الجمعة, 6 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

خولة بنت ثعلبة

خولة بنت ثعلبة
عدد : 07-2023
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com
موسوعة كنوز “أم الدنيا"

خولة بنت ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف صحابية جليلة من ربات الفصاحة والبلاغة والجمال وصاحبة النسب الرفيع زوجها هو الصحابي الجليل أوس بن الصامت رضي الله عنه الخزرجي الأنصارى وهو أيضا إبن عمها وكان لما أسلم آخى النبي محمد صلي الله عليه وسلم بينه وبين مرثد بن أبي مرثد الغنوى وشهد مع النبي محمد صلي الله عليه وسلم بدرا وأحدا والمشاهد كلها وهو أخو الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه الخزرجي الأنصارى وأنجبت خولة من زوجها إبنهما الربيع بن أوس بن الصامت وكانت زوجة محبة لزوجها رغم فارق السن الكبير بينهما ورغم ما عرف عنه من شدة الطباع وغلظة القلب إلا أنها كانت تحبه وتطيعه فى غير معصية .كانت نموذجا للزوجة المسلمة المؤمنة الصالحة البارة بزوجها تحسن إليه وتحنو عليه وتجود عليه بالكثير من مالها ولا تدخر وسعا فى إسعاده وإدخال السرور عليه .

والسيدة خولة بنت ثعلبة هي المرأة التي نزلت فيها الآيات الأولى من سورة المجادلة حيث تعرضت لمشكلة بينها وبين زوجها وإشتكت للرسول صلي الله عليه وسلم ونادت ربها اللهم إني أشكو إليك ما نزل بي فجاءها الرد من الله سبحانه وتعالي من فوق سبع سماوات حيث أنزل الله تعالى قوله في سورة المجادلة قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ .

ويتلخص هذا الأمر كما روته خولة بأنها كانت عند زوجها وكان شيخا كبيرا مسنا قد ساء خلقه فدخل عليها يوما فراجعته بشئ وإحتدم الخلاف بينهما فغضب زوجها وقال لها ذلك القسم الجاهلي أنت على كظهر أمى وتسترسل خولة قائلة ثم خرج فجلس فى نادى قومه ساعة ثم دخل على وهو يظن أن الأمر بيننا قد إنتهي فإذا هو يريدنى عن نفسى فقلت له كلا والذى نفس خولة بيده لا تخلص إلى وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه فواثبها فإمتنعت منه فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف وألقته عنها ثم خرجت إلى إحدى جاراتها فإستعارت منها ثيابا ثم خرجت حتى جاءت إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم وكيف لا تأتي إليه وهي تعيش في مدينته وعلي مقربة منه وبجواره فجلست بين يديه وذكرت له ما لقيته من زوجها وجعلت تشكو إليه ما تلقاه من سوء خلقه وكانت بذلك تريد أن تستفتيه وتجادله في الأمر وكان مما قالته يا رسول الله إن أوسا من قد عرفت أبو ولدى وإبن عمي وأحب الناس إلي وقد عرفت ما يصيبه من اللمم وعجز مقدرته وضعف قوته وعي لسانه وأحق من عاد عليه أنا بشئ إن وجدته وأحق من عاد علي بشئ إن وجده هو وقد قال كلمة والذى أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقا قال أنت علي كظهر أمي فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ما أراك إلا قد حرمت عليه والمرأة المؤمنة تعيد الكلام وتبين لرسول الله صلي الله عليه وسلم ما قد يصيبها وإبنها إذا إفترقت عن زوجها وفي كل مرة يقول لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أراك إلا قد حرمت عليه وأزاحت الصحابية الجليلة المؤمنة الصابرة نفسها وإتجهت نحو القبلة ورفعت يديها إلى السماء وفي قلبها حزن وأسى وفي عينيها دموع وحسرة قائلة اللهم إني أشكو إليك شدة وجدى وما شق علي من فراقه اللهم أنزل على لسان نبيك ما يكون فيه فرج وتقول السيدة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وهي تصف لنا حالة خولة فلقد بكيت وبكى من كان منها ومن أهل البيت رحمةً لها ورقة عليها عندما رأينها في هذه الحالة وهن لا يعلمن ماذا ألم بها وبعد ذلك قالت خولة فجعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول يا خويلة إبن عمك شيخ كبير فإتقي الله فيه فقالت فوالله ما برحت حتى نزل في أمرى قرآن يتلي إلي يوم القيامة حيث تغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه حين ينزل عليه الوحي ثم سرى عنه فقال لي يا خويلة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك قرآنا ثم قرأ علي قوله تعالي في أوائل سورة المجادلة * قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ * وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ * صدق الله العظيم .

