كتب دكتور/ عمرو محمد الشحات
وزارة السياحة والاثار
تزوج السلطان المنصور قلاوون بعد توليه الحكم بسنين من " أشلون خوند " وهى أميرة مغولية كانت تعيش مع والدها، وقدما إلى مصر هرباً من غضب سلطان المغول عليهم، وعند مجيئهم لمصر كان أبوها يصطحب أسرته جميعاً ومن بينها فتاة فائقة الجمال تقرب فى السن من ابنته " أشلون " وتدعى جلشانه وعرفت فيما بعد باسم الست مسكه،
وقد كان للست مسكه مكانه كبيرة عند الناصر محمد فكانت العون له فى الشدائد التى مرت به، وقد أظهرت حزما وشدة فى تربية الناصر محمد واستطاعت بفضل ذكائها وحنكتها أن تأخذ له البيعة من الأمراء وأصبح سلطاناً على مصر، وظهر حبها له فى المرات الثلاث التى خلع فيها وما فعلته لإعادته للعرش، وقد أوكل إليها الناصر محمد أمور نسائه وعندما تقدمت الست مسكه فى السن أصبحت قهرمانة القصر، يأخذ برأيها فى الأعراس السلطانية والمهمات الجليلة.
استطاعت الست مسكه أن تجمع ثروة كبيرة من الأموال والهدايا التى كانت يقدمها لها السلطان أو حاشيته للتقرب من السلطان وقضاء احتياجاتهم، وكانت كريمة خيرة، وقد وهبت الكثير من الأموال للفقراء وأعمال لبر والصدقة، وكانت نافذة الكلمة فى القصر وقد تحكمت تحكماً كبيراً، حجت مرة فضرب بها المثل بما فعلته من صدقات وخير وأنشأت جامعاً بظاهر القاهرة
كان للست مسكه حظوة ومكانة جليلة عند السلطان وقد حفظت له الود فى أبنائه وأحفاد فريبتها " الملكة أشمون "، عندما أراد المماليك خلع السلطان حسن، وأخذوه من بين حريمه فصرخوا صراخاً عظيماً وصرخت الست مسكه، وأصرت على ملازمته فى سجنه، وانتهى الأمر بها إلى أن ماتت فى السجن |
