بقلم الخبير السياحى/ محمود كمال
تعيش مصر مرحلة بناء حقيقي على كافة الأصعدة ،وكلها تتسم بالجودة العالية والمستوى اللائق بها، وحينما نتحدث عن رؤية مصر 2030 فنحن نتحدث عن أهداف عامة محددة بعينها ، رؤية شاملة لبناء مصر شعبا ووطنا، الأمر ليس هينا ولا سهلا أن تبنى بلدا من جديد يليق باسم مصر، ما أجمل الكلام الذي لا يصاحبه قدرة تنفيذية، الكلام سهل والتنفيذ أمر اّخر يحتاج الى توفير القدرات والامكانيات للتنفيذ في فترات محددة حتى يوصف بالإنجاز والنجاح.
تعالى معي نسير في احياء وشوارع القاهرة مثلا، فسوف تجد الشيء وعكسه فإذا انت تسير في مصر الجديدة أو الزمالك أو المعادي أو القاهرة الجديدة والمجتمعات السكنية الجديدة فسوف تشعر بالفخر لهذا المستوى الراقي من نظام ونظافة وإشارات مرورية، دعنا نتجول في مناطق واحياء في وسط البلد مثلا فسوف تجد أشياء تسرك وأخرى دون المستوى، الامر الذي يجعل الصورة مرتبكة وغير مريحة على المستويات المختلفة من نظام المرور والاشارات والنظافة.
ماذا نحتاج حتى نشعر بالفخر ونحن نسير في شارع الازهر مثلا أو عند زيارتنا لبيت من أهم البيوت التي أقام فيها علماء الحملة الفرنسية في مصر مدة ثلاث سنوات وأخرجوا لنا كتاب من أعظم الكتب المهمة في العالم وهو كتاب "وصف مصر " البيت اسمه " بيت السنارى " بالسيدة زينب وبجواره مخزن اسماك ورنجة وفسيخ ،ولك أن تتخيل الرائحة النفاذة عند زيارتك للبيت !!
نحتاج لنظام متكامل مكون من مجموعة يشرف عليها مجلس الوزراء تتجول في شوارع القاهرة وترصد كل كبيرة وصغيرة من جودة رصف الشوارع والمطبات الصناعية العشوائية والتشجير والأرصفة وإشارات المرور والنظافة وإلتزام المحلات بنظام موحد يسمح للمشاة استخدام الأرصفة المخصصة فقط لسير المشاة وليست لسد الرصيف بالبضاعة !!
يتولى مجلس الوزراء مراجعة تقرير تلك اللجنة ووضع اّليات فورية لإصلاح وتطوير كل ما جاء في تقرير اللجنة وعمل نموذج لشوارع محددة حتى يتم تعميم تلك التجربة في شوارع أخرى وأحياء أخرى ومن مدينة لمدينة سوف نجد نظام مستمر لا يفسده المنتفعين من العشوائية السابقة!
قد لا يستطيع المواطن أن يغير شيء لأنه اعتاد على الوضع الحالي دون رقابة أو محاسبة ونرى في ذلك سلوكيات لا توصف إلا بتدني أخلاقي حينما ترى شخصا يرمى مخلفات في الشارع بحجة أن الشارع ليس به سلة مهملات، لابد وضع نظام متكامل لضمان سلوك قويم سليم إيجابي ومحاسبة الخارجين عن النظام المطلوب.
سوف نعتاد على النظام ليصبح سلوكا إيجابيا يوميا وليت التليفزيون المصري يسلط الضوء على تلك الشوارع والاحياء التي سوف تشهد التطوير قبل وبعد التنفيذ حتى نهيئ الاحياء الأخرى بأنهم سوف يستقيدون من هذا المشروع الذي يعود بالنفع على الكل مواطنا كان أم ضيفا زائرا لمصر.
لابد من وجود برامج تنموية تشرح للناس كيفية السير في اتجاهات منظمة، وتعنى هذه البرامج بتوجيه المواطن بالالتزام سيرا في الخطوط المسموح له بالسير فيه مثال أن نسير على اليمين عن استخدامك لصعود أو نزول السلالم بشكل عام وفى أي مكان، داخل المترو وفي المصالح الحكومية وفي العمارات السكنية وفي المصاعد، نعم إنه قليل من النظام يستطيع تحسين جودة ومناخ الحياة.
سوف تجد الكثير من الناس ضد هذه الفكرة في بدايتها ولكنهم سوف يلتزمون متى وجدت غرامات مادية يتم دفعها وهي ليست بالجديد فقد نفذها من قبل وزير الداخلية الراحل أحمد رشدي في أهم ميادين القاهرة وكيف أنها أظهرت شكلا حضاريا رائعا التزم المواطنون بكل التعليمات، فلماذا لا نكرر التجربة مرة أخرى ولكن بخدمات متكاملة تشمل الأرصفة وإشارات المرور في كل مكان بحيث لا نحتاج عنصر بشرى متواجد في كل تقاطع أو شارع.
لا تنس أننا ننتظر افتتاح أعظم متحف مصري في العالم وسوف تنقل كاميرات العالم كله هذا الافتتاح والتطور الذي تنتهجه مصر ولابد أن نرى قانون المرور بكل اّلياته وخدماته مطبق فلنبدأ بالشوارع المهمة وسوف تزداد تلك الشوارع مع نجاح التجربة.
يجب أن تضم اللجنة المقترحة جميع الفئات العمرية والقيادية على مستوى الوزارات المختلفة وتذليل كافة العقبات أمامها.
|