الأحد, 15 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

أسماء بنت أبي بكر الصديق

 أسماء بنت أبي بكر الصديق
عدد : 10-2023
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com
موسوعة كنوز “أم الدنيا"


أسماء بنت عبد الله أبي بكر الصديق بن عثمان أبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر الملقب بقريش بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن نبي الله إسماعيل عليه السلام القرشية التيمية صحابية جليلة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلتقي معه في الجد السادس مرة بن كعب بن لؤى وكانت من السابقين إلى الإسلام هي وأبوها الصحابي الأول والذى صار فيما بعد الخليفة الراشد الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه حيث أنه من المعلوم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قد أسلم مباشرةً فور نزول الدعوة على نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وكانت أسماء تحب والدها حبا شديدا وتتأسى به فكان من البديهي أن تسارع لدخول الإسلام فور إسلام أبيها رضي الله عنهما وهما ينتميان إلى بني تيم أحد بطون قبيلة قريش وكان فيهم تنظيم الديات والغرامات بين القبائل وكانوا يتواجدون في إقليم تهامة وبلاد المغرب واليمن ومصر والسودان والهند أما أمها فهي قتيلة بنت عبد العزى بن أسعد بن جابر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤى وقد طلقها أبو بكر في الجاهلية وكانت قد أنجبت له غير السيدة أسماء رضي الله عنها عبد الله وهو الذي كان يأتي النبي وأباه أبا بكر بأخبار قريش في غار ثور كل ليلة أثناء الهجرة النبوية كما أنه كان يسير بأغنامه على آثار أقدامهما حتى لا يتعقبهما مشركو قريش وكانت وفاته في أول خلافة أبيه أبي بكر الصديق في شهر شوال عام 11 هجرية كما كان لها أخوة وأخوات من أبيها هم عبد الرحمن وهو أكبر أولاد أبي بكر الصديق والذى تأخر إسلامه حتى صلح الحديبية وهاجر قبل فتح مكة وشهد معركتي اليمامة واليرموك وتوفي عام 58 هجرية في عهد الخليفة الأموى الأول معاوية بن أبي سفيان وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها ثالثة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأمهما هي أم رومان بنت عامر الكنانية رضي الله عنها وكان من أخواتها أيضا محمد بن أبي بكر وأمه هي أسماء بنت عميس رضي الله عنها وكان من أنصار الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وشهد معه معركتي الجمل وصفين وولاه الإمام علي واليا على مصر وقتل عام 38 هجرية أما آخر أخواتها فكانت أم كلثوم وأمها هي حبيبة بنت خارجة وهي أصغر أبناء أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكان ميلادها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وكان ميلاد السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها على الأرجح في عام 27 قبل الهجرة بمكة المكرمة ونشأت في كنف ابيها أبي بكر الصديق وكان من رؤساء قريش وأشرافها في الجاهلية محببا فيهم وإشتهر بصفات عدة منها الخلق الطيب والعلم بالأنساب فقد كان عالما من علماء الأنساب وأخبار العرب وله في ذلك باع طويل جعله أستاذ الكثير من النسابين وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لعلمه وتجارته وحسن مجالسته وقد إرتحل أبو بكر للتجارة بين البلدان حتى وصل بصرى من أرض الشام وكان رأس ماله أربعين ألف درهم وكان ينفق من ماله بسخاء وكرم عرف به في الجاهلية ثم بعد ذلك في الإسلام ويروى أن أبا بكر قد رأى رؤيا عندما كان في الشام فقصها على بحيره الراهب فقال له من أين أنت قال من مكة قال من أيها قال من قريش قال فأى شئ أنت قال تاجر قال إن صدق الله رؤياك فإنه يبعث بنبي من قومك تكون وزيره في حياته وخليفته بعد موته فأَسر أبو بكر ذلك في نفسه ولم يتكلم مع أحد في ذلك ولم يكن أبو بكر يشرب الخمر في الجاهلية فقد حرمها على نفسه قبل الإسلام وكان من أعف الناس في الجاهلية وقالت عن ذلك أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها حرم أبو بكر الخمر على نفسه فلم يشربها في جاهلية ولا في إسلام كما روى أن أبا بكر لم يسجد لصنم قط فقد قال أبو بكر في مجمع من الصحابة ما سجدت لصنم قط وذلك أني لما ناهزت الحلم أخذني أبي أبو قحافة بيدى فإنطلق بي إلى مخدع فيه الأصنام فقال لي هذه آلهتك الشم العوالي وتركني وذهب فدنوت من الصنم وقلت إني جائع فأطعمني فلم يجبني فقلت إني عار فأكسني فلم يجبني فألقيت عليه صخرة فخر لوجهه .

