السبت , 14 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

صفية بنت عبد المطلب

 صفية بنت عبد المطلب
عدد : 09-2023
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com
موسوعة كنوز “أم الدنيا"


صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر المكنى بقريش بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن نبي الله إسماعيل عليه السلام صحابية جليلة كانت من السابقين الأوائل إلى الإسلام وهي عمة النبي صلى الله عليه وسلم وشقيقة سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب لأبيه وأمه فأمهما هي هالة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن نبي الله إسماعيل عليه السلام وكانت شقيقة السيدة آمنة بنت وهب أم النبي صلى الله عليه وسلم فكانت السيدة صفية أيضا إبنة خالة النبي صلى الله عليه وسلم وكان لها رضي الله عنها عدد خمس شقيقات من أبيها هن برة وعاتكة وأم حكيم البيضاء وأميمة وأروى وهي أيضا أم أحد السابقين إلى الإسلام وأحد العشرة المبشرين بالجنة الزبير بن العوام الملقب بحوارى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخيرا فقد كانت جدة عبد الله وعروة والمنذر وعاصم والمهاجر وجعفر وعبيدة وعمرو وخالد ومصعب وحمزة أبناء إبنها الزبير وكان ميلاد السيدة صفية بنت عبد المطلب على الأرجح عام 53 قبل الهجرة ونشأت في بيت أبيها والذى كان من سادات قريش وكانت له الرئاسة والزعامة في قومه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف جد الرسول صلى الله عليه وسلم والذى كفله بعد موت أمه وكان عمره 6 سنوات وكان أيضا هو صاحب سقاية الحجيج والذي أعاد حفر بئر زمزم وتصدى لأبرهة الأشرم وقصته معه علامة على عمق الإيمان والثقة بالله وبأن للبيت ربا يحميه لكنه لم يدرك الرسالة وتوفي وكان عمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم 8 سنوات ولما بلغت السيدة صفية رضي الله عنها مبلغ النساء خطبها الحارث بن حرب بن أمية شقيق أبي سفيانَ بنِ حربٍ فأنجبت له صيفي أو الصفياء بنت الحارث ثم مات الحارث فتزوجت صفية من العوام بن خويلد بن أسد شقيق السيدة العظيمة سيدة نساء مكة أم المؤمنين والزوجة الأولى للنبي صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فأنجبت له الزبير والسائب وأم حبيب وعبد الكعبة وقتل العوام بن خويلد في حرب الفجار وهي إحدى حروب العرب في الجاهلية ووقعت بين قبائل كنانة ومنها قريش وبين قبائل قيس عيلان ومنها هوازن وغطفان وسليم وثقيف وسميت بالفجار لما إستحل فيه هذان الحيان من المحارم بينهم في الأشهر الحرم ولما قطعوا فيه من الصلات والأرحام بينهما وكانت بدايتها بسبب خلافات بين أفراد من الحيين على بعض المعاملات التجارية بسوق عكاظ تحولت إلي خصومة وعداء وقتال إستمر قرابة 10 سنوات من عام 43 قبل الهجرة حتى عام 33 قبل الهجرة ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم دخلت السيدة صفية في الإسلام وبايعت الرسول صلى الله عليه وسلم وروى الإمام مسلم بن الحجاج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزل عليه قول الله تعالى وأنذر عشيرتك الأقربين وقف على جبل الصفا وقال يا معشر قريش إشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئا يا بني عبد المطلب لا أغني عنكم من الله شيئا يا عباس بن عبد المطلب عم رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا يا صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئا وهكذا فقد خص النبي محمد صلى الله عليه وسلم أحب الناس إليه وهم عمه العباس وعمته صفية وإبنته فاطمة الزهراء رضي الله عنهم جميعا .

