الجمعة, 18 أبريل 2025

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

العمال في مصر القديمة

العمال في مصر القديمة
عدد : 04-2023
بقلم / محمود فرحات

مع حلول أول أيام شهر مايو من كل عام يحتفل العالم بعيد العمال، نهنئ عمال مصر والعالم بعيدهم وأسمحولي اصحبكم في جولة عبر الزمن حيث نعود بكم للماضي، لنتعرف على حال العامل المصري في هذا الزمن البعيد، وقد اخترنا لكم مدينة العمال بمنطقة دير المدينة بالأقصر، حيث نجد هناك أمهر حرفيين وعمال في مصر القديمة في فترة تعد من أزهى العصور.. سكن تلك البقعة قاطعي الاحجار الذين حفروا أعظم مقابر في التاريخ، والنقاشين والرسامين الذين نقشوا ورسموا أروع المناظر فتحدوا بألوانهم الزمن..

تشير المصادر الأثرية إلى أن عدد سكان مدينة العمال بلغ ما يقرب من 400 أسرة حوالي 5 آلاف نسمه.. وتطالعنا النصوص بكثير من الاسرار حول العمال وأحوالهم في مصر القديمة، والتي نعرف منها أن مصر كان بها نظام إداري يحترم العمال وحقوقهم، سبق هذا النظام الدنيا بأثرها قبل إختراع قوانين العمل

فمثلاً نعرف من الوثائق أن العمال في مصر القديمة كانوا يعملون عدد ساعات محدد (حد أقصى ثماني ساعات) يوميا ونادراً ما وجدنا عمال يعملون فوق هذا العدد من الساعات، كما كان للعامل فترة من الراحة أثناء العمل، وكذلك نعرف من الوثائق أن العمال لم يكونوا يجبرون على أداء أعمال قاسية أو غير مرغوب فيها..

وكان يوجد بمكان العمل سجل يدون فيه الحضور والإنصراف لكل العمال الموجودين بمقرالعمل، وكان من حق كل عامل يومين أجازة في الإسبوع ليقضيها العامل مع أهله، هذا بالإضافة للعديد من أيام الاجازات التي تُمنح بمناسبة الإحتفالات الدينية أو الأيام الوطنية، حيث بلغ إجمالي أيام الاجازات حوالي 42 يوم في العام..

كان للعامل أن يتغيب عن العمل بعذر مقبول يبلغ به رئيسه في العمل (الاجازات العارضة في زماننا) ومن أمثال تلك الحالات المرض، مرافقة احد أقاربه المرضى، القيام باصلاحات منزلية، الإحتفال بعيد ميلاده، ميلاد احد ابنائة، زيارة مقبرة أحد والديه، او الخدمة في المعبد.. كما لدينا ما يفيد أن رئيس العمل منح أحد العمال اجازة طويلة للبقاء برفقة زوجته عقب ولادتها..

كان للعامل في مصر القديمة الحق في الإضراب عن العمل إن لم يتحصل على أجرة الشهري في الموعد المحدد، ويرصد لنا التاريخ أول إضراب عمالي في العالم والذي حدث في عهد الملك رعمسيس الثالث في عام حكمه الـ 29 حوالي عام 1152ق.م، حيث إستمر الإضراب لمدة 11 يوم.. فقد رفض العمال العمل وأعلنوا العصيان حتى تصرف لهم رواتبهم أولاً والتي تاخرت لمدة 18 يوم..

فقد رفع العمال شكواهم لرئيس العمال المدعو (نفر-حتب) وقد كان المسؤول عن متابعة مستحقات العمال وجاء فيها "نحن جوعى لقد مضت 18 يوما بدون طعام" فكتب (نفر-حتب) تقريرة ورفعة إلى الوزير (تو) وجاءت كلماته لتعبر عن العمال فقال: "إن العمال في بؤس شديد،وعلى حفة الموت جوعا"

يُذكر أن أوروبا لم تعرف كلمة إضراب عملياً إلا في عام 1768م عندما عمل بحارة في إنجلترا على شل حركة السفن في أحد الموانئ تعبيراً عن تأيدهم لمظاهرات إنطلقت في ذلك اليوم في شوارع لندن، كما أن أول دولة تضمن دستورها حق العمال في الإضراب عن العمل كانت المكسيك عام 1917م، وبذلك سبق المصريين القدماء الدنيا في إحتراماً لحق العامل في الإعتراض

ونظراً لعدم معرفة المصريين القدماء للعملة، فقد كان لكل عامل راتب شهري من الغلال والحبوب بحيث تكفيه واسرته طوال الشهر، كما عرف المصريون نظام (الأجر المتغير) فقد كان يمنح العمال حوافز نتيجة جهد زائد في العمل، وكذلك عرف المصريين (المكافآت التشجيعية) نتيجة للقيام بأعمال هامة وصعبة وكلها كانت سلع تموينية يحصل عليها العمال، وذلك كلة قبل إختراع القانون الاداري وحقوق العامل..

تلك لمحه من حياة العامل المصري في مصر القديمة.. ومازال للحديث بقيه، وكل عام وكل عمال مصر والعالم بخير،،