الجمعة, 6 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

أبو سلمة بن عبد الأسد

أبو سلمة بن عبد الأسد
عدد : 12-2023
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com
موسوعة كنوز “أم الدنيا"


أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر المكنى بقريش بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وهو من نسل نبي الله إسماعيل عليه السلام القرشي المخزومي رضي الله عنه صحابي من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يلتقي معه في الجد السادس مرة بن كعب وهو من السابقين إلى الإسلام هو وزوجته أم المؤمنبن أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنها التى تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فصارت من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعا حيث أسلم مع عبيدة بن الحارث والأرقم بن أبي الأرقم وعثمان بن مظعون رضي الله عنهم جميعا قبل أن يدخل النبي محمد دار الأرقم وكان إسمه في الجاهلية عبد مناف وبعد أن أسلم سماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله لكن غلبت عليه كنيته أبو سلمة وهو ينتمي إلى بني مخزوم والتي كانت من عشائر قبيلة قريش الثرية وكان ينظر إليهم على أنهم من بين بطون قبيلة قريش الثلاث الأقوى والأكثر سلطة ونفوذا في مجتمع مكة المكرمة قبل ظهور الإسلام وكانوا مسؤولين عن إعداد وتجهيز قريش للحرب والقتال وكانت لها أعنة الخيل والسلاح في قريش وكان أطفالها يتدربون منذ نعومة أظافرهم على إستعمال الأسلحة بأنواعها المختلفة وإصابة الهدف وترويض الخيل وركوب الجمال لمسافات طويلة وكان منهم زوجته أم المؤمنين السيدة أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة رضي الله عنها وسيف الله المسلول عبقرى الحرب خالد بن الوليد بن المغيرة وعكرمة بن أبي جهل أحد قادة جيوش الإسلام بعد إسلامه وكان البطن الثاني بنو هاشم قوم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعمه العباس وأبنائه الفضل وعبد الله وقثم وعمه حمزة وعمه أبي طالب وأبنائه علي وجعفر وعقيل وكانوا مسؤولين عن السقاية والرفادة وخدمة الحجيج أما البطن الثالث فكان بنو أمية وكانوا مسؤولين عن العلاقات السياسية بين قريش وسائر قبائل شبه الجزيرة العربية وكان منهم السيدة أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه وأبو سفيان صخر بن حرب ومعاوية بن أبي سفيان وأخيه يزيد بن أبي سفيان وكان ميلاد أبي سلمة رضي الله عنه في مكة المكرمة علي الأرجح في حدود عام الفيل حيث كان أبو سلمة رضي الله عنه أخا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من الرضاعة حيث أرضعتهما ثويبة جارية عمه أبي لهب والتي أعتقها هذا الأخير عندما أخبرته بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم وبذلك يكون مولده قبل البعثة بحوالي 40 عاما وكانت أم الصحابي أبي سلمة رضي الله عنه هي السيدة برة بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم والتي كانت من الشاعرات الأديبات وإشتهرت بقصيدة رثت من خلالها أباها عبد المطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم قالت فيها َعيني جودا بِدمعٍ درر على ماجد الخيم والمعتصر على ماجد الجد وارى الزناد جميل المحيا عظيم الخطر على شيبة الحمد ذى المكرمات وذى المجد والعز والمفتخر وقد توفيت قبل البعثة النبوية بعدة سنوات فلم تدرك الإسلام كما كان لأبي سلمة رضي الله عنه أخ من الأم هو الصحابي الجليل أبو سبرة بن أبي رهم رضي الله عنه حيث لما توفي عن السيدة برة أمه زوجها الأول عبد الأسد بن هلال تزوجت من أبي رهم بن عبد العزى العامرى وكان الصحابي أبو رهم من السابقين إلى الإسلام وكان ممن شهدوا بدرا وما تلاها من غزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته شارك في فتوحات بلاد فارس في عهد الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان أحد قواد جيوش المسلمين في فتح مدن تستر والسوس وجنديسابور والتي تقع غرب إيران بإقليم خوزستان والمطل على الخليج العربي على الحدود بين إيران والعراق حاليا وكان للصحابي الجليل أبي سلمة رضي الله عنه من زوجته أم سلمة رضي الله عنها ثلاثة أولاد هم سلمة وعمر ومحمد وثلاثة بنات هم زينب ودرة وأم كلثوم .