وكان أبو بكر يعرف النبي محمدا صلى الله عليه وسلم قبل البعثة معرفة عميقة في الجاهلية وكانت الصلة بينهما قوية وكان يعلم من صدقه وأمانته وحسن سجيته وكرم أخلاقه ما يمنعه من الكذب على الناس ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر أول من آمن به من الرجال وقد روى عن النبي محمد أنه قال ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عكم عنه حين ذكرته ولا تردد فيه كما روى عن النبي أنه قال إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركو لي صاحبي ويقال إن أبا بكر كان أول من صلى مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم فعن زيد بن أرقم أنه قال أول من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق وكان من الطبيعي أن يدخل في الإسلام آل بيت ابي بكر وهم إبنه عبد الله وزوجته أم رومان وبنتاه أسماء وعائشة ومولاه عامر بن فهيرة ومع إنتشار الدعوة في مكة والتي بدأت سرا ثم بدأت في الظهور علنا تعرض المسلمون للإيذاء الشديد وسمح الرسول لهم في البداية بالهجرة إلى الحبشة وبعد بيعة العقبة الثانية بدأت هجرة المسلمين إلى المدينة المنورة وأتي أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الهجرة فقال له النبي فلتنتظر لعل الله يجعل لك صاحبا فأدرك أبو بكر أن الرسول يقصد أنه سيكون رفيقه في الهجرة عندما يأذن الله له فإشترى راحلتين وكلف مولاه عامر بن فهيرة بالإعتناء بهما وتغذيتهما إستعدادا لرحلة الهجرة ولما أذن الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة قصد بيت أبي بكر في وقت الظهيرة وهو وقت لم يكن معتادا أن يأتي النبي فيه إلى دار أبي بكر وأخبره بأمر الهجرة وبأنه سيكون رفيقه فبكى أبو بكر من شدة الفرح وهو يقول الصحبة يا رسول الله وخرج أبو بكر مع النبي مهاجرا ليلة 27 من شهر صفر من العام الرابع عشر من البعثة النبوية الموافق يوم 12 سبتمبر عام 622م وحمل معه ماله كله في تلك الليلة ولم يترك في البيت شيئا وكان ماله خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم فجاء جد أسماء أبو قحافة إلى البيت ولم يكن قد أسلم بعد وكان قد كف بصره فقال لها إن هذا يقصد أبا بكر قد فجعكم بماله ونفسه فقالت كلا يا أبت إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا فعمدت إلى أحجار فجعلتهن في كوة البيت وغطتها بثوب ثم أخذت بيده ووضعتها على الثوب وقالت يا أبت ضع يدك على هذا المال فوضع يده عليه فقال لا بأس إذا كان قد ترك لكم هذا فقد أحسن وفي هذا بلاغ لكم وأتاها أبو جهل في نفر من قريش ووقفوا على باب بيت أبي بكر فخرجت إليهم أسماء فسألوها أين أبوك يا إبنة أبي بكر فقالت لا أدرى والله أين أبي فغضب أبو جهل ورفع يده وكان فاحشا خبيثا ومتجبرا فلطمها لطمة طرح منها قرطها فتماسكت ولم ترد عليه وأخذ هو يرجوها بألا تتحدث بفعلته الحمقاء هذه حتى لا يعيره العرب وتتحدث بأنه قد مد يده على إمرأة ثم إنصرفوا وكانت أسماء بالطبع أحد عدد قليل جدا من الأشخاص يعلمون أين النبي وصاحبه وأنهما في غار ثور جنوبي مكة وكانت تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يصلحهما فصنعت لهما طعاما فإحتاجت إلى ما تحمله به فشقت خمارها نصفين فشدت بنصفه الطعام وإتخذت النصف الآخر منطقا فلما جاءت للنبي قال لها أَبدلك اللَّه بنطاقك هذا نطاقين في الجنة فسميت بذات النطاقين وظلت رضي الله عنها طوال فترة بقاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبيها في غار ثور تنقل لهما الزاد والأخبار .


