بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com
موسوعة كنوز “أم الدنيا"
درة بنت عبد العزى المكنى بأبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر المكنى بقريش بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن نبي الله إسماعيل عليه السلام بن نبي الله إبراهيم عليه السلام صحابية جليلة تلتقي مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الجد الأول عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف فهي إذن إحدى نساء آل البيت الأطهار الأخيار رضوان الله عليهم أجمعين وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم إن آل البيت هم بنو هاشم وبنو المطلب وأبناء وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم أجمعين فهي إبنة أبي لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم والأخ غير الشقيق لأبيه عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم وأطلق عليه أبوه عبد المطلب لقب أبي لهب لوسامته وجمال وجهه ويوم ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام 53 قبل الهجرة جاءت جاريته ثويبة وبشرته بميلاد إبن أخيه ففرح لذلك وحررها من الرق ولذا فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله سبحانه وتعالى يخفف عنه العذاب في يوم الإثنين من كل أسبوع إلا أنه لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم صار من أشد أعداء الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم هو وزوجته أروى بنت حرب شقيقة أبي سفيان بن حرب والمكناة بأم جميل وكان هو أول من جهر بعداوة الإسلام لما جهر الرسول بدعوته ولما وقف النبي صلى الله عليه وسلم على جبل الصفا ونادى على أقاربه لكي يدعوهم إلى الإسلام تطاول أبو لهب عليه وقال له تبا لك لقد أفسدت يومي فرد الله عز وجل عليه من فوق سبع سماوات في سورة المسد وهي سورة مكية تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَإمْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ * ويرى المسلمون بأن هذه السورة هي معجزة بحد ذاتها إذ أنها توعدت أبا لهب وزوجته أم جميل بالعذاب في نار جهنم خالدين فيها أبدا ومعنى ذلك أنهما لن يعتنقا الإسلام وسيموتان على الشرك والعياذ بالله وهذا هو ما تحقق بالفعل فيما بعد وماتا فعلا على الشرك ولما سمع أبو لهب ذلك جن جنونه هو وزوجته أم جميل فقالت لزوجها إذن إبن أخيك شاعر وقد هجاني وأنا أيضا شاعرة وسأهجوه وكانت تسميه مذمم بدلا من محمد وكان الصحابة يحزنون ويتألمون من ذلك أشد الإيلام فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يواسيهم ويقول لهم لا تحزنوا إنها تتكلم عن مذمم وأنا إسمي محمد قاصدا أن يقول لهم إنها تتكلم عن شخص آخر غيره وعن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت لما نزلت سورة تبت يدا أبي لهب أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة وهي تقول مذمما عصينا وأمره أبينا ودينه قلينا والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم قاعد في المسجد ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه فلما رآها أبو بكر قال يا رسول الله لقد أقبلت وأنا أخاف أن تراك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها لن تراني وفي رواية قال لا ما زال ملك بيني وبينها يسترني حتى ذهبت وقرأ قرآنا فإعتصم به فوقفت على أبي بكر ولم تر النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا أبا بكر أخبرت أن صاحبك هجاني فقال لا ورب هذا البيت ما هجاك فولت وهي تقول قد علمت قريش أني إبنة سيدها هذا ولم يكتف أبو لهب بالمعارضة الصريحة للنبي بل عضدها بالعمل والكيد فقد مارس الكثير من الأفعال لكي يؤذى الرسول صلى الله عليه وسلم ويصد الناس عنه وقد بلغ من أمره أنه كان يتبع النبي في الأسواق والمجامع ومواسم الحج ويكذبه ولذلك لم يدخل مع قومه بني هاشم شعب بني طالب لما حاصرتهم قريش فيه وكانت زوجته أم جميل عونا لزوجها على محاربة وإيذاء النبي محمد حيث كانا من أكثر من آذوه وتجاوزوا عليه وكانت أم جميل هي وزوجها يسكنان في بيت مجاور للنبي محمد صلى الله عليه وسلم فكانت تجلب الأشواك لتضعها في طريقه وأمام باب بيته بهدف إدماء قدميه وكان لدرة بنت أبي لهب رضي الله عنها خمسة من الأخوة ثلاثة من الذكور هم عتبة وعتيبة ومعتب وإثنين من الإناث هما عزة وخالدة وقبل البعثة تزوج عتبة من السيدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوج عتيبة من أختها أم كلثوم ولم يدخلا بهما فلما نزلت سورة المسد قال أبو لهب لهما رأسي ورأسكما حرام إِن لم تطلقا إبنتي محمد فطلقاهما .
