السبت , 7 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

عمرو بن سعيد بن العاص

 عمرو بن سعيد بن العاص
عدد : 02-2024
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com
موسوعة كنوز “أم الدنيا"

عمرو بن سعيد بن العاص بن أُمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر المكنى بقريش بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بم مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وهو من نسل نبي الله إسماعيل عليه السلام القرشي الأموى رضي الله عنه صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يلتقي معه في الجد الثالث عبد مناف بن قصي بن كلاب ولذا فهو يعد من أبناء عمومة النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان جد أبيه عبد شمس بن عبد مناف شقيقا لهاشم الجد الثاني للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو ينتسب إلى بني أمية والتي كانت من عشائر قبيلة قريش الثرية وكان ينظر إليهم على أنهم من بين بطون قبيلة قريش الثلاث الأقوى والأكثر نفوذا وتأثيرا في مجتمع مكة المكرمة قبل ظهور الإسلام وكانوا مسؤولين عن العلاقات السياسية بين قبيلة قريش وسائر قبائل الجزيرة العربية وكان منهم غير الصحابي عمرو بن سعيد بن العاص رضي الله عنه زعيم قريش أبو سفيان صخر بن حرب وأولاده السيدة أم المؤمنين السيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأخواها يزيد بن أبي سفيان ومعاوية بن أبي سفيان والخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنهم جميعا وكان البطن الثاني بنو هاشم قوم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأعمامه العباس وحمزة وأبى طالب وأبنائه علي وجعفر وعقيل وأم هانئ وكانوا مسؤولين عن السقاية والرفادة وخدمة الحجيج أما البطن الثالث فكان بنو مخزوم وكانوا مسؤولين عن إعداد وتجهيز قريش للحرب والقتال وكانت لهم أعنة الخيل والسلاح في قريش وكان أطفالهم يتدربون منذ الصغر على إستعمال الأسلحة بأنواعها المختلفة وإصابة الهدف وترويض الخيل والفروسية وكان منهم أم المؤمنين السيدة أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنها الزوجة السادسة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وسيف الله المسلول عبقرى الحرب خالد بن الوليد وأخواه الوليد وهشام وعكرمة بن أبي جهل أحد قادة جيوش الإسلام في حروب الردة وفتوحات الشام بعد إسلامه وزوجته أم حكيم بنت الحارث بن هشام وأبوها الحارث بن هشام رضي الله عنهم جميعا وكان ميلاد الصحابي عمرو بن سعيد بن العاص رضي الله عنه في مكة المكرمة وغير معلوم لنا بالتحديد تاريخ ميلاده مثل الكثير من الصحابة والصحابيات رضي الله عنهم جميعا ولكن من المؤكد أنه كان قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وكان أبوه سعيد بن العاص من أكابر قريش وساداتها وكان يقال له ذو العصابة وذو العمامة كناية عن السيادة وقد أدرك الإسلام لكنه مات على الشرك وهو إبن عم زعيم قريش أبي سفيان بن حرب وكان الصحابي عمرو بن سعيد بن العاص وأخوه خالد من السابقين إلى الإسلام مع بداية الدعوة على العكس من أخيهما أبان الذى تأخر إسلامه حتى العام السابع الهجرى بعد غزوة خيبر حيث هاجر إلى المدينة المنورة وبايع النبي محمد صلى الله عليه وسلم على الإسلام وذلك بعد إعراض دام حوالي عشرين عاما وكان هو من أجار الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج بالصحابة في شهر ذى القعدة عام 6 هجرية نحو مكة قاصدين العمرة ونزلوا بالحديبية لكي يخبر قريشا بأن المسلمين قد جاءوا إلى مكة معتمرين لا مقاتلين وفي العام التاسع للهجرة إستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على البحرين وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو وال عليها فآل على نفسه ألا يكون عاملا لأحد بعد ذلك ثم شارك في فتوحات بلاد الشام وإستشهد على الأرجح يوم وقعة أجنادين في شهر جمادى الأولى عام 13 هجرية هو وأخوه عمرو رضي الله عنهما .

