الأحد, 8 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

عمرو بن حزم الأنصارى

عمرو بن حزم الأنصارى
عدد : 02-2024
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com
موسوعة كنوز “أم الدنيا"

عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأَنصارى الخزرجي رضي الله عنه صحابي من صغار صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الكرام وهو يكنى بأبي الضحاك وهو ينتسب إلى بني غنم بن مالك بن النجار أحد بطون قبيلة الخزرج التي كانت إحدى القبائل العربية الرئيسية في المدينة المنورة وكانت القبيلة الأخرى هي قبيلة الخزرج وكانت هناك نزاعات وصراعات وحروب طاحنة بين القبيلتين قبل الإسلام إستمرت 140 عاما وكانت قبائل اليهود التي تسكن المدينة تغذى تلك النزاعات والحروب وتحيك المؤامرات والفتن بما يحقق لهم البقاء والريادة بالمدينة ولم تتوقف تلك الحروب بين القبيلتين إلا قبل هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات وبدخول معظم أبناء القبيلتين في الإسلام إنتهت الصراعات والحروب وساد السلام بين القبيلتين حيث أصلح النبي صلى الله عليه وسلم بين قلوبهم من خلال إستيعاب كلا الفصيلين في المجتمع المسلم ومنع سفك الدماء بين المسلمين وتم تضمين كل من القبيلتين في دستور المدينة بكونهم مسلمين في دولة واحدة ومجتمع واحد وشكلت القبيلتان الأنصار بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وكان من أشهر رجال قبيلة الخزرج غير الصحابي عمرو بن حزم رضي الله عنه شقيقه الأكبر عمارة بن حزم والذى كان ممن شهدوا بيعة العقبة الثانية ضمن الثلاثة وسبعين رجلا والإمرأتين وفد الأنصار من قبيلتي الأوس والخزرج وشهد مع النبي محمد غزواته كلها ثم شارك في حروب الردة ضمن جيش خالد بن الوليد وكان من شهداء معركة اليمامة ضد مسيلمة الكذاب والتي وقعت في شهر شوال عام 11 هجرية وسعد بن عبادة سيد الخزرج وإبنه قيس بن سعد بن عبادة وعبد الله بن عمرو بن حرام وإبنه جابر بن عبد الله راوى الحديث النبوى الشريف وسعد بن الربيع وأبو اليسر كعب بن عمرو وعمرو بن الجموح ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم جميعا ويعد بنو غنم بن مالك بن النجار قوم الصحابي عمرو بن حزم أخوال عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم والد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهم من خير قبائل الأنصار حيث ورد في صحيح البخارى في باب فضل دور الأنصار عن أبي أسيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو الحارث بن خزرج ثم بنو ساعدة وفي كل دور الأنصار خير وكان من أشهر الصحابة من بني النجار غير الصحابي الجليل عمرو بن حزم الأنصارى رضي الله عنه الصحابة الكرام أبو أيوب الأنصارى الذى إستضاف النبي صلى الله عليه وسلم في بيته عند قدومه إلى المدينة المنورة مهاجرا من مكة المكرمة وشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت الخزرجي وأسعد بن زرارة الأنصارى الخزرجي النجارى الذى كان يلقب بنقيب بني النجار وكان من فضل بني النجار في الإسلام أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم نقب على النقباء أسعد بن زرارة فلما توفاه الله أثناء بناء المسجد النبوى الشريف إجتمعت بنو النجار إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وسألوه أن يجعل منهم شخصا مكانه نقيبا عليهم فقال لهم أنتم أخوالي وأنا فيكم وأنا نقيبكم وكره الرسول أن يخص بها بعضهم دون بعض ويروى أنه بعد وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة بعد هجرته إليها أن خرجت بنات صغيرات من بني النجار مستبشرات وفرحات بقدومه صلى الله عليه وسلم وهن ينشدن نحن جوار من بني النجارِ يا حبذا محمد من جار فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهن الله يعلم إني لأحبكن وكان النبي عطوفا يكرم الأنصار وأبناءهم ويعطيهم كل رعاية وإهتمام .


