بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com
موسوعة كنوز “أم الدنيا"
عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو بن عدى بن عمرو بن رفاعة بن مودوعة بن عدى بن عثم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة أبو عبس ويقال أبو حماد الجهني رضي الله عنه صحابي من صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو ينتسب إلى بني جهينة وهي قبيلة عربية عريقة تعد أكبر قبائل قضاعة عددا ومن أقدمهم ذكرا ومما يذكر أنه قد إنحدرت من القبيلة الأم قضاعة العديد من القبائل منها جهينة وبلي وكلب وخولان وسنحان وعذرة وغيرها وتنتشر ديار بني جهينة حاليا ما بين الحجاز وتهامة ولهم تواجد في مصر والسودان والشام وكان هناك عدد كبير من الصحابة الذين ينتسبون إلى قبيلة جهينة غير الصحابي عقبة بن عامر رضي الله عنه منهم ضمرة بن عمرو بن ثعلبة وزيد بن كعب بن عمرو وزياد بن كعب بن عمرو وربيعة بن عمرو بن يسار ورفاعة بن عمرو وضمرة بن كعب وبجير بن أبي بجير ووديعة بن عمرو بن جراد وعنمة بن عدى بن عبد مناف وكعب بن ثعلبة وضمرة بن عياض وكعب بن جماز بن ثعلبة وسعد بن جماز بن ثعلبة وبسيس بن عمرو بن ثعلبة وزياد بن الأخرس بن عمرو وعمرو بن قصي بن جميل ومجدى بن عمرو بن وهب وعدى بن أبي الزغباء وغيرهم وكان منهم من شهد بدرا وأحد ومنهم من شهد فتح مصر مع الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه وكان ميلاد الصحابي عقبة بن عامر رضي الله عنه على الأرجح في عام 15 قبل الهجرة ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وإستقر بها كان عقبة بن عامر من أول من بايعوه على الإسلام وذلك في السنة الأولى للهجرة وكان عقبة آنذاك شابا صغير السن يرعى غنما لأسرته فلما سمع بقدوم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلمإلى المدينة إنطلق إليه ليبايعه وقد سجلت كتب الأحاديث النبوية وتراجم الصحابة نبأ ذلك حيث قال إبن حجر العسقلاني وفي صحيح مسلم من طريق قيس بن أبي حازم عن عقبة بن عامر قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا في غنم لي أرعاها فتركتها ثم ذهبت إليه فلما لقيته قلت يا رسول الله تبايعني فقال عليه الصلاة والسلام فمن أنت قلت عقبة بن عامر الجهني فقال عليه الصلاة والسلام أيما أحب إليك تبايعني بيعة أعرابية أو بيعة هجرة قلت بل بيعة هجرة فبايعني رسول الله صلى الله علي وسلم على ما بايع عليه المهاجرين واقام عقبة مع النبي ليلة واحدة ثم مضى إلى غنمه وكان مع عقبة 11 آخرين أعلنوا إسلامهم وكانوا يقيمون بعيدا عن المدينة المنورة وكانوا يرعون أغناما لهم فقالوا لبعضهم البعض والله لا خير فينا إذا نحن لم نقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعد يوم ليفقهنا في ديننا وليسمعنا ما ينزل عليه من وحي السماء فليمض كل يوم واحد منا إلى المدينة وليترك غنمه لنا فنرعاها له فقال لهم عقبة إذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم واحدا بعد آخر وليترك لي الذاهب غنمه حيث كان شديد الإشفاق على غنيماته من أن يتركها لأحد ثم طفق أصحابه يغدون الواحد تلو الآخر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويترك له غنمه يرعاها له فإذا جاء أخذ منه ما سمع وتلقى عنه ما فقه لكنه ما لبث أن رجع إلى نفسه وقال ويحك أمن أجل غنيمات لا تسمن ولا تغني تفوت على نفسك صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم والأخذ عنه مشافهةً من غير واسطة فكان أن تخلى عن غنيماته ومضى إلى المدينة المنورة ليقيم في المسجد النبوى وهكذا ترك عقبة بن عامر رضي الله عنه الدنيا وما فيها وتخلى عن غنمه ورأس ماله لأجل مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن له سبيل ولا مال ولا بيت فلم يجد إلا الصفة فأصبح من أهلها وهي مكان في مؤخرة المسجد النبوى الشريف في الركن الشمالي الشرقي منه أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فظلل بجريد النخل وأُطلق عليه إسم الصفة أو الظلة والتي أُعدت لنزول الغرباء العزاب من المهاجرين والوافدين الذين لا مأوى لهم ولا أهل فكان يقل عددهم حينا ويكثر أحيانا وكان كثيرا ما يجالسهم سيدنا النبي ويأنس بهم ويناديهم إلى طعامه ويشركهم في شرابه فكانوا معدودين في عياله .
