الخميس, 22 مايو 2025

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

طرز الأبراج الدفاعية الإسلامية فـي شبه جزيرة قطر

طرز الأبراج الدفاعية الإسلامية فـي شبه جزيرة قطر
عدد : 09-2023
بقلم الدكتور/ محمود رمضان
خبير الآثار والفنون الإسلامية

الأبراج : مفردها برج، والبرج فـي اللغة هو التباعد بين الحاجبين، وكل ظاهر مرتفع برج، وإنما قيل للبروج بروج لظهورها وبيانها وإرتفاعها، وفـي القرآن الكريم " والسماء ذات البروج " أي ذات القصور فـي السماء، أما البروج فـي قوله تعالى " ولو كنتم فـي بروج مشيدة" فتعني الحصون "، وأما فـي المصطلح المعماري يقصد بالبرج البناء الدفاعي ذو الشكل المستطيل أو المستدير الذي يبرز عن سمت جدران البناء الحربي، ويحتوى البرج على سقاطات ومراقب ومزاغل لرمي السهام، وتنتشر بأسوار المدن والحصون والقلاع، وقد تبنى الأبراج مستقلة ومنفردة أو مدمجة مع البناء التحصيني.

والبرج من العناصر الدفاعية المعمارية المهمة التي استخدمها المعماري المسلم للدفاع عن مدنه وحصونه، والبرج المربع يطلق عليه فـي الخليج اسم المربعة أو المربعات، ولها معان مختلفة ومتعددة ذات مدلول معماري مختلف، فقد ذكر الفيروزابادي " المربعة : المجلس، موضع الجلوس "، أو مقعد، وهي جزء من مدينة أو حي من حجارة أو قاعة استقبال مربعة الشكل أساساً، ويعتبر الاسم من التربيع والربع الدار وجمعه رباع، وربوع وأربع وأرباع، والمحلة والمنزل والموضع يربعون فيه الربيع، كالربع، كمقعد، والمربعة فـي المصطلح المعماري هي وحدة معمارية بتخطيطها وبنائها سواء كانت مربعة منفصلة أو متصلة مع مبان أخرى ضمن تخطيط المدن وهذا ما يؤكد بأن اسم المربعة يطلق على وحدة سكنية معمارية.

أقيم فـي شبه جزيرة قطر نوعان من الأبراج التحصينية، تميز الأول بالشكل المستدير المرتفع، وزود بالمزاغل والسقاطات وله شرفات مسننة، وهي أبراج مصمتة كان يصعد إلى المستوى العلوي منها عن طريق الحبال، ومن أهمها - 1- برج الدوحة(1237هـ/ 1821م) أثر رقم (12)، 2 - أبراج الخور (1318هـ/ 1900م) أثر رقم (21)، وكان الغرض من بنائها مراقبة الساحل القطري.

أما النوع الثاني من الأبراج فهي أبراج محصنة ذات شكل مستطيل مثل أبراج برزان(1328هـ/ 1910م) أثر رقم (23) الذي ألحقت به بعض الحجرات للسكن، بالإضافة إلى بعض الأبراج الدفاعية المندثرة الأخرى مثل برج بو فسيلة (1328هـ/ 1910م) أثر رقم (24)، برج سدرية مكين (1349هـ/ 1930م) أثر رقم (25)، وبرج سنقيس أثر رقم (56)، وبرج الوجبة أثر رقم (57).

الخندق :

الخنادق: مفردها خندق، وهو فـي اللغة يعني : الوادي، والخندق: الحفير، والخندق حوله أي حفر خندقاً، والخندق المحفور، وقد تكلمت به العرب، إذا قال الرجاز " لا تحسبن الخندق المحفور، يدفع عنك القدر المقدورا "، واسم الخندق معرب من الفارسية " كنده "وتعني المحفور، وهو شكل من أشكال الدفاع السلبي، واستخدم لحماية المدن والحصون والقلاع.

