بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com
موسوعة كنوز “أم الدنيا"
خارجة بن زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصارى الخزرجي رضي الله عنه من كبار التابعين المحدثين الأجلاء وكانت كنيته أبو زيد الأنصارى والنجارى فهو من بني النجار أخوال النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكان ميلاد التابعي خارجة بن زيد بن ثابت رضي الله عنه على الأرجح عام 28 هجرية بالمدينة المنورة في عهد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه وأبوه هو الصحابي الأنصارى الخزرجي زيد بن ثابت والذى لما دخل النبي ﷺ المدينة كان قد بلغ 11 عاما فأسلم هو وأهله جميعا وباركه الرسول ﷺ ودعا له وفي العام الثاني للهجرة خرج زيد مع قوم من الأنصار إلى غزوة بدر لكن رسول الله ﷺ رده لصغر سنه وجسمه وبعد أن حقق المسلمون النصر بإذن الله وأسروا عددا من المشركين كان فداء كل أسير منهم أربعين أوقية فمن لم يكن عنده كان عليه أن يعلم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة فكان زيد بن ثابت واحدا ممن تعلموا آنذاك وكان عمره 13 عاما وفي غزوة احد لم يشارك زيد بن ثابت أيضا في الغزوة وكانت أول غزوة يشارك فيها هي غزوة الخندق وكان قد بلغ من العمر 16 عاما وكان زيد ممن أخذوا يتتبعون القرآن الكريم ويحفظونه ويكتبون الوحي للرسول ﷺ وبدأت تظهر عليه علامات النبوغ والتفوق في الثقافة والعلم والحكمة ومع الوقت كان كلما نزل الوحي على رسول الله ﷺ أرسل في طلب زيد بن ثابت ليكتب ويدون ما نزل من القرآن الكريم وهي مهمة حساسة جدا وخطيرة إذ أن مدون القرآن الكريم ليس بالإنسان العادي بل هو إنسان يجب أن تكون له ميزات غير عادية لهذا إختار الرسول ﷺ زيدا لهذا الأمر وفي السنة السابعة للهجرة وبعد عقد صلح الحديبية مع مشركي قريش بدأ الرسول ﷺ في إبلاغ دعوته للعالم الخارجي وإرسال كتبه لملوك الأرض وقياصرته فأمر زيدا أن يتعلم لغة اليهود فتعلمها في وقت وجيز ويقول زيد بن ثابت في ذلك أُتى بيَ النبي ﷺ وقال هذا من بني النجار وقرأت عليه فأعجبه ذلك فقال تعلم لغة اليهود فإني ما آمنهم على كتابي ففعلت فما مضى لي نصف شهـر حتى حذقتها قراءة وكتابة فكنت أكتب له إليهم بلغتهم وإذا كتبوا إليه قرأت له وبعد لغة اليهود تعلم زيد اللغة السريانية فعن ثابت بن عبيد عن زيد بن ثابت قال قال لي رسول الله ﷺ أتحسن السريانية قلت لا قال فتعلمها فإنه تأتينا كتب قال فتعلمتها في سبعة عشر يوما ويقول الأعمش كانت تأتي النبي ﷺ كتب لا يشتهى أن يطلع عليها إلا من يثق به ومن هنا أطلق عليه لقب ترجمان الرسول ﷺ وبعد وفاته وتولي الخليفة الراشد الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه الخلافة وبعد قمع فتنة الردة تقرر جمع القرآن الكريم في مصحف واحد وكلف الخليفة الصحابي زيد بن ثابت بهذه المهمة العظيمة والتي قال عنها زيد رضي الله عنه والله لو كلفوني نقل جبل من مكانه لكان أهون علي مما أمروني به من جمع القرآن الكريم كما قال فكنت أتبع القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال وفي النهاية أنجز زيد المهمة على أكمل وجه وفي عهد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان إتسعت رقعة الدولة الإسلامية وحدثت بعض الإختلافات في قراءة القرآن مع دخول شعوب غير عربية في الإسلام فأشار الصحابة على الخليفة وعلى رأسهم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ضرورة توحيد المصحف فقال عثمان مَن أكتب الناس قالوا كاتب رسول الله زيد بن ثابت قال فأى الناس أعرب قالوا سعيد بن العاص رضي الله عنه والذى كان أشبه لهجة برسول الله ﷺ فقال عثمان فليمل سعيد وليكتب زيد وتم تكليفه بكتابة عدد 7 نسخ من المصحف فجمع زيد أصحابه وأعوانه من الصحابة القريشيين لمعاونته في هذا النسخ فبخلاف سعيد بن العاص رضي الله عنه إختار عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي وأمرهم الخليفة أن يرجعوا عند اختلافهم مع زيد في كلمة إلى لسان قريش فعليهم أنزل القرآن وانجز زيد بن ثابت وصحبه هذه المهمة على خير وجه وأما أم خارجة فهي أم سعد بنت الصحابي سعد بن الربيع الأنصارى الخزرجي والذى كان ممن شهدوا بيعة العقبة الثانية وكان أحد نقباء الأنصار يومها وشهد مع النبي محمد ﷺ غزوتي بدر وأحد وإستشهد رضي الله عنه يوم أحد .