وكانت السيدة صفية رضي الله عنها مربيةً حازمة حيث قامت بتربية إبنها الزبير بن العوام تربيةً عظيمة فقد كان صغيرا عندما مات أبوه وترك لصفية مسؤولية تربيته فكانت على قدر تلك المسؤولية فربته على خشونة العيش وتحمل المتاعب وكانت تقسو عليه وتضربه بشدة في بعض الأحيان فلما عاتبها أحد أعمام الزبير قائلا بأن ضربها للزبير ليس ضرب أم لولدها بل هو ضرب إمرأة كارهة له ردت عليه قائلة من قال أبغضته فَقد كذَب وإنما أَضربه لكي يلب ويهزم الجيش ويأتي بالسلب حيث كانت السيدة صفية أم ذات هدف ورؤية في تربية إبنها الوحيد فحفزت ولدها على السعي لنيل مقام رفيع في الدنيا والآخرة وكان بلوغ هذا المقام هو هدفها الأسمى فسعت أن تجعل منه فارسا مغوارا يدافع عن دين الله ويبذل فداه روحه لينال مقام المجاهدين في سبيل الله فخططت للوصول لهذا المقام وإتبعت كل السبل لكي تحقق خطتها له فجعلت لعبته برى السهام وإصلاح القسي ولكي تمرنه على تحمل مصاعب الجهاد كانت تبحث عن كل ما يخاف منه وتجعله يواجهه وهكذا هيأته وعلمته وصبرت على مشقة تعليمه فليس من السهل على إمرأة أن تنشئ فارسا وبالتأكيد وجدت السيدة صفية رضي الله عنها عقبات ومعوقات لكن بقوة إيمانها وصبرها إستطاعت تخطيها حتى غدا الزبير فارسا من أشجع فرسان الإسلام وبطلا من أبطاله وحاز بلقب أول من سل سيفا في سبيل الله وكان من فضائل السيدة صفية رضي الله عنها أنه كان يدخل عليها عدد 12 بدريا من محارمها بخلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم إبن اخيها وهي سافرة ودون أن تغطي رأسها وهم حمزة بن عبد المطلب أخوها وعلي بن أبي طالب وجعفر بن أبي طالب إبنا أخيها والزبير بن العوام والسائب بن العوام إبناها وأبو سلمة بن عبد الأسد وأبو سبرة بن أبي رهم إبنا أختها برة بنت عبد المطلب والخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان إبن بنت أختها فأمه أروى بنت كريز كانت أمها أم حكيم البيضاء أختها وعبد الله بن جحش وطليب بن عمير إبنا أختها أميمة بنت عبد المطلب وربيعة بن أكثم زوج إبنتها الصفياء وأخيرا قدامة بن مظعون زوج إحدى بنات الزبير إبنها ولما إشتد إيذاء المشركين في مكة المكرمة للمسلمين هاجرت السيدة صفية إلى المدينة المنورة بعد أن سمح الرسول صلى الله عليه وسلم لهم بذلك بعد بيعة العقبة الثانية وقيل هاجرت مع إبنها الزبير رضي الله عنه وقبل مع أخيها حمزة وإبنها الزبير رضي الله عنهما .

ولما جاءت غزوة أحد كانت السيدة صفية رضي الله عنها نعم المرأة الصابرة المجاهدة فقد شاركت في الجهاد مع الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة حيث خرجت مع جيش المسلمين تسقي الماء وتداوى الجرحى والمصابين وتبرى السهام ولما خالف الرماة أوامر رسول الله بألا يتركوا مواقعهم مهما حدث وبدأت الدائرة تدور على المسلمين خرج الرسول صلى الله عليه وسلم يلتمس حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه فلم ير منظرا كان أوجع لقلبه منه فقد وجده ببطن الوادى قد بقرت بطنه عن كبده ومثل به وجدع أنفه وأذناه فقال حين رأى ما رأى لن أصاب بمثلك أبدا وما وقفت موقفا قط أغيظ إلي من هذا رحمك الله أى عم فلقد كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات ثم قال جاءني جبريل عليه السلام فأخبرني أن حمزة بن عبد المطلب مكتوب في أهل السموات السبع حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله ولولا أن تحزن صفية ويكون سنة من بعدى لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم فلما رأى المسلمون حزن الرسول وغيظه على من فُعل بعمه ما فُعل قالوا والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب وعن عبد الله بن عباس أنه قال إن الله عز وجل أنزل في ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول أصحابه وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ وَإصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ فعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصبر ونهى عن المثلة وكانت السيدة صفية رضي الله عنها لما رأت إنهزام بعض المسلمين ألقت وعاء الماء الذى تسقي به المجاهدين وأخذت من أحدهم رمحا وإنطلقت تجاهد به في سبيل الله وتقدمت الصفوف تدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لأنه إبن أخيها عبد الله ولكن لأنه رسول الله وصاحب دعوة الحق إلى الناس في كل مكان وأخذت تصرخ في الفارين المتخاذلين ويحكم إنهزمتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما رآها النبي صلى الله عليه وسلم خاف عليها أن ترى أخاها حمزة مقتولا وقد مثل بجسده فأمر إبنها الزبير أن يوقفها قائلا له ردها لئلا ترى ما بأخيها حمزة فَقال لها الزبير يا أمه إليك إليك فقالت له تنح لا أم لك حيث كانت تعلم بما حدث لأخيها حمزة فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم خل سبيلها فلما رأت أخاها وقد بقرت بطنه ومثل بجثمانه قالت إن ذلك في الله لقد رضيت بقضاء الله والله لأصبرن ولأحتسبن إن شاء الله تعالى وإنا لله وإنا إليه راجعون وصلت عليه وإستغفرت له وصلى النبي صلى الله عليه وسلم عليه أيضا صلاة الجنازة بسبع تكبيرات وكان يؤتى بالشهداء يوضعون إلى حمزة فيصلى الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم وعليه معهم ثم أمر بدفنه بدمائه دون أن يغسل بمقبرة شهداء غزوة أحد أسفل جبل أحد بالمدينة المنورة ودفن الصحابي عبد الله بن جحش رضي الله عنه إبن اخته أميمة بنت عبد المطلب إلى جواره وجاءت صفية بثوبين تريد أن يكفن فيهما أخوها حمزة بن عبد المطلب فَوجدت بجواره رجلا من الأنصار فكفنت حمزة في أحدهما والأنصارى في الثوب الآخر .


