء والأمراء والملوك وكان من أشهر قضاياه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقوفه في وجه الملك الظاهر بيبرس البندقداري في قضية الحوطة على الغوطة ويقول القطب اليونيني في ذلك إنه واقف الظاهر غير مرة بدار العدل بسبب الحوطة على بساتين دمشق وغير ذلك وقال إبن كثير إنه قام على الظاهر في دار العدل في قضية الغوطة لما أرادوا وضع الأملاك على بساتينها فرد عليهم ذلك ووقى الله شرها بعد أن غضب السلطان وأراد البطش به ثم بعد ذلك أحبه وعظمه حتى كان يقول أنا أفزع منه وعندما خرج الظاهر بيبرس لقتال التتار بالشام طلب فتاوى العلماء بأنه يجوز أخذ مال من الرعية ليستنصر به على قتال العدو فكتب له فقهاء الشام بذلك وقتل خلقا كثيرا من العلماء بسبب إفتائهم له بعدم الجواز فقال هل بقي أحد فقالوا نعم بقي الإمام النووى فطلبه فقال إكتب خطك مع الفقهاء فإمتنع وقال لا فقال له ما سبب إمتناعك فقال أنا أعرف أنك كنت في الرق للأمير بندقدار وليس لك مال ثم من الله عليك وجعلك ملكا وسمعت أن عندك ألف مملوك كلهم عنده حياصة من ذهب وعندك مائتي جارية لكل جارية حق من الحلي فإذا أنفقت ذلك كله وبقيت مماليكك بالبنود الصوف بدلا عن الحياصات الذهب وبقيت الجوارى بثيابهن دون الحلي ولم يبق في بيت المال شئ من نقد أو متاع أو أرض أفتيتك بأخذ المال من الرعية وإنما يستعان على الجهاد وغيره بالإفتقار إلى الله تعالى وإتباع آثار نبيه محمد صلي الله عليه وسلم فغضب السلطان من كلامه وقال إخرج من بلدى يعني دمشق فقال السمع والطاعة وخرج إلى بلدته ومسقط رأسه نوى فقيل للملك ما سبب عدم قتلك له فقال كلما أردت قتله أرى على عاتقه سبعين يريدان إفتراسي فأمتنع عن ذلك أى إن خوفه منه كان بهذه المثابة وكثيرا ما صرح أنه يخافه ولما رأى الإمام النووى أن المواجهة لم تجد نفعا عمد إلى الكتابة إليه بأسلوب فيه ترغيب وترهيب فكتب إليه ووقع معه بعض العلماء فغضب السلطان الظاهر بيبرس من هذه الجرأة عليه وأمر بقطع رواتبه وعزله عن مناصبه فقالوا له إنه ليس للشيخ راتب وليس له منصب ولما رأى الإمام النووى أن الكتاب لم يفده مشى بنفسه إلى السلطان وقابله وكلمه كلاما شديدا فأراد السلطان أن يبطش به فصرف الله تعالى قلبه عن ذلك وحمى الإمام وأبطل السلطان أمر الحوطة وخلَّص الله تعالى الناس من شرها على قول المؤرخين المسلمين .
وقد أقام الإمام النووى في دمشق نحوا من ثماني وعشرين عاما وحين قدمها لم يترك الإقامة بها كل هذه المدة إلا لأداء فريضة الحج أو زيارة قبر الإمام الشافعي بمصر أو بلدته نوى لزيارة أهله بها وكل هذه الفترة أقام في بيته الصغير في المدرسة الرواحية بدمشق يتعلم ويعلم ويؤلف الكتب إلى أن وافته المنية والتي كانت ببلدته نوى في الثلث الأخير من ليلة الأربعاء 25 رجب عام 676 هجرية الموافق يوم 22 ديسمبر عام 1277م عن عمر يناهز 45 عاما ويقول العالم والفقيه والقاضي تاج الدين السبكي لما مات الإمام النووى بنوى إرتجت دمشق وما حولها بالبكاء وتأسف عليه المسلمون أسفا شديدا وحزنوا عليه حزنا شديدا وأحيوا ليالي كثيرة لرثائه وقال تلميذه إبن العطار عن وفاته إنه قد خرج من دمشق وسار إلى نوى وزار مقبرة شيوخه فدعا لهم وبكى وزار أصحابه الأحياء وودعهم وزار والده وزار مدينتي القدس والخليل بفلسطين ثم عاد إلى نوى ومرض عقب زيارته لها في بيت والده فبلغني مرضه فذهبت من دمشق لعيادته ففرح رحمه الله بذلك ثم قال لي إرجع إلى أهلك وودعته وقد أشرف على العافية يوم السبت العشرين من شهر رجب عام 676 هجرية ثم توفي في ليلة الأربعاء الخامس والعشرين من شهر رجب ودفن في قريته نوى وقبره ظاهر يزار ويضيف إبن العطار وبينما أنا نائم تلك الليلة إذا مناد ينادى على سدة جامع دمشق الصلاة الصلاة فصاح الناس لذلك النداء فإستيقظت فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون وجاء الخبر بموت الإمام النووى رحمه الله فنودى يوم الجمعة عقب الصلاة بموته وصلي عليه بجامع دمشق صلاة الغائب وتأسف المسلمون عليه تأسفا بليغا الخاص والعام والمادح والذام ومما أثر من خبره أنه لما دنا أجله واحس بقرب منيته رد الكتب المستعارة عنده من الأوقاف جميعها وقال قطب الدين اليونيني ولما وصل الخبر بوفاته لدمشق توجه قاضي القضاة عز الدين محمد بن الصائغ وجماعة من أصحابه إلى نوى للصلاة على قبره قال وكان الإمام النووى يسأل أن يموت بأرض فلسطين فرحمه الله رحمةً واسعة وغفر له وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وأسكنه فسيح جناته .
|