وبعد أن وصل الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه المدينة وإستقرا فيها بعث النبي الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه وبعث معه أبا رافع مولاه وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظهر وبعث أبو بكر الصديق رضي الله عنه معهما الدليل الذى كان معه ومع النبي أثناء الهجرة عبد الله بن أريقط ببعيرين أو ثلاثة وكتب إلى إبنه عبد الله بن أبي بكر أن يحمل زوجته أم رومان وإبنتيه أسماء وعائشة وكان الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله يريد الهجرة أيضا إلى المدينة المنورة فسار معهم ووصل الجميع بسلامة الله إلى المدينة المنورة وكانت السيدة أسماء رضي الله عنها في ذلك الوقت حاملا في أكبر أبنائها عبد الله حيث كانت قد تزوجت في مكة المكرمة من الصحابي الجليل الزبير بن العوام حوارى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإبن السيدة صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها عمة النبي وأحد السابقين إلى الإسلام وكان أحد الذين دعاهم صهره أبو بكر الصديق للإسلام وجاء به للرسول ليسلم بين يديه كما أنه أحد العشرة المبشرين بالجنة وكان أول من سل سيفه في الإسلام وأحد الستة أصحاب الشورى الذين إختارهم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليختاروا الخليفة من بعده وكان الزبير شابا فقيرا ليس لديه سوى فرس ولكنها كانت راضية معه فلم تكلفه ما لا يطيق وتقول أسماء عن ذلك تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شئ سوى فرسه فكنت أعلف فرسه وأستقي الماء وأعجن العجين وأخبزه وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي وهي مني على ثلثي فرسخ فجئت يوما والنوى على رأسي فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من الأنصار فدعاني ثم قال إخ إخ ليحملني خلفه قإستحييت أن أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أني قد إستحييت فمضى فجئت الزبير فقلت لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أحمل على رأسي النوى ومعه نفر من أصحابه فأناخ لأركب فإستحييت منه وعرفت غيرتك فقال والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه قالت حتى أرسل إلي أبي أبو بكر بعد ذلك خادم يكفيني سياسة الفرس فكأنما أعتقني ولما أتمت السيدة أسماء رضي الله عنها حملها بعد هجرتها إلى المدينة المنورة ولدته بقباء على الأرجح في شهر شوال عام 1 جرية فكان هو أول مولود للمهاجرين في المدينة المنورة وقد إستبشر المسلمون بمولده حيث كانوا قد بقوا لفترة لا يولد لهم مولود حتى قيل إن يهود المدينة سحرتهم ثم حملته أمه في خرقة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فحنكه بتمرة وبارك عليه وسماه عبد الله بإسم جده لأمه أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأمر أبا بكر أن يؤذن في أذنيه وفي طفولته كان مداوما على التردد على بيت خالته أم المؤمنين عائشة في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفي سن السابعة أمره أبوه بمبايعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فتبسم النبي لذلك ثم بايعه عبد الله .

وعاشت السيدة أسماء إلى جوار زوجها في المدينة المنورة وأنجبت له بعد إبنهما الأكبر عبد الله أربعة أولاد هم عروة والمنذر وعاصم والمهاجر وثلاث بنات هن خديجة الكبرى وأم الحسن وعائشة رضي الله عنهم جميعا وشهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم وزوجها وأبيها المشاهد كلها غزوة بدر وأحد والخندق وبني قريظة وخيبر وفتح مكة والتي كان زوجها من قادة المسلمين فيها ومن الذين كان يكلفهم النبي صلى الله عليه وسلم ببعض المهمات الخاصة فكان هو من أتى بأخبار بني قريظة خلال غزوة الخندق وأنهم قد نقضوا العهد مع المسلمين وتحالفوا مع الأحزاب وأيضا كان هو والإمام علي بن ابي طالب من كلفهما