بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com
موسوعة كنوز “أم الدنيا"
الشريف الإدريسي هو محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس بن يحيى بن علي بن حمود بن ميمون بن أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب الإِدريسي الهاشمي القرشي ويكنى بأبي عبد الله ويلقب بالشريف الإدريسي حيث أن نسبه كما ذكرنا يعود إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي رضي الله عنه والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها إبنة النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أى أن نسبه ينتهي إلى آل البيت ومن هذا النسل خرجت عائلتان لهما بالغ الأثر في بلاد المغرب والأندلس فجده الأعلى إدريس الأول هو الذى فر من قبضة العباسيين بعد إشتراكه في ثورة العلويين على ولاية الخليفة العباسي الرابع موسى الهادى وإستقر به الحال في بلاد المغرب وهناك أسس مملكة الأدارسة التي حكمت بلاد المغرب مائة وخمسة وثلاثين عاما قبل أن ينتزع ملكهم العبيديون الفاطميون عام 314 هجرية الموافق عام 926م وفقا لقول الأستاذ محمد عبد الله ماضي في مقاله بمجلة الرسالة المصرية المنشور في شهر سبتمبر من عام 1934م أما جده الرابع فهو علي بن حمود بن ميمون مؤسس الدولة الحمودية في جنوبي الأندلس عام 407 هجرية الموافق عام 1016م بحسب رواية عبد الرحمن بن خلدون والتي لم تعمر طويلا في الحكم وهو يعد سادس خلفاء الأندلس وأول حكام بني حمود بعد أن ثار على الخليفة الخامس سليمان المستعين بالله ودخل قصر الحكم بقرطبة في يوم 28 من شهر المحرم عام 407 هجرية الموافق يوم 6 يوليو عام 1016م وقتل سليمان وأبيه وأخيه وأعلن نفسه الخليفة الجديد ويلقب الشريف الإدريسي أيضا بالقرطبي أو الصقلي لأنه إتخذ جزيرة صقلية موطنا له بعد أن لبى دعوة ملكها روجر الثاني للإقامة بها ولقب أيضا بسترابون العرب نسبة للمؤرخ والفيلسوف والجغرافي الإغريقي الكبير سترابون وكان الشريف الإدريسي عالم جغرافي عربي مسلم وصاحب كتاب نزهة المشتاق في إختراق الآفاق كما كتب أيضا في الأدب والشعر والنبات وكان من أول من رسموا الخرائط في العالم ولا ريب في أنه كان من أعلام الجغرافيين المسلمين الذين كان للرحلات شأن عظيم في آثارهم العلمية وساهم في التأسيس لعلم الجغرافيا في بلاد الإسلام حتى سار جغرافيو العرب والعجم من بعده على نهجه ثم بعد مرور قرون عديدة تأني وكالة ناسا الفضائية الأميريكية وتكرمه عام 2015م بإطلاق إسمه على سلسلة جبال في كوكب بلوتو أحد كواكب المجموعة الشمسية وكان ميلاد الشريف الإدريسي في مدينة سبتة في بلاد المغرب الأقصى عام 493 هجرية الموافق عام 1100م ولم تذكر المصادر التاريخية أية معلومات عن حياته في مدينة سبتة سواء عن نشأته فيها أو عن العلماء الذين درس على أيديهم وإن كان من المعلوم أنه قد تلقى التعليم في حداثة عمره على الطريقة التي كانت شائعة في بلاد المغرب فحفظ القرآن الكريم والمتون وأشهر القصائد ثم إنتقل مع عائلته وهو صغير إلى بلاد الأندلس وإستقروا في مدينة قُرطبة حاضرة الأندلس آنذاك وكانت تعد من أكبر مراكز الثقافة العربية الأندلسية وتلقى تعليمه في جامعتها التي كانت تعد آنذاك من أشهر جامعات العالم وكان يفد إليها الكثير من الطلاب من كافة دول القارة الأوروبية ودرس الإدريسي بهذه الجامعة الرياضيات والتاريخ والجغرافيا كما أحاط من المعرفة بعلوم النقل كالفقه والحديث واللغة إلى جانب إتقانه لعلوم الحساب والهندسة والفلك والعلم بالأعشاب والطب وأحوال العالم السياسية ولما بلغ السادسة عشر عاما من عمره أى في عام 510 هجرية الموافق عام 1116م وكان مولعا بالبحار وحركتها منذ صغره وكان ميناء سبتة آنذاك يموج بحركة تجارية واسعة فكانت تجتذبه السفن التجارية الراسية في هذا الميناء وكان يعتمل في داخله شوق كبير لإستكشاف الدول التي كانت تبحر منها وإليها هذه السفن ومن ثم قرر القيام بسلسلة من الأسفار إلى مواضع مختلفة .
