بقلم الدكتورة / إيمان بنت محمد بن علي بن عبدالله بن قاسم آل ثاني
يمثل عهد الشيخ عبدالله بن قاسم بن محمد بن ثاني (1913-1949) حلقة مهمة من حلقات تاريخ قطر السياسي والإقتصادي والإجتماعي والإداري المعاصر، فقد شهدت تلك الفترة متغيرات إقليمية في منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية بشكل عام، وتحولات كبرى في مجريات السياسة القطرية، وتنامي مركز قطر الدولي الذي أخذ يتبلور نتيجة لعدة متغيرات، أفرزها الإنحسار الفعلي للحضور العثماني في الخليج بموجب الإتفاق البريطاني-العثماني في عام 1913، والذي أفرز بدوره التأكيد على شخصية قطر السياسية المستقلة.
وتشتمل هذه الدراسة على مقدمة وتمهيد وخمسة فصول وخاتمة وملحق وثائقي وقائمة بالمصادر والمراجع وفهرس بالموضوعات.
تدور المقدمة حول مـدخل لموضـوع دور الثروة والنفـط في تطــور قطــر في عهــد الشيخ عبدالله بن قاســم آل ثاني 1913-1949، بالإضافة إلى دراسة تحليلية للمصادر والمراجع التي استعنت بها في هذه الكتاب، وذكر المنهج التاريخي الذي اعتمدت عليه في مناقشة وعرض كل ما يتعلق بموضوع الكتاب، وأسباب إختيار الموضوع، والصعوبات التي واجهتني في العمل في هذه الدراسة.
أما التمهيد فقد تحدث بإيجاز عن الموقع الجغرافي لقطر والتكوين الجيولوجي لها، وأهم الظواهر الطبيعية والمناخية لقطر، ثم التاريخ القديم والإسلامي والحديث والمعاصر لشبه جزيرة قطر، وظهور آل ثاني وكيفية تسلمهم الحكم.
يتضمن الفصل الأول تولي الشيخ عبدالله بن قاسم آل ثاني الحكم 1913م، وقد درست نشأة وتربية الشيخ عبدالله بن قاسم آل ثاني وتهيئته للحكم، وسياسته في إدارة أمور إمارة قطر، ومواجهته لتحديات الإدارة العثمانية وسوء تصرفها، ثم العلاقات القطرية البريطانية، وتوقيع اتفاقية عام 1916 بينهما وأهميتها ونتائجها، وكذلك توقيع اتفاقية مع شركة البترول الإنجليزية الفارسية للتنقيب عن البترول 1932م، بالإضافة إلى نداء المقيم البريطاني في الخليج حكومة الهند البريطانية تأييد الشيخ عبدالله بن قاسم آل ثاني، كما شمل الحديث في هذا الفصـل موضـوع تنازل الشيـخ عبدالله بن قاسـم آل ثاني لولي عهده الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني في 20 أغسطس/آب 1948م.
ويتناول الفصل الثاني دور الثروة النفطية في التطور الإقتصادي في قطر، حيث ناقش تدهور الحياة الإقتصادية بسبب تدهور صناعة الغوص وبداية إنهيار أسواق اللؤلؤ وكساد تجارته قبل إكتشاف النفط، وتدهور الحياة الإقتصادية بسبب توقف عمليات التنقيب عن البترول إبان الحرب العالمية الثانية، ثم تدفق الأموال على قطر مع تزايد تدفق النفط وتصديره بكميات كبيرة، وبداية إنشاء المشاريع والمؤسسات الإقتصادية(تجارية وصناعية وزراعية)، وظهور معالم النهضة في قطر، ونمو المدن بعد إنتهاء الحرب.
ويتحدث الفصل الثالث عن دور الثروة النفطية في التطور الإجتماعي في قطر، ورصد بداية تحول المجتمع القطري من مجتمع قبلي يعتمد على الغوص إلى مجتمع متطور، وبناء المؤسسات الإجتماعية لمساعدة الشعب القطري(دور العجزة والأيتام)، وتغيير نمط الحياة الإنتقال من العيش بالخيمة في الصحراء إلى المدينة، وتقديم المساعدات العائلة لمن يرغب في الزواج، ومساعدات للعائلات المتعففة.
أما الفصل الرابع فقد تناول دور الثروة النفطية في التطور التربوي في قطر، وإنتهاج سياسة تربوية ومحو الأمية، والتشجيع على بناء الروضات والمدارس، وتعميم التعليم على جميع فئات الشعب بما فيهم الكبار، وأنشاء النوادي والمراكز والمؤسسات الثقافية، وتعميم الندوات والمحاضرات.
ويتعرض الفصل الخامس لمجمل الحديث عن دور الثروة النفطية في التطور السياسي والإداري في قطر، وتوظيف الثروة النفطية في أجهزة الدولة، مثل الإنفتاح سياسياً على إمارات الخليج، وعلاقة قطر ببريطانيا والدول الأوروبية ، وعلاقة قطر بالولايات المتحدة الأمريكية ، وقطر ومنظمة أوبك العالمية.
وتشتمل الخاتمة على أهم النتائج التي توصلت إليها من الدراسة، ثم قائمة المصادر والمراجع، وتحتوي على أهم المصادر التاريخية من وثائق وحجج وقف، ومخطوطات عربية غير منشورة، وأخرى منشورة ، ومراجع متخصصة ومجلات ودوريات وتقارير بعثات أجنبية ورسائل علمية ومعاجم وموسوعات وخرائط ومراجع أجنبية، بالإضافة إلى ملحق وثائقي يضم مجموعة متنوعة من الوثائق التي استعنت بها في هذه الدراسة.
يسعدني أن أتقدم بجزيل شكري وعظيم امتناني إلى كل من حاول أن يقدم أو قدم ليّ المساعدة العلمية لإنجاز هذا الكتاب، وأتمنى من الله العلى القدير أن يجزي الجميع كل خير وسلام.
والله ولي التوفيق
|