بقلم الدكتور : محمود رمضان
كان سبباً في أن أذهب للجامعة وأن أدرس الآثار ..إنه عمي العزيز الحاج السيد الشريف الوجيه/ محمد أحمد العيسوي سالم سلامة رحمه الله رحمة واسعة وغفر له
كان القلب يبتهج مسروراً برؤية عمي العزيز صاحب المقام الرفيع الحاج السيد الشريف الوجيه / محمد العيسوي رحمه الله، كما كانت محبتي لسعادته تزداد كل يوم منذ أن كُنت صغيراً وأذكر أنني عرفت سعادته في عام 1975 في الصف الثالث الابتدائي عندما كُنت في مدرسة المظاطلي الإبتدائية بعزبة قدري وكنت أذهب للمدرسة بجوار أرض عائلة العيسوي الكرام وكان عمي العزيز الوجيه/ محمد العيسوي رحمه الله يتقابل مع والدي العزيز المرحوم الحاج السيد الشريف الوجيه/ رمضان عبدالعزيز آل خضراوي غفر له بإذن الله تعالي عندما كُنا نقيم في عزبة المرحوم شكري جرجس سابقاً وكُنت أتحدث مع عمي الغالي الوجيه/ محمد العيسوي رحمه الله رحمة واسعة وغفر له، وزاد ارتباطي بسعادته بعد أن انتقلنا لمنزلنا الجديد بعزبة أحمد زكي الحلبي وصار لوالدي رحمة الله عليه مستودع دقيق وكذلك للعم العزيز الحاج الوجيه محمد العيسوي رحمه الله بعزبة إبراهيم بك بيومي ؛ وأذكر أنني تثقفت بشكل عام في بداية حياتي من ثقافة ومعلومات عمي الغالي وكثيراً ما كان يحثني على تحصيل العلم والمعرفة ، كما زاد تعلقي بعمي الحاج الوجيه محمد العيسوي رحمه الله عندما تزاملت مع أشقائي أولاد سعادته الكرام في بعض مراحل الدراسة في مدرسة طامية الإعدادية والثانوية العامة وكان حريصاً أشد الحرص على الاِطمئنان على الجميع في جميع مراحل الدراسة.
لقد أكرمني سعادة العم الحاج الوجيه/ محمد العيسوي رحمه الله عندما حضر مناقشة أطروحتي للدكتوراه في ديسمبر 2005م بكلية الآثار -جامعة القاهرة، وكانت سعادتي لا توصف بوجود سعادته على رأس المشّرفين الكرام من أولاد بلدي فالجميع شكري وتقديري ومحبتي.
هذا وكان للعم الغالي رحمه الله مواقف جميلة وكريمة معي وفاصلة في حياتي وأذكر أنني بعد أن أخذت الثانوية العامة بتفوق وجاء الترشيح والقبول في كلية الآثار -جامعة القاهرة وكان والدي رحمه الله له رغبة آخرى في استكمال دراستي الجامعية واقترب وقت بداية العام الجامعي الأول وذهبت إلى مكان على بحر الورداني عند الاِلتقاء مع بحر أنسي بالقرب من المسجد بعزبة إبراهيم بك بيومي وجلست مع نفسي في لحظة صفاء وتفكير عميق ..ماذا عليّ أفعل وأنا أريد أن أذهب للكلية بالقاهرة وإذ بعمي الغالي الحاج الوجيه محمد العيسوي رحمه الله يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته محمود .. كيف حالك ..مين مزعلك ..رددت السلام وحكيت لسعادته القصة الكاملة لرغبتي في دراسة الآثار والذهاب للكلية وبذكاء شديد من سعادته عرف كل شيء مطلوب ..ثم قال أراك غداً .. وفي الغد تقابلنا عند المسجد وإذ بسعادته يضع يده في يدي ويقول لابد أن تذهب إلى الجامعة وتبدأ في الدراسة دون تأخير وقال مصروفات هذا العام هدية نجاحك يا محمود وقلت لسعادته شكراً جزيلاً ولكن سوف أرد لسعادتكم هذا المبلغ بعد ترتيب الأمور والشغل حيث أنني كنت أعمل أثناء الدراسة منذ المرحلة الإعدادية والحمد لله وبالفعل كان عمي العزيز الوجيه محمد العيسوي رحمه الله سبباً في أنني أذهب للجامعة وأدرس الآثار والحمدلله ... وبالفعل حاولت كل مرة أعود فيها إلى منزلي بعزبة أحمد بك زكي الحلبي وتعودت أن أذهب أولاً إلى منزل سعادته وحاولت أكثر من مرة خلال السنة الدراسية الأولى أن أرد مبلغ المصروفات الدراسية ولكن سعادته كان يرفض بشدة ويقول بعد النجاح إلى أن تأكد أنني أعمل وأدرس ومعي ما يكفيني فقبل سعادته المبلغ بعد إصراري الشديد وحكمة من سعادته أن يشجعني على أحساسي أنني أستطيع ترتيب حياتي والحمد لله ..فهو صاحب فضل كبير عليّ وما زالت محبته تغمرني حتى هذه اللحظة وتزداد مودة سعادته في قلبي رحمه الله رحمة واسعة وغفر له.
————
إنا لله وإنا إليه راجعون..
{ يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي }
صدق الله العظيم
إلى روح المغفور له إن شاء الله تعالى عمي العزيز السيد الشريف الوجبه الحاج/ محمد أحمد العيسوي رحمه الله رحمة واسعة وغفر له
توفي إلى رحمة الله تعالى يوم الاثنين الموافق 2023/12/25.
اللهمّ اغفرله وارحمه، واعف عنه وعافه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بماء وثلج وبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجا خيراً من زوجه، وقه فتنة القبر وعذاب النّار واجعل قبره روضة من رياض الجنة وأسكنه الفردوس الأعلى.
اللهمّ ادخله الجنة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب، اللهمّ آنسه في وحدته، وآنس وحشته.
اللهم آمين
قلبي مكلوم على فراقك عمي العزيز صاحب الأفضال والخصال الطيبة والخلق الكريم.. إنه الرجل الشريف السند العصامي ..صادق الكلمة..طاهر اليد واللسان (رحمه الله رحمة واسعة وغفر له)، نسألكم الدعاء له بالمغفرة والرحمة وقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة أثابكم الله تعالى.
إنا لله وإنا إليه راجعون..البقاء لله
عظم الله أجركم |