بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com
موسوعة كنوز “أم الدنيا"
صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن طفيل والمعروف أيضا بصهيب الرومي صحابي جليل من صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومولى لبني تيم بن مرة وكان أحد السابقين إلى الإسلام ومن المستضعفين في مكة الذين عذبوا أشد العذاب ليتركوا دين الإسلام لكنهم تحملوه وثبتوا على دينهم ولم تتزعزع عقيدتهم وكان ميلاده على الأرجح في العام الثاني والثلاثين قبل الهجرة بالجزيرة الفراتية وهي المنطقة الواقعة بين بلاد الشام والعراق وإقليم الأناضول وتشمل حاليا المنطقة شمال شرق سوريا وشمال غرب العراق وجنوب شرق تركيا وكانت ديار قومه تقع قرب نينوى والتي تقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة شمالي العراق وكان والده حاكم الأبلة بجنوب العراق ووليا عليهـا لكسرى ملك الفرس حيث كان من العرب الذين نزحوا إلى العراق قبل الإسلام بعهد طويل وكان له قصـر كبير على شاطئ نهر الفرات فعاش صهيب طفولة ناعمة سعيدة إلى أن سبي بهجوم رومي وقضى طفولته وصدر شبابه في بلاد الروم وأخذ لسانهم ولهجتهم وفي نهاية المطاف إشتراه رجل من قبيلة كلب وباعه في مكة لعبد الله بن جدعان التيمي في مكة المكرمة وكان من رجال قريش المشهورين بالكرم كما أنه كان من الحكماء الأجواد في الجاهلية وكان يعمل بالتجارة وله مال وفير فتعلم صهيب منه فنون التجارة حتى أصبح ماهرا فيها وأعجب عبد الله بن جدعان سيد صهيب الجديد بذكائه ونشاطه وإخلاصه ونتيجة لذلك أعتقه وحرره وأخذ يتاجر معه حتى أصبح لديه المال الكثير وكان صهيب بن سنان رضي الله عنه يعرف النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وقبل أن يوحى إليه ولما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم الدعوة إلى الإسلام أسلم صهيب مع عمار بن ياسر في ساعة واحدة بعد أن دخل النبي دار الأرقم بن أبي الأرقم ليدعو فيها ويقول عمار بن ياسر في ذلك لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ورسول الله فيها فقلت له ماذا تريد فأجابني ماذا تريد أنت فقلت له أريد أن أدخل على محمد فأسمع ما يقول قال وأنا أيضا أريد ذلك فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض علينا الإسلام فأسلمنا وحينها كنى الرسول صلوات الله وسلامه عليه صهيب رضي الله عنه بأبي يحيى ثم مكثنا على ذلك حتى أمسينا ثم خرجنا ونحن مستخفيان فكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلا وكانا من أوائل من أظهروا إسلامهم في مكة المكرمة ولما كان صهيب رضي الله عنه من الموالي إستضعفته قريش فعذبته وقيل في ذلك كان أول من أظهر إسلامه سبعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق وبلال بن رباح وخباب بن الأرت وصهيب الرومي وعمار بن ياسر وسمية أم عمار رضي الله عنهم أجمعين فأما النبي صلى الله عليه وسلم فمنعه الله وأما أبو بكر فمنعه قومه وأما الآخرون فأُخذوا وأُلبسوا أدراع الحديد ثم أصهروا في الشمس وقت الظهيرة فكان صهيب ممن يعذبون ليتركوا دين الإسلام حتى يغيبوا عن الوعي ولا يدرون ما يقولون وفي المستضعفين الذين عذبوا من المسلمين نزلت آية ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ كما روى الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن جماعة من قريش مرت بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وكان معه الصحابة خباب بن الأرت وصهيب الرومي وبلال بن رباح وعمار بن ياسر فقالوا أرضيت بهؤلاء إستهزاءا بهم فنزلت الآيات وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ * وعن نفسه وعن هؤلاء الصحابة الكرام رضي الله عنهم جميعا قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما بعد أنا سابق العرب وصهيب سابق الروم وبلال سابق الحبشة وأضاف وسلمان سابق الفرس .