وقد تزوج بعد ذلك الصحابي والخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه أولا من السيدة رقية فلما ماتت في السنة الثانية للهجرة زوجه النبي صلى الله عليه وسلم من أختها أم كلثوم فكان الوحيد في العالم الذى تزوج من إبنتي نبي ولذا فقد لقب بذى النورين وقد إكتفى عتبة بطلاق رقية أما عتيبة فأتى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له يا محمد إِني كافر بالنجم إِذا هوى وبالذي دنا فتدلى ثم بصق أمام النبي وطلق إبنته أم كلثوم فغضب النبي ودعا عليه فقال اللهم سلط عليه كلبا من كلابك وحزنت السيدة درة بنت أبي لهب حزنا شديدا لما صنع عتيبة أخوها بالرسول صلى الله عليه وسلم وأيقنت أنه لن يفلت من العقاب ولما سمع أبو لهب بذلك خاف عليه حيث كان يعلم علم اليقين بأن النبي لا ترد له دعوة لكن العناد والكفر كانا مسيطرين عليه فكان لا يدعه يخرج بمفرده سواء داخل مكة أو خارجها وحدث أن خرج عتيبة مع أبيه وأصحابه في عير إلى الشام حتى إذا كانوا في طريقهم فنزلوا منزلا فأشرف عليهم راهب كان يسكن أحد الأديرة بالمنطقة وقال لهم إن هذه أرض مسبعة فقال أبو لهب لأصحابه أغيثونا يا معشر قريش هذه الليلة فإني أخاف على إبني من دعوة محمد فجمعوا جمالهم وأناخوها حولهم وجعلت فرائص عتيبة ترعد فقالوا له من أى شئ ترعد فقال إن محمدا دعا علي وما ترد له دعوة فلما ناموا أحاطوا به وجعلوه في وسطهم فجاء الأسد وهم نائمون فشم رؤوسهم جميعا حتى إنتهى إلى عتيبة فجره من رأسه من بينهم وهشم رأسه تهشيما فقضى عليه وبذلك تحققت دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي دعا بها عندما طلق إبنته أم كلثوم وسبه وطالما دعا النبي صلى الله عليه وسلم بدعوة فقد وجبت وقد ندبه أبوه وبكى وقال ما قال محمد شيئا قط إلا كان ومما يذكر أن باقي أخوته غير درة قد أسلموا يوم الفتح وحسن إسلامهم وكان هو الوحيد الذى مات على الشرك والعياذ بالله وبعد أن هاجر النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وإستقر بها وجاءت غزوة بدر الكبرى في شهر رمضان في العام الثاني للهجرة ولما لم يستطع عدو الله ورسوله والمسلمين أبو لهب الخروج مع قريش لقتال الرسول صلى الله عليه وسلم إستأجر بدلا منه العاص بن هشام بن المغيرة بأربعة آلاف درهم ولما سمع خبر إنتصار المسلمين تملكه الغيظ الشديد ويقول أبو رافع مولى الرسول صلى الله عليه وسلم وكنت رجلا ضعيفا أعمل القداح أنحتها في حجرة زمزم وجدنا في أنفسنا قوة وعزا وكانت عندى أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث رضي الله عنها زوجة العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم جالسة وقد سرنا ما جاء من أنباء نصر الله لنبيه وللمسلمين على المشركين ومقتل العديد من صناديد المشركين فجاء عدو الله أبو لهب وهو غير مصدق أنباء النصر وجاء أيضا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب فقال أبو لهب إلي يا إبن أخي ما خبر الناس فقال ما هو إلا لقينا رجال حتى منحناهم أكتافنا ولقينا رجال على خيل بلق بين السماء والأرض فقلت تلك الملائكة فإغتاظ عدو الله أبو لهب ولطمني لطمة شديدة وطفق يضربني ضربا مبرحا فقامت أم الفضل رضي الله عنها الى عمود من أعمدة الحجرة فأخذته فضربته به ضربة شديدة فشجت رأسه شجة منكرة وقالت أتستضعفه أن غاب عنه سيده فقام موليا ذليلا وقد توفاه الله غير مأسوف عليه بعد تلك الغزوة بسبع ليال على أثر إصابته بمرض معد كالطاعون يسمى العدسة وبقي ثلاثة أيام لم يدفن حتى أنتن وقد كانت العرب آنذاكَ تخشى هذا المرض وحيث أنه مرض معد رفض عتبة ومعتب إبنا أبي لهب تغسيل ودفن أبيهم ولذا فقد بقي في حجرته حتى تعفنت جثته وأنتن وفاحت رائحته ثم بعد ذلك جاء رجل وعاب على أبنائه صنيعهم هذا وأخبرهم أنه سيعاونهم في تغسيله ودفنه وبالفعلِ غسلوه من بعيد قذفا بالماء وهو في ملابسه ثم حملوه وألقوه في أعلى مكةَ عند جدار وقذفوا عليه الحجارة .
