بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com
موسوعة كنوز “أم الدنيا"
حليمة السعدية بنت أبي ذؤيب الحارث بن عبد الله بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن نبي الله إسماعيل عليه السلام هي مرضعة سيد الخلق النبي محمد صلى الله عليه وسلم أى أمه من الرضاعة وهي تلتقي معه في الجد السابع عشر مضر بن نزار بن معد ويعود نسبها إلى بني سعد بن بكر بن هوازن وهم قبيلة عربية هوازنية قيسية مضرية عدنانية قديمة وأصيلة وكانوا بارزين بفصاحتهم وبلاغتهم وكانت قبيلتهم الأم هوازن ممن لم ينقادوا لدعوة الإسلام ولما سمعوا بفتح مكة على يد النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان عام 8 هجرية وماتحقق له من النصر والتمكين علموا أنه سيقصدهم حتى يؤمن مكة فأعدوا العدة للحرب ضده وذلك في شهر شوال في السنة الثامنة من الهجرة وكان قائدهم مالك بن عوف من بني نصر فإلتفت قبائل هوازن حوله فحالفوه وعلم النبي صلى الله عليه وسلم بتلك الإستعدادات فقرر أن يلتقي بهم خارج مكة فكانت معركة حنين بأوطاس قرب الطائف والتي إنتهت بإنتصار جيش الرسول صلى الله عليه وسلم وغنم منهم غنائم كثيرة ومع ذلك فقد عفا عنهم مثلما عفا عن قريش يوم فتح مكة قائلا لهم إذهبوا فأنتم الطلقاء فما لبثوا أن تحولوا من قبيلة معادية للإسلام إلى قبيلة مناصرة له ومن المدافعين عنه حتى توالت وفود زعمائها على الرسول صلى الله عليه وسلم معلنين دخولهم في هذا الدين الجديد وفرح الرسول صلى الله عليه وسلم فرحا شديدا بقدوم وفود هوازن تعلن إسلامها ومبايعتها له فبلا شك كانوا نصرة جديدة للإسلام هذا ويعد الحارث بن عبد الله والد السيدة حليمة السعدية رضي الله عنها جد الرسول صلى الله عليه من الرضاعة وجد أغلب قبائل بني سعد أما زوجها فهو الصحابي الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن ويعد أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ومن نسله جاءت قبيلة بنو الحارث بالطائف وروى عن رجال من بني سعد بن بكر قالوا قدم الحارث بن عبد العزى أبو رسول الله من الرضاعة على رسول الله مكة بعد بعثته فقالت له قريش ألا تسمع ما يقول إبنك هذا فقال ما يقول قالوا يزعم أن الله يبعث بعد الموت وأن للناس دارين يعذب فيهما من عصاه ويكرم من أطاعه وقد شتت أمرنا وفرق جماعتنا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أى بني مالك ولقومك يشكونك ويزعمون أنك تقول إن الناس يبعثون بعد الموت ثم يصيرون إلى جنة ونار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم أنا أزعم ذلك ولو قد كان ذلك اليوم يا أبت قد أخذت بيدك حتى أعرفك حديثك اليوم فأسلم الحارث بعد ذلك وحسن إسلامه وكان يقول حين أسلم لو قد أخذ إبني بيدى فعرفني ما قال لم يرسلني حتى يدخلني الجنة وكان للحارث بن عبد الله من السيدة حليمة السعدية ر ضي الله عنها أربع أبناء إثنان ذكور وإثنان إناث هم عبد الله بن الحارث وهو الذى كان يرضع مع النبي صلى الله عليه وسلم وحفص بن الحارث وإشتهر بإسم أمه فكان يقال له حفص بن حليمة السعدية وحذافة بنت الحارث وأنيسة بنت الحارث وقد دخل الثلاثة الأوائل في الإسلام وحسن إسلامهم وجدير بالذكر أن حذافة بنت الحارث هي المعروفة بإسم الشيماء وهي التي وقعت في الأسر يوم حنين فطلبت مقابلة النبي صلى الله عليه وسلم فسمح لها فلما دخلت عليه قالت له يا محمد أنا أختك من الرضاعة فرحب بها وبسط لها رداءه فأجلسها عليه ودمعت عيناه وقال إِن أَحببت فَأَقيميِ عندى مكرمة محببة وإن أحببت أن ترجعي إلى قومك أوصلتك فقالت بل أرجع إلى قومي وأسلمت فأعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة عبيد وجارية ونعما وشاة وأطلق سراحها فإلتحقت بقومها .