ونشأ خارجة بن زيد بن ثابت في بيت أبيه وكان أجل إخوته إسماعيل وسليمان ويحيى وعبد الرحمن وعبد الله وسعد وسليط وكان يوصف بأنه أنيق الهيئة حسن المنظر وفي ذلك قال زيد بن السائب رأيت خارجة بن زيد يلبس كساء خز ورأيته يلبس ملحفة معصفرة ويعتم بعمامة بيضاء وقد عرفنا أن أباه زيد بن ثابت كان في حالة رافهة ولا شك أن جانبا كبيرا من مال أبيه الصحابي زيد بن ثابت قد آل إليه بالميراث بعد وفاته ولهذا كان أمرا بديهيا أن تبدو عليه آثار النعمة والثراء في ملبسه ومظهره وكانت تلك سمة فقهاء المدينة عامة وتلقى خارجة العلم على أيدى جمع كبير من الصحابة رضي الله عنهم كان على رأسهم أبوه وأمه وعمه يزيد بن ثابت وأسامة بن زيد وسهيل بن سعد وعبد الرحمن بن أبي عمرة وأم العلاء بنت الحارث بن ثابت بن حارثة الأنصارية الخزرجية المحدثة الثقة رضي الله عنهم جميعا وكان مما رواه عن أبيه زيد بن ثابت رضي الله عنه قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على كنز من كنوز الجنة قالوا بلى قال لا حول ولا قوة إلا باللَّه وروى عن أبيه أيضا فقال قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم زوروا القبور ولا تقولوا هجرا وقد تلقى العلم عنه جمع كبير من التابعين والمحدثين الثقات حيث روى عنه إبنه سليمان وإبنا أخويه سعيد بن سليمان بن زيد وقيس بن سعد بن زيد ومجالد بن عوف وعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وإبنه محمد بن عبد الله وأبو الزناد وعثمان بن حكيم والمطلب بن عبد الله بن حنطب ويزيد بن قسيط وأبو بكر بن بنت عمرو بن حزم وإبن شهاب الزهرى وآخرين وكان خارجة بن زيد بن ثابت وطلحة بن عبد الله بن عوف ممن ينتهي الناس إلى قولهم في أمور العبادة والشريعة وممن كانوا يقسمون المواريث من الدور والنخل والأموال بين أهلها ويكتبون الوثائق للناس ولا عجب في ذلك فقد كان أبوه زيد بن ثابت بارعا في تقسيم المواريث أيضا فأخذ هذه البراعة من أبيه رضي الله عنه وقد إتفق الكثير من الأئمة المؤرخين وأصحاب السير والتراجم مثل محمد بن سعد البغدادى وأبو القاسم بن عساكر وشمس الدين الذهبي وغيرهم على جلالته وإمامته وعظم قدره وإرتفاع منزلته وعده الحافظ وراوى الحديث يحيى بن سعيد القطان أحد الفقهاء العشرة الذين إنتهى إليهم علم الفقه في المدينة المنورة والذين كانوا يفتون للناس في أمور دينهم ويرشدونهم ويسهلون عليهم الإلتزام بأصول وتعاليم وفرائض دين الله عز وجل نظرا لرجاحة أحكامهم حين قال كان فقهاء المدينة المنورة عشرة هم سعيد بن المسيب وخارجة بن زيد بن ثابت وسليمان بن يسار وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف والقاسم بن محمد وعروة بن الزبير بن العوام بن خويلد وأبان بن عثمان بن عفان وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وقبيصة بن ذؤيب رضي الله عنهم جميعا وهؤلاء العشرة الكرام كان يتخذهم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه والذى أصبح الخليفة الأموى الثامن فيما بعد مستشارين له فيما يعرض عليه من أمور عندما كان واليا على المدينة المنورة ما بين عام 86 هجرية حتى عام 93 هجرية في أواخر عهد عمه الخليفة الأموى الخامس عبد الملك بن مروان وخلال الست سنوات الأولى من عهد إبنه وخليفته الخليفة الأموى السادس الوليد بن عبد الملك وكان يقول لهم عندما يستحضرهم لإستطلاع رأيهم في أمر من الأمور إنما دعوتكم لأمر تؤجرون عليه وتكونون فيه أعوانا على الحق وإني لا أُريد أن أقطع أمرا إلا برأيكم أو برأى من حضر منكم ومما يذكر أنه كان من تقوى وورع خارجة بن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه لما عرض عليه عمر بن عبد العزيز وهو والي على المدينة المنورة أن يخصص له راتبا شهريا من بيت مال المسلمين رفض قائلا لو كان هذا أمرا خاص بي فإني أكرهه ولا أرضى به وإن كان ذلك للفقهاء عموما قبلته فقال عمر لا يسع المال ذلك ولو وسعه لفعلت .
