بقلم الدكتور/ محمود رمضان
هذا العمل الفني من الأعمال الراقية الكاشفة لمكنون أسرار نورانية ملموسة تنير العقول, وتأخذ روح المتذوق إلى رحلة في العمق عبر الألوان ونبضها وصدى التراتيل المنسوجة بلغة الفنان، وهدير مرور اليراع في فلسفته الهادفة إلى الرقي وسمو الوجدان.
إن السير على اليابسة أشد حرارة وجهد في كل بقاع الكون، ولابد للإنسان إذا أراد تنقية الفكر وتقدير امكانياته الفنية وفلسفته الخاصة من أن يتخذ مساحة تتسع بإتساع صفاء الوجود وزرقة السماوات وبياض السحب، وذلك لإمعان التأمل والتفكير، وقد يتجسد المشهد في عبقرية فنان وطرح فكره المستنير عندما تتحدث أنامله بلغات العالم التي تمتزج بثقافته ومشاعره الفياضة، فتأتي لغة اللوحة واضحة جلية تقرب المعنى للمتذوق والعاشق والعالم وترسم مشاهد من الراحة والخلود إلى السكينة والثبات للروح والنفس في فهم الموجود.
من هنا يقبل الفنان والمتذوق على الحياة برومانسية وحب وعشق وهيام أزلي أبدي في المسار اللانهائي ومتصل بالوجد والحس وحبله الممدود وإفساح المجال ومداراته ومساعدته في البعد عن إرهاصات الجمود.
قبس من ضياء وزهر وحرير وفضاءات سامية بيراع مبدع أتقن العمل ووضع درر مكنونة من ذلك القبس والروح تزهو بالبهاء وينجلي مضمون قصيدته اذا لمحت العيون ذلك الضوء وسط عتمة الحاضر وصراعات النفس المجهدة.
إنها إضاءات تعرف مجراتها والسعي في دروب الفن والثقافة حتى تصل حد الإنصهار الإبداعي البنّاء الذي يعطي للإنسان الأمل في الحياة والإقبال عليها وتعمير الكون برغبة المحب وسط أجواء من المحبة والسلام.
……….
- (اللوحة المرفقة
للفنان القطري العالمي الأستاذ/ علي حسن )
|