كتبت/ ريهام البربري
Rehamelbarbary2006@yahoo.com
رغم اِرتفاع صوت آنين المواطن المصري بسبب تدهور مستوى معيشته من شدة وطأة الأزمات العالمية، والمحلية غير المسبوقة التى صنعت له أزمة تلو أزمة واِستهداف استقراره في كل أوجه الحياة، وتحطيم آماله في غد أفضل، والتآمر الخبيث المستمر لتدمير روحه المعنوية، وطمس كل ما هو جميل فى ماضيه وحاضره، إلا أننى أؤمن أنه سوف يأتى اليوم الذى يجلس فيه كل منا مع أحفاده يقص عليهم بكل عزة وفخر ماذا فعل كل منا فى موقعه، وكيف حملنا الأمانة، وكيف خرج من بيننا الأبطال فى فترة زمنية حالكة لم يسبق لها مثيل، ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا لنا الطريق، وكيف شحذنا الهمم وصمدنا أمام الطوفان والريح العاتية حتى تجاوزنا أزماتنا في عبور ثاني لن يقل مجده وروعته عن عبور أكتوبر 1973م.
وكما احتضن تاريخ 7000 سنة حضارة نكسه 1967م، ومجد وعبقرية نصر 1973م، فلاشك لدينا أنه سيسطر أيضاً بحروف من نور معركتنا الحياتية الحالية لإستعادة مكانة مصر باعتبارها ركيزة أمن وأمان تلك الأمة بلا منازع، والقادرة فعلياً على تغيير مسار الأحداث في ظل اضطرابات المنطقة بالصراعات والحروب الأهلية، وتعمد تدخل الدول الكبرى في شؤونه، وعاجلاً ليس آجلاً سيعلم القاصي والداني أن وحدتنا وإرادتنا هما مفاتيح كل نصر، وسلاحنا رادع لكل عدو مهما تغيرت ملابسات المعارك وأزمانها.
دعونا نتذكر ونحن نحتفل فخراً بالذكرى ال 50 لحرب أكتوبر المجيدة كيف صدر العدو للعالم أسطورة "الجيش الإسرائيلى لن يقهر"، بينما هزمهم الجيش المصري فى أقل من ست ساعات ، لدرجة أن "جولدا مائير" رئيسة وزرائهم لوحت باللجوء إلى السلاح النووى لإنقاذ جيشها!! .. و اعترف موشى ديان وزير دفاعهم آنذاك " إن حرب أكتوبر زلزال تعرضت له إسرائيل، ولا يملكون القوة لإعادة المصريين للخلف مرة آخرى".. فهل يظن الآن أياً كان ما كان موقعه أو قدراته أن شعب وجيش مصر يمكن إعادته للخلف؟!
إلى كل أب وأم وجد وجدة حدثوا أبنائكم وأحفادكم كثيراً عن بطولات الجيش والشعب في حرب أكتوبر المجيدة، عرفوهم أنها أسمى وأعلى وأعز وأكرم من كونها عطلة رسميَّة يختزلها البعض بالجلوس على كنبة البيت متململاً بين الفضائيات لمشاهدة حفنة من الأفلام المعتادة التى صُنعت في السبعينيات ، وجميعها نقطة فى بحر توثيق بطولات وأمجاد الشعب والجيش لتحقيق النصر.
علموهم أن النصر تغرس بذوره في قلب الإنسان قبل أن يؤتى ثماره في ساحة القتال..وأن تلك البذور هى صدق الإيمان والتوكل على الله وقوة العتاد والسلاح والمال وسلامة التخطيط والتدبير والوحدة والألفة والأخوة ونزاهة الأخلاق والسلوك .. ذكروهم بقول الله تعالى: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) .. فالنصر الإلهى دائماً يأتى بعد استنفاذ أسباب الأرض من الاستعداد والتجهيز، والإرادة والإصرار، فإذا بذل الإنسان ما في وسعه من الأسباب المادية وتوكل على الله فإن النصر يأتي حينئذ من طرق متعدده وبأشكال مختلفة.
لذا دعونا نفك مغاليق هذة المرحلة الاِنتقالية الحساسة من عمر الوطن بسلام وأمان وعزة وفخر،فمصرنا الحبيبة حرة أبية تمتلك ملايين الأحلام المشروعة لتحقيق التقدم والتنمية والمستقبل الأفضل للجميع، فمهلاً وتريثاً وتعقلاً وحكمة وحذراً شديداً ونحن عابرون بوابة المستقبل، آمِلين من جميع طوائف الشعب التكاتف والتكافل والتعاون كالبنيان المرصوص.. وكل عام وكل جيل أكتوبر وشعب مصر طيب وبخير..وسلاماً عطراً على كل شهيد ارتوت بدمائه رمال وطننا الحبيب. |