بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com
موسوعة كنوز “أم الدنيا"
عبد الله بن سلام بن الحارث وكان يكنى بأبي يوسف رضي الله عنه صحابي جليل من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وكان في الأصل يهوديا من يهود بني قينقاع أحد قبائل اليهود الثلاثة الذين كانوا يسكنون المدينة المنورة وتنتسب هذه القبيلة إلى قينقاع بن عمشيل بن منشي بن يوحنان بن بنيامين بن صارون بن نفتالي بن نافس بن حي بن موسى من ذرية منشا بن نبي الله يوسف بن نبي الله يعقوب بن نبي الله إسحق بن نبي الله إبراهيم عليهم السلام وأبناء هذه القبيلة يهود عرب أقاموا في حصن كبير داخل المدينة المنورة من قبل البعثة وكانوا يعملون في الصياغة والحدادة وكانوا حلفاء الخزرج ولهم سوق كبير في حصنهم وحينما هاجر رسول الإسلام محمد إلى المدينة عاهدهم على أن للمسلمين دينهم ونفقتهم ولليهود دينهم ونفقتهم وعلى النصرة على من حاربهم وعلى من يدهم المدينة وحدث بعد ذلك وبعد غزوة بدر في شهر شوال عام 2 هجرية أن جاءت إمرأة من العرب إلى أحد صاغتهم فراودوها فأبت فقام الصائغ بربط ثوبها بالكرسي وهي غافلة فلما نهضت كشف عن عورتها واخذ اليهود يضحكون منها ويتندرون عليها فصاحت وولولت فوثب رجل من العرب فقتل الصائغ ثم شدت اليهود على العربي المسلم فقتلوه فإستصرخ أهل القتيل بالعرب المسلمين وغضب النبي صلى الله عليه وسلم لما وقع من يهود بني قينقاع حيث إعتبر أن ما فعلوه خيانة وغدر ونقض للعهد فحاصر المسلمون حصنهم بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم لمدة 15 ليلة وحاول رأس النفاق في المدينة عبد الله بن أبي بن سلول التدخل من أجل تخليصهم حيث أنهم كانوا من حلفائه وطالب الرسول بتركهم فرفض وساطته وفي النهاية إضطرهم إلى الإستسلام والنزول على حكمه الذى قضى بإخراجهم من ديارهم وكان عددهم 700 رجل فجلوا عن المدينة فذهب بعضهم إلى الشام وبعضهم إلى خيبر تاركين وراءهم أموالهم وأسلحتهم وأدوات صياغتهم وكان ميلاد إبن سلام بالمدينة المنورة عام 30 قبل الهجرة وكان إسمه الحصين ويعود نسبه إلى نبي الله يوسف بن نبي الله يعقوب بن نبي الله إسحق بن نبي الله إبراهيم عليهم وعلى نبينا محمد الصلاة وأتم التسليم وكان حبرا وعالما من أحبار وعلماء اليهود وحافظا للتوراة ويعلم جيدا أن هناك نبي سيبعث وعرف صفته وإسمه وزمانه ولأنه كان من علماء اليهود فقد كانت اليهود توقره وتحترمه لصلاحه وتقواه وصدقه وإستقامته وكان يدعو الله أن يمد في عمره حتى يشهد بعثة الرسول الخاتم الذى بشرت به التوراة وكان يعلم أن هذا الرسول سوف يخرجه قومه من وطنه وأنه سوف يهاجر إلى المدينة المنورة التي كان يعيش فيها وقد آن أوان بعثته فكان يترقب بعثته وكان واثقا كل الثقة من ذلك صامتا عليه فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرا من مكة المكرمة نزل أولا بقرية قباء في بني عمرو بن عوف فأقبل رجل إلى إبن سلام وأخبره بقدومه وكان في رأس نخلة له يعمل فيها وكانت عمته خالدة بنت الحارث تحته جالسة فلما سمع الخبر بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر فقالت له عمته حين سمعت تكبيره خيبك الله والله لو كنت سمعت بنبي الله موسى بن عمران عليه السلام قادما ما زدت فقال له أى عمة هو والله أخو نبي الله موسى بن عمران عليه السلام وعلى دينه بعث بما بعث به فقالت أى إبن أخي أهو النبي الذي كنا نخبر أنه يبعث مع نفس الساعة فقال لها نعم يا عمة فقالت فذاك إذن .
