الاثنين, 17 مارس 2025

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

المسلمون في الحبشة
القرن العاشر الهجرى / السادس عشر الميلادي

المسلمون  في الحبشة
القرن العاشر الهجرى / السادس عشر الميلادي
عدد : 11-2023
تأليف: دكتور إبراهيم محمد حسن

التقديم بقلم : أ.د.قاسم عبده قاسم ( رحمه الله وغفر له )

( اللهم أجعل هذا العلم النافع والأعمال الطيبة في ميزان حسنات استاذي العزيز المغفور له المؤرخ والعالم الجليل الأستاذ الدكتور/ قاسم عبده قاسم رحمه الله.. نسألكم الفاتحة والدعاء له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه الله فسيح جناته ويرزقه شفاعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. اللهم آمين).

العلاقات بين الحبشة والمناطق الإسلامية في القرن الأفريقى علاقات قديمة ومتشابكة ترجع إلى وقت ظهور الإسلام ؛ وقصة هجرة المسلمين الأولى إلى الحبشة مشهورة ومعروفة . كما أن العلاقات بين الحبشة والمناطق الإسلامية في منطقة القرن الأفريقي، التي كانت تعرف قديماً باسم "دول الطراز الإسلامى" احتلت صفحات كثيرة من صفحات المصادر التاريخية. وفضلاً عن هذا وذاك فإن مؤرخا كبيرًا فى وزن تقى الدين أحمد بن على المقريزي ألف كتاباً خص به المسلمين في الحبشة وأعطاه عنوان "الإلمام بأخبار من بأرض الحبشة من ملوك الإسلام" ، كشف فيه عن جوانب مهمة في هذه العلاقات وتدور هذه العلاقات بشكل أساسي حول حقيقة من حقائق الجغرافيا السياسية مؤداها أن الحبشة دولة برية داخلية ليست لها موانئ على البحر الأحمر الذى كان وما يزال ، أحد الشرايين الحيوية في التجارة الدولية ، على حين أن دول الطراز الإسلامي كانت دولاً بحرية تتماس حدودها مع الحبشة ، ومن ناحية ثانية دارت هذه العلاقات حول حقيقة من حقائق التاريخ مؤداها أن الحبشة كانت المركز الوحيد تقريباً الذي بقى للمسيحية في القارة الأفريقية بعد الفتوح الإسلامية .
وقد أدى هذا إلى امتداد علاقات الحبشة الخارجية إلى مصر؛ فقد كانت كنيسة الحبشة تابعة لكنيسة الاسكندرية حتى القرن العشرين ؛ ومن هنا اتخذت علاقات الحبشة بمصر مسارين أحدهما لصالح مسيحيى الحبشة والثاني لصالح مسلمى دول الطراز الإسلامي. ومن ناحية ثالثة، دخلت القوى الأوربية الاستعمارية فى نسيج هذه العلاقات منذ وقت باكر ؛ فقد انتهز البرتغاليون فرصة هذا النزاع، وعرضوا على الحبشة مساعداتهم ، وقد أدى هذا الموقف إلى اتساع دائرة الصراع . وكان الموقف البرتغالى امتداداً للموقف الأوربي القائم على وهم وجود ملك مسيحى عند نهاية العالم المعروف كان مكانه في الأسطورة الأوربية في الهند أو في الحبشة سوف يهاجم المسلمين ويقضى عليهم، هذه المحاور الثلاثة أثرت بشكل كبير على العلاقات بين الأحباش النصارى ومسلمى دول الطراز الإسلامى، كما أنها حكمت العلاقات الثنائية فى هذه المنطقة طوال تاريخ هذه المنطقة وما حدث في سبعينيات القرن العشرين ، ثم استقلال إرتيريا عن الحبشة ، وما يجرى الآن في الصومال المذبوح بسيف المنازعات ، وشوكة التدخل الحبشي، وأصابع الأمريكيين والغرب، إن هو إلا أحد التجليات المعاصرة المشكلة تاريخية قديمة.

وفي هذه الدراسة المهمة يقدم الدكتور ابراهيم محمد حسن فترة مهمة وحيوية من فترات الصراع المستمر بين الحبشة وإمارات الطراز الإسلامى وتتناول هذه الدراسة قصة الصراع القديم / الجديد من خلال سيرة الإمام أحمد بن ابراهيم الصومالي الذي قام بغزو الحبشة نفسها واستولى على مناطق كبيرة من أراضيها ، وتوضح كيف أن هذا الصراع اتخذ بعداً دوليا بعد دخول الأتراك العثمانيين الذين حلوا محل دولة سلاطين المماليك منذ مطلع القرن السادس عشر إلى جانب الإمام أحمد بن إبراهيم الصومالي، ودخول البرتغاليين إلى جانب الأحباش .
وقد كانت عوامل الصراع الدولى والرغبة في السيطرة على طرق التجارة البحرية بين الهند والشرق الأقصى من ناحية وأوربا من ناحية أخرى، حاضرة في هذا التدخل لأن البحر الأحمر كان محط أطماع البرتغاليين، كما كانت حمايته مسئولية العثمانيين ، وعلى الرغم من أن كلا من الجانبين المحليين أدركا مطامع كل من الجانبين الدوليين، فإن اختلاف توقيت الاكتشاف جاء فى صالح الأحباش على حساب الصوماليين . فقد قطع الإمام أحمد بن إبراهيم علاقاته بالأتراك العثمانيين في مرحلة حاسمة من مراحل النزاع، على حين قطع الملك الحبشي علاقاته بالبرتغاليين بعد أن حقق النصر بمساعدتهم وتخلص من الإمام وقواته كانت قصة الإمام أحمد بن إبراهيم الصومالي، التي يرويها هذا الكتاب ، قصة زعيم في زمن عصفت الرياح السياسية بموازين القوى فى عالم البحر الأحمر، وكان لابد لهذه القصة أن تتأثر بهذه الرياح . وهذا ما كشفه الدكتور ابراهيم محمد حسن في هذا الكتاب الذي نسعد بتقديمه فى دار عين للدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية.
والله الموفق والمستعان
د. قاسم عبده قاسم