ومنذ اليوم الذى تخلى فيه عقبة بن عامر عن الدنيا وما فيها وكان ذلك في العام الأول الهجرى أخذ مكانه بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولزمه لزوم الظل لصاحبه فكان يأخذ له بزمام بغلته أينما سار وكثيرا ما أردفه النبي وراء ظهره حتى دعي برديف رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان في بعض الأوقات ينزل له النبي الكريم عن بغلته ليكون هو الذى يركب والنبي عليه الصلاة والسلام هو الذى يمشي وعنه أنه قال كنت آخذا بزمام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة فقال لي النبي إركب وهو يمسك بزمام البغلة فهممتُ أن أقول لا لكني أشفقت أن يكون في هذا معصيةٌ لرسول الله ثم ما لبثت أن نزلت عنها وركب النبي عليه الصلاة والسلام ثم قال لي يا عقبة ألا أعلمك سورتين لم ير مثلهما قط قلت بلى يا رسول الله فأقرأني قال تعالى قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس وقال لى إقرأْهما كلما نمت وكلما قمت يقول عقبة فما زلت أقرأهما ما إمتدت بي الحياة وفي يوم سأل عقبة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم لم يسأله عن المال ولم يسأله عن الولد ولم يسأله عن ضيق المعيشة ولم يسأله عن أمر من أمور الدنيا فهي لم تكن تشغله فهو قد تخلى عنها من قبل عندما تركها لأجل صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد التخلي يكون التحلي فها هو يتحلى ويسأل عما ينفع سأل عن سبيل الخلاص والنجاة فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قلت يارسول الله ما النجاة قال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وإبك على خطيئتك وقد أتاح له كونه شابا يافعا أن يتقن القراءة والكتابة وأن يحفظ ما نزل من القرآن الكريم ويستوعب الأحاديث النبوية ويتفقه في الفرائض والفقه والعلوم وأن يبلغ في ذلك كله ما لم يبلغه أكثر الصحابة الكرام فأصبح من أشهر وأعلم الصحابة وقال إبن يونس المصرى كان قارئا عالما بالفرائض والفقه فصيح اللسان شاعرا كاتبا وهو أحد من جمع القرآن الكريم ومصحفه بمصر إلى الآن بخطه وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن فتصغى لترتيله أفئدة الصحابة وتخشع له قلوبهم وتفيض عيونهم بالدمع من خشية الله وقد جاء أيضا في ترجمته في سير أعلام النبلاءعقبة بن عامر الجهني الإمام المقرئ صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وكان عالما مقرئا فصيحا فقيها فرضيا شاعرا كبير الشأن وجدير بالذكر أنه في العام الثاني للهجرة وفد للنبي صلى الله عليه وسلم وفد قبيلة جهينة وكان على رأسهم عبد العزى بن بدر بن زيد بن معاوية الجهني من بني الربعة بن زيدان بن قيس بن جهينة ومعه أخوه لأمه أبو روعة وهو إبن عم له فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لعبد العزى أنت عبد اللَّه ولأبي روعة أنت رعت العدو إن شاء اللَّه وقال لهم من أنتم قالوا بنو غيان قال أنتم بنو رشدان وكان إسم واديهم غوى فسماه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم رشدا وقال لجبلي جهينة الأشعر والأجرد هما من جبال الجنة لا تطؤهما فتنة وخط لهم مسجدهم بالمدينة وأعطى اللواء يوم الفتح عبد اللَّه بن بدر وروى المؤرخ محمد بن سعد البغدادى عن رجل من جهينة من بني دهمان عن أبيه وقد صحب النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال قال عمرو بن مرة الجهني كان لنا صنم وكنا نعظمه وكنت سادنه فلما سمعت برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كسرته وخرجت حتى أقدم المدينة المنورة على النبي صلى اللَّه عليه وسلم فأسلمت وشهدت شهادة الحق وآمنت بما جاء به من حلال وحرام .