وبعد خمسة أيام قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة فإعترض ناقته القصواء بنو سالم بن عوف ثم بني بياضة فبني ساعدة فبني الحارث بن الخزرج فأخواله بني عدى بن النجار يسألونه ويرجونه أن يقيم بين ظهرانيهم ويقولون هلم يا رسول الله إلى العدد والعدة والمنعة وسار الرسول وسط الجموع التي إضطرمت صفوفها وأفئدتها حماسة ومحبة وشوقا له وهو يعتذر ويقول متحدثا عن ناقته القصواء خلوا سبيلها فإنها مأمورة حتى مر ببني مالك بن النجار فبركت القصواء في موضع باب مسجده في أرض فضاء أمام باب دار الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصارى في الموضع الذى بني فيه المسجد النبوى الشريف ثم قامت ودارت دورة في هذه الأرض الفضاء ثم عادت إلى موضعها الأول وبركت مرة أخرى فقال النبي صلى الله عليه وسلم هنا نبني المسجد ولما بركت الناقة للمرة الثانية في نفس الموضع أخذ أبو أيوب الأنصارى رضي الله عنه رحل النبي صلى الله عليه وسلم وأدخله في داره وأخذ الناس يتنافسون على إستضافة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم وقال لهم المرء مع رحله فكان أن نزل بدار أبي أيوب الأنصارى ووقف أهل المدينة المنورة جميعا يغبطونه على حظوظه الوافية وعلى فوزه بإستضافة الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته وبعد إستقرار النبي صلى الله عليه وسلم بدار أبي أيوب الأنصارى أخذت الوفود تتوافد عليه وقد تنادى الناس فيما بينهم قد قدم رسول الله قد قدم رسول الله فجاء عبد الله بن سلام مع الناس ليرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عن ذلك أول ما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسرع الناس إليه فكنت فيمن جاءه فلما تأملت وجهه وإستثبته علمت أن وجهه ليس بوجه كذاب لما لاح عليه من سواطع أنوار النبوة وكان أول ما سمعت من كلامه أن قال أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام وإذا كان أهل الصلاح والصلاة في الليل يعرفون بوجوههم فكيف هو وهو سيدهم صلوات الله وسلامه عليه وأراد إبن سلام أن يختبره ليعرف أهو الرسول المذكور في التوراة أو غيره فدنا من الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له إني سائلك عن ثلاث لا يعلمها إلا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول ما يأكل أهل الجنة ومن أين يشبه الولد أباه وأمه فقال النبي أخبرني بهن جبريل آنفا فقال إبن سلام ذاك عدو اليهود من الملائكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما أول أشراط الساعة فنار تخرج من المشرق فتحشر الناس إلى المغرب وأما أول ما يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت وأما الشبه فإذا سبق ماء الرجل نزع إليه الولد وإذا سبق ماء المرأة نزع إليها فقال إبن سلام أشهد أن لا إله إلا ألله وأشهد أنك رسول الله وهكذا دخل في الإسلام وصار من الصحابة من الأنصار لأنه من أهل المدينة المنورة وسأله الرسول عن إسمه فقال له الحصين بن سلام فقال له النبي بل إسمك عبد الله بن سلام منذ اليوم فقال نعم عبد الله بن سلام والذى بعثك بالحق ما أُحب أن يكون لى إسم آخر غيره بعد اليوم وعاد عبد الله بن سلام رضي الله عنه إلى أهل بيته فأمرهم بالدخول في دين الإسلام فأسلموا وكتم إسلامه هو وأهل بيته عن اليهود .