ويروى أنه كانت الأرض التي بني عليها المسجد النبوى الشريف كانت ملكا لغلامين يتيمين من بني النجار هما سهل وسهيل إبنا عمرو وكانا في حجر أسعد بن زرارة وكانت هذه الأرض في موضع في وسط المدينة المنورة وكانت تستغل كموقف للإبل ومحبسا لها وكان المسلمون الأوائل من الأنصار قبل الهجرة النبوية يجتمعون ويصلون في جانب منها وكان يؤمهم الصحابي الجليل أسعد بن زرارة رضي الله عنه ثم من بعده كان الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنه المبعوث من النبي محمد صلى الله عليه وسلم يصلي بهم ويعلمهم القرآن الكريم أيضا بها وعندما قدم النبي محمد المدينة المنورة بركت ناقته في ذلك الموضع وقال هذا المنزل إن شاء الله فدعا الغلامين ليعرض عليهما شراء أرض المربض ليتخذها مسجدا فقالا بل نهبها لك يا رسول الله فأبى أن يقبلها هبة حتى إبتاعها منهما ودفع ثمنها أبو بكر الصديق رضي الله عنه وشارك المهاجرون والأنصار في بناء المسجد ومعهم النبي صلى الله عليه وسلم وكان يدعو لهم قائلا إن العيش عيش الآخرة فإرحم الأنصار والمهاجرة وكان ميلاد الصحابي الجليل عمرو بن حزم الأنصارى رضي الله عنه بالمدينة المنورة وليس معلوما لدينا بالتحديد تاريخ ميلاده وإن كان من المؤكد أنه كان قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وكان إسلامه على الأرجح قبل هجرة النبي إلى المدينة بوقت قصير وكان آنذاك صغير السن ولذا لم يشارك في غزوتي بدر وأحد وكانت أولى المشاهد التي شهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة الخندق أو الأحزاب في شهر شوال عام 5 هجرية وبعدها شهد غزوة بني قريظة في شهر ذى القعدة من نفس العام وأبلى في كل هذه المشاهد بلاءا حسنا وفي شهر ذى القعدة عام 6 هجرية شهد بيعة الرضوان وصلح الحديبية وفي شهر المحرم عام 7 هجرية شهد غزوة خيبر والتي خرج فيها النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة المنورة بعد أن ضمن حياد قريش بموجب صلح الحديبية متجها شمالا لقتال يهود خيبر الذين تآمروا مع قريش وقبائل نجد في غزوة الأحزاب وهددوا المسلمين في المدينة المنورة وحاصروها بهدف إقتحامها والقضاء على الإسلام والمسلمين لمدة 3 أسابيع فدخلوا حصونهم المنيعة فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون وإنتهى الأمر بفتح هذه الحصون وكسر شوكة اليهود وفي شهر ذى القعدة من نفس العام السابع الهجرى شهد الصحابي الجليل أبو اليسر كعب بن عمرو رضي الله عنه عمرة القضاء وفي شهر رمضان عام 8 هجرية شهد الصحابي أبو اليسر رضي الله عنه فتح مكة وفي الشهر التالي شوال عام 8 هجرية شهد غزوة حنين ثم حصار الطائف في شهر ذى القعدة من نفس العام وفي شهر رجب عام 9 هجرية شهد غزوة تبوك أو غزوة العسرة وكانت آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم .


ومما يذكر أنه بعد صلح الحديبية وبداية من أواخر العام السادس الهجرى وحتى العام العاشر الهجرى قام النبي صلى الله عليه وسلم بمراسلة الملوك والأمراء وقادة الأمم والشعوب والقبائل والجماعات التي كانت موجودة في عصره يدعوهم فيها إلى الإسلام وكانت هذه الرسائل تعد صفحة بارزة من صفحات السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي لأن تلك الرسائل كانت تكشف وجها من وجوه التطبيق العملي الملموس لعالمية الدعوة الإسلامية وكان عدد السفراء النبويين الذين وقع عليهم الإختيار للقيام بهذه المهمة نخبة من خيرة الصحابة الذين يتميزون بالفصاحة والبلاغة وإجادة لغات الملوك والحكام المتوجهين إليهم وقد بلغ عدد سفراء النبي صلى الله عليه وسلم خمسة عشر سفيرا كان منهم على سبيل المثال لا الحصر الصحابي عبد الله بن حذافة السهمي وكان سفير النبي لكسرى أبرويز ملك الفرس وكان يجيد اللغة الفارسية وأيضا الصحابي دحية الكلبي وكان سفير النبي لهرقل إمبراطور الروم وكان يجيد اللغة السريانية لغة الروم وقد إستشهد واحد من هؤلاء السفراء فقط حيث قتل غدرا قبل أن يبلغ رسالة النبي محمد إلى ملك بصرى بجنوب سوريا وهو في طريقه إليه ومزقت رسالة نبوية واحدة فقط من رسائل النبي محمد من جانب كسرى أبرويز ملك الفرس وهي التي حملها إليه عبد الله بن حذافة رضي الله عنه وهو ما لم يفعله حتى الذين رفضوا إعتناق الإسلام كما رفض إعتناق الإسلام الحارث بن أبي شمر الغساني ملك الغساسنة في الشام وصرف بالحسنى السفير النبوى كل من هرقل إمبراطور الروم والمقوقس عظيم قبط مصر والذى قدم هدية للنبي صلى الله عليه وسلم أما باقي الرسائل فقد حققت نتائج ممتازة حيث إنتشر الإسلام بسببها إنتشارا واسعا في تسعة أقطار هي اليمامة وعمان والبحرين واليمن في أربع مناطق شاسعة منها وحضرموت والحبشة حيث إستجاب ملوك وأمراء وحكام هذه الأقطار لدعوة الإسلام وأسلمت معهم أعداد كبيرة من رعاياهم وكان من الرسائل أيضا التي أرسلها النبي صلى الله عليه وسلم رسالة إلى بني الحارث بن كعب والذين كانوا يدينون بالنصرانية ويسكنون بنجران بجنوب غرب المملكة العربية السعودية حاليا يدعوهم فيها إلى الدخول في الإسلام وقد حمل هذه الرسالة الصحابي الجليل عمرو بن حزم الأنصارى رضي الله عنه وكان نص الرسالة التي أرسلها النبي صلى الله عليه وسلم لنصارى نجران بإسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب أما بعد فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد فإن أبيتم فالجزية فإن أبيتم فقد آذنتكم بحرب والسلام وعندما عرض عليهم أسقفهم ما كان في رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إجتمع رأيهم على أن يرسلوا وفدا منهم للقاءه وبالفعل أرسلوا وفدا قيل إنه كان يتكون من عدد 60 رجل إلى المدينة المنورة لمقابلة النبي صلى الله عليه وسلم يتزعمهم ثلاثة رجال من زعمائهم هم شرحبيل بن وداعة الهمداني وعبد الله بن شرحبيل وجبار بن فيض الحارثي فدخلوا على الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة وإجتمعوا معه في مسجده ودارت بينهم وبين الرسول مناقشات عديدة .


