بقلم الخبير السياحى/ محمود كمال
كثيرا من الحذر والتفكير للدعاية السياحية المصرية من خلال أبواب عديدة سواء في الفن والرياضة والأزياء والموضة فكلها أبواب ثقافية واقتصادية في نفس الوقت ، ومما لافت للنظر هذا الحدث الفني لمغنى الراب الأمريكي ترافيس سكوت والذى سيطلق البومه الجديد الخامس تحت شعار UTOPIA "المدينة الفاضلة" ليأتي التحدي الأكبر حينما تعرف أن حفلات ترافيس سكوت عادة ما تنتهى بمأساة !! فمنذ سنتين حدث تدافع عنيف نحو المسرح الذى يغنى عليه المغنى الأمريكي ترافيس سكوت بدعوة منه للجمهور بالاقتراب الامر الذى اوقع حالات من الوفيات والاصابات في حفل مهرجان "استرووورلد" في ولاية هيوستن عام 2021 وإصابة نحو 300 شخص من بين الاف الحاضرين.
مصر تستضيف مغنى الراب الأمريكي يوم 28 يوليو الحالي أمام اهرامات الجيزة والسؤال الذى يطرح نفسه بقوة : هل تستطيع مصر أن تسيطر على إقامة هذا الحفل الذى أقل ما يوصف عنه أنه لا يتماشى مع اخلاقنا ولا قيمنا ولا ديننا لما له من سمعة سيئة ومخيفة لشكل البوابات المرعبة والمصممة على شكل فم ترافيس سكوت نفسه والنيران تحيط بها
الامر الثانى الذى يدعو الى ضرورة إلغاء هذه الحفل أنه يتردد أن ترافيس سكوت مناصر لحركة "الافروسينتريك" والتي تدعى أن الحضارة المصرية القديمة قد أقامها الأفارقة من أصحاب البشرة السوداء والتشكيك في أن أصحاب الحضارة المصرية هم أبناء المصريين القدماء ولك أن تتذكر أن مصر قد ألغت من قبل حفل للممثل الكوميدي "كيفن هارت" في 21
فبراير الماضي لنفس هذا السبب
ومن هنا وجب علينا الحذر الشديد فيما نوافق عليه أن يقدم على أرض مصر وخاصة في المناطق الاثرية
ولنتذكر سويا أن مؤسس "الحركة المركزية الافريقية" هو الناشط الأمريكي الافريقي الأصل "موليفى أسانتى" في فترة الثمانينيات وتحاول هذه الحركة نشر الوعى حول كيفية هيمنة الأوروبيين على حضارة الأفارقة عبر الاستعمار والعبودية
حقيقة لا نشك مطلقا في إمكانية مصر على التنظيم وإحكام الامر بكل حزم نحو عملية الدخول والخروج للحفل المزعوم إقامته يوم 28 يوليو الحالي ولكن تأتى المخاوف من تدافع الجماهير وخاصة صغار السن والشباب الامر الذى لن يستطيع أن يوقفه أحد حال حدوثه !!!
رسالتنا الدائمة للقائمين على السياحة المصرية أن يتوخوا الحذر! وعدم قبول حفلات من هذه النوعية! فالدعاية لها أساليب وطرق كثيرة يمكننا أن نختار افضلها الذى يتوافق مع قيم وعادات الشعب المصري ، والحرص أن لا نكون أداة تساعد كل من يعادينا باسم الفن الهابط الذى لا يخلو من الاسفاف الأخلاقي والسلوكي !!
لابد من وجود لجنة على أعلى مستوى تتكون من وزارة الثقافة والهيئة الوطنية للإعلام ووزارة السياحة ووزارة الشباب والرياضة وكليات الاعلام بالجامعات المصرية الاهلية والحكومية
الامر جد خطير ولا يستهان به ويؤخذ بمحمل الجدية، فقد أتت العولمة بمجموعة ضخمة من السلبيات أكثر بكثير من ايجابياتها
خلاصة القول : لا تجعلوا الحصول على المال يغمض أعينكم وعقولكم عن الهدف الاسمى وهو الحفاظ على الهوية المصرية من خلال اعمال جادة ثقافية وفنية نثق فيها وتكون البوابة الحقيقية لمعرفة أصل الحكاية بدلا من تعرضنا لمئات المنصات والموقع التي تطلق الكثير من المحتويات المغلوطة والتي تربك المتلقي وتجذبه جذبا نحو أهداف ضد المجتمع
أعيدوا قوة الاعلام والثقافة والفن!! أعيدوا القيم الى حياتنا من خلال برامج تشاركية بين المجتمع ومؤسسات الدولة
شيء عظيم أن نرى كم الرادارات في كل انحاء مصر والشيء الأعظم أن نرى الشوارع منضبطة وحضارية، لابد أن يتعود المواطن على السير على الرصيف وليس في الشارع!! ولابد أن يتعود أن المخالفة سوف تحرمه من ميزات ولابد من معالجة كافة المخالفات، شوارع نظيفة حضارية يطبق فيها النظام والقانون وتكون أفضل من شوارع هونج كونج فلنبدأ بشارع ثم اّخر الى أن نجعل كل المدن والقرى كما نحلم بها، إشارات ضوئية ذكية ، أماكن مرور المشاه ، إزالة إشغالات الأرصفة ولنبدأ بالمنشأّت الحكومية ثم ما حولها وسوف نصل الى شكل نهائي مرضى وسوف نعتاد الامر ليصبح سلوكا حضاريا في كل شيء وبدعم من كل مؤسسات الدولة ، مصر دائما تستحق أن تكون نظيفة بمعنى الكلمة |