بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com
موسوعة كنوز “أم الدنيا"
أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أُمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشية الأموية صحابية جليلة تلتقي مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الجد الثالث عبد مناف بن قصي ولدت بمكة المكرمة وغير معلوم لدينا تاريخ ميلادها كالكثير من الصحابة والصحابيات الذين ذكرت المصادر التاريخية تواريخ وفاتهم ولم تذكر تواريخ ميلادهم نظرا لعدم معرفته إلا لو عرف سنهم عند الوفاة وسنة الوفاة فيمكن إستنتاج تواريخ ميلادهم بالتقريب وأبوها هو عقبة بن أبي معيط والذى كان من وجهاء قريش وكان خليلا لأ بى بن خلف الجمحي والذى كان أيضا من سادات قريش وكان عقبة رجلا حليما وكان في بداية الدعوة يجالس النبي صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة لا يؤذيه وكانت بقية قريش إذا جلسوا معه آذوه وكان قد صنع وليمة فدعا إليها قريشا ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أن يأتيه إلا أن يسلم وكره عقبة أن يتأخر عن طعامه من أشراف قريش أحد فأسلم ونطق بالشهادتين مضطا فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكل من طعامه وكان خليله أبي بن خلف غائبا عنه بالشام فقالت قريش صبأ أبو معيط ولما قدم أبي خليله من الشام ليلا قال ما فعل خليلي أبو معيط فقالوا صبأ فبات بليلة سوء فلما أصبح أتاه أبو معيط فحياه فلم يرد عليه التحية فقال مالك لا ترد علي تحيتي فقال كيف أرد عليك تحيتك وقد صبأت قال أو قد فعلتها قريش قال نعم فقال عقبة رأيت عظيما ألا يحضر طعامي رجل من أشراف قريش فقال له أبي وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمدا قال أبو معيط فما يبرئ صدرك إن أنا فعلته فقال له لا أرضى حتى ترجع تأتيه في مجلسه فتبصق في وجهه وتشتمه بأخبث ما تعلم من الشتم وتطأ عنقه فإرتد عدو الله وفعل ما أمره به أبي طاعة وإرضاءا له ولما أتى عقبة النبي صلى الله عليه وسلم بصق في وجهه الكريم فإرتد بصاقه في وجهه وشوى وجهه وشفتيه حتى أثر في وجهه وأحرق خديه فلم يزل أثر ذلك في وجهه حتى قتل في غزوة بدر في العام الثاني للهجرة وقال له الرسول صلى الله عليه وسلم يومها لا ألقاك خارجا من مكة الا علوت رأسك بالسيف فقتل عقبة بن أبي معيط يوم بدر وتبعه أبى بن خلف يوم أحد وحقا كان هذان الرجلان من شر عباد الله وأكثرهم كفرا وعنادا وبغيا وحسدا وهجاءا للإسلام وأهله لعنهما الله وبعد ردة عقبة عن الإسلام أصبح من أشد أعداء الإسلام ومن أكثر المشركين إيذاءا للرسول صلى الله عليه وسلم حتى إنه حاول مرة أن يخنقه بيديه وهو يصلي في صحن الكعبة إذ أقبل عقبة فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولوى ثوبه في عنقه فخنقه به خنقا شديدا فأقبل أبو بكر الصديق فأخذَ بمنكبه ودفعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومرة أخرى كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي عند الكعبة فأتى عقبة بسلا جزور أى أمعاء جمل ووضعها على ظهره وهو ساجد فظل الرسول ساجدا حتى جاءت إبنته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها فرفعته عن ظهر أبيها ومرة أخرى إجتمع عدد ستة من صناديد المشركين حول الرسول صلى الله عليه وسلم في صحن الكعبة كان أولهم عقبة بن أبي معيط ومعه أمية بن خلف وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة بن ربيعة وأبو جهل عمرو بن هشام وأخذوا يدفعون النبي ويلكمونه حتى جاء أبو بكر وخلص النبي منهم وقال لهم ما بالكم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم فدعا النبي علي هؤلاء الستة قائلا اللهم عليك بهم وسماهم واحدا واحدا فقتلوا جميعا في غزوة بدر وقد نزلت آية في سورة الفرقان في حق عقبة بن أبي معيط حيث قال الله تعالى ويوم يعض الظالم علي يديه يقول يا ليتني إتخذت مع الرسول سبيلا * يويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا أى أنه يأكل يديه حتى تبلغ مرفقيه ثم تنبتان ثم يأكلهما مرة أخرى وهكذا تحسرا على ما فعل في الدنيا ويقول ياليتني إتبعت محمدا صلى الله عليه وسلم وإتخذت معه سبيلا إلى الهدى ولم أتخذ غيره خليلا .
