الجمعة, 16 مايو 2025

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

أبي بن كعب

أبي بن كعب
عدد : 10-2023
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com
موسوعة كنوز “أم الدنيا"


أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار وهو تيم اللات وقيل تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر الأنصارى الخزرجي رضي الله عنه صحابي جليل من كبار صحابة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والذين كان لهم قدر عظيم ولبعضهم قدر أعظم حيث إختصهم الله سبحانه وتعالى بمزيد فضله فكانت لهم مزية عن غيرهم من الصحابة حيث برز منهم أئمة وعلماء وفقهاء إهتموا بالعلم الشرعي وعلوم القرآن الكريم والفتوى إهتماما كبيرا فكانوا أعلم الناس بالدين والشرع وكان منهم الخلفاء الراشدون الأربعة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبو الدرداء وزيد بن ثابت وأبي بن كعب وغيرهم رضي الله عنهم جميعا وكان هذا الصحابي الأخير من علماء الصحابة وفقهائهم وكانت له كنيتان أبو المنذر كناه بها النبي صلى الله عليه وسلم وأبو الطفيل وكناه بها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بإبنه الطفيل وكان ميلاده بالمدينة المنورة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وهجرته إلى المدينة المنورة ولما بلغ سن الزواج تزوج من أم الطفيل بنت الطفيل بن عمرو بن المنذر بن سبيع بن عبد نهم الدوسية وأنجب منها الطفيل ومحمد وهي إبنة الصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي سيد قبيلة دوس وهي قبيلة عربية شهيرة، من الأزد تعود أصولها إلى اليمن ثم إرتحلت بعد إنهيار سد مأرب في القرن الثاني الميلادى وأقامت بمنطقة جبال السراة التي تقع بين إقليم نجد وتهامة بشمال بلاد الحجاز وكان الطفيل بن عمرو من السابقين إلى الإسلام حيث أسلم قبل الهجرة بمكة في السنة السابعة من البعثة النبوية على يد النبي صلى الله عليه وسلم وكان سيدا من سادة العرب في الجاهلية وشريف من أشراف العرب المرموقين وواحدا من أصحاب المروءات المعدودين يطعم الجائع ويؤمن الخائف ويجير المستجير وهو فضلا عن ذلك أديب أريب لبيب وشاعر مرهف الحس رقيق الشعور بصير بحلو البيان ومره حيث تفعل فيه الكلمة فعل الساحر وبعد أن أسلم عاد لقبيلته دوس ولبث فيها يدعوهم إلى الإسلام ثم لحق بالرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة بعد معركة أحد ومعه 80 بيتا من دوس وأقام فيها فشهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم معركة الخندق وفتح مكة وإستشهد في آخر حروب الردة وهي معركة اليمامة ضد مسيلمة الكذاب في شهر شوال عام 11 هجرية وكان أبي بن كعب رضي الله عنه حبرا من أحبار اليهود قبل الإسلام وكان مطلعا على الكتب السماوية القديمة التوراة والزبور والإنجيل ولما وفد الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنه إلى المدينة المنورة مبعوثا من النبي صلى الله عليه وسلم لكي يعلم من أسلم من أهلها القرآن الكريم وفرائض الإسلام ويدعو باقي أهلها للدخول في الإسلام أسلم أبي على يديه وحضر بيعة العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار الذين حضروها ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة آخى بينه وبين الصحابي سعيد بن زيد رضي الله عنه إبن عم الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وزوج أخته فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنها وأحد العشرة المبشرين بالجنة وكان أبي بن كعب رضي الله عنه أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاء إلى المدينة المنورة حيث كان من القلائل الذين أجادوا القراءة والكتابة في الجاهلية وكان إذا لم يحضر الصحابي الجليل أُبي بن كعب رضي الله عنه كان يقوم بالمهمة الصحابي الجليل زيد بن ثابت الأنصارى رضي الله عنه وكان أبي رضي الله عنه يكتب أيضا كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى القبائل ولمن كاتبه من الناس وكان أحد الذين حفظوا القرآن الكريم كله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد الذين كانوا يفتون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .


وعلاوة على ذلك فقد كان أبي بن كعب رضي الله عنه من رواة الحديث النبوى الشريف فقد حدث أبي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة وأربعة وستون حديثا وقد روى عنه جملة من كبار الصحابة رضوان الله عليهم كان أبرزهم ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما كان أبي بن كعب رضي الله عنه أقرأَ الناس للقرآن الكريم وكانت له مواقف عديدة مع النبي صلى الله عليه وسلم فعن الصحابي وراوى الحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال أرحم أمتي بأمتي أبو بكر الصديق وأشدهم في أَمر الله عمر بن الخطاب وأَصدقهم حياءا عثمان بن عفان وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب وأفرضهم زيد بن ثابت بن الضحاك وأعلمهم بالحلال والحرام معاذُ بن جبل بن عمرو ألا وإِن لكل أُمة أَمينا وإِن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراحِ وهكذا كان أبي بن كعب الأنصارى رضي الله عنه أحد القراء الذين سهل الله لهم تعلم قراءة القرآن وأحكامه من النبي صلى الله عليه وسلم الذى علمه من أحكام القراءة وعلوم القرآن ما لم يعلمه أحدا من الصحابة الكرام ويدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم الذى رواه المؤرخ محمد بن سعد البغدادى في طبقاته وهو أقرأ أُمتي أُبي بن كعب رضي الله عنه وكان واحدا من الصحابة الأربعة الذين قال عنهم أنس بن مالك جمع القرآن الكريم أي حفظا وعلما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار أُبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد أحد عمومتي رضي الله عنهم جميعا وقد أمر الله تبارك وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم بـأن يقرأ القرآن كله على أُبي رضي الله عنه ففي حلية الأولياء بالإسناد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لأُبي رضي الله عنه إن الله عز وجل أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقال أُبي رضي الله عنه آلله سماني لك أى هل ذُكرت بإسمي فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم سماك لي فجعل أُبي يبكي فرحا وفي سير أعلام النبلاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا أبا المنذر إني أُمرت أن أعرض عليك القرآن فقال أُبي رضي الله عنه بالله آمنت وعلى يدك أسلمت ومنك تعلمت فرد النبي صلى الله عليه وسلم القول فقال أُبي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذُكرت هناك فقال صلى الله عليه وسلم نعم بإسمك ونسبك في الملأ الأعلى فقال أبي أقرأ إذن يا رسول الله صلى الله عليك وسلم وفي حلية الأولياء عن أُبي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أبا المنذر أى آية من كتاب الله عز وجل معك أعظم فقال رضي الله عنه الله ورسوله أعلم فقال عليه الصلاة والسلام أبا المنذر أى آية من كتاب الله معك أعظم فقال أُبي الله لا إلٰه إلا هو الحي القيوم يقول أُبي فضرب صدرى وقال ليهنك العلم أبا المنذر وسأل أُبي بن كعب رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ما جزاء الحمى قال عليه الصلاة والسلام تجرى الحسنات على صاحبها ما إختلج عليه قَدم أو ضرب عليه عرق فقال أُبي رضي الله عنه اللهم إني أسألك حمى لا تمنعني خروجا في سبيلك ولا خروجا إلى بيتك ولا مسجد نبيك صلى الله عليه وسلم فلم يمسِ أُبي قط إلا وبه حمى فلم تفارقه حتى مات وكان مع ذلك يشهد الصلاة ويصوم ويحج ويعتمر ويغزو في سبيل الله وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة وآوتهم الأنصار رمتهم العرب عن قوس واحدة فكانوا لا يبيتون إلا في السلاح ولا يصبحون إلا فيه فقالوا ترون أنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله فنزلت آية سورة النور وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الاْرْضِ كَمَا إسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِى إرْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدّلَنَّهُمْ مّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِى لاَ يُشْرِكُونَ بِى شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ وعن أُبي بن كعب رضي الله عنه قال كان رجل لا أعلم رجلا أبعد من المسجد منه وكان لا تخطئه صلاة فقيل له لو إشتريت حمارا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء قال ما يسرني أن يكون منزلي إلى جنب المسجد إني أريد أن يكتب لي ممشاى إلى المسجد ورجوعي إلى أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جمع الله لك ذلك كله وعن أبي سعيد الخدرى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم غزوة أُحد من يأتيني بخبر سعد بن الربيع رضي الله عنه فإني رأيت الأسنة قد أشرعت إليه فقال أبي بن كعب أنا فعثر عليه أبي وقد أثخنته الجراح فقال لأبي أَقْرئ على قومي السلام وقل لهم يقول لكم سعد بن الربيع الله الله وما عاهدتم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة فوالله ما لكم عند الله عذر إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف ويقول أبي فلم أبرح حتى فاضت روحه فرجعت إلى رسول الله فأخبرته فقال رحمه الله نصح لله ولرسوله حيا وميتا .


وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبي بن كعب رضي الله عنه كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجوهنا واحدة حتى فارقنا فإختلفت وجوهنا يمينا وشمالا وفي رواية أخرى عنه قال كنا مع نبينا صلى الله عليه وسلم ووجهنا واحد فلما قُبض نظرنا هكذا وهكذا وقد إستمر أبي بن كعب رضي الله عنه وأرضاه يستزيد من الفقه وسعة العلم بعد وفاة النبي ولم يتوقف إطلاقا عن هذا النهج ولذا فقد كان الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجله كثيرا ويتأدب معه ويوقره ويتحاكم إليه وشهد له حين قال من أراد أن يسأل عن القرآن فليأتِ أُبي بن كعب ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني فإن الله جعلني خازنا وقاسما وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قال عمر بن الخطاب إخرجوا بنا إلى أرض قومنا فخرجنا فكنت أنا ومعي أبي بن كعب في مؤخرة الناس فهاجت سحابة فقال أبي اللهم إصرف عنا أذاها فلحقناهم وقد إبتلت رحالهم فقال عمر رضي الله عنه ما أصابكم الذى أصابنا فقلت إن أبا المنذر دعا الله أن يصرف عنا أذاها فقال عمر ألا دعوتم لنا معكم وكان للعباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه دار بجوار المسجد النبوى الشريف فقال له عمر رضي الله عنه بعنيها حيث كان عمر يريد أن يزيدها في المسجد فأبى العباس أن يبيعها إِياه فقال عمر فهبها لي فأبى فقال فوسعها أنت في المسجد فأبى فقال عمر لا بد لك من إِحداهن فأبى عليه فقال خذ بيني وبينك رجلا نحتكم إليه فأخذ أبي بن كعب رضي الله عنه فإختصما إليه فقال أبي لعمر ما أرى أن تخرجه من داره حتى ترضيَه فقال له عمر أرأيت قضاءك هذا في كتاب الله وجدته أم سنةً من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبي رضي الله عنه بل سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر وما ذاك فقال إِني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن نبي الله سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام لما بنى بيت المقدس جعل كلما بني حائطا أصبح منهدما فأوحى الله إليه أن لا تبني في حق رجل حتى ترضيه فتركه عمر رضي الله عنه فوسعها العباس رضي الله عنه بعد ذلك في المسجد وعن نوفل بن إياس الهذلي قال كنا نقوم في عهد عمر بن الخطاب فرقا في المسجد في صلاة التراويح في شهر رمضان ههنا وههنا فكان الناس يميلون إلى أحسنهم صوتا فقال عمر رضي الله عنه ألا أراهم قد إتخذوا القرآن أغاني أما والله لئن إستطعتُ لأغيرنَ هذا قال فلم يمكث إلا ثلاث ليال حتى أمر أُبي بن كعب رضي الله عنه فصلَى بهم ثم قام في آخر الصفوف فقال لئن كانت هذه بدعة لنعمت البدعة هي وعن محمد بن سيرين أن عثمان بن عفان رضي الله عنه جمع 12 رجلا من قريش والأنصار فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت في جمع القرآن وأمر أبي بأن يملي وأن يكتب زيد بن ثابت ويعربه سعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث المخزومي .