وقد عاصر خارجة بن زيد بن ثابت واقعة الحرة والتي كانت بين أهل المدينة من طرف والخليفة الأموى الثاني يزيد بن معاوية بن أبي سفيان والأمويين من طرف آخر عام 63 هجرية وكان السبب فيها أن أهل المدينة نقضوا بيعة يزيد بن معاوية لما كان عليه من سوء ولما حدث في معركة كربلاء في شهر المحرم عام 61 هجرية والتي قتل فيها الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأهل بيته فإجتمعوا على خلع يزيد بن معاوية عند المنبر النبوى وحوصر بنو أمية في دار مروان بن الحكم بن أبي العاص في المدينة المنورة وقاموا بطرد والي يزيد على المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان ومن معه من بني أمية من المدينة المنورة وبايعوا الصحابى الأنصارى عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الراهب وهو من صغار الصحابة أميرا عليهم فأرسل يزيد ن معاوية إلى عبيد الله بن زياد والي الكوفة يأمره بالمسير إلى المدينة المنورة وإخضاع أهلها لبني أمية ثم التوجه إلى مكة ومحاصرة عبد الله بن الزبير الذى أعلن نفسه خليفة للمسلمين وبايعه اهل الحجاز فقال عبيد الله والله لا جمعتهما للفاسق قتل إبن بنت رسول الله وغزو الكعبة ثم أرسل إليه يعتذر فبعث يزيد إلى مسلم بن عقبة المرى وهو الذى سمي لاحقا مسرف وهو شيخ كبير مريض فأخبره الخبر فقال أما يكون بنو أمية ألف رجل فقال الرسول بلى قال فما إستطاعوا أن يقاتلوا ساعة من النهار ليس هؤلاء بأهل أن ينصروا فإنهم الأذلاء دعهم يا أمير المؤمنين حتى يجهدوا أنفسهم في جهاد عدوهم ويتبين لك من يقاتل على طاعتك ومن يستسلم قال ويحك إنه لا خير في العيش بعدهم فإخرج بالناس وبالفعل خرج جيش من الشام متجها نحو المدينة على رأسه مسلم بن عقبة المرى وقال له يزيد إن حدث بك حدث فإستخلف الحصين بن نمير السكوني وقال له إدع القوم ثلاثا فإن أجابوك وإلا فقاتلهم فإذا ظهرت عليهم فإنهبها ثلاثا فكل ما فيها من مال أو دابة أو سلاح أو طعام فهو للجند فإذا مضت الثلاث فإكفف عن الناس وإنظر علي بن الحسين فإكفف عنه وإستوص به خيرا فإنه لم يدخل مع الناس وإنه قد أتاني كتابه ولما سمع عبد الملك بن مروان أن يزيد قد سير الجنود إلى المدينة قال ليت السماء وقعت على الأرض إعظاما لذلك ثم سار مسلم حتى أقبل بالجيش فبلغ أهل المدينة خبرهم فإشتد حصارهم لبني أمية بدار مروان بن الحكم وقالوا والله لا نكف عنكم حتى نستنزلكم ونضرب أعناقكم أو تعطونا عهد الله وميثاقه أن لا تبغونا غائلة ولا تدلوا لنا على عورة ولا تظاهروا علينا عدوا فنكف عنكم ونخرجكم عنا فعاهدوهم على ذلك فأخرجوهم من المدينة وكان أهل المدينة قد جعلوا في كل منهل بينهم وبين الشام زقا من قطران وعور فأرسل الله السماء عليهم فلم يستقوا بدلو حتى وردوا المدينة فلما أخرج أهل المدينة بني أمية ساروا بأثقالهم حتى لقوا مسلم بن عقبة بوادى القرى فدعا بأبان بن عثمان بن عفان رضي الله عنه أول الناس فقال له خبرني ما وراءك وأشر علي فقال لا أستطيع قد أخذ علينا العهود والمواثيق أن لا ندل على عورة ولا نظاهر عدونا فإنتهره وقال والله لولا أنك إبن عثمان بن عفان رضي الله عنه لضربت عنقك وخرج إلى أصحابه فأخبرهم خبره فقال مروان بن الحكم لإبنه عبد الملك إدخل قبلي لعله يجتزئ بك عني فدخل عبد الملك فقال له مسلم هات ما عندك فقال نعم أرى أن تسير بمن معك فإذا إنتهيت إلى ذي نخلة نزلت فإستظل الناس في ظله فأكلوا من صقره فإذا أصبحت من الغد مضيت وتركت المدينة ذات اليسار ثم درت بها حتى تأتيهم من قبل الحرة مشرقا ثم تستقبل القوم فإذا إستقبلتهم وقد أشرقت عليهم الشمس طلعت بين أكتاف أصحابك فلا تؤذيهم ويصيبهم أذاها ويرون من إئتلاف بيضكم وأسنة رماحكم وسيوفكم ودروعكم ما لا ترونه أنتم ما داموا مغربين ثم قاتلهم وإستعن الله عليهم فإن الله ناصرك عليهم إذ خالفوا الإمام وخرجوا عن الطاعة فشكره مسلم بن عقبة على ذلك وإمتثل لما أشار به فنزل شرقى المدينة فى الحرة ودعا أهلها ثلاثة أيام إلا أنهم أبوا إلا المحاربة والمقاتلة .