وبعد ذلك جاء عبد الله بن سلام رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له يا رسول الله إن اليهود قوم كذب وبهتان وإني أحب أن تدخلني في بعض بيوتك وتغيبني عنهم أى تسترني ثم تسألهم عني حتى يخبروك كيف أنا فيهم قبل أن يعلموا إسلامي فإنهم إن علموا به بهتوني وعابوني فأدخله رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض بيوته ودخل عليه جماعة من اليهود فكلموه وسألوه ثم قال لهم أي رجل إبن سلام فيكم قالوا سيدنا وإبن سيدنا وحبرنا وعالمنا ووالله ما نعلم أنه كان فينا رجل أعلم بالكتاب منه ولا أفقه منه ولا أعلم منه في التوراة ولا من أبيه قبله ولا من جده قبل أبيه وكانت هذه شهادة من اليهود لإبن سلام فلما فرغوا من قولهم خرج عليهم فقال لهم يا معشر اليهود إتقوا الله وإقبلوا ما جاءكم به فوالله إنكم لتعلمون أنه لرسول الله تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة بإسمه وصفته فإني أشهد أنه رسول الله وأؤمن به وأصدقه وأعرفه فقالوا كذبت ثم وقعوا به ووصفوه بعكس ما قالوا أولا وقالوا شرنا وإبن شرنا وجاهلنا وإبن جاهلنا فهم قوم كذابون غدارون فجرة لا يستحيون ولا يخجلون أن يكذبوا في نفس الجلسة فيقولون الشئ ويكذبونه بعد قليل فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهم كذبتم لن يقبل قولكم أما آنفا فتثنون عليه من الخير ما أثنيتم ولما آمن كذبتموه وقلتم فيه ما قلتم فلن يقبل قولكم فقال عبد الله بن سلام رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أخبرك يا رسول الله أنهم قوم بهتان وأهل غدر وكذب وفجور وأظهر منذ ذلك الوقت إسلامه وإسلام أهل بيته وأسلمت أيضا عمته السيدة خالدة بنت الحارث رضي الله عنها وحسن إسلامها ونزل في ذلك قوله تعالى في سورة الأحقاف قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ والخطاب هنا في هذه الآية لهؤلاء اليهود أو لليهود وللمشركين الذين كفروا قبل ذلك وآمن هذا الرجل وهكذا كان عبد الله بن سلام رضي الله عنه يقف إلى جوار النبي صلى الله عليه وسلم يدفع عنه أكاذيب وبهتان اليهود لعلمه التام بالتوراة فقد أخرج الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما أن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له أن رجلا منهم وإمرأة زنيا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تجدون في التوراة في شأن الرجم فقالوا نفضحهم ويجلدون فقال عبد الله بن سلام كذبتم إن فيها الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها فقال له إبن سلام إرفع يدك فرفع يده فإذا فيها آية الرجم فقالوا صدقت يا محمد فيها آية الرجم وبذلك ظهر كذبهم وبهتانهم وهكذا كان دأبهم وكان سلوكهم وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم إنطلق يوما حتى دخل كنيسة اليهود بالمدينة في يوم عيد لهم يدعوهم إلى الله سبحانه فكرهوا دخوله عليهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر اليهود أروني 12 رجلا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يحبط الله عن كل يهودى تحت أديم السماء الغضب الذى غضب عليهم والمعنى أنه لو أسلم عشرة من اليهود لأسلم كل اليهود ومع ذلك مات صلى الله عليه وسلم ولم يسلم عشرة من اليهود وأسلم من النصارى الكثير وأما اليهود فلا فاليهودى بطبعه مجرم كذاب يكذب ويجحد الحق الذى يعرفه فإذا كانوا فعلوا ذلك مع موسى عليه الصلاة والسلام فسيفعلونه مع النبي صلى الله عليه وسلم من باب أولى وكان أن غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذابا عظيما ولو كانوا آمنوا بالله سبحانه وبالنبي صلى الله عليه وسلم لفتح الله عز وجل عليهم بركات من السماء والأرض ولأطعمهم من فوقهم ومن تحت أرجلهم ولكنهم جحدوا برسالة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يؤمنوا به فكانت عاقبتهما أن غضب الله سبحانه وتعالى عليهم .