ولقد استنبط الإنسان فكرة حفر الخندق كوسيلة دفاعية لحماية نفسه من غزوات القبائل والشعوب المعادية، وبتطور وسائل الدفاع أصبح عنصر الخندق جزءاً من الفن العسكري الدفاعي، وقد دلت الحفائر الأثرية بمدينة أريحا بفلسطين بقلعتها التي ترجع إلى العصر الحجري الحديث، على وجود ما يعتقد انه خندق جاف كان يحيط بها لعرقلة هجمات الأعداء ومساعدة المدافعين على الصمود، وقد عرف الخندق في العصر الهلينستي حيث ظهر فـي مدينة دورا اورويوس التي تقع على مقربة من الحدود السورية العراقية فـي الوقت الحاضر، فقد فصل الخندق بين القلعة والمدينة المشار إليها، وفـي العصر البيزنطي ببلاد الشام استخدم الخندق فـي قلعة دارا وهي من بناء الإمبراطور انسطاطس 504م، كما استعمل فـي تحصينات مدينة أنطاكية في القرن السادس الميلادي، وفـي مصر وجد الخندق يحيط بحصن بابليون، كما عرف الخندق ببلاد اليمن حيث كانوا يحيطون الحصون به، واستعمله الفرس والروم أيضاً، حيث كان الخندق عندهم جافاً ذا مقطع مثلث الشكل.

وقد استعمله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فـي غزوة الخندق فـي سنة 5هـ/ 627م عندما أشار عليه (سلمان الفارسي) بحفر خندق حول المدينة، وقد تجلت عبقرية العرب الهندسية فـي عملية حفر الخندق من حيث المواصفات الفنية له، عرضاً، وطولاً، وعمقاً، حيث جعلوا عرض الخندق ثلاثة أمتار وكذلك عمقه حتى لا يستطيع الفارس اجتيازه قفزا أو سباحة، كما استخدم الخندق فـي عصر الخلفاء الراشدين بغرض مدني حيث أقيم حول مسجد البصرة عوضاً عن الجدار مع إتاحة مساحة خارجية لمرور المصلين فـي سنة 14هـ/ 635م، وكذلك الخندق الذي أقيم حول مسجد الكوفة الأول فـي سنة 17هـ/ 638م، واستخدم الخندق كعنصر تحصيني ودفاعي بمدينة تونس فـي الغرب الإسلامي فـي سنة 73هـ/692م، وفـي مدينة واسط التي أحيطت بخندقين عند بنائها فـي سنة 82 – 84هـ/ 701 – 703م، كما استخدم فـي مدينة بغداد 145هـ/ 762م، ومدينة الرقة 155هـ/ 772م.

هذا واستخدم عنصر الخندق فـي تحصين مدينة الزبارة التاريخية بشمال غرب شبه جزيرة قطر، حيث شكلت السبخات خارج المدينة المشار إليها خندق طبيعي وتحصيني لها، كما شكل الخليج الواقع فـي الجهة الغربية من المدينة مانع مائي إضافـي لها.

الزلاقة :
الزلاقة : من الفعل زلق، أي حض، وهي بفتح أوله وتشديد ثانيه، وزلقت رجله تزلق زلقاً، ويقصد بها فـي العمارة الإسلامية للدلالة على طريق يترفع بدون درج للوصول إلى مكان مرتفع وغالباً ما يكون للدواب، وقد أصبحت من العناصر الدفاعية المهمة فـي العمارة الحربية وخاصة فـي أبواب ومداخل المدن والحصون والقلاع والأبراج، وتستخدم بالعمائر المشار إليها عند الهجوم من قبل الفرسان، فتسقط خيولهم عنها نتيجة انزلاقها، فتمنعهم من الدخول إلى تلك العمائر المذكورة.
كما تستخدم الزلاقة فـي أبواب العمائر المدنية بغرض وقائي لمنع دخول مياه السيول إلى أبواب المدن المحصنة، وفـي حماية الأسوار والأبراج من تأثير المياه من التسرب مثلما حدث فـي مدينة أشبيلية فـي سنة 564هـ/1168م، وتدل الشواهد الأثرية التي وجدت قلعة اركيات (1214هـ/ 1799م) أثر رقم (8) بأن عنصر الزلاقة قد وضع خلف المدخل الرئيسي مباشرة، ولا تزال آثاره باقية، ويمكن الكشف عنها خلال أعمال التنقيب بالقلعة المذكورة.

