بقلم إســراء الحريري
(باحثة أثرية ومقدمة حلقات إذاعية وكاتبة مقالات أثرية)
• لعلك تعلم عزيزي القارئ أن أجدادك المصريين القدماء جذورهم العريقة تمتد لأكثر من 3000 سنة قبل الميلاد ولكن عليك أن تعي جيداً أن جذورنا المصرية تمتد لملايين السنين حيث أن أول إكتشاف لهيكل عظمي لأقدم مصري يرجع ل 35000 سنة قبل الميلاد وهو انسان نازلة خاطر والتي لا تزال عظامة محفوظة حتى الآن بالمتحف القومي للحضارة ، فقد كان أجدادنا القدماء دائمين الترحال بحثاً عن مصادر المياة المختلفه وقنص الفرائس لإصطيادها وظل الوضع هكذا حتى استقر أجدادنا المصريون القدماء على ضفاف نهر النيل ومن هنا بدأ المصري صفحة جديدة شاقة في البحث عن سبل الحياة ووسائل الاستقرار لبناء حضارة قوية على ضفاف نهر النيل .
• فلم يكن الأمر سهلا كما نتصور !! وإنما كان محفوف بالمخاطر فقد كان يواجه الأجداد الحيوانات المفترسة وأخطار السيول وأخطار المستنقعات كفرس النهر والتماسيح المفترسة وغيرها ، وعلى الرغم من هذا إلا أن عليك أيها المصري الأفتخار بما صنعه أجدادك حيث أنهم استطاعوا مواجهة تلك المخاطر وأجرى التجارب العديدة في محاولات مختلفه للإستقرار حتى وصل الية وبنى وطور مسكنة وأدواتة التي يستخدمها ليستطيع أن يوفر لنفسة حياة مستقرة فاخترع أدوات حجرية وأمشاط ، ونجح في تكوين قرى ومجتمعات عمرانية ثم نجح في اقامة أقاليم مختلفة ومن ثم دويلات صغيرة ثم تكوين مملكتين وهي مملكة مصر العليا بتاجها الأحمر وحيوانها المقدس الالهه نخبت وزهرتها المقدسة اللوتس ومملكة مصر السفلى بتاجها الأحمر وحيوانها المقدس الالهه ( وادجت) وزهرتها المقدسة البردي .
• وهنا أصبحت الحاجه ملحه لإقامة وحدة بين المملكتين لتأسيس دولة قوية وظهرت العديد من المحاولات للوحدة على يد الملك العقرب ولكن للأسف التي لم يكتب لتلك المحاولات النجاح ليظهر بعد سنوات الملك القوي " نعرمر " ليتسلم الراية من سلفة الملك العقرب ويسير على درب التوحيد بين القطرين ليحقق النصر ليصبح الملك مينا هو أول الملوك المصريين الذي نجح في توحيد القطرين ( مصر العليا ومصر السفلي ) ولم يكن الأمر سهلاً بل ملئ بالشد والجذب والحروب حتى كُتب له فيها ، ولهذا قام المؤرخ المصري مانيتون بتدوين على الملك مينا أو ( نعرمر ) على رأس بردية تورين وقائمة أبيدوس على أنه مؤسس الأسرة الأولى وصاحب الفضل في توحيد البلاد ومنشأ أول عاصمة بعد التوحيد وهي مدينة (منف) ، وما يؤكد هذا هو اكتشاف صلاية نعرمر والمحفوظة بالمتحف المصري بالتحرير والتي تتكون من وجهين يصور فيها الملك مينا منتصراً على أعدائة ، وظلت مصر موحده طوال عصور متعددة في عهد العديد من الملوك الذين خلفوا الملك مينا ...
• وهكذا كانت ولا تزال وستظل مصر قوية بفضل جهود أبنائها المخلصين .......
|