ولم يقف دور عقبة بن عامر رضي الله عنه عند حد مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم والتعلم منه والتفقه في الدين والفرائض وحفظ وقراءة القرآن الكريم فالرجال مثل عقبة قد كتبوا أسمائهم فوق المجد أشم من الجبال الراسيات بل كان ايضا من كبار المجاهدين وأحد الكماة الأشاوس المغاوير ومن أمهر الرماة وقد شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة أحد في شهر شوال عام 3 هجرية وما بعدها من مشاهد ومغازى حيث شهد غزوة الخندق أو الأحزاب في شهر شوال عام 5 هجرية ثم غزوة بني قريظة في شهر ذى القعدة عام 5 هجرية وفي شهر ذى القعدة عام 6 هجرية شهد بيعة الرضوان وصلح الحديبية وفي شهر المحرم عام 7 هجرية شهد غزوة خيبر وفي شهر ذى القعدة عام 7 هجرية ايضا شهد عمرة القضاء وفي شهر رمضان عام 8 هجرية شهد فتح مكة وفي شهر شوال من نفس العام شهد غزوة حنين وفي شهر ذى القعدة من نفس العام شهد حصار الطائف وفي شهر رجب عام 9 هجرية شهد غزوة تبوك والتي كانت آخر مغازى النبي صلى الله عليه وسلم وفي أواخر عام 10 هجرية شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وقد بلغ ولع الصحابي عقبة بن عامر رضي الله عنه بالجهاد أنه وعى أحاديث الجهاد في صدره وإختص بروايتها إلى المسلمين وبذلك كان له دور أيضا في تحريك همم الرجال على الجهاد لنصرة دين الإسلام وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الإثنين 12 من شهر ربيع الأول عام 11 هجرية وبعد أن تولى الصحابي الجليل أبو بكر الصديق الخلافة وبعد إنتهاء فتنة الردة في الجزيرة العربية والتي إستغرقت حتى أواخر عام 11 هجرية وقرر الخليفة أن يبدأ الفتوحات في بلاد العراق والشام قام بحشد عدد 4 جيوش لجبهة الشام وبعد أن إستكملت التجهيزات وتمت الإستعدادات اللازمة عين الخليفة أبو بكر قادة الجيوش الأربعة التي قرر أن يرسلها إلى الشام وهي الجيش الأول بقيادة يزيد بن أبي سفيان وأردف أبو بكر ربيعة بن الأسود بن عامر مددا له فأضحى عدد قواته سبعة آلاف مقاتل وحدد له طريق الزحف وهو وادى القرى تبوك الجابية دمشق وإنطلق هذا الجيش في يوم 23 رجب عام 12 هجرية الموافق يوم 3 أكتوبر عام 633م سالكا الطريق المحدد له والجيشُ الثاني بقيادة شرحبيل بن حسنة وهدفه بصرى عاصمة حوران بجنوب سوريا وتراوح عدده بين ثلاثة وأربعة آلاف مقاتل على أن يسلك طريق معان الكرك مأدبا البلقاء بصرى وخرج هذا الجيش من المدينة في يوم 27 رجب عام 12 هجرية الموافق 7 أكتوبر عام 633م والجيشُ الثالث بقيادة أبي عبيدة بن الجراح وهدفه حمص وتراوح عدده بين ثلاثة وأربعة آلاف مقاتل على أن يسلك طريق وادى القرى الحجر ذات المنار زيراء مآب الجابية حمص وخرج إلى وجهته في يوم 7 شعبان عام 12 هجرية الموافق يوم 17 أكتوبر عام 633م والجيش الرابع بقيادة عمرو بن العاص وهدفه فلسطين وتراوح عدده بين ستة وسبعة آلاف مقاتل على أن يسلك طريق البحر الأحمر حتى العقبة فوادى القرى فالبحر الميت وصولا إلى بيت المقدس وخرج من المدينة في يوم 3 من شهر المحرم عام 13 هجرية الموافق يوم 10 مارس عام 634م وإنضم الصحابي عقبة بن عامر رضي الله عنه إلى هذا الجيش وقام الخليفة أبو بكر الصديق بإعداد جيش خامس بقيادة عكرمة بن أبي جهل وأبقاه في المدينة كقوة إحتياطية وبلغ عدده نحو ستة آلاف مقاتل وأوصى أبو بكر قادة الجيوش باللين مع الجنود وعدم تحميلهم ما يفوق طاقتهم للمحافظة على قدراتهم القتالية وأن يشاور كل منهم مرؤوسيه للوصول إلى القرارات السليمة وبأن يؤمنوا لهم العدل ويبعدون عنهم الشر والظلم في وقت السلم كي يلازموهم في وقت الحرب وعدم الفرار عند لقاء العدو لأن ذلك يغضب الله وعدم جواز قتل الأولاد والشيوخ والأطفال والنساء والعزل أو حرق الزرع وقطع الأشجار ونقض العهود والغدر وذلك لكسب قلوب سكان المناطق المفتوحة وعدم التعرض للبطاركة والرهبان والنساك والمتصوفون في الأديرة والصوامع والكنائس على أن يخير المشركون والنصارى الموالون للروم بين القتال أو الإسلام أو الجزية .