وبعد أن قرأ الرسول صلي الله عليه وسلم ما نزل عليه من آيات قال للسيدة خولة مريه فليعتق رقبة فقالت والله يا رسول الله ما عنده ما يعتق فقال فليصم شهرين متتابعين فقالت والله يا رسول الله إنه شيخ كبير ما به من صيام فقال فليطعم ستين مسكينا وسقا من تمر فقالت والله يا رسول الله ما ذاك عنده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنا سنعينه بعرق من تمر فقالت وأنا يا رسول الله سأعينه بعرق آخر فقال قد أصبت وأحسنت فإذهبي فتصدقي عنه ثم إستوصي بإبن عمك خيرا وعند ذلك نهضت خولة رضي الله عنها لتعود إلى زوجها فوجدته جالسا بجوار باب منزلهما ينتظرها فقال لها يا خولة ما وراءكِ فقالت والفرحة على وجهها خيرا وشرحت له ما قال لها الرسول صلي الله عليه وسلم وأخبرته بأمر كفارة ما قاله .

وهذه القصة كما روتها لنا الصحابية خولة ونزلت فيها آيات من القرآن الكريم ليس لنرددها فقط دون أن تعلمنا شيئا وترسخ فينا قيم حقيقية نحيا بها لينصلح بها حال أسرنا فقد علمتنا هذه الآيات أن الله سميع عليم يسمع شكوانا ويرى حالنا ولا يخفى عليه شئ وهذا أدعى للخوف من الله وأهمية مراقبته فى السر والعلانية والحذر من ذنوب الخلوات وعلى الجانب الآخر يستشعر المسلم معية الله فلا يحزن ويطمئن إلى أنه على الطريق الحق.

ويذكرنا هذا المشهد بموقف نبي الله موسى وأخيه نبي الله هارون وهما فى طريقهما الى فرعون إذ قال تعالى على لسانهما في سورة طه * قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَىٰ * قالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ * فلننظر كيف أن معية الله تعالى تطمئن النفس فلا تخف فمعك الكافى ولا تفرط فى حق الله فتفقد تلك النعمة العظيمة وتتخطفك الشياطين ولتطمئن كل إمرأة تشعر أن المجتمع قد ظلمها أن الله يسمع شكواها ويفرج كربها وهو أرحم بها من أهلها وذويها وليعلم المجتمع المسلم أن التعامل مع المرأة من أصول الدين فليس الدين صلاة وصيام وحج فقط وأن خيرية المسلم فى حسن تعامله مع أهله كما علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم إذ يقول خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي وهكذا ما نزل تشريع إلا وحفظ حق المرأة فى كل حالاتها زوجة وأم وأخت وإبنة فلم يتركها لبشر يتحكم فيها .

وعلاوة علي ما سبق فقد علمتنا المجادلة مدى حرص المرأة المسلمة على أسرتها فهى تبذل الكثير من أجل إستمرار حياتها الأسرية حتى وإن كان الطرف الآخر على غير القدر الكافى من تحمل المسئولية فكم كان حرصها على طاعة الله ورسوله وأن تسأل فى دينها حتى تعلم الحلال من الحرام ونحن نرى اليوم الزوج قد يكون قد إستنفد مرات الطلاق الثلاثة ومازالت زوجته تعيش معه تحت سقف واحد لا تدرى حراما من حلال وقد يسأل الرجل شيخا فى علاقته بزوجته فيحل له الحرام بالتحايل على الشرع فأين الزوجة التى تقول لزوجها إتق الله فينا فنحن نصبر على البلاء ولا نصبر على الحرام وأين المرأة الواعية بدينها التي يكون عندها الشجاعة لتسأل عن دينها حتى لا تحيا بالحرام فتنزع البركة من البيوت وأين المرأة التى تدرك أن مرجعيتها لكتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم تحكمها فى حياتها ولا تحكمها الأهواء وكلام الناس وتثق أن فى شرع الله الكفاية والصلاح لها ولأسرتها وللأسف فإننا قد نجد الآن أن لسان حال كثير من النساء لا تدخلوا الدين فى كل شئ في حين نرى السيدة خولة لم تستح وهى تحكى سر بيتها لرسول الله صلي الله عليه وسلم لأنها تعلم أنه المعلم وأنه المشرع بأمر الله وأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم وتعلمنا درسا أن إذا أرادت المرأة أن تحكى مشكلة بينها وبين زوجها فعليها أن تتخير أهل التقوى والصلاح ولا تحكي لكل من تقابله فهى فى الأصل لا تريد أن تكشف سر بيتها إنها تريد الحل وليس التشهير فنجد أن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها كانت بجوار النبي صلي الله عليه وسلم وعلي مقربة منه عندما جاءته السيدة خولة تشكو إليه ما حدث من زوجها لكنها لم تسمع شيئا برغم أنها كانت معهما فى نفس المجلس فنجدها تقول لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في ناحية البيت تشكو زوجها وما أسمع ما تقول وهكذا يكون حرص المرأة المؤمنة الصالحة على عدم إفشاء أسرار الزوجية ومعرفتها بأن هذا من الإيمان وإن من يفعل ذلك يعد من شرار الناس فعن أَبي سعيد الخدرىِ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا .

ومما لا شك فيه فإن نزول قرآن فى إمرأة تشكو إلى الله قضية أسرية وبالتالي يخلد ذكر هذه القصة فى كتاب الله الكريم من خلال آيات تتلي إلى يوم القيامة لهو شرف عظيم للمرأة وإعلاء لمكانتها وأنها شقيقة الرجل عليها من الواجبات ولها من الحقوق كتلك التى للرجل كما جاء فى قوله تعالى في سورة البقرة وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ وقد تحدث القرآن الكريم عن قصص لنساء كان لهم الأثر فى مجتمعاتهن منهن السيدة مريم بنت عمران وآسيا بنت مزاحم زوجة فرعون ونحن نأخذ منها العظة والعبرة ونتعبد بها ونتلوها فى صلواتنا وإن هذه القصة تعطى العبرة والعظة فى كيفية إدارة الأزمات إدارة حكيمة خاصة وإن كان أحد الأطراف سئ الطباع وليعلم المسلمون في كل زمان ومكان أن الصحابة كانوا بشرا يصيبون ويخطئون ولكنهم سريعو الرجوع إلى الله والتوبة والإنابة يقفون عند حدود الله وعموما ينبغي‮ ‬أن‮ ‬يدرك كل الرجال أن الظهار من الأقوال المحرمة‮‮ ‬والله‮ ‬سبحانه وتعالى‮ ‬وصفه بأنه منكر من القول‮ ‬وبأنه كلام زور‮ ‬والكلام أو الفعل الذي‮ ‬يوصف بذلك واجب المسلم أن‮ ‬يتجنبه وكانت عندما تحدث قصة وتحتاج إلي حكم فينزل تشريع بها فيكون لنا الأسوة الحسنة والأثر الطيب على الأمة الإسلامية كلها علي مر الزمان وتعلمنا قصة المجادلة أيضا أن المجتمع يكون فى عون الفرد حتى يؤدى ما عليه من دين أو كفارة أو أى طاعة وهذا ظهر فى تعاونهم على جمع الكفارة فكان لهم الأثر فى رأب الصدع فى بيوت المسلمين وليس كما نراه الآن فى حل المشاكل الأسرية نجد التشهير بها على وسائل التواصل وكل يدلو بدلوه وقد يعينون الشيطان على أخيهم فيكونون هم السبب فى خراب البيت لذا كان من المناسبة بين الآيات فى سورة المجادلة أن يأتى الحديث عن طبيعة عمل الشيطان وأنه يحزن إبن أدم إذ يقول الله تعالى إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ وذكر الشيطان اللعين فى هذه الآيات يتناسب مع قصة الصحابية الجليلة خولة بنت ثعلبة لأن أكثر عمل يفتخر به الشيطان هو هدم الأسر المسلمة كما بين لنا حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنَّ إبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ علَى الماءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَراياهُ فأدْناهُمْ منه مَنْزِلَةً أعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يَجِئ أحَدُهُمْ فيَقولُ فَعَلْتُ كَذا وكَذا فيَقول ما صَنَعْتَ شيئًا قالَ ثُمَّ يَجِئ أحَدُهُمْ فيَقولُ ما تَرَكْتُهُ حتَّى فَرَّقْتُ بيْنَهُ وبيْنَ إمْرَأَتِهِ قالَ فيُدْنِيهِ منه ويقولُ نِعْمَ أنْتَ وعلينا أن نتصور الآن مدى فرحته بإرتفاع معدل الطلاق الحادث فى المجتمع المسلم فنجده يتسلل إلى الزوجة ويذكرها بعيوب الزوج أو العكس وأنها تستحق أفضل من هذا الزوج ويزين له ولها الحرام ويظل الشيطان يعد ويمنى حتى يمقت كل منهما الآخر وتستحيل الحياة بينهما وينتهي الأمر بالطلاق وليس ذلك كله إلا لأنهما إتبعا خطوات الشيطان ولم يغلقا كل المنافذ التى يدخل منها الشيطان بالتقوى والإحتساب عند الله دون إنتظار الأجر من الطرف الأخر وليعلموا أنه لا يستوى أبدا بناء قائم على طاعة الله وبناء قائم على معصيته إذ يقول الله تعالى في سورة التوبة أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فإانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ وعلاوة علي كل الدروس التي تعلمناها من سورة المجادلة فهل سمع المدعون بأن الإسلام ظلم المرأة بهذه القصة وغيرها من القصص التى تخص المرأة فى القرآن الكريم فيا ليتهم يتدبرون القرآن الكريم قبل أن يخرجوا إلى الناس يبثون سمومهم بأفكارهم العقيمة .

