بقلم الدكتور/ محمود رمضان
جف نهرك يا ميسرة
والأرض السواد أضحت غابرة
تصحر الروض الأخضر
وأَناخَ النخيل في صور معبرة
تذرف الجذوع الآلام دماً
ودموع المآقي الحور ماطرة
رماد الثرى كحل الوجوه
أصاب الأعداء في الخاصرة
ينابيع غزة أعلنت العصيان
أين الرجال القياصرة؟!
عيون فلسطين
شهباً في الورى
تغير وفِي الكر صادرة
سنابك الخيل تدك الأرض
وفوارسنا وحوش كاسرة
أجناس العرب شتى
والدين واحد للرحمن صاغرة
هذا زيد
هذا فارس
هذا قيس
هذا عمرو
هذا خالد
هذا عنترة
صوت في الأفق..
ينادي يا صلاح الدين
أرضك شرف دنسته حوافر حافرة
خان يونس..
بركان يضيء ألف قنديل
وقنديل بلا نجوم زاهرة
أين الرجال..
أم عقرت الأذْناب الحصباء والأفاعي نافرة؟!
أين نساؤك أيتها البيداء
أين الخيمة العصماء الثائرة؟!
أين شبابك يا أرض العروبة..
أم أن الطفولة في العظام ناخرة؟!
تلازمت الكهولة والفتوة
فضاع الوطن بلا عقول حاضرة!
أفيقوا..
أفيقوا..
أفيقوا يا عرب..
توشحت أنهار العروبة
السواد
واحمرت مياهها الجارية
يبكي الوطن الأبي وزئير الأسود
يبدد الظلماء بلا أقمار سامرة!
لا ينابيع..
إلا نبع يروي الظمأ
ويغرق نبع غزة جنون الأباطرة |