وعلاوة على ذلك كان للصحابي الجليل عمرو بن سعيد بن العاص رضي الله عنه شقيقان آخران هما العاص وعبيدة إبنا سعيد بن العاص وماتا مشركين في غزوة بدر الكبرى في شهر رمضان عام 2 هجرية وعلينا أن نلاحظ أن العاص بن سعيد بن العاص كان قد أنجب إبنا في العام الثاني الهجرى سماه أيضا سعيد فأصبح إسمه سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص وكان من صغار الصحابة ومن رواة الحديث النبوى الشريف وقد تولى إمارة الكوفة في عهد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه قرابة خمس سنين وغزا طبرستان فإفتتحها ثم إعتزل الفتنة بعد مقتل الخليفة عثمان رضي الله عنه وعلينا ألا نخلط بين الجد سعيد بن العاص والحفيد سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص الحفيد رضي الله عنه ومما يذكر أنه بعد إسلام كل من عمرو وشقيقه خالد إبني سعيد بن العاص غضب أخوهما أبان وقال فيهما ألا ليت ميتا بالظريبة شاهد لما يفترى في الدين عمرو وخالد أطاعا معا أمر النساء فأصبحا يعينان من أعدائنا من يكايد فرد عليه أخوه عمرو رضي الله عنه قائلا أخي ما أخي لا شاتم أنا عرضه ولا هو عن سوء المقالة يقصر يقول إذا إشتدت عليه أموره ألا ليت ميتا بالظريبة ينشر فدع عنك ميتا قد مضى لسبيله وأقبل على الحق الذى هو أظهر وبعد أن تعرض المسلمون في مكة المكرمة للإيذاء من المشركين أذن لهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم لهم بالهجرة إلى الحبشة قائلا لهم إن بها ملكا لا يظلم عنده أحد فهاجر أولا الصحابي خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه ثم لحق به شقيقه الصحابي عمرو بن سعيد بن العاص رضي الله عنه وزوجته فاطمة بنت صفوان رضي الله عنها وكان بصحبتهما العديد من الصحابة الكرام منهم جعفر بن أبي طالب إبن عم النبي صلى الله عليه وسلم وزوجته الصحابية أسماء بنت عميس وعثمان بن مظعون وعبد الله بن جحش وعبيد الله بن جحش وزوجته أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان التي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وصارت من أمهات المؤمنين بعد وفاة زوجها وهشام بن العاص وشرحبيل بن حسنة وعبد الله بن حذافة السهمي وعتبة بن غزوان والمقداد بن عمرو وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم جميعا وقد عاد البعض منهم إلى مكة بعد فترة ثم هاجروا إلى المدينة المنورة بعد بيعة العقبة الثانية بينما ظل بعضهم في الحبشة إنتظارا لتعليمات النبي صلى الله عليه وسلم وكان ممن ظلوا مقيمين بالحبشة الأخوان خالد وعمرو إبنا سعيد بن العاص رضي الله عنهما حتى أواخر العام السادس للهجرة أو أوائل العام السابع للهجرة حيث أرسل النبي صلى الله عليه وسلم كتابا للنجاشي ملك الحبشة حمله عمرو بن أمية الضمرى رضي الله عنه بخصوص زواجه صلى الله عليه وسلم من السيدة أم حبيبة رملة بنت ابي سفيان رضي الله عنها ويطلب منه أن يكون وكيله في الزواج منها وأن يبعث بها إليه مع من عنده من المسلمين وأخذ النجاشي كتابي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبلهما ووضعهما على رأسه وعينيه ونزل عن سريره تواضعا وأمر بحق من العاج حفظ فيه الكتابين .