ولما مضت الثلاثة أيام قال لهم مسلم في اليوم الرابع وهو يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من شهر ذي الحجة عام 63 هجرية يا أهل المدينة مضت الثلاث وإن أمير المؤمنين قال لي إنكم أصله وعشيرته وأنه يكره إراقة دمائكم وأنه أمرنى أن أؤجلكم ثلاثا فقد مضت فماذا أنتم صانعون أتسالمون أم تحاربون فقالوا بل نحارب فقال لا تفعلوا بل سالموا ونجعل جدنا وقوتنا على هذا الملحد يعني عبد الله بن الزبير فقالوا يا عدو الله لو أردت ذلك لما مكناك منه أنحن نذركم تذهبون فتلحدون فى بيت الله الحرام ثم تهيأوا للقتال وكانوا قد إتخذوا خندقا بينهم وبين إبن عقبة وجعلوا جيشهم أربعة أرباع على كل ربع أمير وجعلوا أجمل الأرباع الربع الذى فيه عبد الله بن حنظلة وأقبل مسلم من ناحية الحرة حتى ضرب فسطاطه على طريق الكوفة وكان مريضا فأمر فوضع له كرسي بين الصفين وقال يا أهل الشام قاتلوا عن أميركم وإدعوا ثم إقتتلوا قتالا شرسا شديدا فإنهزم أهل المدينة المنورة وقتل من الفريقين خلق كثير من الصحابة الكرام والتابعين والأعيان من أهل المدينة المنورة منهم عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وإبنه أبو بكر وجعفر بن محمد بن الإمام علي بن أبي طالب وعبد الله بن مطيع وعبد الله بن حنظلة وأخوه لأمه محمد بن ثابت بن شماس ومحمد بن عمرو بن حزم وقد مر به مروان وهو مجندل فقال رحمك الله فكم من سارية قد رأيتك تطيل عندها القيام والسجود وكان من ضمن من قتلوا أيضا إخوة خارجة بن زيد بن ثابت كلهم إسماعيل وسليمان ويحيى وعبد الرحمن وعبد الله وسعد وسليط وشاءت الأقدار أن ينجو هو من القتل ثم أباح مسلم بن عقبة الذى يقول فيه السلف مسرف بن عقبة قبحه الله من شيخ سوء إنتهب لمدينة ثلاثة أيام كما أمره يزيد لا جزاه الله خيرا وقتل خير أشرافها وقرائها وإنتهب أموالا كثيرة منها ووقع شر عظيم وفساد عريض بها وأخيرا فقد كانت وفاة خارجة بن زيد بن ثابت رضي الله عنه على الأرجح عام 100 هجرية بالمدينة المنورة في عهد الخليفة الأموى الثامن عمر بن عبد العزيز بن مروان رضي الله عنه وصلى عليه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وكان عمره آنذاك يناهز السبعين عاما وكان خارجة بن زيد بن ثابت رضي الله عنه قبل وفاته قد رأى في المنام كأنه بنى سبعين درجة فلما فرغ منها تدهورت فقال هذه السنة لي سبعون سنة وقد أكملتها فسأموت فيها وكانت هذه رؤية من الله علي أن أجله قد حان وإقترب فقد كان قد شارف علي إتمام السبعين من عمره أو أنهاها ولما بلغ الخليفة عمر بن عبد العزيز نبأ موته صفق بيديه وإسترجع وقال ثلمة أى شق أو نقص حدث والله في الإسلام رحمه الله رحمة واسعه وجزاه عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وجمعنا الله به في الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيِين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
|