وفي البداية إرتحل الإدريسي داخل بلاد الأندلس ومنها زار مدينة لشبونة عاصمة البرتغال حاليا وسواحل فرنسا الغربية والجنوبية وإنجلترا الجنوبية حسبما ذكر المستشرق الألماني كونراد ميلر في موسوعته الأطلسية الصادرة عام 1929م وإتجه بعد ذلك غربا إلى جزر الكنارى وجزيرة ماديرا كما زار معظم بلاد شمالي أفريقيا ودرس عادات وتقاليد وخصائص أهل هذه البلاد ثم إرتحل بعد ذلك إلى بلاد المشرق العربي فزار مصر والحجاز وغيرها من البلدان ثم طاف بآسيا الصغرى وبلاد اليونان وزار القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية وكان دائما ما يأخذ معه ورقا وقلما يسجل عليها كل ما يراه وما يسمعه عن تلك البلدان وقد إستغرقت رحلات الرحالة والجغرافي الشريف الإدريسي قرابة السبعة عشر عاما عاد بعدها إلى مسقط رأسه سبتة وكانت آنذاك تحت حكم الموحدين وكان قد بلغ من العمر 37 عاما وأصبح عالما من كبار الجغرافيين في العالم وكان الملك روجر الثاني ملك صقلية آنذاك قد وصل إلى مسامعه ما وصل إليه الإدريسي من العلم والمعرفة ولما كان هذا الملك يعشق كل ما هو شرقي فدعاه إلى زيارته في بلاطه في عام 533 هجرية الموافق عام 1138م فلبى دعوته وعهد إليه أن يؤلف له كتابا شاملا في وصف مملكته وسائر الآفاق المعروفة في ذلك الوقت فرحب الإدريسي بذلك وكان العرب قد فتحوا هذه الجزيرة عام 265 هجرية الموافق عام 878م وهي جزيرة مثلثة الشكل مساحتها 25710 كم مربع وتقع أمام أطراف شبه الجزيرة الإيطالية وظلت تحت حكم العرب أكثر من قرنين حتى عام 483 هجرية الموافق عام 1090م حينما داهمها النورمانديون بقيادة الملك روجر الأول وهؤلاء النورمانديون أو أهل الشمال هو إسم أُطلِقَ على الغزاة الفايكينج القادمين من بحار البلاد الإسكندنافية وإحتلوها بعد قتال مستميت ويذكر المؤرخون أن النورمانديين إتخذوا بعد إستيلائهم على صقلية موقفا يتسم بالتسامح الديني تجاه المسلمين كما تركوا لهم حرية التمتع بالثروة والتجارة وشجعوهم على الإستثمار وتحسين تجارِتهم ولما تسلم الملك روجر الثاني الحكم عمل على إنشاء ديوان للمظالم وديوان الطراز وأمر أيضا بأن يسك على النقود عبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله وكان ذا معرفة بالعلوم الرياضية والعملية فأخذ يشجع حركة العلم في الجزيرة فكان يستدعي العلماء إلى بلاطه ويحضر الكتب العربية واليونانية مهما كان ثمنها وكان لا يسمع بعالم عربي أو غير عربي إلا ودعاه إلى بلاطه وكان يجزل العطايا عليهم ويسهل لهم أدوات البحث ووسائل الإختراع ويحكىَ أنه من شدة إكرام الملك روجر للعرب المسلمين أنه قد إتهِم من قومه بأنه قد إعتنق الإسلام ودان به حيث كان يتظاهر بعادات المسلمين في اللباس والهيئة وشارات الملك ويخالف عادة الفرنجة في كل ذلك ولذا فعندما سمع الملك روجر الثاني بالشريف الإدريسي وأنه عالم في الجغرافيا بعث إليه يستدعيه إلى صقلية كما أسلفنا بغية وضع مرجع جغرافي شامل ورسم خريطةً دقيقةً للعالم . وفي عام 533 هجرية الموافق عام 1138م وصل الشريف الإدريسي إلى صقلية فإستقبله الملك روجر الثاني أحسن إستقبال وهناك طاب العيش له حيث أكرمه الملك روجر الثاني أشد إكرام وأجرى عليه راتبا شهريا لا يناله إلا العظماء وأسكنه في احد قصور صقلية وفي يوم من الأيام إستدعاه الملك وقال له إني أرغب بأن يكون لدى كتاب في صفة الأرض وأن