ولما هم الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة المنورة علم صهيب بهذا الأمر وكان من المفروض أن يكون ثالث الرسول وأبي بكر ولكن أعاقه المشركون فسبقه الرسول وأبو بكر حيث أمسكه فتيان قريش والكثرة تغلب الشجاعة وحبسوه أيام عندهم يتناوبون على حراسته فقام ذات ليلة وتظاهر أنه مريض فقال بعضهم لبعض لقد شغله اليوم بطنه فناموا ولم يكن به شئ لكنه تصنع ذلك لعلهم يطلقوا سراحه فلما ناموا تسلل وركب بعيره وخرج ولم يتمكن من أن يآخذ معه ماله فتركه تحت عتبة داره وشعر به القوم فلحقوا به في أطراف مكة وإعترضوا طريقه يمنعونه من الهجرة لأنهم رأوا أن ثراءه ليس من حقه لأنه جاء إلى بلادهم حينما كان عبدا فقيرا لا مال له فلا يحق له أن يخرج من بلادهم بماله وثرائه فنثر كنانته وصاح فيهم يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجل وأيم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي حتى لا يبقى في يدى منه شئ فأقدموا إن شئتم وإن شئتم دللتكم على مالي وتتركوني وشأني فقبل المشركون المال وتركوه قائلين أتيتنا صعلوكا فقيرا فكثر مالك عندنا وبلغت بيننا ما بلغت والآن تنطلق بنفسك وبمالك فدلهم على ماله وهكذا صغر المال في عين صهيب وهان عليه كل ما يملك في سبيل الحفاظ على دينه وإنطلق إلى المدينة المنورة وكان خبره مع قريش قد وصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل وصوله فقد جاء أمين الوحي جبريل عليه السلام وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما فعل صهيب رضي الله عنه مع قريش وتخليه عن ثروته وأدرك صهيب رضي الله عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في قباء ولم يكد يراه الرسول صلى الله عليه وسلم حتى ناداه متهللا ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيي ثلاث مرات فقال يا رسول الله ما سبقني إليك أحد وما أخبرك إلا جبريل فنزل فيه قوله تعالى في سورة البقرة وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ إبْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ فبكى من شدة الفرح وأن جبريل قد ذكره للنبي صلى الله عليه وسلم وتلقاه الصحابة الكرام وهنأوه بما أنزل فيه وهم يقولون له ربح البيع يا صهيب فكان يقول لهم وأنتم فلا أخسر الله تجارتكم ونزل صهيب رضي الله عنه في المدينة المنورة على الصحابي الأنصارى سعد بن خيثمة الأوسي رضي الله عنه وكان قد بايع النبي محمد صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية وكان أحد نقباء الأنصار الإثنا عشر وقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين صهيب وبين الصحابي الأنصارى الخزرجي الحارث بن الصمة رضي الله عنه ومرت الأيام وجاءت غزوة بدر وشهدها صهيب رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم وشهد بعدها غزوة أحد وغزوة الأحزاب وبيعة الرضوان وصلح الحديبية وغزوة خيبر وفتح مكة وغزوة حنين وغزوة تبوك وروى أن أبا سفيان أتى المدبنة المنورة بعد صلح الحديبية في محاولة منه لمد فترة الصلح بعد أن نقضت قريش الصلح وكان يتصور أن النبي لم يصله الخبر فشاهده سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي فقالوا والله ما أخذت سيوف الله من عدو الله مأخذها فسمعهم أبو بكر فقال لهم أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم وأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما قالوه على أبي سفيان وبما قاله لهم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم فلقد أغضبت ربك فأتاهم فقال يا إخوتاه أأغضبتكم قالوا لا يغفر الله لك يا أخا الإسلام ويقول صهيب رضي الله عنه عن مسيرته مع النبي صلى الله عليه وسلم لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط إلا كنت حاضره ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها ولم يسر في سرية قط إلا كنت حاضرها ولا غزا غزاة قط أول الزمان وآخره إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله وما خاف المسلمون أمامهم قط إلا كنت أمامهم ولا خافوا وراءهم إلا كنت وراءهم وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين العدو أبدا حتى لقي ربه .
وقد إشتهر صهيب رضي الله عنه بأخلاقه العالية وصفاته المميزة ولذلك فسيظل إسمه محفورا في ذاكرة المسلمين كشخصية مؤثرة ومحترمة في التاريخ الإسلامي حيث كان صهيب بطلا شجاعا لا يهاب الموت وكان كريما جوادا يطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا وينفق كل عطائه من بيت المال في سبيل الله فكان يعين المحتاج ويغيث المكروب وكان له دور كبير في تقوية الروابط وأواصر الود والمحبة بين المهاجرين والأنصار مما جعله مثالا يحتذى به المسلمون في جميع الأزمنة في التفاني والتضحية في سبيل الدين والمجتمع وقدوة رائعة للمسلمين حيث جسد الأخلاق الحميدة والقيم الإيجابية التي يجب على المسلمين أن يسعوا لتحقيقها في حياتهم اليومية ولذا فسوف يظل تاريخه وسيرته الطيبة رمزا حيا للشجاعة والتواضع والصبر والإخلاص والصبر على المكاره وفضلا عن ذلك كان صهيب رضي الله عنه إلى جانب ورعه خفيف الروح حاضر النكتة فقد رآه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن إلتقى به في قباء بعد هجرته يأكل رطب وكان قد قرصه الجوع وكان بإحدى