وثمة أمر آخر فإن نزول قرآن فى خولة بنت ثعلبة ولكل نساء المسلمين نصا قرآنيا خالدا فإن هذا النص القرآني قضى على آفة كانت سائدة فى المجتمع العربى الجاهلى قبل الإسلام وفى بداياته الأولى وهى آفة الظهار التى نتجت عن تحكم الرجل فى المرأة وإستبداده بها وظلمه لها وتعامله معها وكأنها من متاع البيت وكانت هذه الآفة سببا فى خراب الكثير من البيوت وترمل كثير من النساء وأزواجهن على قيد الحياة كما ضربت الصحابية الجليلة خولة بنت ثعلبة من خلال قصتها مع زوجها القدوة والمثل فى كيفية إحترام الزوج فهى رغم شكواها من سوء معاملته لها إلا أنها كانت تحسن عشرته وتعطيه من مالها ولا تقصر فى حقه ولذا قد كانت خولة ذات مكانة عالية بين الصحابة الكرام لما هو معروف عنها من صدق وكرم وشجاعة وكان من أمثلة شجاعتها ما روى عن موقف لها مع الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن تولي الخلافة وكان راكبا دابته وكان معه بعض الناس فنادته السيدة خولة قائلة له يا عمر تعال وإستوقفته طويلا ووعظته حيث قالت له يا عمر قد كنت تدعى عميرا فى سوق عكاظ ترعى الصبيان بعصاك كما كنت ترعي غنما لبعض خالاتك في مكة ثم قيل لك عمر ثم قيل لك أمير المؤمنين فإتق الله يا عمر فإنه من أيقن بالموت خاف الفوت ومن أيقن بالحساب خاف العذاب وهو واقف يسمع كلامها منصتا لها فقيل له من أحد من معه يا أمير المؤمنين أتقف لهذه العجوز هذا الوقوف وتسمع منها هذا الكلام ثم إلتفت إليها قائلا قد أكثرت أيتها المرأة على أمير المؤمنين فقال عمر له والله لو حبستني من أول النهار إلى آخره لا زلت إلا للصلاة المكتوبة أتدرون من هذه العجوز هي خولة بنت ثعلبة سمع الله قولها من فوق سبع سماوات أيسمع رب العالمين قولها ولا يسمعه عمر فأين الرجال من شجاعة هذه المرأة فى قول الحق إنها من جيل تربى على أن لا يخاف إلا الله ونحن على ماذا ربينا ابنائنا وفى النهاية تعطينا هذه الصحابية الجليلة خولة بنت ثعلبة الدرس فى أن المرأة المسلمة لها من الأثر الواسع على الأمة الاسلامية فإنظرى يا أختاه ماذا تركت والدرس الثانى أن الحفاظ على البيت وإستقراره وإستمراريته هو فى الأصل يرجع لوجود زوجه حكيمة عاقلة تعبر بأسرتها بر الأمان لتنال رضا الله ورسوله والجنة .‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
 
 
الصور :