يكون هذا الكتاب مؤلف عن مشاهد مباشرة لا مستخرج من الكتب السابق تأليفها في هذا المجال وإني لم أجد أفضل منك ليقوم بهذه المهمة فماذا تقول فوافق الشريف الإدريسي مباشرة وأشار على الملك روجر بأن يبث في شتى نواحي العالم المعروف آنذاك نفرا من أذكياء وأمهر الرجال ومجموعة من الرسامين يقومون بجمع المعلومات عن تلك البلاد ويرسمون ما يشاهدونه من تلك البلاد لتسهيل مهِمته في تأليف ذلك الكتاب فوافق الملك روجر الثاني وأمر الإدريسي بالبدء فورا في تأليف الكتاب المشار إليه وعلى الفور إنطلق الرجال والرسامون الذين إختارهم الإدريسي إلى بلاد العالم المعروف آنذاك وبدأ الرجال يسجلون المعلومات الكاملة عن تلك البلدان ويقوم الرسامون برسم تلك المناطق وبعد إنتهائهم من جمع المعلومات عن البلاد والأمم عادوا إلى الشريف الإدريسي بتلك المعلومات فبدأ على الفور في تأليف الكتاب وإعتمد في كتابة هذا الكتاب على ثلاثة أمور وهي المعلومات التي جمعها الإدريسي بنفسه خلال تِرحالهُ وأيضا التقارير التي وصلته من الرجال الذين بعثهم إلى شتى البلاد وثالثا المراجع والمؤلفات الجغرافية الموثقة وفي البداية إطلّع الإدريسي على كل ما سبق من كتب الأقدمين وعلى ما كتبه هو شخصيا خلال ترحاله الذى إستمر لمدة 17 عاما ووفّر له الملك روجر الثاني كافةَ التسهيلات المادية والعلمية لإستكمال الأبحاث والبيانات متمثلة في جلب الكتب وتمويل البعثات الكشفية إلى المناطق المختلفة لجمع المادة العلمية وتم وضع الرسومات تحت إشراف الإدريسي وفي عام 549 هجرية الموافق عام 1154م أثمرت جهوده هو ورجال بعثته بعد 15 عاما من العمل الدؤوب الشاق لم يستريحوا فيها يوما واحدا عن خروج كتاب ضخم أسماه الشريف الإدريسي نزهة المشتاق في إختراق الأفاق والذى كان شرحا لعدد سبعين خريطة وضعها مفصلة لسبعة أقاليم بواقع عشر خرائط لكل إقليم وبهذا الكتاب إشتهر الإدريسي في كل بقاع العالم وبين كل العلماء وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللغات اللاتينية والإنجليزية والألمانية وقد ظل هذا الكتاب ينسب لفترة طويلة إلى أمير البلاد الملك روجر الثاني فكان يقال كتاب روجر أو الكتاب الروجاوي ويقول أحد المستشرقين الفرنسيين عن هذا الكتاب إن كتاب الإدريسي لا يمكن أن يوازن به أى كتاب جغرافي سابق له وإن ثمة أجزاء من المعمورة لا يزال هذا الكتاب دليل لأى مؤرخ جغرافي في الأمور المتصلة بها وهو أصح كتاب ألفه العرب في وصف بلاد قارة أوروبا وإيطاليا وقد زود الإدريسي كتابه بخريطة عامة للأرض وبسبعة خرائط تمثل أقاليم العالم السبعة المعروفة آنذاك وفي كل هذه الخرائط إتضح الأسلوب الدقيق الذى إتبعه الإدريسي في رسم وإعداد هذه الخرائط وتطويرها عما تم رسمه من قبل حيث لجأ إلى تحديد إتجاهات الأنهار والبحيرات والبحار والجبال والهضاب والمرتفعات وضمنها أيضا معلومات عن المدن الرئيسية بالإضافة إلى حدود الدول وعلاوة على ذلك فقد حرص الإدريسي على إستخدام خطوط الطول والعرض في تحديد الأماكن والمواضع والمسافات وبعمله هذا أحيا الشريف الإدريسي خطوط الطول والعرض بعدما أُهملت من بعد عالم الفلك والرياضيات والجغرافيا المسلم الشهير محمد بن موسى الخوارزمي والذى إشتهر في عصر الخليفة العباسي السابع عبد الله المأمون وقام بتأكيدها إلى الأبد وفي هذه الخرائط أيضا جاء إعتراف الإدريسي بكروية الأرض .