وبعد ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم أرضعته في البداية ثويبة جارية عمه ابي لهب بن عبد المطلب الذى فرح بمولد إبن أخيه الراحل عبد الله ومن شدة فرحه أعتقها وقد أرضعته بلبن إبن لها يقال له مسروح أياما وأرضعت قبله عمه حمزة بن عبد المطلب وبعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي واللذان صارا أخوين للنبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة وفي ذلك الزمان كانت عادة الأشراف من العرب أن ترسل بأولادها إلى البادية للإرتضاع حتى يشب الولد وفيه طهارة جو الصحراء النقي الطلق وفصاحة وبلاغة اللغة البدوية التي لم تشبها رطانة الحضر المختلط من صنوف مختلفة وشجاعة القبائل التي لا تعرف جبنا بواسطة قيود المدينة وصفاء النفس والسريرة التي تشمل إنطلاق الصحراء ولذا فقد كانت بطون قريش ترسل أبناءها إلى قبائل البادية المحيطة بمكة مثل بني سعد بن بكر من هوازن وبني ليث بن بكر من كنانة لرضاعتهم لما إشتهرت به تلك القبائل من صفاء اللسان ونقاء اللغة فكانت المرضعات يأتين إلى مكة من البادية لإرضاع الأطفال ويفضلن من كان أبوه حيا حيث كانت الرضاعة في ذلك الوقت تعد مهنة فكانت المرضعات تطمع فيما سوف يكرمهن به آباء الأطفال الذين يقومون بإرضاعهم ولذا لما حضرت المرضعات من بني سعد بن بكر إلى مكة وكن عشرة نسوة كما تقول السيدة حليمة السعدية وكن يبحثن عن الأطفال الرضع وكانت حليمة في حالة يرثي لها فدابتها كانت آتان ضعيفة للغاية وجسدها ضعيف حتي لا تكاد تجد في ثديها لبن لرضيعها الذي جاء معها وعرفت بأمر النبي صلي الله عليه وسلم وكيف تركته كل المراضع لأنه يتيم فقالت حليمة لزوجها الحارث بن عبد العزى والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع لأنطلقن إلي ذلك اليتيم فلأخذنه فقال لها زوجها لا عليك أن تفعلي فعسي أن يجعل الله لنا فيه بركة وعلي الرغم من أن كلمات زوجها كانت نبوءة إلا أن ذلك لم يمنع حليمة في روايتها للقصة التي نقلها المؤرخ إسماعيل بن كثير أن تذكر حقيقة أنها لم تأخذه إلا لأنها لم تجد غيره وعادت حليمة لتتسلم الطفل اليتيم من أمه آمنة وجده عبد المطلب وجدير بالذكر أن هذه الرواية يشكك البعض فيها ويروون رواية أخرى وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكفله جده عبد المطلب بن هاشم سيد مكة وكانت كل إمرأة تتمنى أن تحظى بشرف رضاعة حفيده فتطاولن ليحظين بشرف رضاعة حفيد سيد مكة وفي ذلك العام كان النماء والخير قد عم مكة ببركة ولادة النبي فيما عم الجفاف البوادى المحيطة بها وكانت السيدة آمنة قد سمعت وهي نائمة هاتفا يقول لها أن تعطي محمدا إبنها لمرضعة إسمها حليمة بنت أبي ذؤيب من بني سعد فلما جاءت نساء القبائل كعادتهن في كل سنة إلى مكة المكرمة ليأخذن أبناء الأشراف للرضاعة أمر عبد المطلب أن يؤتى بالمرضعات ليختار منهن واحدة لحفيده الميمون فأتت النساء إليه فلم يقبل الوليد وهو النبي أن يرضع من ثدى أية إمرأة منهن وهكذا حتى لم تبق منهن سوى إمرأة واحدة وهي السيدة الطاهرة النقية حليمة السعدية فلما مثلت بين يدى جده سألها عن إسمها فقالت حليمة السعدية فتفاءل وقال حلم وسعد وبالفعل فقد رضع النبي منها وعموما أيا كانت الرواية فقد تسلمته حليمة فإذا هو صلى الله عليه وسلم مغطى بصوف أبيض وتحته حريرة خضراء يغط في نومه تفوح منه رائحة المسك فأشفقت حليمة أن توقظه من نومه لحسنه وجماله فوضعت يدها على صدره ففتح عينيه وتبسم ضاحكا وخرج من عينيه نور حتى دخل خلال السماء وحليمة تنظر إليه فقبلته بين عينيه وأخذته ورجعت به إلى رجلها وما أن تسلمته حتى فاض الخير عليها وعلى قومها ففاض ثدياها باللبن فشرب الطفل اليتيم محمد حتي روى وشرب أخوه عبد الله إبن السيدة حليمة الرضيع هو الآخر حتي روى .
