(كان لطراز المئذنة المعماري العام تأثيراً كبيراً في نشر العمارة والزخرفة الإسلامية في آسيا الوسطى وإيران وأفغانستان والهند وأنحاء آسيا أيضاً).
ترتفع مئذنة جام ١٩٠٠ متر فوق مستوى سطح البحر وتقع في واد وعر ناء عن أي بلدة بمحاذاة نهر هريرود عند التقائه بنهر جام على مسافة ٢١٥ كيلومتراً شرق هرات. ويبلغ ارتفاع المئذنة ٦٥ متراً وقطر قاعدتها المثمنة الشكل ٩ أمتار، وهي مخروطية الشكل تتألف من أربع مفاصل اسطوانية متراكبة مبنية من الطابوق تغطيها زخارف هندسية وكتابية بالخط الكوفي بالقرميد الأزرق تزين العمود الاسطواني الأكبر.
وقد شيد هذه المنارة السلطان غياث الدين الغوري (١١٥٣ـ١٢٠٣) في عام ١١٩٤ ربما في موقع مدينة فيروزكوه القديمة التي يُعتقد أنها كانت العاصمة الصيفية للأسرة الغورية الحاكمة.
وتشمل بقايا الآثار المحيطة بالمئذنة مجموعة من الصخور المنقوشة باللغة العربية في تل كوشكاك تعود للفترة من القرن الحادي عشر إلى القرن الثاني عشر، وبقايا آثار القلاع والأبراج الخاصة بالمستوطنات الغورية الواقعة على ضفاف نهر هريرود وكذلك إلى الشرق من المئذنة.
وتُعتبر مئذنة جام من الآثار المعمارية القليلة المحفوظة حفظاً جيداً التي تمثل الابداع المذهل والحرفية العالية في مجال الهندسة الإنشائية والمعمارية في ذلك الوقت. كما تعتبر زخارف المئذنة وفنها المعماري في غاية الأهمية من زاوية تاريخ الفن، إذ تمتزج فيها عناصر من حقب سابقة ومعاصرة كان لها تأثير كبير فيما بعد على الفن المعماري في المنطقة.
|