وكان أبرز هذه المناقشات سؤالهم عما يقول صلى الله عليه وسلم في نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام فقال ما عندي فيه شئ يومي هذا فأقيموا حتى أخبركم بما يقال لي في نبي الله عيسى عليه السلام فأصبح الغد وقد أنزل الله عز وجل إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكن من الممترين فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين فأبوا أن يقروا وكثر جدالهم في نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المباهلة أى الدعوة إلى أن يبتهل كل طرف إلى الله عز وجل أن يجعل لعنته على الطرف الكاذب فخافوا وأبوا ورفض زعيمهم شرحبيل بن وداعة المباهلة لأنه خشى على قومه من بطش العرب أو حلول اللعنة فلو لم يكن رسولا فهو له الغلبة والقوة الآن أما لو كان رسولا بحق فسوف تصيبهم اللعنة ويبادوا عن آخرهم فقال لأصحابه إن كان هذا الرجل ملكا مبعوثا فكنا أول العرب طعن في عينه ورد عليه أمره لا يذهب لنا من صدره ولا من صدور قومه حتى يصيبونا بجائحة وإنا أدنى العرب منهم جوارا وإن كان هذا الرجل نبيا مرسلا فلاعناه فلا يبقى على وجه الأرض منا شعرة ولا ظفر إلا هلك فقال له صاحباه فما الرأي فقد وضعتك الأمور على ذراع فهات رأيك فقال رأيي أن أحكمه فإني أرى رجلا لا يحكم شططا أبدا فقالا له أنت وذاك ومن ثم إختار نصارى نجران أن يخضعوا لحكم النبي صلى الله عليه وسلم ويدفعوا إليه الجزية وبناءا على ذلك عاهد الرسول صلى الله عليه وسلم نصارى نجران على السلم مقابل دفع الجزية وكان في نصوص المعاهدة التي أبرمت بين الطرفين ما يدل على سماحة الإسلام ومدنية دولته منذ نشأتها وكذلك كفالته لحرية الإعتقاد لمواطني دولته فعاهدهم بألا يغيروا ما كانوا عليه من دين وكتب لهم نص المعاهدة وهو بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما كتب محمد النبي رسول الله لنجران إذ كان عليهم حكمه في كل ثمرة وفي كل صفراء وبيضاء وسوداء ورقيق فأفضل عليهم وترك ذلك كله على ألفي حلة في كل رجب ألف حلة وفي كل صفر ألف حلة وكل حلة أوقية ما زادت على الخراج أو نقصت على الأواقي فبحساب وما قضوا من دروع أو خيل أو ركاب أو عرض أخذ منهم بحساب وعلى نجران مثواة رسلي ومتعتهم بها عشرين فدونه ولا يحبس رسول فوق شهر وعليهم عارية ثلاثين درعا وثلاثين فرسا وثلاثين بعيرا إذا كان كيد باليمن ومغدرة وما هلك مما أعاروا رسولي من دروع أو خيل أو ركاب فهو ضمان على رسولي حتى يؤديه إليهم ولنجران وحسبها جوار الله وذمة محمد النبي على أنفسهم وملتهم وأرضهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وتبعهم وأن لا يغيروا مما كانوا عليه ولا يغير حق من حقوقهم ولا ملتهم ولا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا وافه عن وفهيته وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير وليس عليهم ريبة ولا دم جاهلية ولا يحشرون ولا يعشرون ولا يطأ أرضهم جيش ومن سأل منهم حقا فبينهم النصف غير ظالمين ولا مظلومين ومن أكل ربا من ذى قبل فذمتي منه بريئة ولا يؤخذ رجل منهم بظلم آخر وعلى ما في هذه الصحيفة جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله حتى يأتي الله بأمره ما نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير منقلبين بظلم وبعد هذه المعاهدة ونظرا لما لمسه نصارى نجران من عدل المسلمين وحسن معاملتهم وإحترامهم لعقائدهم ومقدساتهم بدأ الكثير منهم يدخل في الإسلام طواعية .