وأما أم السيدة أم كلثوم فهي أروى بنت كريز أم الصحابي الجليل والخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه فهي إذن أخته لأمه حيث كان قد تزوجها أولا عفان بن أبي العاص بن أمية فولدت له عثمان رضي الله عنه وآمنة إبني عفان بن أبي العاص فلما توفاه الله تزوجها عقبة بن أبي معيط فولدت له الوليد وعمارة وخالدا وأم كلثوم وأم حكيم وهند وقد علمت بإسلام إبنها عثمان في بدء الدعوة فلم تنكر عليه ذلك بل كانت سباقة إلى نصرة النبي العظيم صلى الله عليه وسلم والدين الحنيف فقد وقفت وقفة مباركة جريئة حفظتها كتب التاريخ لها فقد روى المؤرخ عز الدين بن الأثير رحمه الله أن عقبة بن أبي معيط قد شكا عثمان بن عفان إلى أمه أروى فقال لها إن إبنك قد صار ينصر محمدا فلم تنكر ذلك من إبنها ووقفت موقفا مشرفا وقالت له ومَن أولى به منا أموالنا وأنفسنا دون محمد صلى الله عليه وسلم وقد أسلمت في مكة المكرمة وبايعت الرسول صلى الله عليه وسلم وهاجرت إلي المدينة المنورة وتوفيت في عهد إبنها الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه وصلى عليها ودفنها بالبقيع وكان أيضا إخوة أم كلثوم رضي الله عنها عمارة والوليد وخالد يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم ويكنون له العداء وهكذا نشأت أم كلثوم في بيت ووسط أسرة شديدة الكره للإسلام ولرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الرغم من ذلك فقد أسلمت رضي الله عنها بمكة ولكنها أخفت ذلك عن أهلها وقومها بسبب خوفها منهم ومن رد فعلهم أمام إسلامها ولكنها كان كلما مر عليها يوم تتعلق بالإسلام أكثر فأكثر حتى أنه لم يعد بداخل قلبها شئ من متاع الدنيا وزينتها ولم يعد يشغل تفكيرها سوى أمر واحد وهو الفوز برضاء خالقها والفوز بجنته وهكذا بقيت أم كلثوم في بيت أبيها وبعد مقتله في غزوة بدر التي وقعت في شهر رمضان في العام الثاني الهجرى زادت كراهية إخوتها للإسلام والمسلمين وكانت قد بلغت من العمر 17 عاما وكانت جميلة وتقدم لخطبتها أشراف شبان مكة وأغنى أغنياءها فكانت ترفضهم بحجة حزنها على أبيها وهي مسلمة تكتم إيمانها وتعبد الله بين مئات الكفار وتصبر وحلمها أن تهاجر للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة .
وخافت أم كلثوم أن يفتضح أمرها وتقتل على يد إخوتها فبدأت في التفكير في كيفية الهجرة إلى المدينة المنورة لتلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم لكي تعلن إسلامها وتعبد الله بكل حرية بلا خوف أو رعب من أهلها أو من مشركي قريش فإنتظرت وصبرت حتى حدث ما يغير موازين أم كلثوم حيث أتي صلح الحديبية في شهر ذى القعدة عام 6 هجرية وكان من شروطه أن يرد النبي صلى الله عليه وسلم كل من يأتيه من مكة مسلما وتسمع أم كلثوم بشروط هذا الصلح فتبكي بكاءا مريرا لأنها فقدت الأمل في الهجرة للمدينة بعد هذا الشرط ويشتد الخناق عليها في مكة لكنها كانت قد قررت أن تهاجر إلى المدينة المنورة حتى لو أرجعها النبي إلى مكة فكانت رضي الله عنها أول من هاجر إلى المدينة المنورة بمفردها من النساء في العام السابع من الهجرة النبوية الشريفة حيث تحدت كل المصاعب وخاطرت بحياتها لتلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم حبا في الإسلام دون أن تفكر في العواقب وما سيفعله أخواتها بها فحماها الله من الكفار بآيات أنزلها من السماء كما سنرى في السطور القادمة وكانت أم كلثوم لما عقدت العزم على الهرب بدينها والهجرة إلى المدينة المنورة كانت تخرج الى بادية لها فيها أهل فتقيم لديهم الثلاث والأربع أيام ثم تعود إلى أهلها بمكة فكانوا لا ينكرون ذهابها إلى البادية ولما أجمعت المسير إلى المدينة خرجت يوما من مكة كأنها تريد البادية وبدأت رحلة الهجرة بمفردها قاطعة المسافات الطويلة دون أن يكون معها دليل أو من يحميها وبينما هي في طريقها إذ رأت قافلة لرجل من قوم خزاعة وكانت خزاعة قد حالفت الرسول صلى الله عليه وسلم ضد قريش وعلمها بهذا الأمر جعل الأمان يدخل إلى قلبها فقالت لصاحب القافلة إني إمرأة من قريش وإني أريد اللحاق برسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة ولا علم لي بالطريق فقال لها الرجل أنا صاحبك حتى أوردك المدينة ثم جاءها ببعير فركبته فكان يقود بها البعير ولا يكلمها بكلمة حتى إذا أناخ البعير تنحى عنها فإذا نزلت جاء إلى البعير فقيده بشجرة وتنحى إلى ظل شجرة حتى اذا كان الرواح حدج البعير فقربه وولى عنها فإذا ركبت أخذ برأسه دون أن يلتفت وراءه حتى تنزل فلم يزل كذلك حتى قدمت المدينة وهي مطمئنة وكان ظنها بصاحب القافلة صحيح فقد اكرمها صاحب القافلة حتى لحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين بالمدينة المنورة فقد كان نعم الصاحب فجزاه الله خيرا ولما وصلت بسلامة الله إلى المدينة المنورة دخلت على أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها وكانت منتقبة فما عرفتها حتى ذكرت إسمها ونسبها وكشفت النقاب عن وجهها فعانقتها وقالت لها أم سلمة أهاجرت إلى الله ورسوله فقالت لها نعم وإني خائفة من أن يردني رسول الله إلى المشركين طبقا لشروط صلح الحديبية حيث كان من شروط هذا الصلح أن قريش قد إشترطت على الرسول صلى الله عليه وسلم أنه إذا هاجر أحد من قريش إلى المدينة المنورة يقوم الرسول صلى الله عليه وسلم برده وأضافت أم كلثوم وأنت تعلمين يا أم سلمة فإن حال الرجال غير حال النساء والقوم ربما يجيئون في الصباح يبحثون عني بعد أن غبت وطالت غيبتي عنهم ثمانية أيام منذ فارقتهم .
ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة فأخبر ته بخبر أم كلثوم فَرحب بها الرسول صلى الله عليه وسلم وقالت أم كلثوم له يا رسول الله إني فررت بديني إليك فإمنعني ولا تردني إلي أهلي يفتنوني إليهم ويعذبونني وقد يقتلونني فَلا صبر لي على العذاب إنما أنا إمرأة وضعف النساء إلى ما تعرف وبالفعل فقد لحق بأم كلثوم في المدينة المنورة أخواها عمارة والوليد وطلبا من الرسول صلى الله عليه وسلم ردها وقاما بتذكيره بالشرط الموجود بعقد الصلح وقالا له إن هناك شروط متفق عليها بيننا وبينكم وأنت من نعلم لا تنقض عهدا ولا تخلف وعدا وتحير النبي صلى الله عليه وسلم في أمرها فالمروءة والشهامة والأخلاق تمنعه من إرجاعها مكة والعهد مع قريش يلزمه بإرجاعها وإشتعلت المدينة المنورة كلاما فكل الصحابة الكرام يرفضون إعادتها بينما الرسول صلى الله عليه وسلم صامت ينتظر الوحي من السماء وبالفعل فقد جاء الرد من السماء ونزل جبريل عليه السلام بالوحي من عند الله في أمر أم كلثوم رضي الله عنها قرآنا يتلى إلى يوم القيامة بسورة الممتحنة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد نقض العهد في النساء وأنزل في ذلك الآيات الأخيرة من سورة الممتحنة حيث قال الله سبحلنه وتعالى في كتابه الكريم في الآية 10 في سورة الممتحنة بسم الله الرحمن الرحيم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَإمْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَإسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وبنزول هذه الآية كانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط هي الممتحنة الأولى في الإسلام فقد خرجت حبا في الله ورسوله وطلبا للإسلام لا حبا لزوج ولا لمال وكانت هجرتها إلى المدينة المنورة فاتحة خير وبركة على بنات جنسها حيث كثر عدد المهاجرات اللاتي أتين المدينة المنورة بعدها فرارا من أذى الكفار يعاهدن النبي صلى الله عليه وسلم على الإيمان بالله والطاعة وكان إذا لحق بنبي الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة أحد من زوجات المشركين إمتحنها فكان يسألها ما أخرجك من قومك فإن تأكد من أنها خرجت تريد الإسلام فعلا قبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد على زوجها ما أنفقه عليها وإن وجدها فرت من زوجها إلى آخر بينها وبينه قرابة وهي متمسكة بالشرك ردها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زوجها المشرك .