ومما يذكر أن الخليفة أبو بكر الصديق قد لجأ إلى خيار تسيير عدد أربعة جيوش إلى الشام ولا يجمعها في جيش واحد حتي تتفتت قوة الروم الذين يملكون جيوشا جرارة بأعداد كبيرة من الأرمن والروم البيزنطيين والعرب الموالين لهم وتوجه كل جيش من الجيوش الأربعة الأولى كل إلى الجهة المحددة له وخاض كل منها عدة معارك ضد جيوش الروم المتمركزة في بلاد الشام لكن لم يستطع أي جيش منها أن يحقق نصرا حاسما ضد الروم ولذلك لجأ الخليفة أبو بكر رضي الله عنه إلى إستدعاء خالد بن الوليد وبصحبته نصف جيش العراق وتوجيهه إلى جبهة الشام حيث كانت جبهة العراق في ذلك الوقت مستقرة وهادئة بعد أن إكتسح جيش العراق بقيادة خالد حوض نهر الفرات من أقصى الجنوب حتى أقصى الشمال خلال عام 12 هجرية وأصبحت كل الأراضي غرب نهر دجلة في قبضة المسلمين وأسرع خالد لتنفيذ أمر الخليفة وإتجه إلى الشام وإقترح على قادة الجيوش الأربعة توحيد القيادة ومواجهة الروم في معركة محورية فاصلة فوافقوه وتولى هو قيادة الجيش وجعل أبا عبيدة بن الجراح قائدا لقلب الجيش وعمرو بن العاص قائدا للميمنة ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة قائدين للميسرة وأعاد تعبئة الجيش على هيئة كراديس أى كتائب كل كردوس يضم ألف جندى ووزع هذه الكراديس على القلب والمجنبتين وواجه الروم في شهر رجب عام 13 هجرية في معركة اليرموك والتي إستمرت ستة أيام وكان جيش الروم ستة أضعاف جيش المسلمين وأبلى جيش المسلمين بلاءا عظيما حتى كتب الله النصر للمسلمين وبعد اليرموك بدأ الروم يجمعون قواهم في أحد حصونهم المنيعة في مدينة بيلا التي تقع على إرتفاع 150 متر تحت سطح البحر وتطل على غور الأردن على بعد حوالي 50 كم جنوبي نهر اليرموك وكان هذا التجمع للروم في تلك المنطقة يشكل خطرا محدقا على جيش المسلمين المتوغل شمالا نحو دمشق وحمص لأن أى هجوم يقوم به الروم شرقا سيؤدى إلى قطع خطوط الإمدادات من الجزيرة العربية فقرر أبو عبيدة بن الجراح الذى كان قد تولى القيادة بدلا من خالد بعد أن عزله عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذى كان قد أصبح هو الخليفة بعد وفاة ابي بكر الصديق رضي الله عنه الإنسحاب جنوبا من وسط سوريا لتدارك الخطر في أغوار الأردن وإلتقى الجيشان قرب بيلا التي سار أبو عبيدة رضي الله عنه إليها وبعث خالد بن الوليد على المقدمة وعلى القلب شرحبيل بن حسنة وكان على المجنبتين أبو عبيدة وعمرو بن العاص وعلى الخيل ضرار بن الأزور وعلى الرجالة عياض بن غنم وكان أهل فحل قد قصدوا بيسان فنزل شرحبيل بجنده فحل وكان الروم قد قاموا بشق قنوات مائية من بحیرة طبریة وسلطوا میاهها على الأراضي المحیطة بالمدینة لمنع تقدم جیش المسـلمین فكانت بين جيش المسلمين وجيش الروم مياه وأوحال ولذا كانت العرب تسمي تلك الغزوة ذات الردغة وبيسان وفحل وفـرض جیش شرحبیل بن حسـنة حصارا شدیدا على فحل وإستهدف حرمان الروم من إستغلال التحصینات المائیة التي أقاموها وكان لا يبيت ولا يصبح إلا على تعبئة ودار بين الطرفين قتال شديد طوال النهار وحتى أظلم الليل عليهم وتمكن جيش المسلمين من دفعِ قوات الروم نحو الغرب بإتجاه القنوات والمستنقعات المائية الدفاعية التي أقاموها وإنتهت المعركة بإنتصار المسلمين نصرا حاسما وأصيب قائد الروم وفر الجنود فلحقهم المسلمون وقتلوا الكثير منهم وسقط عدد كبير منهم في الطين والأوحال فوخزوهم بالرماح وهزم الروم شر هزيمة وكانوا ثمانون ألفا لم يفلت منهم إلا الشريد وأكرم الله المسلمين وهم كارهون فقد كرهوا المياه والطين والأوحال فكانت عونا لهم على عدوهم وغنموا أموالهم فإقتسموها وهكذا سیطر المسلمون بعد معركة فحل على بیسان وتلتها طبریة حيث كانت أنباء إنتصارات شرحبیل بن حسـنة قد بلغت أهل طبریة فتهیأوا للصلح وتركوا فكرة القتال أمامه ثم واصلت قواته تقدمها بإتجاه بقیة مدن الأردن لتحریرها من الروم وإضطر سكان تلك المدن إلى طلب الأمان وكتبت عهود الصلح في كل مكان بمنح الأمان لهؤلاء السكان على أرواحهم ودورهم وأموالهم وأراضيهم وكنائسهم ومعابدهم مقابل الجزية .