السقاطات :
عنصر معماري مهم وهو عبارة عن شرفة بارزة فـي سور مدينة أو قلعة أو برج، بغرض دفاعي وتحصيني، حيث تقام أعلى المداخل وتزود بفتحة فـي أرضيتها تلقى منها السهام والمواد الحارقة والأحجار فـي حالات الحصار، وتقدم المهاجمين، وتزود الحصون بالسقاطات فـي الأماكن التي تتعرض للهجوم أكثر من غيرها، وقد تكون السقاطات عبارة عن شقوق رأسية توجد فـي سقف الباب غير بارزة، وقد توجد فـي أرضية الممرات الداخلية بالأسوار كعنصر معماري دفاعي غير ملاحظ، وقد استخدمت السقاطات فـي تحصين قصر الأخيضر العباسي 161هـ/ 778 م، بابي النصر والفتوح 480هـ/ 1087م بالقاهرة الفاطمية، كما استخدمت فـي تحصين أبواب قلعة الجبل، وفـي شبه جزيرة قطر استخدمت فـي قلعة الكوت بالدوحة(1298 – 1324هـ/ 1880 - 1906م) أثر رقم (20)، وقلعة الزبارة (1357هـ/ 1938م) أثر رقم(77).

المزاغل :
يقصد بها فتحات رمي العدو بالسهام أو النشاب، وتوجد بالأسوار والأبراج للدفاع عنها وقت الهجوم، وتتكون من شقوق رأسية ضيقة من الخارج ومتسعة من الداخل لتسهيل حركة المدافعين بداخلها، وقد تميزت العمارة الإسلامية بوجود تلك العنصر الدفاعي المهم المزاغل، واستخدمت العمائر الإسلامية المبكرة فـي القصور الأموية بلاد الشام، ومنها قصر الحرانة (الوليد بن عبد الملك 86- 96هـ/ 706 – 714م) فـي سنة 92هـ/ 711م، وقصر الحير الغربي (105 – 109هـ/ 724- 727 م)، وقصرا الحير الشرقي الكبير والصغير(110هـ/ 728م) من بناء هشام بن عبد الملك (105 –125هـ/ 723- 743م)، وقصر الأخيضر 161هـ/ 778م، كما استخدمت المزاغل فـي غرب العالم الإسلامي فـي الطوابق العلوية بأبراج سور مدينة سوسة 245هـ/ 859م، واستخدمت أيضاً فـي بوابات وأسوار القاهرة الفاطمية.

هذا واحتفظت العمارة الدفاعية الإسلامية فـي شبه جزيرة قطر بالمزاغل الحجرية المستطيلة بالقلاع الباقية مثل قلعة اركيات (1214هـ/ 1799م) أثر رقم (8)، قلعة الثغب(1231هـ/ 1815م) أثر رقم (13)، قلعة الوجبة(1285هـ/ 1868م) أثر رقم (16)، قلعة الكوت بالدوحة(1298 – 1324هـ/ 1880 - 1906م) أثر رقم (20)، وقلعة الزبارة (1357هـ/ 1938م) أثر رقم (77)، بالإضافة إلي استخدام عنصر المزاغل فـي أبراج الخور (1318هـ/ 1900م) أثر رقم (21)، وأبراج برزان(1328هـ/ 1910م) أثر رقم (23).

- للاِسْتِزادة، انظر :
أولاً :
1- محمود رمضان ( دكتور ):
السمات المعمارية العامة للعمارة الدفاعية الإسلامية فى دولة قطر، " دراسة آثارية حضارية "، رسالة دكتوراة غير منشورة، كلية الآثار - جامعة القاهرة ( 2005م ).