وعاشت أم كلثوم رضي الله عنها بالمدينة المنورة مع المسلمين وكانت من أوفر النساء عقلا وأقواهن إيمانا فإحتلت مكانة لائقة بين نساء الصحابة المهاجرين والأنصار وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمها لصدق إيمانها وقد أخرجها معه في بعض غزواته تداوى الجرحى والمصابين وتسقي الظمأى وضرب لها بسهم وكانت أم كلثوم حينما قدمت إلى المدينة المنورة مسلمة صغيرة السن جميلة المحيا وذات حسب ونسب ولها من صدق الإيمان والشجاعة ما ليس لغيرها وكان لم يسبق لها الزواج فأعجب بها كثيرون وتقدم لخطبتها أربعة من أفاضل الصحابة الكرام هم زيد بن حارثة وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وعمرو بن العاص رضي الله عنهم جميعا فإستشارت النبي صلى الله عليه وسلم فأشار عليها بالزواج من زيد بن حارثة رضي الله عنه وقال لها تزوجي زيد بن حارثة فإنه خير لك فتزوجته فولدت له زيدا ورقية وعاشا في خير وبركة وسعادة حتى إستشهد في غزوة مؤتة في شهر جمادى الأول عام 8 هجرية فتزوجها من بعده الزبير بن العوام رضي الله عنه ولكنه كان شديدا على النساء فتطلقت منه قبل ولادة إبنتها منه زينب بدقائق قليلة وتعد عدتها منه هي أسرع عدة إمرأة في التاريخ فتزوجها من بعده عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فولدت له إبراهيم وحميد ومحمد وإسماعيل ومات عنها عام 32 هجرية في عهد أخيها من الأم الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه فتزوجها عمرو بن العاص رضي الله عنه لكنها ماتت بعد زواجهما بشهر فقط وكان ذلك في خلافة الخليفة الراشد الرابع الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعلى الرغم من إنشغالها بالزواج والأولاد كانت أم كلثوم حريصة على حفظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبحت من رواة الأحاديث النبوية الشريفة وبهذا خدمت الإسلام في حياتها وبعد مماتها وكان مما روته ما قاله عبد العزيز بن عبد الله حيث قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن إبن شهاب أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أن أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط أخبرته أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس الكذاب الذى يصلح بين الناس فيمنى خيرا أو يقول خيرا ولا يفوتنا في النهاية أن نذكر أن أخويها الشقيقين الوليد وعمارة إبني عقبة بن أبي معيط قد أسلما يوم فتح مكة في العام الثامن الهجرى وأن أولاد أم كلثوم بنت أبي معيط رضي الله عنها كانوا من نجباء العلماء الذين تركوا آثارا كريمة في دنيا العلم والعلماء والفقه في تاريخ الإسلام والمسلمين فعلى سبيل المثال لا الحصر كان إبنها التابعي المشهور حميد بن عبد الرحمن بن عوف فقيها نبيلا عالما وله روايات كثيرة حيث سمع من خاله الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو صغير وقال عنه المؤرخ والفقيه عبد الحي بن أحمد بن العماد الحنبلي في شذرات الذهب في أخبار من ذهب والذى أرخ فيه للألف عام الأولي في تاريخ الإسلام إنه كان عالما فاضلا مشهورا وكانت وفاته عام 95 هجرية في عصر الخليفة الأموى السادس الوليد بن عبد الملك بن مروان رحمه الله تعالى .
|