وعاد المسلمون من الأردن وإتجهوا نحو دمشق فأخذوا الغوطة وكنائسها عنوة وحاصر جيش المسلمين المدينة وتحصن أهلها داخل أسوارها وأغلقوا أبوابها وكان لديهم أمل بوصول نجدة من الشمال على وجه السرعة تفك الحصار عن المدينة ووزعت مهام الحصار بأن نزل أبو عبيدة على باب الجابية وخالد بن الوليد على الباب الشرقي ويزيد بن أبي سفيان على باب كيسان وعمرو بن العاص على باب الفراديس وشرحبيل بن حسنة على باب توما وعمد أبو عبيدة إلى عزل المدينة عمن حولها وقطع جميع إتصالاتها مع العالم الخارجي حتى يجبر حاميتها على الإستسلام فأرسل ثلاث فرق عسكرية تمركزت إحداها على سفح جبل قاسيون على مسافة خمسة كيلو مترات إلى الشمال من المدينة عند قرية برزة والثانية على طريق حمص لكي يحول دون وصول الإمدادات من الشمال وقطع الإتصالات بينها وبين القيادة البيزنطية والأخيرة على الطريق بين دمشق وفلسطين لقطع طريق الجنوب وطال أمد الحصار على الدمشقيين والذى دام سبعين ليلة وقيل أربعة أشهر وكذلك ستة أشهر وإزداد التوتر بينهم وبخاصة بعد أن إنسحبت الحامية البيزنطية من مواقعها تاركةً للدمشقيين تدبير أمرهم بأنفسهم ولما يئسوا من وصول نجدة تنقذهم وتجلي المسلمين عن مدينتهم وهنت عزيمتهم ومالوا إلى الإستسلام وكان ذلك على الأرجح في منتصف عام 15 هجرية الموافق منتصف عام 636م وتتباين روايات المصادر في وصف أيام دمشق الأخيرة قبل دخول المسلمين إليها وفي تحديد كيفية هذا الدخول فقد ذكر البلاذرى أن أبا عبيدة دخل المدينة عنوة من باب الجابية ولما رأى الأُسقف منصور بن سرجون أنه قارب الدخول بادر إلى خالد فصالحهُ وفتح له الباب الشرقي فدخل الأُسقف معه ناشرا كتاب الصلح وإلتقى خالد مع أبي عبيدة بالمقسلاط وهو موضع النحاسين بدمشق فتحدث بعض المسلمين في ذلك معترضين على عدم جواز صلح خالد بن الوليد كونه ليس أمير الجيش لكن أبا عبيدة أجازه قائلا أنه يجيز على المسلمين أدناهم فأمضى الصلح ولم يلتفت إلى ما فُتح عنوة فصارت دمشق كلها صلحا وكتب بذلك إلى عمر وأنفذه وروى الإمام محمد بن جرير الطبرى رواية عكسية وهي أن خالد هو من إقتحم المدينة بعد أن تسلق سورها في أحد الليالي ومعه القعقاع بن عمرو التميمي بعد أن علم أن أهل دمشق مشغولون بالإحتفال بميلاد إبن لحاكم المدينة الرومي فإستيقظ السكان مذعورين على جند المسلمين يلِجونها ويمعنون في الجنود الروم تقتيلا ففتحوا أبواب مدينتهم للفرق الإسلامية الأُخرى ولجأوا إلى أبي عبيدة يعرضون عليه الصلح فقبل عرضهم ودخل كل قائد من الباب الذى هو عليه صلحا بإستثناء خالد الذى كان قد دخل عنوة وكان صلح دمشق على المقاسمة على الدينار والعقار وعلى جزية دينار عن كل رأس لِأن جانبا من المدينة فُتح عنوة فكان كله حقا للمسلمين في حين فتح جانب منها صلحا فوجبت عليه الجزية دون سواها لذلك أخذ المسلمون نصف ما في المدينة من كنائس ومنازل وأموال بحكم الفتح عنوة وفرضوا الجزية بحكم الفتح صلحا وذلك بحسب المؤرخ إسماعيل بن كثير وأخذ المسلمون عدد 7 كنائس من أصل 14 القائمة بدمشق كما إقتسموا الكنيسة الكبرى وهي كاتدرائية القديس يوحنا المعمدان مع الدمشقيين فتركوا نصفها للمسيحيين يقيمون فيه صلواتهم وجعلوا النصف الآخر مسجدا جامعا وقام ابو عبيدة رضي الله عنه بإختيار الصحابي عقبة بن عامر ليحمل البريد إلى المدينة المنورة مبشرا بالنصر وفتح دمشق عاصمة الشام .