وحمل أيضا الصحابي عمرو بن حزم رضي الله عنه رسالة إلى الحارث بن عبد كلال وأخوته وهو أحد زعماء وكبار وسادة قبائل حمير ببلاد اليمن وتقول إحدى الروايات أنه أرسل بإسلامه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأقام باليمن وفي رواية أخرى قيل إنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم فرحب به وأفرشه رداءه وقال قبل أن يدخل عليه يدخل علينا من هذا الفج رجل كريم الجدين صبيح الخدين ولكن الأشهر أن ملوك حمير أرسلوا كتابا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامهم ومنهم الحارث بن عبد كلَال فكتب النبي صلى الله عليه وسلم إليه وإلى أخويه نعيم بن عبد كلال وشرحبيل بن عبد كلال كتابا ذكر فرائض الصدقات والديات وبعث إليهم الصحابي عمرو بن حزم الأنصارى رضي الله عنه وأمره أن يقرأ عليهم سورة البينة وكان نص الكتاب الحارث بن عبد كلال أما بعد ذلكم فإنه قد وقع بنا رسولكم مقفلنا من أرض الروم بالمدينة فبلغ ما أرسلتم وخبر ما قبلكم وأنبأنا بإسلامكم وقتلكم المشركين فإن الله قد هداكم بهداه إن أصلحتم وأطعتم الله ورسوله وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأعطيتم من المغنم خمس الله وسهم النبي وصفيه وما كتب على المؤمنين من الصدقة من العقار عشر ما سقت العين وسقت السماء وعلى ما سقى الغرب نصف العشر وأن في الإبل الأربعين إبنة لبون وفي ثلاثين من الإبل إبن لبون ذكر وفي كل خمس من الإبل شاة وفي كل عشر من الإبل شاتان وفي كل أربعين من البقر بقرة وفي كل ثلاثين من البقر تبيع جذع أو جذعة وفي كل أربعين من الغنم سائمة وحدها شاة وأنها فريضة الله التي فرض على المؤمنين في الصدقة فمن زاد خيرا فهو خير له ومن أدى ذلك وأشهد على إسلامه وظاهر المؤمنين على المشركين فإنه من المؤمنين له ما لهم وعليه ما عليهم وله ذمة الله وذمة رسوله وإنه من أسلم من يهودى أو نصراني فإنه من المؤمنين له ما لهم وعليه ما عليهم ومن كان على يهوديته أو نصرانيته فإنه لا يرد عنها وعليه الجزية على كل حال ذكر أو أنثى حر أو عبد دينار واف من قيمة المعافر أو عوضه ثيابا فمن أدى ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن له ذمة الله وذمة رسوله محمد ومن منعه فإنه عدو لله ولرسوله أما بعد فإن رسول الله محمدا النبي أرسل إلى زرعة ذى يزن أن إذا أتاكم رسلي فأوصيكم بهم خيرا معاذ بن جبل وعبد الله بن زيد ومالك بن عبادة وعقبة بن نمر ومالك بن مرة وأصحابكم وأن إجمعوا ما عندكم من الصدقة والجزية من مخالفيكم وأبلغوها رسلي وأن أميرهم معاذ بن جبل فلا ينقلبن إلا راضيا أما بعد فإن محمدا يشهد أن لا إله إلا الله وأنه عبده ورسوله ثم إن مالك بن مرة الرهاوى قد حدثني أنك أسلمت من أول حمير وقتلت المشركين فأبشر بخير وآمرك بحمير خيرا ولا تخونوا ولا تخاذلوا فإن رسول الله هو ولي غنيكم وفقيركم وأن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لأهل بيته إنما هي زكاة يزكى بها على فقراء المسلمين وإبن السبيل وأن مالكا قد بلغ الخبر وحفظ الغيب وآمركم به خيرا وإني قد أرسلت إليكم من صالحي أهلي وأولي دينهم وأولي علمهم وآمرك بهم خيرا فإنهم منظور إليهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وقد رد الحارث على النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب كان مما جاء فيه ودينك دين الحق فيهِ طهارة وأنت بما فيه من الحق آمر .


وبعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في يوم الإثنين 12 من شهر ربيع الأول عام 11 هجرية لم تذكر لنا المصادر التاريخية أى تفاصيل عن سيرة الصحابي الجليل عمرو بن حزم رضي الله عنه سوى أنه قد قال كلاما شديدا لمعاوية بن أبي سفيان لما أَراد أخذ البيعة لإبنه يزيد وكانت وفاته رضي الله عنه على الأرجح ما بين عام 51 هجرية وعام 54 هجرية بالمدينة المنورة رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وجزاه عنا وعن الإسلام خير الجزاء وجدير بالذكر أنه كان من أبناء الصحابي الجليل عمرو بن حزم الأنصارى رضي الله عنه محمد بن عمرو رضي الله عنه والذى كان فقيها فاضلا من فقهاء المسلمين ومن رواة الحديث النبوى الشريف وقد روى عن أبيه وعن غيره من الصحابة كما روى عنه جماعة من أهل المدينة المنورة منهم إبنه أَبو بكر والذى كان مثل أبيه من فقهاء المسلمين ورواة الحديث أيضا وقد ولد محمد بن عمرو بن حزم رضي الله عنه على الأرجح في عام 10 هجرية بنجران وكان والده آنذاك عاملا لرسول الله صلى اللَّه عليه وسلم عليها وسماه أبوه محمدا وكناه أَبا سليمان وكتب بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سمه محمدا وكنه أَبا عبد الملك ففعل فلا تكاد تجد في آل عمرو بن حزم رضي الله عنه مولودا يسمى محمدا إلا وكنيته أَبو عبد الملك وكانا مقتله يوم الحرة في عام 63 هجرية وذلك بعد أن أخرج أهل المدينة المنورة عثمان بن محمد بن أبي سفيان عامل يزيد بن معاوية منها وأظهروا خلع يزيد لقلّة دينه وفجوره فجند لحربهم جيشا شاميا كان عليه مسلم بن عقبة فإلتقوا بظاهر المدينة وقد روى أن محمد بن عمرو كان يرفع صوته أثناء القتال قائلا يا معشر الأنصار أصدقوهم الضرب فإنهم يقاتلون على طمع دنياهم وأنتم تقاتلون على الآخرة وقد أكثر القتل في ذلك اليوم حيث كان يحمل على الكردوس فيفضه حيث أنه كان فارسا مغوارا فحملوا عليه حتى نظموه بالرماح فلما وقع جريحا إنهزم الناس وقتله رجل من جيش مسلم بن عقبة وكان كما أسلفنا لمحمد بن عمرو بن حزم إبن يدعى أبو بكر وكان مولده بالمدينة المنورة في عام 36 هجرية في أوائل عهد الخليفة الراشد الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان أيضا أحد فقهاء المدينة المنورة وقاضيها في عهد الخليفة الأموى السابع سليمان بن عبد الملك ولم يتول إمارة المدينة من الأنصار غيره وكان يعد من صغار التابعين وإشتهر بأنه كان كثير العبادة والتهجد وهو الذى كان يصلي بالناس ويتولى أمرهم أثناء إمارته وقال عنه الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه ما رأيت أحدا مثل أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أعظم مروءة وأتم حالا ولا رأيت من أوتي مثل ما أوتي ولاية المدينة المنورة والقضاء والموسم وبعد أن توفي سليمان بن عبد الملك وتولى عمر بن عبد العزيز بن مروان الخلافة كتب إليه هذا الأخير بأن يكتب له الحديث من عند عمرة بنت عبد الرحمن والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وهما من التابعين فكتبها له وكانت هذه هي الخطوة الثانية لجمع الحديث النبوى الشريف بعد أن كان بعض الصحابة الكرام قد إستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم بعد عدة سنوات من هجرته إلى المدينة في تدوين الحديث النبوى الشريف كان على رأسهم الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه والذى دونها في صحيفة خاصة به سماها الصحيفة الصادقة .
 
 
الصور :
مدرسة عمرو بن حزم الأنصارى الثانوية