النبي باللحاق بالمرأة التي كانت تحمل رسالة حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش بأن النبي في سبيله إلى التوجه لمكة لفتحها فذهب علي والزبير فأمسكا بالمرأة على بعد إثني عشر ميلا من المدينة وهددوها بأن يفتشوها إن لم تخرج الكتابَ فإستسلمت لهما واخرجته من بين خصلات شعرها حيث كانت تخفيه وسلمته لهم وقد إشتهرت السيدة أسماء رضي الله عنها بالتقوى والورع وكان من شدة ورعها أنها حين قدمت عليها أمها في المدينة المنورة وكانت مشركة وأحضرت لها بعضَ الهدايا لم تقبلها حتى سألت النبي صلى الله عليه وسلم قائلة له إن أمي قدمت وهي راغبة أي غير مسلمة أفأصلها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم نعم صلي أمك وعلاوة على ذلك كانت السيدة أسماء إمرأة كريمة سخية وقال عن ذلك إبنها عبد الله بن الزبير ما رأيت إمرأة قط أجود من خالتي أم المؤمنين عائشة وأمي أسماء رضي الله عنهما وجودهما مختلف أما عائشة رضي الله عنها فكانت تجمع الشئ إلى الشئ حتى إذا إجتمع عندها وضعته مواضعه وأما أسماء رضي الله عنها فكانت لا تدخر شيئا لغد وكانت تقول لبناتها ولأهلها أنفقن وتصدقن ولا تنتظرن الفضل فإنكن إن إنتظرتن الفضل لم تفضلن شيئا وإن تتصدقن لم تجدن فقده وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وتولي أبي بكر الصديق رضي الله عنه الخلافة وأطلت فتنة الردة عن الإسلام برأسها وطمع كثير من الأعراب في المدينة حصن الإسلام الحصين أصدر الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه قرارا إستثنائيا بأن يبيت الرجال في المسجد النبوى وهم مسلحون إستعدادا للحرب في أية لحظة وإتخذ أيضا قرارا آخر فدعا علي بن ابي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص وغيرهم من الصحابة الكرام وجعلهم على مداخل المدينة وهم في كامل الإستعداد بأسلحتهم وبالفعل لم يمر وقت طويل حتى هجم إتحاد المرتدين عن الإسلام ومانعي الزكاة على المدينة فصدهم الصحابة الكرام وهرع المسلمون للقتال يقودهم الخليفة أبو بكر بنفسه وإنتصروا عليهم ولما بدأت الفتوحات ببلاد العراق والشام كان الزبير بن العوام رضي الله عنه زوج السيدة أسماء بت أبي بكر رضي الله عنهما أحد أبطال فرسان المسلمين في معركة اليرموك التي تعد المعركة المفصلية في فتوحات الشام والتي وقعت في شهر رجب عام 13 هجرية وكان أحد قادة الكراديس أو الكتائب التي قسم خالد بن الوليد جيش المسلمين إليها وخرجت السيدة أسماء رضي الله عنها مع زوجها الزبير إلى هذه المعركة وكانت ضمن النساء الذين كلفهن خالد بن الوليد بالوقوف خلف جيش المسلمين ويقمن بإثارة حمية وحماس الجند مع هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان بن حرب وريطة بنت منبه زوجة عمرو بن العاص وأم حكيم بنت الحارث بن هشام زوجة عكرمة بن أبي جهل وغيرهم رضي الله عنهم جميعا ومن يرونه منهم يفر من المعركة عليهن بضرب قوائم فرسه بأعمدة الخيام وردهم إلي المعركة وقيل في هذا الأمر إن نساء المسلمين كان لهم دور كبير في الإنتصار الذى حققه المسلمون على الروم وإنهن كن يوم اليرموك أشد على جند المسلمين من جنود الروم ومما يذكر أن إبنها عبد الله كان مع أبيه وأمه وهو غلام حدث لكنه لم يشارك في القتال لصغر سنه لكنه شارك في تطبيب الجرحى وشارك بعد ذلك الزبير في فتح مصر ما بين عام 18 وعام 21 هجرية .