وبدأت حليمة رحلة العودة إلى ديارها ففوجئت بدابتها الآتان الضعيفة وقد تقوت وسبقت دواب صويحباتها اللائي جئن معها من بني سعد فتعجبن حيث لم يقدر على مسايرتها في المسير شئ من حمرهم حتى إنهم قلن لها يا إبنة أبي ذؤيب ويحك أربعي علينا أي إرفقي وإنتظرينا أليست هذه آتانك التي كنت قد خرجت عليها فقالت لهن بلى والله إنها لهي هي فقلن والله إن لها لشأن وعلاوة على ذلك فقد فاضت شاتها التي كانت معها بالحليب فشربت منه هي وزوجها حتي إرتويا فقال لها زوجها إعلمي يا حليمة والله لقد أخذت نسمة مباركة فقالت والله إني لأرجو ذلك ولم يكن هذا فقط ما حل عليهم من بركة النبي صلى الله عليه وسلم حيث كانت أرض بني سعد لم يكن هناك ما هو أجدب منها فكانت شياهها تذهب وتأكل وتعود فتحلب دون من معهم حتي قالوا لرعيانهم ويحكم إنظروا حيث تسرح غنم بنت أبي ذؤيب أي حليمة فإسرحوا معهم وعلي الرغم من ذلك فكانت أغنام حليمة تعود شبعي وتعود أغنامهم جياعا وهكذا شاءت الأقدار أن تدر الخير والبركة على حليمة بيمن هذا المولود الرضيع المبارك وتقول حليمة سمعت منه لما بدأ يتكلم وكان لم يكمل عام من عمره بكلام لم اسمع أحسن منه حيث سمعته يقول قدوس قدوس نامت العيون والرحمن لا تأخذه سنة ولا نوم وما كان شئ أبغض إليه من أن يرى جسده مكشوفا فكنت إذا كشفته يصيح حتى أستر عليه وتقول حليمة أيضا ناولتني إمرأة كف تمر من صدقة فناولته منه وهو إبن ثلاث سنين فرده علي وقال يا أمة الله لا تأكلي الصدقة فقد عظمت نعمتك وكثر خيرك فإني لا آكل الصدقة قالت فوالله ما قبلتها بعد ذلك من أحد من العالمين وكان من بركات الله تعالى عز وجل أن السماء كانت تهطل علي حليمة وقومها بركة وسعة وفضلا والوليد الرضيع المبارك ينمو نموا مدهشا على غير عادة أمثاله ويوما بعد يوم تظهر فى سماته آثار العز والجلال مما ينبئ بمستقبل نير وعظيم له فكانت القبيلة تتعجب من هذا الرضيع وهكذا أخذ الطفل المبارك يشب وينمو ويقوى ويكبر وكان من شعر السيدة حليمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم يارب بارك في الغلام الفاضل محمد سليل ذى الأفاضل وأبلغه في الأعوام غير آفل حتى يكون سيد المحافل ولما تعدى النبي سن الرضاعة قدمت به حليمة علي أمه وكانت تريد أن يبقى معها لما كانوا يرونه من بركته فكلمت أمه وقالت لها لو تركت بني عندي حتي يغلظ فإني أخشي عليه وباء مكة ولم تزل بها حتي ردته معها وبعد عودة حليمة إلى ديارها بأشهر قليلة وقع للنبي أمر أخافها وأقلقها وهزها فخافت وقررت أن ترده إلى أمه .