ولما إشتد إيذاء المشركين لمن دخلوا في الإسلام بمكة هاجر أبو سلمة وزوجته أم سلمة رضي الله عنهما الهجرة الأولى إلى بلاد الحبشة وهناك أنجبت إبنها الأكبر سلمة ثم عادا إلى مكة المكرمة بعد أن بلغ المسلمين في الحبشة أن الإسلام قد إنتشر وحين عادوا إلى مكة المكرمة علموا بأن ذلك كان إشاعة غير صحيحة ووجدوا قريش لا تزال تسيطر فلم يدخل أحد منهم مكة المكرمة إلا في جوار أحد أشرافها فدخل أبو سلمة وزوجته رضي الله عنهما في جوار خاله أبي طالب بن عبد المطلب وبقيا في مكة حتى هاجر النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وعندما حاولا الهجرة إلى المدينة المنورة خرج أبو سلمة رضي الله عنه يقود بعيره فلما رآه رجال بني المغيرة قاموا إليه وقالوا هذه نفسك غلبتنا عليها أرأيت صاحبتنا هذه علام نتركك تسير بها في البلاد ونزعوا خطام البعير من يده وأخذوا أم سلمة رضي الله عنها فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد وأهووا إلى سلمة وقالوا والله لا نترك إبننا عندها إذا نزعتموها من صاحبنا وإنطلق بنو عبد الأسد بسلمة ورهط أبي سلمة وحبس بنو المغيرة أم سلمة عندهم ومنعوها من الهجرة مع زوجها وإبنها سلمة فهاجر أبو سلمة رضي الله عنه منفردا وظلت زوجته أم سلمة في حزن تبكي فراق زوجها وإبنها فكانت تخرج كل غداة وتجلس بالأبطح ومازالت تفعل ذلك حتى مر بها رجل من بني عمها فرأى ما في وجهها من الأسى والحزن فقال لبني المغيرة ألا تخلوا سبيل هذه المسكينة فرقتم بينها وبين زوجها وبين إبنها فرق قلبهم لها وقالوا إلحقي بزوجك إن شئت ورد عليها بنو عبد الأسد عند ذلك إبنها سلمة ثم خرجت علي بعير لها تريد زوجها بالمدينة فلقيت عثمان بن طلحة أخا عبد الدار بالتنعيم فقال لها إلى أين يا بنت أبي أمية فقالت أريد زوجي بالمدينة فقال هل معك أحد فقالت لا والله إلا الله وإبني هذا فقال والله مالك من مترك تقول أم سلمة فإنطلق معي يقودني فوالله ما صحبت رجلا من العرب أراه كان أكرم منه فكان ينزل بناحية إذا نزلت ويسير معي إذا سرت وكان يرحل بعيرى ويتنحى إذا ركبت فلما نظر إلى نخل المدينة المباركة قال لي هذه الأرض التي تريدين ثم سلم علي وإنصرف وقيل إنأم سلمة كانت أول إمرأة خرجت مهاجرةً إلى الحبشة وأول ظعينة دخلت المدينة المنورة وبذلك تم لم شمل أسرة أبي سلمة وزوجته وإبنهما سلمة رضي الله عنهم جميعا من جديد وفي المدينة المنورة أنجبت أم سلمة رضي الله عنها باقي أولادها .


