لما كان جانب من المشكل اللساني العربي المعاصر أنه يقارب المرحلة المعاصرة مقطوعة الصلات عن مواردها ومصادرها ودون وعي كاف بتاريخ العلم ومكاننا من هذا التاريخ حاضره وغابره ونظراً لخلاء الساحة وافتقار المكتبة العربية إلى مصنف يقوم بهذا الواجب على كثرة أمثاله وتنوعها فى المكتبة الغربية : فيرصد لنا رحلة الفكر مع اللغة في دقة حميدة ، وموضوعية أمينة ، ومعمار منهجي رصين ، واستيعاب موفق ، وهو إذ يفعل إنما يستهل رحلته من البداية حتى يقف القارئ عند الخريطة المعاصرة لمذاهب علماء اللسان وأنظارهم البحثية وعقائدهم العملية في معالجة الظاهرة اللسانية.، لذا فإن ترجمة هذا الكتاب ونشره للقارئ العربي تتيح تأمل الثقافة والوعي بموقعها من مسيرة العلم، واستنبات البذور في تربة الشعوب العربية على نحو يفضي إلى توطين العلم ، والإسهام في صياغته. |