وبعد ذلك طلب الملك روجر الثاني من الشريف الإدريسي أن يصنع له شيئا في شكل صورة العالم فطلب من الملك أن يحضر له كمية من الفضة ليصنع له مجسما كرويا للأرض فبعث الملك للإدريسي من الفضة وزن أربعمائة ألف درهم وزوده بالصناع المهرة لإعداد ذلك المجسم تحت إشرافه فصنع كرة ضخمة من الفضة ونقش عليها صور الأقاليم السبعة ببلادها وأقطارها وسواحلها وبرها وخلجانها وبحارِها ومواقع أنهارها وغيرها من الطرقات وقد أتم الإدريسي الكرة الأرضية بثلث الكمية من الفضة التي أعطاه إياها الملك فلما رأى الملك ذلك أمر بإعطاء الثلثين الباقيين من الفضة للإدريسي وأضاف عليها مائتي ألف درهم مكافأة له وكان لهذا العمل العظيم الذى أنجزه الإدريسي ومعاونوه نتائج مبهرة منها أنه قام بتصحيح الرأى الذى يقول بأن المحيط الهندى يحيط بالأرض من كافة الجوانب كما صحح الإدريسي مفهوم أن بحر قزوين جزء من المحيط الأكبر وعلاوة على ذلك فقد قام الإدريسي بتحديد مسار نهرى النيجر والدانوب في الخرائط التي قام برسمها وقام بتسجيل السبع أقاليم أو ما سمي بعد ذلك بالقارات كما أسلفنا على الكرة الأرضية التي صنعها مشتملة المدن الرئيسية والبحيرات والطرق التجارية وأنهار هذه المدن ودمج خمس مناطق مناخية مختلفة في خريطته للعالم والتي تعتبر ادق خريطة رسمت للعالم في العصور الوسطى كما قال إن الماء ملتصق بسطح الأرض وأن الهواء يحيط بالكرة الأرضية والتي قام أيضا بحساب محيطها فكان 22900 كم ولم يكن هناك إختلاف كبير بين هذه الحسابات والحسابات التي تم إجراؤها في العصر الحديث حيث إختلفت بنسبة 8% فقط وأخيرا فقد تم إعتبار الخرائط التي رسمها عالم الجغرافيا الإسلامي الادريسي معيارا للإتجاهات والأماكن لما يقرب من ثلاث قرون من الزمان وفي عام 549 هجرية الموافق عام 1154م وهو العام الذى وضع فيه الإدريسي كتابه نزهة المشتاق في إختراق الآفاق وصنع مجسم الكرة الأرضية توفي الملك روجر الثاني بسبب مرض عضال أصابه وخلفه إبنه غليوم الأول وخشي الإدريسي أن يفقد مكانته لدى الملك الجديد إلا أنه ظل على مركزه في بلاط باليرمو عاصمة صقلية حيث قربه إليه الملك الجديد وقام بتأليف كتاب جديد له في الجغرافيا سماه روض الأنس ونزهة النفس أو كتاب الممالك والمسالك وللأسف لم يعرف منه إلا مختصر مخطوط موجود في مكتبة حكيم أوغلو علي باشا بإسطنبول وعلاوة على ما سبق فقد كان للإدريسي إنجازات أيضا في علم النبات حيث لاحظ عدم وجود الكثير من النباتات منذ زمن الإغريق فقام بجمع النباتات الطبية من جميع البقاع التي ذهب إليها وقام بإضافتها إلى قائمة النباتات الطبية بعدة لغات مثل اللغة اللاتينية والبرية والهندية واليونانية والعربية والفارسية وذلك من خلال كتاب قام بتأليفه سماه الجامع لصفات أشتات النبات والذى يعرف أيضا بإسم المفردات والأدوية المفردة كما ذكر له أيضا كتاب آخر بعنوان أُنس المهج وروض الفرج وقد نشر من هذا الكتاب الأخير قسم شمال أفريقيا وبلاد السودان وللأسف الشديد فقد فقدت مجسم الكرة الأرضية الفضية التي أبدعها الشريف الإدريسي في عهد الملك غليوم الأول بعد توليه الحكم بحوالي 4 سنوات نتيجة ثورة قامت بالبلاد وأخيرا فقد كانت وفاة الشريف الإدريسي على الأرجح عام 561 هجرية الموافق عام 1165م عن عمر يناهز الخمسة والستين عاما وكلمة أخيرة ننهي به مقالنا هذا وهي أن عالم الجغرافيا العربي الشريف الإدريسي على الرغم من أنه يعد بحق من أعلام الجغرافيين المسلمين الذين كان للرحلات شأن عظيم في آثارهم العلمية إلا أنه مما يؤسف له أننا لا نعرف الكثير عن حياته ومعلوماتنا عنه لا تزال قليلة جدًّا وغير متكافئة مع القيمة العلمية لهذا الرجل حيث لم يهتم به إلا فئة قليلة من مؤلفي التراجم ولكنهم أيضا لم يوفوه حقه ولم يذكروا من أخباره إلا القليل رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجزاه خيرا على ما أنجزه من معارف وعلوم عادت بالنفع الكبير على البشرية كلها .
|