وعن علاقة السيدة أسماء رضي الله عنها بزوجها الزبير بن العوام رضي الله عنه فقد كان شديدا عليها فأتت أباها ذات يوم فشكت ذلك إليه فقال يا بنية إصبرى فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ثم مات عنها فلم تتزوج بعده جمع الله بينهما في الجنة وفي النهاية حدث بينهما الطلاق على الأرجح في عهد الخليفة عثمان بن عفان فكانت عند إبنها الأكبر عبد الله وهناك إختلاف في سبب طلاقها فقيل إن عبد الله قال لأبيه مثلي لا توطأ أمه فطلقها وقيل إن الزبير ضربها فصاحت بإبنها عبد الله فأقبل إليها فلما رآه أبوه قال أمك طالق إن دخلت فقال عبد الله أتجعل أمي عرضة ليمينك فدخل فخلصها منه فوقع الطلاق وبعد أن تولى الخلافة عثمان بن عفان وكان عبد الله قد بلغ الخامسة والعشرين عاما من عمره وكانت أمه السيدة أسماء رضي الله عنها قد نشأته على الشجاعة والفروسية وبقوة إيمانها وصبرها غدا عبد الله مثل أبيه فارسا من أشجع فرسان الإسلام وبطلا من أبطاله فبدأ يشارك في الفتوحات حيث شارك في فتح أفريقية حيث كان ضمن المدد الذى أُمد به الخليفة عبد الله بن سعد بن أبي السرح والي مصر وقائد جيش المسلمين لقتال قائد الروم جرجير في سبيطلة بوسط غرب تونس حاليا وكان لمشاركته أثر بالغ في ترجيح كفة المسلمين في المعركة واستطاع في جماعة من الفرسان أن يخترق صفوف الرومان وتمكن من قتل قائدهم جرجير فإرتبك الرومان وكانت الغلبة للمسلمين ثم شارك عبد الله في إستكمال فتح أفريقية وأرسله عبد الله بن سعد إلى الخليفة عثمان يبشره بالفتح ويوم أن حوصر الخليفة عثمان بن عفان في داره ممن ثاروا عليه كان عبد الله بن الزبير ممن دافع عنه وصد الثائرين عن داره بل وألح على عثمان أن يسمح له بقتالهم لكنه رفض فأصر عبد الله ومعه مروان بن الحكم على الدفاع عنه وأصيب إصابات بالغة وأُخرج يومها من بيت عثمان محمولا من كثرة الإصابات ولما قسمت فتنة مقتل عثمان صفوف المسلمين كان عبد الله في حزب أبيه وطلحة وعائشة وشارك في موقعة الجمل وهو قائد للرجالة وتبارز يومئذ مع مالك بن الحارث الأشتر ولم يستطع عبد الله أن يهزمه فإحتضنه وجعل يقول لأصحابه إقتلوني ومالكا معي فصارت مثلا ثم إفترقا وجرح يومئذ عبد الله تسعة عشر جرحًا ووجد بين القتلى وقد كاد أن يهلك فأعطت خالته أم المؤمنين عائشة لمن بشرها بأنه لم يقتل عشرة آلاف درهم وسجدت لله شكرا لما له من مكانة في قلبها حتى أنها كانت تكنى به فكان يقال لها أم عبد الله وبعد أن تولى معاوية بن أبي سفيان الخلافة عام 41 هجرية آثر إبن الزبير حياة الجهاد فشارك في باقي فتوحات أفريقية تحت إمرة واليها معاوية بن حديج فكان من كبار قادته وشارك في فتح بنزرت عام 41 هجرية كما بعثه إبن حديج إلى سوسة ففتحها وفي عام 49 هجرية شارك عبد الله بن الزبير في جيش يزيد بن معاوية الذى حاصر القسطنطينية وبعد أن توفي معاوية بن أبي سفيان عام 60 هجرية وبويع إبنه يزيد بالخلافة وهو ما رفضه كل من الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وكان يزيد مهتما بأخذ البيعة منهما فكتب إلى عامله على المدينة المنورة الوليد بن عتبة كتابا فيه أما بعد فخذ حسينا وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذًا شديدا ليست فيه رخصة حتى يبايعوا والسلام فأتى بهما الوليد وأمهلهما ليلةً لمبايعة يزيد فلاذا بمكة لكيلا يبايعا وظل عبد الله بن الزبير بمكة حتى خرج الحسين بن علي إلى العراق رغم نصح عبد الله بن عباس له بعدم التوجه للعراق وما تبع ذلك من أحداث إنتهت بمقتل الحسين في وقعة الطفّ في شهر المحرم عام 61 هجرية مما أغضب جموع المسلمين على يزيد لمقتل إبن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أيدى جيوشه وبعد مقتل الحسين صار شاغل يزيد أخذ بيعة إبن الزبير خاصةً لما كان لإبن الزبير من دور في تأليب المسلمين للخروج على بني أمية وبلغ يزيد ذلك فغضب وأقسم أن يؤتى بعبد الله بن الزبير مقيدا ومسلسلا وقد وجد معاوية بن يزيد و‌عبد الله بن جعفر أن أمرا كهذا لن يقبل به عبد الله بن الزبير وأشارا علي يزيد بأن يرسل إليه برجال من الأشراف واصحاب الرآى والمشورة فيهم الحصين بن نمير السكوني و‌مسلم بن عقبة المرى و‌الضحاك بن قيس و‌زفر بن الحارث الكلابي و‌روح بن زنباع الجذامي ومعهم سلسلة من فضة وحبل من ذهب وثوب من حرير ليرتديه إبن الزبير ليخفي القيد لعله يخضع ويبر بقسم يزيد فغضب إبن الزبير وأصر على رفضه مبايعة يزيد وعاذ بالبيت الحرام فسمي بعائذ البيت .