وأرسل النجاشي إلى أم حبيبة يخبرها بخطبة رسول الله صلى عليه وسلم إياها عن طريق جارية إسمها أبرهة فأعطتها أم حبيبة بعض الحلي لزفها إليها هذا الخبر السعيد فقالت لها أبرهة إن الملك يقول لك أن توكلي عنك من يزوجك فوكلت الصحابي خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه حيث كان أقرب مسلمي الحبشة لها حيث كان من عشيرتها بني أمية وكان أبوه سعيد بن العاص إبن عم أبيها أبي سفيان بن حرب كما أسلفنا وأرسل النجاشي إلى جعفر بن أبي طالب ومن كانوا معه من المسلمين بالحبشة والذين كان منهم عمرو بن سعيد بن العاص رضي الله عنه فحضروا جميعا وتمت مراسم الزواج في وجودهم وأصدقها النجاشي أربعمائة دينار وأولم للحضور وليمة ثم جهز لهم سفينتين إرتحلوا فيهما ووصلوا إلى المدينة المنورة مع عودة النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة خيبر وبعد أن إستقر الصحابي عمرو بن سعيد بن العاص رضي الله عنه في المدينة المنورة لزم النبي صلى الله عليه وسلم وشهد معه فتح مكة في شهر رمضان عام 8 هجرية وغزوة حنين في شهر شوال من نفس العام ثم حصار الطائف في شهر ذى القعدة من نفس العام أيضا ثم شهد معه غزوة تبوك أو غزوة العسرة في شهر رجب عام 9 هجرية وكانت آخر غزوات النبي محمد صلى الله عليه وسلم وإستعمله صلى الله عليه وسلم في العام نفسه على قرى تبوك وخيبر وفدك بشمال غرب المملكة العربية السعودية حاليا وقد روى أن الصحابي الجليل عمرو بن سعيد بن العاص رضي الله عنه كان من صنع خاتم النبي حيث لما قدم عمرو بن سعيد بن العاص من الحبشة مع أخيه خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنهما على النبي محمد صلى الله عليه وسلم فنظرَ إلى حلقة في يده فقال له ما هذه الحلقةُ في يدك قال هذه حلقةٌ يا رسول الله فقال له فما نقشها قال محمد رسول اللَّه قال أرنيه وجعل منها النبي صلى الله عليه وسلم خاتما له وإنتقل إلى الرفيق الأعلى وهو في يده ثم أخذه الخليفة الراشد الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعد ذلك فكان في يده ثم أخذه الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه فَكانَ في يده ثم أخذه الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه فكان في يده في معظم أيام خلافته حتى سقط منه في بئر أريس وبعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في يوم الإثنين 12 من شهر ربيع الأول عام 11 هجرية وبعد أن تولى الخلافة أبو بكر الصديق عاد عمرو بن سعيد بن العاص رضي الله عنه من عمله حين بلغته هذه الأخبار فقال أبو بكر رضي الله عنه ما أحد أحق بالعمل من عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له عد إلى عملك فأبى وخرج إلى الشام لما بدأت الفتوحات في تلك البلاد هو وشقيقاه الصحابيان خالد وأبان إبنا سعيد بن العاص رضي الله عنهما وكانا أيضا قد عادا إلى المدينة المنورة بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأبيا أن يعودا إلى أعمالهما وكان الأول عاملا على اليمن والثاني عاملا على البحرين وشهدوا جميعا وقعة أجنادين في شهر جمادى الآخرة عام 13 هجرية .

وقد شهد الأخوة الثلاثة معركة أجنادين والتي وقعت كما أسلفنا في شهر جمادى الأولى عام 13 هجرية الموافق شهر يوليو عام 634م تحت قيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه والذى إستدعاه الخليفة من جبهة العراق وأمره على جيوش الشام فبعد سقوط بصرى إستنفر هرقل إمبراطور الروم قواته وأدرك أن الأمر جد لا هزل فيه وأن مستقبل الشام بات في خطر ما لم يواجه المسلمين بكل ما يملك من قوة وعتاد حتى تسلم الشام وتعود طيعة تحت إمرته فحشد العديد من القوات الضخمة وجهز جيشا ضخما قوامه سبعين ألف مقاتل ووجهه إلى سهل أجنادين إلى الغرب من القدس الشريف وإنضم إليه نصارى العرب والشام وشكل خالد بن الوليد رضي الله عنه جيشه الذى كان قوامه حوالي ثلاثين ألف مقاتل ونظمه ميمنة وميسرة وقلب ومؤخرة فجعل على الميمنة معاذ بن جبل رضي الله عنه وعلى الميسرة سعيد بن عامر رضي الله عنه وعلى المشاة في القلب أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه وعلى الخيل سعيد بن زيد رضي الله عنه وأقبل قائد الجيش خالد بن الوليد رضي الله عنه يمر بين الصفوف لا يستقر في مكان يحرض الجند على القتال ويحثهم على الصبر والثبات ويشد من أزرهم وأقام النساء خلف الجيش يبتهلن إلى الله ويدعونه ويستصرخنه ويستنزلن نصره ومعونته ويحمسن الرجال وتهيأ جيش الروم للقتال وجعل قادته الرجالة في المقدمة يليهم الخيل وإصطف الجيش في كتائب ومد صفوفهم حتى بلغ كل صف نحو ألف مقاتل وأمر خالد رضي لله عنه جنوده بالتقدم حتى يقتربوا من جيش الروم وأقبل على كل جمع من جيشه يقول لهم إتقوا الله عباد الله قاتلوا في الله من كفر بالله ولا تنكصوا على أعقابكم ولا تهنوا من عدوكم ولكن أقدموا كإقدام الأسد وأنتم أحرار كرام فقد أبيتم الدنيا وإستوجبتم على الله ثواب الآخرة ولا يهولكم ما ترون من كثرتهم فإن الله منزل عليهم رجزه وعقابه ثم قال أيها الناس إذا أنا حملت فإحملوا وكان خالد بن الوليد يرى تأخير القتال حتى يصلوا الظهر وتهب الرياح وهي الساعة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب القتال فيها ولو أدى ذلك أن يقف مدافعا حتى تحين تلك الساعة وأعجب الروم بكثرتهم وغرتهم قوتهم وعتادهم فبادروا بالهجوم على الميمنة حيث يقف معاذ بن جبل فثبت المسلمون ولم يتزحزح أحد فأعادوا الكرة على الميسرة حيث سعيد بن عامر فلم تكن أقل ثباتا وصبرا من الميمنة في تحمل الهجمة الشرسة وردها فعادوا يمطرون المسلمين بنبالهم فتنادى قادة المسلمين طالبين من خالد أن يأمرهم بالهجوم حتى لا يظن الروم بالمسلمين ضعفا ووهنا ويعاودون الهجوم عليهم مرة أخرى فأقبل خالد على خيل المسلمين وقال إحملوا رحمكم الله على إسم الله فحملوا حملة صادقة زلزلت الأرض من تحت أقدام عدوهم وإنطلقت فرق الفرسان والمشاة المسلمين يمزقون ويفرقون صفوف العدو فإضطربت جموعهم وإختلت قواهم وفي هذه المعركة أبلى المسلمون بلاءا حسنا وضربوا أروع الأمثلة في طلب الشهادة وإظهار روح الجهاد والصبر عند اللقاء وبرز في هذا اليوم من المسلمين ضرار بن الأزور الأسدى رضي الله عنه أحد أشجع فرسان المسلمين وكان يوما مشهودا له وبلغ جملة ما قتله من فرسان الروم ثلاثين فارسا كما قتلت أم حكيم بنت الحارث بن هشام المخزومية رضي الله عنها زوجة عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه أربعة من الروم بعمود خيمتها وبلغ قتلى الروم في هذه المعركة أعدادا هائلة تجاوزت الآلاف وإستشهد من المسلمين 450 شهيدا كان منهم الشقيقان عمرو وأبان إبنا سعيد بن العاص رضي الله عنهما رحمهما الله رحمة واسعة وأسكنهما فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وجزاهم الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء وقد روى أنه أثناء المعركة كان عمرو بن سعيد بن العاص رضي الله عنه يحض المسلمين على الصبر في القتال وألقى بنفسه في آتون المعركة فجاءته ضربة على حاجبه فقال ما أحب أنها تأتي قيس توهن من معي إلا قدمت حتى أدخل فيهم فحمل عليه الروم فمشى إليهم بسيفه فما إنكشفوا إلا وهو صريع وبه أكثر من ثلاثين ضربة وبعد أن قتل الكثير منهم رضي الله عنه وأرضاه وبعد أن إنقشع غبار المعركة وتحقق النصر أرسل خالد بن الوليد رضي الله عنه برسالة إلى الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه يبشره بالنصر وما أفاء الله عليهم من الظفر والغنيمة جاء فيها أما بعد فإني أخبرك أيها الصديق إنا إلتقينا نحن والمشركين وقد جمعوا لنا جموعا جمة كثيرة بأجنادين وقد رفعوا صلبهم ونشروا كتبهم وتقاسموا بالله لا يفرون حتى يفنون أو يخرجونا من بلادهم فخرجنا إليهم واثقين بالله متوكلين على الله فطاعناهم بالرماح ثم صرنا إلى السيوف فقارعناهم في كل فج فأحمد الله على إعزاز دينه وإذلال عدوه وحسن الصنيع لأوليائه فلما قرأ أبو بكر الصديق رضي الله عنه الرسالة فرح بها وقال الحمد لله الذى نصر المسلمين وأقر عيني بذلك وكانت هذه المعركة أول لقاء كبير بين جيوش الخلافة الراشدة والروم البيزنطيين في الصراع على الشام .