السبت , 9 ديسمبر 2023

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الفكر الأدبي العربي
البنيات والأنساق

الفكر الأدبي العربي
البنيات والأنساق
عدد : 11-2023
د . سعيد يقطين
كاتب من المغرب

تشكل الفكر الأدبي العربي الحديث من خلال الناقد الأدبي منذ بداية القرن العشرين متخذاً الصور التالية
- الجامعي - الأكاديمي (جرجي زيدان).
- الجامعي - الأديب (مصطفى صادق الرافعي).
وكان تركيبهما من خلال صورة الأكاديمي - الأديب (طه حسين) الذي أصل التقليد الأدبي.
ظهر في الصيرورة" الشيخ - العالم" (عبدالسلام هارون) الذي لعب دوراً كبيراً في تحقيق النص التراثي، لكن دوره يتقلص باستمرار. وامتدت صورة «الأكاديمي - الأديب» مهيمنة، إلى الآن، مع شوقي ضيف.

لم تقتصر صورة الأكاديمي - الأديب على الاشتغال داخل الجامعة، إذ أن مشاركته في الساحة الثقافية ظلت موازية ومكملة، بل وأحياناً موجهة للفكر الأدبي العربي العام. فكان صوت المثقف وصورته امتداداً للأكاديمي - الأديب، والوجه الآخر لصورته التي تشكلت بين ردهات
الجامعة. اشتغل الناقد العربي (المثقف)، بتاريخ الأدب والنقد الأدبي، متفاعلاً مع مختلف التيارات التي عرفها النقد الغربي الحديث وكان عمله يتركز بالدرجة الأولى على التيمات، وحتى في المرحلة البنيوية ظلت التيمات شغله الأساس، فكان كشفه عن البنيات محدوداً، وها هي الآن تتحول إلى أنساق، بإعطاء الناقد الأدبي، صورة « الناقد الثقافي». ظل الهاجس الاجتماعي والسياسي والثقافي (الإيديولوجي) هو السائد في تاريخه الحديث الذي كان يطفو فيه الحديث عن الأزمة، كلما تم الانتقال من مرحلة إلى أخرى.

بين «الأكاديمي - الأديب» و «المثقف» ضمرت صورة الأكاديمي - العالم عالم الأدب إلى درجة الاختفاء وظلت مستبعدة ومقصاة من دائرة الاهتمام. ولا يمكن للنقد الأدبي، أو الثقافي العربي أن يتطور أو يتحول ما لم يتأسس على قاعدة الفكر الأدبي الذي يسمح له بالسير على رجلين العلم الأدبي من جهة، والنقد الأدبي من جهة آخرى. إن ذلك هو الذي سيسمح له بأن يتأسس اختصاصا له هوية مستقلة، تجعله قادراً على الانفتاح على الاختصاصات العلمية الإنسانية والطبيعية والتكنولوجية الأخرى، والتفاعل معها بقوة واقتدار يؤهلانه لإنتاج المعرفة الأدبية»، والمساهمة في الفكر الإنساني وإلا فإنه سيظل ملتقى للاختصاصات الأخرى وعالة عليها.