السبت , 9 ديسمبر 2023

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

النقطة الحصينة

النقطة الحصينة
عدد : 10-2023
بقلم المهندس/ فاروق شرف
استشاري ترميم الاثار


تعد النقطة الحصينة من أهم المزارات الحربية التي تجسد تضحيات الجيش المصري حيث يروى تفاصيل مثيرة لموقعة باسلة خاضها الجيش المصري .. وهذه النقطة الحصينة تقع على بعد نحو 20 كيلومترا من مدينة السويس (شمال شرقي مصر)، على مقربة من موقع عيون موسى التاريخية والتى سميت النقطة الحصينة بإسمه ، وهو الموقع الذي مر به سيدنا موسي (عليه السلام) حين استسقي ربه، فتفجرت له اثنتا عشرة عينا من الصخر.

وكان اقتحام تلك النقطة من المهام المستحيلة، فهي تتكون من 6 دشم خراسانية مسلحة ذات حوائط سميكة مغطاة بقضبان السكك الحديدية التى خلعها جنود العدو من خط قطار «الحرير» أو قطار الحجاج الواصل بين القاهرة وفلسطين عبر سيناء، بعد نكسة 1967، وفوق هذه القضبان سلاسل من الصخور والحجارة التي يمكنها تحمل القنابل زنة ألف رطل، كما أنها محاطة بنطاقين من الأسلاك الشائكة، ومزودة بشبكه إنذار إلكترونية .. وكل دشمة بابها من الصلب، وهناك أماكن مخصصة لمبيت الجنود والقادة، يربطها خنادق للمواصلات، ويعلوها نقط مراقبة ومنشآت إدارية وطبية، وهذه النقطة بها الاكتفاء الذاتي الذي يكفيها لمدة شهر .. وكان الجيش الإسرائيلي من هذا الموقع يتحكم في طريق الشط - الطور المؤدي إلى جنوب سيناء.

وفي آخر أحد الخنادق، ستجد مدفع «أبو جاموس»، وهو مدفع هاوتزر عيار 155 ملم، وأطلق عليه أهالي السويس هذا الاسم لصوته المخيف، ولشدة تدميره .. وهو مدفع فرنسي الصنع، ضخم، يرتكز على أربع عجلات، ويحتاج لـ8 جنود لتشغيله، وكانت تطلق منه القذائف على مدينتي السويس وبورتوفيق، وتقصف مصانع البترول والزيتيات ومصنع السماد وميناء الأدبية والمنشآت المدنية بمدينة السويس وبورتوفيق.

تلك الأهمية القصوى دفعت القوات الإسرائيلية لتأمينها على أعلى مستوى، من خلال مدافع مضادة للطائرات، وتحصينات شديدة، وألغام أرضية مضادة للدبابات وأفراد يحيطون بالموقع، ما دفع بعض الجنود المصريين لإلقاء أنفسهم على تلك الألغام لكى تعبر القوات تجاه النقطة التى استسلمت من فرط الخوف من الرعب.

ومن القصص التي ستعرفها أثناء الزيارة كيف أن أحد الجنود ألقى بنفسه أمام مدخل الحصن ليتلقى الرصاصات والقذائف الإسرائيلية ليمر زملاؤه، و أيضاً قصة صمود الكتيبة 603 من اللواء 130 مشاة برمائيات، التي صمدت 134 يوما بلا إمدادات أو مؤن لحماية الموقع، وحماية النصر الذي حققوه.

الزيارات للموقع لا تتوقف على المصريين فقط، ولكن هناك إسرائيليين يزورون الموقع وينخرطون فى البكاء على ضحاياهم». يظهر فى غرفة القائد علم إسرائيل ونشيدها الوطنى، وأوراق من التوراة وبعض الأسلحة الخفيفة، وساعة القائد الشخصية، وبطاقته العسكرية، وإلى جانبها مجسم لجندى إسرائيلى يرتدى بدلته العسكرية، يقف إلى جوار مكتب القائد، وليس وحده ولكن تنتشر الكثير من الدمى والمجسمات لجنود إسرائيل فى المكان وضعها الجيش المصرى فى محاولة لأن يتعرف الزائر على الوضع الحقيقى الذى كان قائماً فى ذلك المعسكر .
 
 
الصور :