وبعد فتح بيت المقدس وتخليصه من يد الروم إقترح الصحابيّ عمرو بن العاص على الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بهدف تأمين فتوحات بلاد الشام وحماية ظهر المسلمين من هجمات الروم الذين كانوا قد إنسحبوا من الشَّام إلى مصر وتمركزوا فيها ولكن الخليفة عمر كان يخشى على الجيوش الإسلامية من الدخول لأفريقيا ووصفها بأنها مفرقة فرفض في البداية لكنه ما لبث أن وافق وأرسل لعمرو بن العاص رضي الله عنه الإمدادات فتوجه الأخير في أواخر عام 18 هجرية بجيشه صوب مصر عبر الطريق الذى سلكه قبله قمبيز ملك الفرس والإسكندر الأكبر وبعد أن بدأ عمرو في التحرك وهو في الطريق إلى مصر أرسل الفاروق عمر رضي الله عنه بكتاب إلى عمرو بن العاص رضي الله عنه حمله إليه عقبة بن عامر وكان في الكتاب إذا لم تكونوا دخلتم مصر فإرجع فعلم عمرو ما في الكتاب فلم يفتحه وظل العسكر يشغل عقبة بالحديث حتى دخل عمرو رضي الله عنه الفرما وهي قرب العريش الحالية وتأكد أنها تابعة لمصر ففتح الخطاب وقال لقادته لقد دخلنا مصر وإنتهى الأمر ولنكمل مهمتنا لفتحها فإجتاز سيناء ثم توجه إلى بلبيس فحصن بابليون الذى كان أقوى حصون مصر الرومية وما أن سقط حتى تهاوت باقي الحصون في الدلتا والصعيد أمام الجيوش الإسلامية وكان للصحابي عقبة بن عامر رضي الله عنه دور بارز ومشهود في فتوح البهنسا في صعيد مصر وجنوبها قال الواقدى كان في قلب الجيش القائد عمرو بن العاص وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعقبة بن عامر الجهني وبقية الصحابة من الأمراء أصحاب الرايات رضي الله عنهم جميعا ممن شهد الوقائع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول عقبة بن عامر عن فتح البهنسا كان الروم والنصارى من أعلى السور يرمون بالحجارة والسهام ولقي المسلمون من عدو الله البطليوس قائد الروم لعنه الله أمرا عظيما لم يروا قبله مثله فصبرت له المسلمون صبر الكرام وكان عقبة بن عامر على رأس القوة الإسلامية في باب القندس بمدينة البهنسا وقام بإقتحام هذا الباب مع الجند المسلمين ومن ثم تم فتح تلك المدينة وسقط آخر معقل روماني ورفرفت راية الإسلام في صعيد مصر وأتم عمرو بن العاص الإستيلاء على مصر بسقوط الإسكندرية في يده في أوائل عام 21 هجرية الموافق عام 642م وعقد مع الروم معاهدة إنسحبوا على إثرها من البلاد وإنتهى العهد البيزنطي في مصر وبدأ العهد الإسلامي بعصر الولاة وكان الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه أول الولاة المسلمين لمصر وبعد وفاة الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتولي الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه وتعيينه لعبد الله بن سعد بن أبي السرح واليا على مصر كان عقبة بن عامر رضي الله عنه نائبا له .