ثانياً :
1- محمود رمضان ( دكتور ):
قطر فـي الخرائط الجغرافية والتاريخية من 150 –1931م، القاهرة، مركز الحضارة العربية للإعلام والنشر، الطبعة العربية الأولى، (2006م).
2- محمود رمضان ( دكتور ):
القصة التاريخية... للخليج الحائر من 325 ق.م –1931م، القاهرة، مركز الحضارة العربية للإعلام والنشر، الطبعة العربية الأولى، (2008م).
3- محمود رمضان ( دكتور ): الأسرار الكامنة فـي أطلال مدينة الزبارة العامرة وأخبار أئمتها وعلمائها، القاهرة، مركز الحضارة العربية للإعلام والنشر، (2008م).
4- محمود رمضان ( دكتور ):
مساجد قطر تاريخها وعمارتها، صدر عن اللجنة المنظمة لإحتفالات اليوم الوطني، الدوحة، (18 ديسمبر 2009م).
5- محمود رمضان ( دكتور ):
آل ثاني..مسيرة حكام وبناء دولة، مجلس شؤون العائلة، الدوحة، ( طبعة خاصة )، (2009م).
6- محمود رمضان ( دكتور ):
الدور والقصور ومقار الحكم في قطر، الدوحة،(2009م).
7- محمود رمضان ( دكتور ):
القلاع والحصون في قطر، الدوحة، مطابع رينودا الحديثة، الطبعة العربية الأولى، (1يونيه2010م).
8- محمود رمضان ( دكتور ):
الأسلحة الإسلامية في قطر، الدوحة، مطابع رينودا الحديثة، الطبعة العربية الأولى، (1يوليو 2010م).
9- محمود رمضان ( دكتور ):
القلاع والحصون في قطر، الدوحة، مطابع رينودا الحديثة، الطبعة العربية الثانية، (أكتوبر 2010م).
10- محمود رمضان ( دكتور ):
القصة التاريخية للديوان الأميري بقطر، دراسة معمارية حضارية"، الدوحة، الطبعة العربية الأولى، (2011م).
11- محمود رمضان ( دكتور ):
كتارا، الدوحة، الطبعة العربية الأولى، (2011م).
*12- .M. Ramadan :
Katara, Doha, (2011)
13- M. Ramadan :Castles & Fortresses in Qatar, Doha,(2012)
14- محمود رمضان ( دكتور ):
إستراتيجية الدولة العثمانية في منطقة الخليج العربي1869-1914م في إطار التنافس العثماني البريطاني على أقطار الخليج العربي.( المؤلفون: سعادة الأستاذ الدكتور/ رأفت غنيمي الشيخ أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر عميد كلية الآداب الأسبق مؤسس معهد الدراسات الآسيوية جامعة الزقازيق، سعادة الأستاذ الدكتور/ ناجي عبدالباسط هدهود أستاذ التاريخ الحديث والمعاص وكيل معهد الدراسات والبحوث الآسيوية جامعة الزقازيق والدكتور/ محمود رمضان عبدالعزيز خضراوي مدير مَرّكَزُ الخَلِيجَ للبُحوثِ وَالدّرَاسَاتِ التَّارِيخيَّةِ - خبير الآثار والعمارة الإسلامية)، القاهرة، مركز الحضارة العربية، الطبعة العربية الأولى،(25 يناير 2014م).
16- مؤلفات الدكتور محمود رمضان خبير الآثار والعمارة والإسلامية.

تنويه :
( جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلف بموجب القانون رقم(7) لسنة 2002م وبموجب شهادة قيد بإيداع مصنف بمكتب حماية حق المؤلف والحقوق المجاورة بمركز حماية حقوق الملكية الفكرية - وزارة العدل بدولة قطر بتاريخ 25/07/2010م - رقم الإيداع :706 / ح م ح م، اسم المصنف: مساجد قطر تاريخها وعمارتها ، مالك المصنف: محمود رمضان عبدالعزيز خضراوي ).

تنوبه:
الإنتاج العلمي والدراسات والأبحاث والمقالات العلمية المنشورة والمؤلفات العلمية المطبوعة، والمؤلفات العلمية تحت الطبع والمقبولة للنشر والمؤلفات العلمية التي لم تنشر والأبحاث والمقالات المقبولة للنشر ومشاريع البحوث الجارية والمخطط لها والمحاضرات والندوات العلمية وكافة الأفكار العلمية الواردة بالسيرة الذاتية للمؤلف قد سُجلت بمركز حماية حقوق الملكية الفكرية، وزارة العدل ، الدوحة، برقم إيداع شهادات قيد مصنف أرقام مسلسلة من رقم الإيداع : 700/ح م ح م، إلى رقم إيداع: 725/ح م ح م، باسم الدكتور محمود رمضان عبدالعزيز خضراوي بصفته مالك المصنفات المشار إليها، بالإضافة إلى رقم إيداع مصنف: 726/ ح م ح م، الذي يتضمن طرح وعرض أفكار جديدة ومبتكرة لمشروعات في الاستثمار والتنمية الثقافية والحضارية والتربوية والتعليمية وفن المتاحف والدراسات والبحوث التاريخية والآثارية والفنية لعدد 12 مشروع جديد باسم د.محمود رمضان عبدالعزيز خضراوي.

- الالتزام بقواعد النشر أو الاقتباس وفق قانون حماية الملكية الفكرية، " قانون حماية حق المؤلف والحقوق المجاورة".

- شروط خاصة بنشر هذا المقال وجميع المقالات التي يكتبها الدكتور/ محمود رمضان ( إستخدام صورة أو نص أو معلومة أو فكرة) .، يرجى مراجعة الصفحة الرسمية للدكتور محمود رمضان، وذلك من خلال الرابط التالي:-
- http://kenanaonline.com/users/katara/posts

 
 
الصور :