وقد أثار الموقف الذى إتخذه عبد الله بن الزبير حنق يزيد بن معاوية خاصة وأن أُناسا كثيرين من أهل مكة إجتمعوا حول إبن الزبير وأيدوه وكان منهم جماعة من كبار التابعين منهم المسور بن مخرمة وجبير بن شيبة و‌مصعب بن عبد الرحمن بن عوف و‌عبد الله بن صفوان بن أمية حتى أنه في موسم حج عام 61 هجرية لم يصل إبن الزبير بصلاة عمرو بن سعيد بن العاص والي يزيد على المدينة المنورة ولم يفض من عرفات بإفاضته بل ومنع إبن الزبير الحارث بن خالد المخزومي نائب عمرو بن سعيد على مكة من إمامة أهلها في الصلاة فكتب يزيد إلى عمرو الأشدق أن يوجه إليه جندا فوجه الأشدق قائد شرطته عمرو بن الزبير لقتال أخيه عبد الله في ألف رجل إلا أنه إنهزم أمام جيش إجتمع لإبن الزبير وأُسر أخوه عمرو فأقامه عبد الله أمام الناس ليقتصوا منه لمظالم كان قد ظلم أناسا فيها وهو قائد لشرطة المدينة فإقتص الناس منه كل بمثل ما ظلم فمات عمرو من أثر الضرب وأمر به عبد الله فصلب وحدث بعد ذلك في عام 63 هجرية أن خرج أهل المدينة على خلافة يزيد بن معاوية وطردوا عامله عليها فوجه إليهم جيشا بقيادة مسلم بن عقبة المرى فأمهل أهلها ثلاثة أيام فأبوا إلا القتال وكان عليهم عبد الله بن حنظلة الغسيل الأنصارى وعبد الرحمن بن زهير بن عوف الزهرى إبن أخ الصحابي الجليل وأحد العشرة المبشرين بالجنة عبد الرحمن بن عوف ومعقل بن سنان الأشجعي وعبد الله بن مطيع وكان مجئ مسلم عن طريق الحرة الشرقية ووقعت معركة بين الجيشين سميت وقعة الحرة وكانت في أواخر شهر ذي الحجة عام 63 هجرية وقتل في هذه الوقعة أكثر سادة أهل المدينة من الصحابة وأبناء الصحابة وإستباح مسلم حرماتها ثلاثة أيام بعد وقعة الحرة ثم أمره يزيد أن يتوجه لقتال إبن الزبير في مكة فمات مسلم قبل أن يصل وخلفه الحصين بن نُمير السكوني على الجيش وبلغ الجيش مكة في يوم 26 من شهر المحرم عام 64 هجرية وحاصروا إبن الزبير 64 يوما ونصبوا المنجنيق وإحترقت الكعبة المشرفة ومني جيش إبن الزبير بخسائر كبيرة وفقد الكثير من مؤيديه كأخويه المنذر وأبي بكر وإبن أخيه عمر بن عروة بن الزبيرومصعب بن عبد الرحمن بن عوف والمسور بن مخرمة وفي الأول من شهر ربيع الآخر عام 64 هجرية جاء نعي يزيد فبعث الحصين لإبن الزبير أن يلتقيه في ليلته ففاوضه في الخلافة وأن ينضم الحصين بمن معه من جند الشام إلى صفوفه ويخرجوا للشام فلا يخالفهم أحد إلا أن إبن الزبير رفض لما في رقاب هؤلاء الجند من دماء أهل الحرة ثم أرسل للحصين يبلغه بأنه لن يسير إلى الشام ودعاه لأن يبايع له في الشام فنبهه الحصين بأن العديد من الأمويين قد يطالبون بالخلافة في الشام وسيجدوا من يجيبهم وبوفاة يزيد بن معاوية وإنسحاب جيش الحصين من حصاره لإبن الزبير في مكة دعا إبن الزبير إلى نفسه فبايعه أهل الحجاز ما عدا بعض الشخصيات الهامة مثل عبد الله بن عمر ومحمد بن الحنفية وعبد الله بن عباس كما دعا له النعمان بن بشير بحمص وزفر بن الحارث الكلابي بقنسرين والضحاك بن قيس بدمشق وأتته بيعة الكوفة والبصرة وخراسان واليمن ومعظم الشام فبعث إبن الزبير عماله فولى أخاه مصعب المدينة والحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة البصرة وعبد الله بن مطيع الكوفة وعبد الرحمن بن عتبة بن جحدم الفهرى مصر والضحاك بن قيس الشام كما بعث ولاة لليمن وخراسان ونظرا لإجتماع معظم الأمصار على بيعته ما عدا أجزاء من بلاد الشام فقد عده مالك وإبن عبد البر وابن حزم وابن كثير والذهبي الخليفة الشرعي للمسلمين بعد وفاة يزيد وبالرغم من مشاركة الخوارج لإبن الزبير في الدفاع عن مكة حين حوصر إلا أنهم خالفوه حين بويع لإثنائه على عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو ما يخالف معتقداتهم فقصدوا العراق وخراسان ففوض إبن الزبير المهلب بن أبي صفرة لقتالهم فهزمهم المهلب وقتل زعيمهم نافع بن الأزرق .