وكانت السيدة درة بنت أبي لهب رضي الله عنها قد تزوجت في الجاهلية قبل الإسلام من أحد أبناء عمومتها وهوالحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي فولدت له ثلاثة ذكور هم الوليد وأبا الحسن وأبا مسلم وشارك زوجها في غزوة بدر في صفوف المشركين وقتل يومذاك هذا اليوم الذى نصر الله فيه الإسلام وأذل فيه الكفر وقد أسلمت رضي الله عنها بمكة بعد أن زين الله تعالى قلبها بالإسلام والإيمان وكره لها الشرك والفسوق والعصيان فكان إسلامها وفرارها من أبيها وأمها إلى الله ورسوله مثارا للإعجاب والعجب حيث تحدت درة رضي الله عنها أسرتها وبيئتها من أجل الإسلام وأعلنت كلمة التوحيد وجاهدت في العلم وتعرفت على الإسلام وأيقنت أنه الحق والعدل حيث كان من مبادئه إقراره لمبدأ مسؤولية الفرد وحسابه عن أفعاله لا عن أفعال غيره وإن كانوا أهله وأقر ب الناس إليه فقد قال الله تعالى في محكم آياته في سورة الإسراء مَنِ إهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وكونها إبنة أبي لهب عدو الإسلام الذى ذمه رب العزة في قرآنه الكريم لا ينتقص من قدرها ولا من مكانتها أبدا ومن ثم فقد سعت إلى دين الله الحنيف الإسلام وإختارته متحدية بيئتها وقومها وخرجت مهاجرة إلى المدينة المنورة وقد تشرفت بقرابتها للنبي صلى الله عليه وسلم وحبها له وفي المدينة تزوجها الصحابي الجليل دحية بن خليفة بن فروة الكلبي رضي الله عنه وكان من السابقين إلى الإسلام وكان تاجرا غنيا ومن أجمل الناس صورة وكان جبريل عليه السلام عندما يأتي في صورة بشرية يأتي بصورته وكان هو من بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم برسالته إلى القيصر هرقل إمبراطور الإمبراطورية البيزنطية يدعوه إلى الدخول في الإسلام ثم شارك في فتوحات الشام في عهد الخليفتين الراشدين الأول والثاني أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما فأى شرف أصابت درة رضي الله عنها بعد أن أسلمت وهكذا أصبحت السيدة درة بنت أبي لهب رضوان الله عليها تجمع بين شرفين وطبقتين كلتيهما ترفع صاحبها أعلى مكانة بين الصحابة وهما كونها من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ومن المهاجرين فرضي الله عنها وأرضاها وكانت درة رضي الله عنها تكثر التردد على بيت النبوة وحرصت على معرفة صحيح دينها فلازمت أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وقوت علاقتها بها وأخذت منها العلم ودراسة الفقه بالإضافة إلى أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم مما جعلها من رواة الحديث النبوى الشريف الثقات وبلغت منزلة ومكانة رفيعة في العلم تفوق أقرانها فكان لها مكانة ومنزلة عالية عند النبي صلى الله عليه وسلم وكانت برجاحة عقلها تحرص على أن تزيدها وفي إحدى زياراتها لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها دخل النبي صلى الله عليه وسلم وقال آتوني بوضوء فركضت السيدة عائشة رضي الله عنها وركضت أيضا درة رضي الله عنها هي الأخرى وسبقتها درة وصبت للنبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ ثم رفع عينيه وقال أنت مني وأنا منك . وحدث أن قالت بعض النسوة من بنى رزيق بالمدينة المنورة لدرة بنت أبى لهب بعد هجرتها أنت إبنة أبى لهب الذى يقول الله عز وجل فيه تبت يدا أبى لهب وتب فما تغني عنك هجرتك فتألمت لهذا القول أشد الإيلام وأتت النبى صلى الله عليه وسلم وهي في شدة الحزن