وبعد مقتل الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه في أواخر عام 35 هجرية وبعد أن تولى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه عزل عبد الله بن سعد بن أبي السرح وعقبة بن عامر عن ولاية مصر وولاها قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما فخرج عقبة بن عامر إلى الشام وإنضم إلى معسكر معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في صراعه مع الإمام علي وشهد معه معركة صفين عام 37 هجرية وظل مفيما بداره بدمشق التي كان قد إبتناها بعد فتح دمشق حتى صار الأمر إلى معاوية بن أبي سفيان في أوائل عام 41 هجرية وصار الخليفة الأموى الأول وفي عام 44 هجرية ولى عقبة بن عامر ولاية مصر خلفا لأخيه عتبة بن أبي سفيان بعد وفاته وجمع له في إمرة مصر بين الخراج والصلاة فكان عقبة بن عامر رضي الله عنه من الثمانين صحابيا الذين وقفوا على قبلة جامع عمرو بن العاص وظل عقبة بن عامر رضي الله عنه حاكماً على مصر قرابة الثلاث سنوات إلى أن أراد معاوية عزله في عام 47 هجرية وولى مسلمة بن مخلد رضي الله عنه بدلا منه وسيره إلي مصر وأمره أن يكتم ذلك عن عقبة بن عامر وأمر معاوية عقبة بغزو جزيرة رودس ومعه مسلمة بن مخلد وكانت هذه أول مرة يركب فيها عقبة البحر وكان في هذه المرة هو قائد جيش المسلمين وبالتالي فإن مسئولية كل فرد في هذا الجيش تقع على عاتقه فنشر عقبة بن عامر الرايات على السفن و بذلك صار هو أول من إتخذ الرايات على السفن وخرج هو ومسلمة إلى الإسكندرية ثم توجها في البحر فلما سار عقبة إستولى مسلمة على سرير إمرته فبلغ ذلك عقبة بن عامر فقال أغربة وعزلا ما أنصفنا معاوية وكان ذلك لعشر بقين من ربيع الأول عام 47 هجرية وإعتبر عقبة أن الأسلوب الذى إتبعه معاوية في عزله وتولية مسلمة بن مخلد خروج عن المألوف ومنافيا له وشارك بعد ذلك عقبة في حصار القسطنطينية للمرة الثانية في عهد معاوية بن أبي سفيان عام 52 هجرية تحت إمرة إبنه يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وسفيان بن عوف الغامدى وعاد عقبة بعد ذلك إلى مصر وأقام بها يفتي الناس ويعلمهم أمور دينهم ويأخذون عنه القرآن والحديث وكان يعد من مفتيي مصر وذكر عنه أن الصحابة كانوا يستفتونه في أمور دينهم ويكفي أن كل المفتيين المصريين من جيل التابعين قد تتلمذوا على يديه وعلاوة على ذلك فقد كان عقبة بن عامر رضي الله عنه راويا للحديث النبوى الشريف حيث روى عن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة وخمسين حديثا أكثرها رواها عنه المصريون وله منها في صحيحي البخارى ومسلم سبعة عشر حديثا وكان مما رواه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله تعالى يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة صاحبه الذى يحتسب في صنعته الخير والذى يجهز به في سبيل الله والذى يرمي به في سبيل الله وقال إرموا وإركبوا وإن ترموا خير من أن تركبوا وقال كل شئ يلهو به إبن آدم فهو باطل إلا ثلاثة رميه عن قوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله فإنهن من الحق ولما مرض عقبة مرض الموت جمع بنيه فأوصاهم فقال يا بنى أنهاكم عن ثلاث فإحتفظوا بهن لا تقبلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من ثقة ولا تستدينوا ولو لبستم العباء وهو كساء مفتوح من الأمام ولا تكتبوا شعرا فتنشغل قلوبكم عن القرآن وكانت وفاته رضي الله عنه فى نفس اليوم الذى توفيت فيه السيدة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضى الله عنهما فى اليوم الثامن من شهر شعبان عام 58 هجرية قرب أواخر عهد الخليفة الأموى الأول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ودفن بمصر بالقرافة الكبرى بقرب مسجد الإمام الليث بن سعد وقرب ضريح الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه وقبره معروف ومشهور وكان قد أوصى قبل موته بسبعين فرس بجعابها ونبالها في سبيل الله .