ومرت الأيام وجاء شهر شوال في العام الخامس للهجرة وإجتمعت الأحزاب وكانوا عبارة عن مجموعة من القبائل العربية المختلفة التي إجتمعت لغزو المدينة المنورة والقضاء على المسلمين والدولة الإسلامية وكان سبب هذا التجمع هو أن يهود بني النضير نقضوا عهدهم مع الرسولِ محمد صلى الله عليه وسلم وحاولوا قتله فوجه إليهم جيشه فحاصرهم حتى إستسلموا ثم أخرجهم من ديارهم ونتيجةً لذلك خطط يهود بني النضير للإنتقام من المسلمين فبدأوا بتحريض القبائل العربية على غزو المدينة المنورة فإستجاب لهم من العرب قبيلة قريش وحلفاؤها كنانة وقبائل غطفان فزارة وبنو مرة وأشجع وحلفاؤهم بنو أسد وسليم وغيرها وقد سموا بالأحزاب ثم إنضم إليهم يهود بني قريظة الذين كانوا يسكنون المدينة المنورة وكان بينهم وبين المسلمين عهد وميثاق وتصدى الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون للأحزاب وذلك عن طريق حفر خندقٍ شمالَ المدينة المنورة لمنع الأحزاب من دخولها ولما وصل الأحزاب حدود المدينة المنورة عجزوا عن دخولها فضربوا حصارا محكما عليها دام ثلاثة أسابيع وأدى هذا الحصار إلى تعرض المسلمين في المدينة للأذى والمشقة والجوع وكان للسيدة صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها دور كبير في إنقاذ جيش المسلمين من هلاك محقق فعندما خرج المسلمون لغزوة الخندق أمام الأحزاب أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بحماية النساء والضعفاء في أماكن وحصون آمنة داخل المدينة وعندما تحالفت قبيلة بني قريظة مع الأحزاب قرر المتحالفون إبادة المسلمين وكانت خطتهم هي تهديد بني قريظة لنساء المسلمين وشيوخهم وأطفالهم داخل المدينة مما يدفع بالمسلمين للإنسحاب من مواضعهم أما الخندق للدفاع عن ذويهم وحينها يقتحم الأحزاب الخندق ويهزمون المسلمين ويبيدونهم ولتنفيذ هذه الخطة بعثت بنو قريظة واحدا من رجالها الأذكياء فتسلل إلى أحد الحصون التي تجمعت فيها عوائل المسلمين وهو حصن فارع لصاحبه الصحابي وشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت وكانت مهمته معرفة أماكن النساء والذرارى ومعرفة درجة حمايتهم وكانت السيدة صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها حينها في هذا الحصن فلمحت اليهودى وخشيت أن تتركه يذهب ويأتي بمن ينال من النساء ولم ترد أن تشغل النبي وأصحابه بهذا الأمر في هذا الوقت العصيب فطلبت من حسان بن ثابت وكان متواجدا في الحصن أن ينزل إليه فيقتله حتى لا يذهب إلى اليهود ويفشي سرهم ويعرضهم للقتل أو السبي ولأن حسان كان مسنا ومريضا ولا قدرة له على القتال قال لها يغفر الله لك يا إبنة عبد المطلب والله قد عرفت ما أنا بصاحب هذا فتركته وأخذت عمودا من حديد من خيمتها ومضت إلى باب الحصن ففتحته ومضت إلى اليهودى فضربته بالعمود على رأسه بقوة فسقط على الأرض فعاجلته بعدة ضربات أخرى على رأسه حتى قتلته وتذكر الروايات أنها حزت رأس ذلك اليهودى بسكين وقذفت به من أعلى الحصن فتدحرج على سفوحه حتى إستقر بين أيدى اليهود الذين كانوا يتربصون في أسفله ولما رأوا رأس صاحبهم قالوا لبعضهم قد علمنا أن محمدا لم يكن ليترك النساء والأطفال من غير حماة وكانت السيدة صفية بما فعلته في هذا اليهودى الخائن أول إمرأة تقتل رجلا من اليهود أو المشركين فلم تكن النساء مطالبات بالقتال ولكنها رأت في القتال ضرورة فقامت بواجبها وإنتهت غزوة الخندق بإنسحاب الأحزاب وذلك بسبب تعرضهم للريح الباردة الشديدة ويؤمن المسلمون أن إنتصارهم في غزوة الخندق كان لأن الله تعالى زلزل أبدان الأحزاب وقلوبهم وشتت جمعَهم بالخلاف وألقى الرعب في قلوبهم وأنزل جنودا من عنده .