وكان الأمر الذى أخافها أن النبي قد خرج ذات صباح مع أخيه في غنيمات لحليمة وزوجها يرعيانها خلف بيوتهم فما هو إلا قليل حتى أقبل أخوه يعدو وقال يا أماه أدركي أخي القرشي فقد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاه وشقا بطنه فخرجت حليمة وزوجها مسرعين فوجداه قائما ممتقعا وجهه وهنا قالت له حليمة مالك يا بني فقال صلى الله عليه وسلم جاءني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني وشقا بطني فإلتمسا فيه شيئا لا أدرى ما هو وكانت هذه الحادثة هي ما عرف بحادثة شق الصدر ففي السنة الصحيحة عن أنس رضي الله عنه أَن رسول الله صلى عليه وسلم أناه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان فأخذه وصرعه فشق عن صدره فإستخرج القلب فإستخرج منه علقة وقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ثم اعاده في مكانه ويتضح لنا من هذا الحديث أن الله تعالى لم يشأ أن يدع رسوله الكريم والذى إصطفاه من خلقه غرضا للوساوس الشيطانية التي يتعرض لها كل إنسان وإنما طهر قلبه ونقاه حتى يرتقي إلى درجة كمال الرسالة الخاتمة ولما سمعت حليمة ما قاله النبي محمد إلتفتت إلى زوجها وعيناها تدمعان فقال لها زوجها يا حليمة لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب فألحقيه بأهله قبل أن يظهر ذلك به فإنهم أقدر منا على ذلك فحملته وقدمت به على أمه فقالت لها ما أقدمك وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك فقالت لقد قوي عوده وإكتملت فتوته وقضيت الذى علي نحوه وتخوفت عليه من الأحداث فأديته إليك كما تحبين فقالت لها آمنة أصدقيني خبرك وما زالت تلح عليها ولم تدعها حتى أخبرتها بما وقع له فهدأت ثم قالت لها هل تخوفت عليه الشيطان فقالت لها نعم فقالت لها آمنة كلا والله ما للشيطان من سبيل وإن لإبني هذا شأن فهل أخبرك خبره فقالت حليمة لها بلى فقالت رأيت حين حملت به وحين ولدته نزل واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء ثم قالت لها دعيه عنك وإنطلقي راشدة جزيت عنه وعنا خيرا فإنطلقت حليمة مع زوجها محزونين أشد الحزن على فراقه وهكذا فقد أكرم الله السيدة حليمة بشرف رضاعة النبي صلى الله عليه وسلم وخصها بتربيته حيث كانت ذات عقل وفضل وعرفت بالعفة والعقل والشرف فأغناها الله ببركته في الدنيا والدين وروت لنا من آياته ما يبهر عقول السامعين .
وبعد أكثر من عشرين عام من مغادرة النبي صلى الله عليه وسلم ديار بني سعد وبعد أن تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها قدمت السيدة حليمة رضي الله عنها إلى مكة وزارت الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته وشكت إليه جدب البلاد وهلاك الماشية فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجته أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها ففاض قلبها عطفا وحنانا عليها فأكرمتها وأعطتها أربعين شاة وبعيرا لحمل الماء والطعام وكل ما تحتاج إليه في طريق عودتها إلى باديتها ثم إنصرفت إلى أهلها ثم قدمت عليه بعد النبوة هي وزوجها الحارث فأسلما وبايعا النبي صلى الله عليه وسلم وقد وردت روايات عديدة عن إكرام النبي صلى الله عليه وسلم لها فكان يناديها أمي فقد روى أنها لما كانت تدخل عليه كان يناديها أمي أمي وكان يبسط لها ردائه فتجلس عليه وروى في هذا الشأن أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان جالسا يوما فأقبل الحارث أبوه من الرضاعة فوضع له بعض ثوبه فجلس عليه ثم أقبلت أمه حليمة السعدية فوضع لها شِق ثوبه من جانبه الآخر فجلست عليه ثم أقبل عبد الله بن الحارث أخوه من الرضاعة فقام له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجلسه بين يديه وروى أيضا عن أبي الطفيل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بالجعرانة شمالي مكة يقسم لحما فأقبلت إمرأة بدوية فلما دنت من النبي بسط لها رداءه فجلست عليه فقلت من هذه قالوا هذه أمه التي أرضعته صلوات الله وسلامه على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الخلق الوفى صاحب الخلق الكريم ولقد عاشت حليمة السعدية حتى بلغت من الكبر عتيا وقد رأت الطفل اليتيم الذى أرضعته قد غدا للبشرية كلها سيدا ونبيا وللإنسانية مرشدا ولما توفيت هذه السيدة سنة ثمان للهجرة ودفنت بالبقيع بالمدينة المنورة ولما سمع النبي صلى الله عليه وسلم بخبر موتها ذرفت عيناه بالدموع وقد جاء في زيارتها ما يدل على علو شأنها ومنزلتها عند الله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء فيها تحت عنوان زيارة السيدة حليمة رضوان الله عليها مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم السلام عليك يا أم رسول الله السلام عليك يا أم صفي الله السلام عليك يا أم حبيب الله السلام عليك يا أم المصطفى السلام عليك يا مرضعة رسول الله السلام عليك يا حليمة السعدية رضي الله تعالى عنك وأرضاك وجعل الجنة منزلك ومأواك ورحمة الله وبركاته .
|