وبوفاة يزيد بن معاوية في إحدى قرى حمص في التاريخ المذكور في السطور السابقة بايع أهل دمشق لولده معاوية الثاني وكان يومها شابا في العشرين من عمره لكنه كان زاهدا في الأمر فتنازل عن الخلافة بعد مدة قصيرة من مبايعته بها دون أن يستخلف أحدا ومات بعدها بأيام وبوفاته إضطربت الأمور في الشام إلى أن إنتهى الأمر بمبايعة مروان بن الحكم بالخلافة والذى إستطاع أن يعيد الشام ومصر إلى الخضوع لحكمه وبقيت العراق والحجاز خارج سيطرته وتوفي مروان بن الحكم بعد حوالي 10 شهور من توليه الخلافة قضاها في معارك وحروب وصراعات من أجل توطيد أركان الحكم لبني أمية وبالفعل كان قد أعاد الشام وفلسطين ومصر إلي الحكم الأموى لكن القدر لم يمهله لكي يحقق هدفه بإعادة بلاد الحجاز وبلاد العراق إلى الحكم الأموى مرة أخرى وتولى إبنه عبد الملك بن مروان بن الحكم الخلافة في شهر رمصان عام 65 هجرية وإستطاع أن يسترد بلاد العراق وأن يعيدها للحكم الأموى بعد أن خرج بنفسه على رأس جيشه في جمادى الآخرة عام 72 هجرية وإصطدم بجيش مصعب بن الزبير عامل عبد الله بن الزبير على العراق وسرعان ما إنخذل جانب من أهل العراق عن جيش مصعب لتكون الغلبة لجيش عبد الملك بن مروان وإنتهت المعركة بمقتل مصعب وسيطرة عبد الملك على العراق وبسقوط الشام ومصر والعراق إنحصر ملك إبن الزبير في الحجاز وأعد عبد الملك بن مروان جيشا للقضاء عليه في مكة المكرمة بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي وأسرع بإرساله إلى الحجاز والذى لما وصل بجيشه الذى كان تعداده عشرين ألف جندى إلي مكة المكرمة حاصرها ونصب المجانيق على الجبال المحيطة بمكة وكان معه خمس مجانيق ليحصر أهلها حتى يخرجوا إلى الأمان والطاعة لعبد الملك بن مروان وكان مع الحجاج قوم قدموا عليه من أرض الحبشة فجعلوا يرمون بالمجانيق الخمسة من كل مكان فقتلوا الكثير من أهل مكة كما أنه حبس عنهم الميرة فجاعوا وكانوا يشربون من ماء زمزم وأخذت الحجارة تقع في الكعبة المشرفة حتي تصدعت جدرانها وكانت الحرب سجالا يكر جيش الشام على إبن الزبير فيشد عليهم وكان إبن الزبير يقول في القتال خذها وأنا إبن الحوارى قاصدا أبيه الزبير بن العوام الملقب بحوارى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل لإبن الزبير ألا تكلمهم في الصلح فقال والله لو وجدوكم في جوف الكعبة لذبحوكم جميعا والله لا أسألهم صلحا أبدا ولما إشتد الحصار أخذ أهل مكة يخرجون إلى الحجاج بالأمان ويتركون إبن الزبير حتى خرج إليه ما يقرب من عشرة آلاف فأمنهم وتدريجيا قل أصحاب عبد الله بن الزبير حتى خرج إلى الحجاج بن يوسف حمزة وخبيب إبنا عبد الله بن الزبير فأخذا لأنفسهما أمانا من الحجاج فأمنهما ودخل إبن الزبير على أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وكانت قد قاربت المائة عام من عمرها فشكا إليها خذلان الناس له وخروجهم إلى الحجاج حتى أولاده وأهله وأنه لم يبق معه إلا اليسير ولم يبق لهم صبر ساعة فما رأيك فقالت يا بني أنت أعلم بنفسك إن كنت تعلم أنك على حق وتدعو إلى حق فإصبر عليه فقد قتل عليه أصحابك ولا تمكن من رقبتك يلعب بها غلمان بني أمية وإن كنت إنما أردت الدنيا فلبئس العبد أنت أهلكت نفسك وأهلكت من قتل معك وإن قلت كنت على حق فلما وهن أصحابي ضعفت فهذا ليس فعل الأحرار ولا أهل الدين فقبل رأسها وقال هذا والله رأيي ثم قال فإنظري يا أماه فإني مقتول من يومي هذا فلا يشتد حزنك وسلمي لأمر الله فإن إبنك لم يتعمد إتيان منكر ولا عمل بفاحشة قط ولم يجر في حكم الله ولم يغدر في أمان ولم يتعمد ظلم مسلم ولا معاهد ولم يبلغني ظلم عن عامل فرضيته بل أنكرته ولم يكن عندى أفضل من رضا ربي عز وجل اللهم إني لا أقول هذا تزكية لنفسي اللهم أنت أعلم بي مني ومن غيرى ولكني أقول ذلك تعزية لأمي لتسلو عني فقالت أمه إخرج يا بني حتى أنظر ما يصير إليه أمرك .