عينيه رمد فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ضاحكا أتأكل الرطب وفي عينيك رمد فإبتسم رضي الله عنه وأجاب قائلا وأى بأس إني آكله بعيني الأخرى وواصل صهيب رضي الله عنه جهاده بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مع الخلفاء الراشدين الثلاثة أبي بكر الصديق ثم مع الفاروق عمر بن الخطاب ثم مع ذى النورين عثمان بن عفان رضي الله عنهم جميعا وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أثار سخاؤه المفرط إنتباهه فقال له أراك تطعم كثيرا حتى أنك تسرف فأجابه صهيب لقد سمعت رسول الله يقول خياركم من أطعم الطعام ورد السلام فذلك الذ ى يحملني على أن أطعم الطعام وقد روى أسلم مولى عمر بن الخطاب أنه خرج معه يوما فدخلا على صهيب في حديقة له فلما رآه صهيب قال يناس يناس فقال عمر ما له لا أبا له يدعو الناس فنبهه أسلم أنه يدعو غلاما له إسمه يحنس وإنما قال ذلك لعجمة شديدة في لسانه لنشأته بين الروم فقال عمر رضي الله عنه له يا صهيب ما فيك شئ أعيبه عليك إلا ثلاث خصال لولاهن ما قدمت عليك أحدا أراك تنتسب عربيا ولسانك أعجمي وتكني بأبي يحيى وهو إسم نبي وتبذر مالك فقال صهيب أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في حقه وأما إكتنائي بأبي يحيى فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من كناني بأبي يحيى فلن أتركها ما حييت وأما إنتمائي إلى العرب فإن الروم سبتني صغيرا فأخذت لسانهم وأنا رجل من النمر بن قاسط وهي عشريته التي ولد فيها بالجزيرة الفراتية ولو إنفلقت عني روثة لإنتميت إليها وعندما إعتدي على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وهو يصلي بالمسلمين صلاة الفجر وعندما أحس نهاية الأجل فراح يلقي على أصحابه وصيته وكلماته الأخيرة ثم قال وليصلّ بالناس صهيب ولقد إختار عمر يومئذ ستة من الصحابة ووكل إليهم أمر إختيار الخليفة الجديد ولما كان خليفة المسلمين هو الذي يؤمهم في الصلاة ففي الأيام الشاغرة بين وفاة أمير المؤمنين وإختيار الخليفة الجديد وجب على عمر أن يختار من يؤم المسلمين في الصلاة وإن عمر وخاصة في تلك اللحظات التي تأخذ فيها روحه الطاهرة طريقها إلى الله ليتأنى ألف مرة قبل أن يختار فإذا إختار أي من الصحابة الستة المرشحين للخلافة فلا أحد هناك أوفر حظا ممن سيقع عليه الإختيار ليكون الخليفة الجديد لكنه إختار عمر صهيبا ليكون إمام المسلمين في الصلاة حتى ينهض الخليفة الجديد بأعباء مهمته إختاره وهو يعلم أن في لسانه عجمة وهو غير مرشح للخلافة لكن من جانب آخر كان هذا الإختيار من تمام نعمة الله عز وجل على عبده الصالح صهيب بن سنان رضي الله عنه ومزية تملأ حياته ألفة وعظمة وتخلد إسمه في تاريخ الإسلام .
وكان من مناقب صهيب رضي الله عنه أيضا أنه كان راويا للحديث النبوى فقد روى عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وروى عنه بنوه حبيب وحمزة وعثمان وصيفي وسعد وعباد وصالح ومحمد وحفيده زياد بن صيفي وسعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الله بن عمر بن الخطاب ومجاهد بن شهاب النمرى وأسلم مولى عمر بن الخطاب ومصعب بن سعد بن أبي وقاص وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف وسليمان بن أبي عبد الله وجابر بن عبد الله وعبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة وقام الكثير من علماء الحديث بإعتماد مروياته وذلك بسبب فضله وحسن سيرته التي حملته إلى أن يحسن إختيار الصواب وأن يأخذ بالحكمة في كل موقف يمر عليه وقد جمع الإمام والفقيه والمفسر القرطبي أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد عن صهيب الرومي 30 حديث في مسنده روى الإمام مسلم منها ثلاثة أحاديث كما روى له الجماعة الكثير في كتبهم وكان مما رواه صهيب الرومي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النبي قال إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى تريدون شيئًا أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وعن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا لقي العدو يقول اللهم بك أحول وبك أصول وبك أقاتل وأخيرا فقد كانت وفاة صهيب رضي الله عنه بالمدينة المنورة عام 38 هجرية في عهد الخليفة الراشد الرابع الإمام علي بن ابي طالب وكان بعد مقتل الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان قد قرر إعتزال الفتنة وأقبل على العبادة حتى مات رضي الله عنه وعمره آنذاك قد ناهز السبعين عاما وصلى عليه الصحابي الجليل وأحد العشرة المبشرين بالجنة سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه والذى كان قد إعتزل الفتنة أيضا واقام بالمدينة المنورة ودفن بالبقيع رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وجزاه الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء وكلمة أخيرة نقولها عن الصحابي الجليل صهيب الرومي رضي الله عنه وهي أنه كان من الذين تخلوا عن مالهم وبيوتهم في سبيل أن يكونوا مع الله وباعوا الحياة الدنيا وإشتروا الآخرة وإعتصموا بحبل الله جميعا وهؤلاء هم الرابحون والفائزون بجنة الخلد يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من آتى الله بقلب سليم وهكذا كان الصحابي الجليل صهيب بن سنان رضي الله عنه وأرضاه .
|