وقد شهد أبو سلمة رضي الله عنه غزوتي بدر وأحد وأبلى فيهما بلاءا حسنا وجرح في أحد جرحا غائرا في عضده أقام يداويه شهرا بعد العودة إلى المدينة المنورة وبعد أحد بعثه النبي محمد صلى الله عليه وسلم على سرية إلى بني أسد وهي قبيلة خندفية مضرية عدنانية وتعد من القبائل العربية القديمة وذلك في شهر صفَر عام 4 هجرية وكان سبب إرسال السرية أنه بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم أن طليحة وسلمة إبني خويلد الأسديين قد سارا في قومهما ومن أطاعهما إلى حرب الرسول وقد أخبره بذلك رجل من فبيلة طئ قدم المدينة المنورة لزيارة بنت أخيه فدعا الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن سمع ذلك الخبر أبا سلمة عبد الله بن عبد الأسد رضي الله عنه وعقد له لواء وبعث معه مائة وخمسين رجلا من المهاجرين والأنصار وخرج معهم الرجل الذى نقل الخبر للنبي صلى الله عليه وسلم دليلا لهم وقال الرسول لأبي سلمه سر حتى تنزل أرض بني أسد فأغر عليهم قبل أن تتلاقى عليك جموعهم ومما يذكر أنه في هذا التوقيت الذى أعقب كبوة المسلمين في غزوة أحد كان لهذه الكبوة أثر كبير في إضعاف هيبة المسلمين في نفوس أعدائهم وظهور الشماتة من اليهود والمشركين والمنافقين ومن قبائل الجزيرة العربية المعادية للإسلام ومن ثم طمعت العديد من القبائل في الجزيرة العربية في المدينة المنورة وفي المسلمين وتعرضوا لهم في بعض المواضع فيما عرف بحادثة يوم الرجيع التي قتل فيها حوالي عشرة من الصحابة وحادثة بئر معونة التي قتل فيها حوالي سبعون من الصحابة وذلك ظنا من أعداء الإسلام أن المسلمين قد إنكسرت شوكتهم فكان لابد من إظهار القوة لتلك القبائل وتأديبهم وإستعادة الهيبة مرة أخرى ومن ثم كانت هذه السرية وعدة سرايا أخرى تتابعت بعد ذلك وبذلك أوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عدو يفكر مجرد تفكير في غزو المدينة المنورة وسار أبو سلمة رضي الله عنه بالجيش ليلا ونهارا ليستبق الأخبار فإنتهى إلى ماء من مياههم فأغاروا على سرح لهم وأسروا ثلاثة من الرعاة وأفلت سائرهم ففرق أبو سلمة رضي الله عنه أصحابه ثلاث فرق فرقة بقيت معه وفرقتان أغارتا في طلب النعم والشاء والرجال فأصابوا إبلا وشاء ولم يلقوا أحدا فإنحدر أبو سلمة بذلك كله عائدا إلى المدينة المنورة وأخرج النبي صلى الله عليه وسلم الخمس ثم قسم ما بقي بين أصحابه فأصاب كل إنسان سبعة أبعرة وبعد حوالي شهرين من عودة هذه السرية إنتفض جرح الصحابي أبي سلمة رضي الله عنه الذى كان قد أصابه في غزوة أحد وتسبب في وفاته في شهر جمادى الأولى عام 4 هجرية رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وجزاه عنا وعن الإسلام خير الجزاء .


وتروى السيدة أم سلمة رضي الله عنها يوم ولحظات وفاة زوجها أبي سلمة بن عبد الأسد رضي الله عنه فتقول دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد إرتفع بصره فأغمضه ثم قال إن الروح إذا قبضت تبعها البصر فصاح ناس من أهله فقال صلى الله عليه وسلم لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ثم قال اللهم إغفر لأبي سلمة وإرفع درجته في المهديين وإخلفه في عقبه في الغابرين أى الباقين وإغفر لنا وله يا رب العالمين وإفسح له في قبره ونور له فيه ونتعلم من ذلك إستحباب الدعاء للميت عند موته ولأهله وذريته بأمور الآخرة والدنيا مثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم وإخلفه في عقبه في الغابرين أى الباقين وقال إبن عثيمين اللهم إغفر لأبي سلمة يعني ذنوبه وإرفع درجته في المهديين أى في جنات النعيم جعلنا الله من أهلها وإفسح له في قبره أى وسع له في قبره ونور له فيه لأن القبر ظلمة إلا من نوره الله عليه فاللهم نور قبورنا وإخلفه في عقبه يعني كن خليفته في عقبه وكانت أم سلمة رضي الله عنها قد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك إحتسبت مصيبتي فأجرني فيها وأبدلني منها خيرا فلما إحتضر أبو سلمة قال اللهم إخلف في أهلي خيرا مني فلما قبض قالت أم سلمة إنا لله وإنا إليه راجعون عند الله إحتسبت مصيبتي فأجرني فيها وتضيف أم سلمة رضي الله عنها لما مات أبو سلمة رضي الله عنه قلت غريب وفي أرض غربة نعني أنه من أهل مكة المكرمة ومات بالمدينة المنورة فوالله لأبكينه بكاءا شديدا يتحدث عنه وكنت قد تهيأْت للبكاء عليه بالقصد والعزيمة إذ أقبلت إمرأة من عوالي المدينة المنورة تريد أن تساعدني في البكاء والنياحة فإستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتا أخرجه الله منه مرتين فتوقفت السيدة أم سلمة رضي الله عنها عن البكاء ولم تبك ويقول الإمام وعالم الحديث الحسين بن محمد عبد الله الطيبي أخرجه الله منه مرتين يحتمل أن يراد بالمرة الأولي يوم دخوله في الإسلام وبالثانية يوم خروجه من الدنيا مسلما وقال الكاتب والمؤرخ والقاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض وفى الأحاديث التى ذكرها مسلم عن السيدة أم سلمة رضي الله عنها تعليم ما يقال عند الميت وبعده من الدعاء له والذكر والإسترجاع وقول الخير والدعاء لمن يخلفه حيث يجب التأدب بأدب النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك وإمتثال ما رسمه من ذلك عليه السلام وعمل به وحض عليه وأمرنا به .