ولم تمض أيام حتى هجم الجيش الأموى على مكة وقتل الكثيرون من أهلها وبذلك إنتهى حصار الحجاج لمكة والذى إستمر ستة أشهر وسبعة عشر يوما وقتل عبد الله بن الزبير بعد ان قاتل قتالا شديدا حتى قتل وقتل معه عبد الله بن مطيع العدوى وعبد الله بن صفوان الجمحي وهو متعلق بأستار الكعبة وبالتالي فرض الحجاج سيادة بني أمية على بلاد الحجاز وكان ذلك في يوم السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 73 هجرية الموافق يوم 3 أكتوبر عام 692م وحز الحجاج رأس إبن الزبير وأُرسِله إلى عبد الملك بن مروان وصلب بدنه منكسا عند الحجون بمكة فما زال مصلوبا حتى مر به عبد الله بن عمر فقال رحمة الله عليك يا أبا خبيب أما والله لقد كنت صواما قواما ثم بعث للحجاج قائلا أما آن لهذا الراكب أن ينزل وبعدما قتل ولدها وكانت قد ذهب بصرها أرسل الحجاج إلي السيدة أسماء رضي الله عنها فأبت أن تأتيه فأرسل إليها رسولا يقول لها لتأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك فأبت وقالت والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني فإنطلق الحجاج إليها حتى دخل عليها فقال كيف رأيتني صنعت بعدو الله فقالت له رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك وقد بلغني أنك تقول له يا إبن ذات النطاقين أنا والله ذات النطاقين أما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعام أبي بكر من الدواب وأما الآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن في ثقيف كذابا ومبيرا فأما الكذاب فرأيناه تقصد المختار الثقفي وأما المبير وهو الذى يسرف في إهلاك الناس فلا أخالك إلا إياه فقام الحجاج عنها ولم يراجعها ولما بلغ ذلك عبد الملك بن مروان كتب إلي الحجاج يلومه في مخاطبته أسماء وقال مالك ولإبنة الرجل الصالح وأمره بإنزال عبد الله بن الزبير من الخشبة فأخذت جثمانه وغسلته وحنطته وكفنته وطيبته وصلت عليه ثم دفنته وبهذا إنتهت خلافة عبد الله بن الزبير التي إستمرت مدة تسع سنوات وتوحد العالم الإسلامي تحت طاعة الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان الذى أضحى الخليفة الشرعي الوحيد للمسلمين وأخيرا كانت وفاة السيدة أسماء رضي الله عنها بعده بأيام قليلة وكانت آخر من توفي من المهاجرين والمهاجرات وكانت قد أوصت أهلها فقالت إذا أنا مت فأجمروا ثيابي وحنطوني وَلا تجعلوا علَى كفني حنوطا ولا تتبعوني بنار وننهي مقالنا هذا بأن نذكر أن السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها كانت من رواة الحديث النبوى الشريف وحدث عنها إبناها عبد الله بن الزبير وعروة بن الزبير وحفيدها عبد الله بن عروة وحفيده عباد بن عبد الله وعبد الله بن عباس وأخرون وإتفق لها البخاري ومسلم على 13 حديثا وإنفرد البخاري بخمسة أحاديث ومسلم بأربعة وروى لها الإمام أحمد بن حنبل 80 حديثا في مسنده رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته وجزاها خيرا عن أعمالها في خدمة دين الله وخدمة رسوله الكريم وسائر المسلمين .
 
 
الصور :
أبناء_أسماء_بنت_أبي_بكر