فذكرت ذلك له ثم قالت أما ولد الكفار غيرى مالي وأبي فقال لها إجلسى حيث أراك ثم صلى رسول الله عليه الصلاة والسلام بالناس الظهر وجلس على المنبر ساعة وكأنه يريد لفت نظر الناس إلى أمر مهم سيتكلم فيه وقد بدا الغضب على وجهه الكريم فلما لاحظ عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذلك قال ما بك يا رسول الله أغضب الله من أغضبك فقام وقال أيها الناس ألكم نسب وليس لي نسب ما بال أقوام يؤذوننى في نسبي وفي ذوى رحمي ألا ومن آذى نسبي وذوى رحمي فقد آذاني ومن آذانى فقد آذى الله ثم قال عليه الصلاة والسلام لا يؤذى حي بميت ووالله فإن شفاعتي لتنال بقرابتي يوم القيامة فقام رجل فقال يا رسول الله أى الناس خير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس أقرأهم وأتقاهم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم وبذلك دافع النبي صلى الله عليه وسلم عن السيدة درة بنت ابي لهب رضي الله عنها أمام جميع المسلمين وعاتب ولام من أساء إليها وبذلك هدأ من روعها وأجبر خاطرها ورد لها إعتبارها ومما يذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان دائما ما يوصي الصحابة الكرام قائلا لا تسبوا الميت لأن سبه يؤذى الحي وهناك موقف مشابه لموقف السيدة درة رضي الله عنها مع النسوة اللائي سبوا أباها وأمها وذكروهما بالسوء فبعد أن أسلم عكرمة بن ابي جهل رضي الله عنه حدث أن كناه بعض الناس بإبن عدو الله فحزن وتألم ألما شديدا وذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم شاكيا فنهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال هذه المقولة لا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذى الحي وكما ذكرنا في السطور السابقة فقد أسلم يوم فتح مكة عتبة ومعتب إبنا أبي لهب حيث سأل النبي صلى الله عليه وسلم عمه العباس رضي الله عنه أين إبنا أخيك عتبة ومعتب لأراهما فقال العباس تنحيا مع من تنحى من مشركي قريش فقال النبي إذهب فإئتني بهما فركب العباس إلى عرفة فلقيهما هناك قال لهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوكما فإركبا معي سريعين فلما قابلاه دعاهما إلى الإسلام فأسلما وبايعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني إستوهبت إبني عمي هذين من ربي فوهبهما لي وأخرج الإمام والفقيه والعالم أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني من وجه آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوم الفتح المسجد بين عتبة ومعتب بعد أن أحضرهما العباس وهو يقول للناس هذان أخواى وإبنا عمي فرحا بإسلامهما وقال لقد إستوهبتهما من الله فوهبهما لي وقد شاركا مع الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين والطائف ولكنهما ظلا في مكة إلى أن توفيا رضي الله عنهما في عهد الخليفة الراشد الأول أبي بكر الصديق وقد أسلمت أيضا عزة وخالدة إبنتا أبي لهب وتزوجت عزة من أوفى بن حكيم بن أُمية بن حارثة بن الأوقص السلمي فولدت له عبيدة وسعيدا وإبراهيم وتزوجت خالدة من عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد بن دهمان الثقفي وحسن إسلامهما وأخيرا فقد كانت وفاة الصحابية الجليلة السيدة درة بنت أبي لهب رضي الله عنها في عام 20 هجرية بالمدينة المنورة في عهد الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وجزاها عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .
|