وكانت السيدة أم سلمة رضي الله عنها لما قالت إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي هذه وإخلف لي خيرا منها قالت في نفسها ومن خير من أبي سلمة رضي الله عنه إلا أن الله أخلف لها من هو خير من أبي سلمة حيث إنها بعد إنقضاء عدتها وإكراما لها أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليها الصحابي حاطب بن أبي بلتعة رضي اله عنه ليخطبها له فقالت مرحبا برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إنه عندى ثلاث خصال ربما لن تعجب النبي صلى الله عليه وسلم الأولى هي أنني إمرأة شديدة الغيرة والثانية هي أنني إمرأة ذات سن وعندى عيال كثر وكان عندها ستة عيال من زوجها الراحل أبي سلمة والثالثة أنه ليس لي أحد من أوليائي ليزوجني فقال النبي صلى الله عليه وسلم لها أما غيرتك فإني أدعو الله أن يذهبها عنك فدعا لها فذهبت غيرتها وأما أنك ذات سن فأنا أسن منك وأما عيالك فالله سبحانه يغنيهم من فضله وأما أنه ليس من أوليائك أحد شاهد ليزوجك فإنه ليس من أوليائك أحد كان شاهدا أو غائبا يكرهني فكان إبنها الأكبر سلمة هو من زوجها من النبي صلى الله عليه وسلم وبعد الزواج كان لها مكانتها عند النبي محمد كما أنها عرفت برجاحة عقلها وصواب رأيها ولذا فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحسن رأيها ويأخذ به وأيضا فبزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أم سلمة رضي الله عنها أصبحت من أمهات المؤمنين وأصبح أولادها أرباء وربيبات للنبي صلى الله عليه وسلم وكان يعاملهم معاملة طيبة مثل معاملته لأولاده وأحفاده وقد خص إبنتها زينب برعاية خاصة وعناية فائقة حتى لقبت بربيبة رسول الله حيث تربت في حجره الشريف لسنوات طويلة حيث كانت زينب صغيرة السن لا يتجاوز عمرها العامين عند زواجه من أمها وتولى النبي صلى الله عليه وسلم تربيتها وتهذيبها وتعليمها فنشأت في بيت النبوة بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على حب العلم وسماع القرآن الكريم والحديث الشريف وتعلمت من النبي صلى الله عليه وسلم الأخلاق العالية والآداب الرفيعة وبذلك إستجاب الله تعالى لدعوة أم سلمة فقد أخلفها خيرا هي وأولادها الصغار وتروي السيدة زينب رضي الله عنها فتقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يغتسل تقول أمي لى إدخلي عليه فإذا دخلت نضح في وجهي من الماء ويقول لي إرجعي فكانت زينب لما كبرت في السن وحتى توفيت رضي الله عنها لم ينقص من وجهها شئ وكأنها في ريعان الشباب وعندما كبرت إشتهرت بأنها من أفقه وأعلم نساء زمانها وكان الناس إذا ذكروا إمرأة فقيهة بالمدينة المنورة ذكروا السيدة زينب بنت أبي سلمة ومما يذكر أيضا أن السيدة درة بنت أبي سلمة وأخت السيدة زينب بنت أبي سلمة قد تعلمت أيضا من الرسول صلى الله عليه وسلم ومن أمها أم سلمة رضي الله عنها وإشتهرت بمعرفتها بالسير والخبر والحديث وورثت من أمها العلم والفضل حتى قيل إنها كانت من أفقه نساء عصرها وقامت برواية الكثير من الأخبار والسير .