ومما يذكر أنه لما تولى عقبة بن عامر إمارة مصر كتب إلى الخليفة معاوية بن أبى سفيان يسأله أرضا فى قرية يبنى فيها منازل ومساكن فأمر له معاوية بألف ذراع فى ألف ذراع فقال له مواليه ومن كان عنده إنظر إلى أرض تعجبك فإختط فيها وإبتن فقال إنه ليس لنا ذلك لهم في عهدهم ستة شروط منها الا يؤخذ من ارضهم شئ ولا يزاد عليهم ولا يكلفوا غير طاقتهم ولا تؤخذ ذراريهم وأن يقاتل عنهم عدوهم من ورائهم ولذا فقد إقتطع عقبة أرضا بعيدة عن أملاك المصريين تقع فى محافظة الجيزة بمنطقة الدقى حاليا وعرفت بإسم منية عقبة ثم حرفت كلمة منية وأصبحت تعرف بإسمها الحالي ميت عقبة وكلمة منية أى ميناء لأنها كانت واقعة فى ذلك الوقت على الشاطئ الغربى للنيل قبل تحوله بعيدا عنها إلى الشرق وبعد وفاة عقبة رضي الله عنها ظل قبره محل عناية ملوك مصر وولاتها حتى جاء صلاح الدين الأيوبى فهدم المبنى المقام على المقبرة وأنشأ مكانه قبة كبيرة تولاها الملوك من بعده بالتجديد والترميم وفي العصر العثماني تم إنشاء مسجد عام 1066 هجرية يضم القبة المشار إليها على يد الوالي محمد باشا السلحدار الذى كان يلى مصر والشام من قبل السلطان العثمانى والذى قام بإصلاح كثير من المشاهد والزوايا وعمرها وجددها ووقف عليها كثيرا من الأوقاف وهذا المسجد هو المسجد الحالي المعروف بمسجد سيدى عقبة بن عامر رضي الله عنه وقد أنشأ الوالي المذكور بجواره زاوية لتعليم اليتامى القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم وتشتمل هذه الزاوية على محراب دائرى مبنى بالحجر الفصى النحيت الأحمر وعلى جانبيه شباكان من النحاس الأصفر ويعلو المحراب نافذة مستديرة مملوءة بالخشب الخرط الجميل ووقف الأمير محمد باشا السلحدار على جامع سيدى عقبة أوقافا جمة بعضها أراضى زراعية وأخرى عقارية وثالثة أموالا سائلة وعن وصف المسجد الحالي فهو مستطيل صغير البناء يشتمل على رواقين يتوسطها صف من العقود المحمولة على أعمدة حجرية مثمنة وزخرف سقف المسجد بنقوش زيتية ومذهبة وكتب بإزار السقف أبيات من قصيدة البردة للإمام البوصيرى وفى الحائط الشرقى بجوار القبلة نقش فى الحجر إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسىٰ أولئك أن يكونوا من المهتدين ثم هذا قبر عقبة بن عامر الجهنى حامل راية رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتحت فى أعلى جدران المسجد نوافذ ملئت بشبابيك مخرمة معشقة بالزجاج المتعدد الألوان ويقع المدخل الرئيس للمسجد فى الواجهة الغربية وإلى يساره توجد المئذنة التى تتكون من بدن أسطوانى مرتفع وهي ذات شرفة واحدة تفصل بين دورتيها وبأسفلها مقرنصات حجرية بديعة المنظر وتنتهي المئذنة من أعلي برأس مخروطية تشبه سن القلم الرصاص علي الطراز العثماني وفي أقصي عمق المسجد يوجد منبران خشبيان أحدهما القديم بجوار الحائط وهو مسجل كأثر والآخر المستخدم حاليا ومسجل عليه هدية من الحاج يعقوب عبدالوهاب بتاريخ يوم الإثنين 26 شعبان عام 1337 هجرية كما تم ترميم المسجد في خمسينيات القرن العشرين الماضي ويتوسط المسجد دكة المؤذن الخشبية ولها 9 درجات للصعود ويجاور المنبرين لوحة زجاجية بخط اليد بحبر شيني مسجل بها ملخص لقصة حياة سيدى عقبة بن عامر وفى الركن الجنوبى الغربى للمسجد يوجد ضريح سيدى عقبة الملحق بالمسجد وهو عبارة عن حجرة مربعة يعلوها قبة مقامة على رقبة مرتفعة وتعتبر قبة سيدى عقبة من أجمل وأكبر القباب التى أنشئت فى العصر العثمانى فهى مضلعة من الخارج أما رقبتها فقد كسيت ببلاطات القيشانى والقبة منقوشة من الداخل برسوم زيتية وكتابة نصها جدد هذا المكان المبارك الوزير محمد باشا السلحدار دام بقاه فى سنة ست وستين وألف وعموما فعلى مر الزمان كان قبر الصحابي عقبة بن عامر رضي الله عنه موضع رعاية وعناية المصريين يقصدونه للزيارة كما حرص كثير من العلماء والفقهاء على أن يدفنوا بجواره حتى صارت قبته مقبرة للعظماء
|