وبعد أن كان عبد الله بن سلام حبرا من أحبار وعلماء اليهود أصبح بعد أن دخل في الإسلام عالما وفقيها ومفتيا مسلما وحين حضرت الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه الوفاة قيل له يا أبا عبد الرحمن أوصنا فقال أجلسوني ثم قال إن العلم والإيمان مكانهما من إبتغاهما وجدهما وكرر ذلك ثلاث مرات ثم قال فإلتمسوا العلم والإيمان عند أربعة رهط عويمر أبي الدرداء وسلمان الفارسي وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن سلام الذى كان يهوديا فأسلم لأني سمعت رسول الله يقول إنه عاشر عشرة في الجنة كما أنه ممن يؤتون أجورهم مرتين لقوله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لهم أجران رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه ورجل كانت عنده أَمةٌ يطؤها فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران وروى الإمام البخارى في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عنه إنه من أهل الجنة وإنه نزلت فيه الآية الكريمة وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله في سورة الأحقاف وعن الصحابي الجليل وأحد العشرة المبشرين بالجنة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بقصعة فأصبنا منها فبقيت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع رجل من هذا الفج يأكل هذه القصعة من أهل الجنة فقال سعد رضي الله عنه وكنت تركت أخي عميرا يتطهر فقلت هو أخي فجاء عبدالله بن سلام فأكلها ومع أنه بشر بالجنة إلا أنه كان لا يعرف الكبر ولا التفاخر وكان يعمل بيده فلقد مر في السوق وعلى ظهره حزمة من الحطب فقيل له لماذا لا تستأجر أحدا يحملها عنك فقال أردت أن أدفع الكبر فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لن يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من الكبر وأيضا أخرج الإمام مسلم بن الحجاج بسنده عن خرشة بن الحر قال كنت جالسا في حلقة في مسجد المدينة وفيها شيخ حسن الهيئة وهو عبد الله بن سلام فجعل يحدث الناس حديثا حسنا فلما قام قال القوم من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا فقلت والله لأتبعنه فلأعلمن مكان بيته فتبعته فإنطلق حتى كاد أن يخرج من المدينة ثم دخل منزله فإستأذنت عليه فأذن لي فقال ما حاجتك يا إبن أخي فقلت له سمعت القوم يقولون لك لما قمت من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا فأعجبني أن أكون معك فقال الله أعلم بأهل الجنة وسأحدثك لم قالوا ذاك إني بينما أنا نائم إذ أتاني رجل فقال لي قم فأخذ بيدى فإنطلقت معه فإذا أنا بجواد عن شمالي فهممت أن آخذ به فقال لي لا تأخذه فإنها طرق أصحاب الشمال فإذا جواد منهج على يميني فقال لي خذ ها هنا فأتى بي جبلا فقال لي إصعد فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت على إستي حتى فعلت ذلك مرارا ثم إنطلق بي حتى أتى بي عمودا رأسه في السماء وأسفله في الأرض في أعلاه حلقة فقال لي إصعد فوق هذا فقلت كيف أصعد هذا ورأسه في السماء فأخذ بيدى فزجل بي فإذا أنا متعلق بالحلقة ثم ضرب العمود فخر وبقيت متعلقا بالحلقة حتى أصبحت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه فقال أما الطرق التي رأيت عن يسارك فهي طرق أصحاب الشمال وأما الطرق التي رأيت عن يمينك فهي طرق أصحاب اليمين وأما الجبل فهو منزل الشهداء ولن تناله وأما العمود فهو عمود الإسلام وأما العروة فهي عروة الإسلام وستظل متمسكا بها حتى تموت ولما وقعت الفتنة في أواخر عهد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان وحاصر الثوار بيته جاء عبد الله بن سلام إليه فقال له عثمان ما جاء بك قال جئت في نصرك قال إخرج إلى الناس فإطردهم عني فخرج إليهم وقال أيها الناس إن لله سيفا مغمودا عنكم وإن الملائكة قد جاورتكم في بلدكم هذا الذي نزل به رسول الله صلى الله عليه وسلم الله الله في هذا الرجل أن تقتلوه فوالله لئن قتلتموه لتطردن جيرانكم الملائكة فقالوا إقتلوا هذا اليهودى وإقتلوا عثمان وأخيرا فقد لزم هذا الصحابي عبد الله بن سلام المدينة المنورة يعظ ويفتي ويشرح أمور الدين للناس حتى تقدم به العمر وكانت وفاته في عام 43 هجرية في عهد الخليفة الأموى الأول معاوية بن ابي سفيان رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته .
|