وكان من مناقب أبي بن كعب أيضا ما ذكره عنه محمد بن سعد البغدادى في طبقاته بالإسناد عن أبي المهلب عن أبي بن كعب أنه كان يختم القرآن في ثماني ليال وكان تميم الدارى يختمه في سبع ويروى أبو نعيم في الحلية والذهبي في سيره أن رجلا إستوصى أُبي بن كعب رضي الله عنه فقال له إتخذ كتاب الله إماما وإرض به قاضيا وَحكما فإنه الذي إستخلف فيكم رسولكم شفيع مطاع وشاهد لا يتهم فيه ذكركم وذكر من قبلكم وحكم ما بينكم وخبركم وخبر من بعدكم وفي الحلية أيضا بالإسناد عن أبي العالية عن أُبي رضي الله عنه أنه قال عليكم بالسبيل والسنة فإنه ليس من عبد على سبيل وسنة ذَكر الرحمن عز وجل ففاضت عيناه من خشية الله عز وجل فتمسه النار وليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن فإقشعر جلده من مخافة الله عز وجل إلا كان مثَله كمثل شجرة يبس ورقها فبينما هي كذلك إذ أصابتها الريح فتحاتت عنها ورقها إلا تحاتَت عنه ذنوبه كما تحات عن هذه الشجرة ورقها وإن إقتصادا في سبيل وسنة خير من إجتهاد في خلاف سبيل الله وسنته فإنظروا أعمالكم فإن كانت إجتهادا أو إقتصادا أن تكون على منهاج الأنبياء وسنتهم وعن مسلم بن شداد عبيد بن عمير عن أُبي بن كعب أنه قال ما من عبد ترك شيئا لله عز وجل إلا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب وما تهاون به عبد فأخذه من حيث لا يصلح إلا أتاه الله ما هو أشد عليه منه من حيث لا يحتسب ومن أقواله أيضا المؤمن بين أربع إن إبتلي صبر وإن أعطي شكر وإن قال صدق وإن حكم عدل وعن راوى الحديث أبو سعيد أسلم المنقرى الكوفي قال سمعت التابعي عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبزى يحدث عن أبيه رضي الله عنه قال لما وقع الناس في أمر عثمان رضي الله عنه قلت لأبي بن كعب رضي الله عنه أبا المنذر ما المخرج من هذا الأمر قال كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما إستبان لكم فإعملوا به وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أن آدم عليه السلام لما حضره الموت قال لبنيه يا بني إطلبوا لي من ثمرة الجنة فإني قد إشتهيتها فذهب بنوه يطلبون له من ثمرة الجنة فإذا هم ملائكة الله قالوا لهم يا بني آدم ما تطلبون قالوا إن أبانا إشتاق إلى ثمرة الجنة فنحن نطلبها قالوا إرجعوا فقد قضي الأمر فإذا أبوهم قد قبض فأخذت الملائكة آدم فغسلوه وكفنوه وحفروا له قبرا وجعلوا له لحدا ثم إن ملكا من الملائكة تقدم فصلى عليه ومن خلفه باقي الملائكة وبنو آدم خلفهم ثم وضعوه في حفرته وسووا عليه فقالوا يا بني آدم هذا سبيلكم وهذه سنتكم وكان من أقواله تعلموا العربية كما تتعلمون حفظ القرآن وقوله الصلاة الوسطى صلاة العصر وقوله أيضا ما ترك عبد شيئا لا يتركه إلا لله إلا آتاه الله ما هو خير منه من حيث لا يحتسب ولا تهاون به فأخذه من حيث لا ينبغي له إلا أتاه الله بما هو أشد عليه وأخيرا فقد كانت وفاة الصحابي الجليل أبي بن كعب رضي الله عنه على الأرجح في عهد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه عام 32 هجرية بالمدينة المنورة لأن عثمانرضي الله عنهكان دق أمره بأن يجمع القرآن الكريم الجمع الثاني ودفن بالبقيع رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وجزاه عنا وعن الإسلام خير الجزاء .



 
 
الصور :