وبعد إنتهاء المعركة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابَه بالتوجه إلى ديار بني قريظة الذين خانوا العهد مع المسلمين فحاصروهم حتى إستسلموا فقام الرسول بتحكيم من يرضون وكان الصحابي الجليل سعد بن معاذ سيد الأوس حليفا لهم قبل الإسلام فإختاروه للتحكيم متصورين أنه سيجاملهم فحكم بقتل المقاتلة منهم وتفريق نسائهم وأبنائهم عبيدا بين المسلمين ومصادرة دورهم وتوزيعها على المهاجرين دون الأنصار فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم يا سعد بحكم الله من فوق سبع سماوات وأمر بتنفيذ الحكم وفي شهر المحرم في العام السابع للهجرة كانت غزوة خيبر وكان للسيدة صفية بنت عبد المطلب دور مشهود في هذه الغزوة في علاج المجاهدين وتضميد جراحهم والتخفيف عنهم نفسيا ودفعهم إلى المزيد من التضحيات بعد الإستشفاء حيث قامت بتخصيص خيمة مع عدد من النساء المسلمات لتقديم الخدمة الطبية للمقاتلين في سبيل الله أى أنهن أقمن مستشفى ميداني بمفهوم العصر الحديث وقد حدد لهن الرسول صلى الله عليه وسلم نصيبا من الغنائم إعترافا بهذا الدور الكبير لكنها كانت عفيفة النفس زاهدة في متع الدنيا فلم تكن تريد مالا ولكنها تتطلع إلى الجزاء الأوفى من الله عز وجل وعلاوة على جهاد السيدة صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها ودفاعها عن الإسلام فقد كانت من رواة الحديث النبوى الشريف حيث روت عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنها كل من إبنها الزبير بن العوام وحميد بن هلال وحفيدها جعفر بن الزبير وكان مما روته أنها قالت لما خرج الإمام الحسين من بطن أمه السيدة فاطمة الزهراء وكنت وليتها قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عمة هلمي إلي إبني فقلت يا رسول الله إنا لم ننظفْه بعد فقال يا عمة أنت تنظفينه إن الله قد نظفه وطهره وأخيرا فقد توفيت السيدة صفية رضي الله عنها في خلافة عمر بن الخطّاب عام 20 هجرية عن عمر يناهز 73 عاما وصلى عليها الخليفة ودفنت بالبقيع .